الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن معا : قراءة في رواية هل رأيتم حبيبي لأحمد رشدي صالح

بهاء الدين الصالحي

2024 / 1 / 27
الادب والفن


هل رأيتم حبيبي؟ سؤال يطرحه مؤلف الرواية وهو من هو الاستاذ احمد رشدي صالح وهو ذلك المثقف اليساري الذي شارك في صنع الثقافة المصرية عبر ثلاثينيات القرن الماضي ، وهو مؤلف رواية الزوجة الثانيه التي تحولت الى فيلم شهير عبر السينما المصرية الرواية التي جاءت مزينه لدراسة طرحها احمد رشدي صالح عام 1945 عن التاريخ الاجتماعي لمصر فجاءت رواية الزوجة الثانيه مصداقا للمجموع الافكار التي ساقها في تلك الدراسة وهنا المدخل لقراءة تلك الرواية هل رأيتم حبيبي وهي رواية قابله للقراءة على مستويين المستوى الاول مستوى الاحداث العادية وهي عباره عن طبيبه تتزوج طبيب من النوابغ في الطب ويسعى الى اكتشاف علمي لمعالجه الاورام السرطانية وهو بذلك يعطي كل وقته للعمل وبذلك الغى واجباته الجنسية تجاه زوجته وبعد ذلك تفرغ تلك الزوجة حاجاتها الجسدية في حوارها مع جسدها امام المرآه وكذلك من خلال الاندماج في قراءه القصص والمجلات ولكن الصدفة تلعب دورا جميلا في ان الحوادث تؤدي الى وجود حمدي ومحمود في العيادة الخاصة بها داخل المستشفى وبذلك تتعرف على كلاهما ليصبح محورا اساسيا في حياتها فحمدي مؤلف قصصي ومثقف مهموم بوطنه ومحمود من هواه الانتاج هو حيث هو مهندس زراعي ويسعى الى فكره العمل اليدوي والتنمية وتسير الصداقة هكذا حتى يظهر السمسار صبري ذلك السمسار الذي يتاجر بكل شيء ويظهر في حفلات نقابه الاطباء حيث زوجها الدكتور سامي يسعى الى منصب كبير ولكن القدر يصيب سامي في حادث سيارة وبذلك يصبح عاجزا وقادرا على رؤيه حياته الماضية ويشعر بالذنب تجاه زوجته حتى يصل الى قرار الانفصال عنها وبالتالي يسعى سامي لإنشاء مدينه جديده يستعين فيها بحمده وبمحمود ولكن شخصيه محمود المصابة في حرب 67 والذي عاد بعد 67 بيد صناعيه من حديد هنا الدلالة وبعد ذلك تقع الدكتورة سوزي زوجه الدكتور سامي في علاقه غير مشروعه مع السمسار صبري ولكن السمسار صبري اوقع في شراكه عددا من النساء منهن من جئنا اليه برغبتهن وكذلك من سوقت لقوادته، ولكن محمود بيده الحديدية تلك حصل على الصور والتسجيلات التي صورها السمسار صبري ونجح في حمايه الدكتورة سوزي التي سعت الى نداء جسدها من مصير المومس وتنتهي القصة بالمجتمع الجديد الذي انشاه سامي رمز العلم المتطرف ورفض محمود وحمدي قتل السمسار صبري لأنه يكره الدماء تنتهي القصة انه لا زواج احد على احد حيث مفهوم ان الاشخاص قد سامحوا الاشخاص ان الجميع مخطئ ولكن الجميع يبني في ذلك المجتمع الجديد على الرغم من احساسه المزمن بخطاياه بقول المسيح عليه السلام من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.
والرواية لا اعلم زمن صدورها ولكنها صادره عن الهيئة العامة للكتاب وكان ثمنها 70 قرشا قد حصلت عليها من على السور.
ما هو الجديد في هذه الرواية؟
الجديد فيها قدره القاص على طرح بنيه قصصيه قابله للتأويل دون الوقوع في مساله المباشرة الأيديولوجية، وكذلك ممارسته لتقنيه النص داخل النص وكذلك طرح عدد من الأسئلة داخل ذلك النص ليقول ان النص ليس غرضه الرئيسي التسلية ولكن الغرض الرئيسي هنا طرح الافكار حول المصير الخاص بالأشخاص حيث ان المصير مرتبط بالإجابة على الأسئلة الخاصة بكل بطل منها الابطال حيث ان جميع الشخصيات هنا ابطال وهنا تركيزه على صفه السمسار بالنسبة لصبري وتركيزه على صفه السقوط الجسدي ولماذا السقوط الجسدي لان الابطال الحقيقيين المناط بهم الفعل عجزه واحد بفعل تطرفه في فكره العلم وفكره التفرع والغاء كل المشاعر والاخر ممثله في حمدي حيث هرب ما بعد حرب 67 وذهب الى باريس وكذلك محمود نفسه امن بفكره الفعل اليدوي وامن بفكره الدفاع وامن بفكره الخلاص الفردي هنا هو فكره الخلاص الفرد هي فكره يدينها الكاتب بطبيعة الحال بدليل نهاية القصة حيث ان الجميع متنازلون عن فكره حاجاتهم الأساسية من اجل الاندماج في الحلم المجتمعي الذي هو تلك المدينة التي اقامها الدكتور سامي والذي ادرك بعد لأي وجهد جهيد ان العلم بناء مجتمعي وليس جهدا فرديا تسعى من خلاله الى المجد والجوائز والانواط.
يتناول القاص تأثير الازمات المجتمعية علي الافراد من خلال عمق الازمة الوجودية التي عاناها محمود خلال هزيمة ١٩٦٧ وكذلك احساس حمدي تجاه تلك الأزمة وتنامي الازمة مابعد حرب أكتوبر ١٩٧٣ حيث التشتت الهوياتي الذي عاناه المجتمع المصري .فكانت فكرة المجتمع المدعوم بالثقافة ممثلة في حمدي والعمل اليدوي ممثلا في محمود والعلم الذي تم تهذيبه اجتماعيا ممثلا في سامي بعد تجاوزه لازمته الشخصية بعد يأسه من العلاج والمرأة المثقلة باحتياجاتها الجسدية وقدرتها علي تجاوز السقوط في هوة السمسار وعبقرية المباشرة هنا في استدعاء شخصية السمسار وبحثه عن مناطق الضعف وعدم يأسه ،ليقرر للقاص كبعد معرفي في الرواية ان الضعف البنيوي الكامن فينا هو سبب ازمتنا.
وفكره النشيد الوارد في تلك المسرحية التي كتبها حمدي هنا دوري المؤلف المسرحي في طرح الأسئلة وليس في تسليه النظارة وجيب في الصفحة من 201 الى 204 عن أسئلة مهمه حول القاهرة تلك المدينة الكبيرة التي توشك ان تتضخم الى اخر مدى بحيث تلتصق ضواحيها بجسمها القديم العريق وتأتي مواصفات المدينة في الصفحة من 201 الى 204 وفي المدينة الحبلى تتوجع النساء منذ ازمان وينزف العرق والدم من الرجال، حيث مارس تقنيه روائية رائعة حيث تكتنز كل عباره من ذلك النشيد حال بطل من الابطال.
المرآه الجميلة تحب ان يكون في قلبها موضع لأكثر من رجل ولهذا السبب فهي تعيش عاشقه وتموت عاشقه ذلك حال منى وحال سوزي في سقوطهما تحت يد السمسار صبري ولكن ذلك الفارس لم تتبلور ملامحه في اوصاف المجموعة حيث يرصد كل شخص ما يراه في البطل المنشود وفق غايته ولكن البطل ينشد في النهاية فطروا المسرحية اذا رأيتم حبيبها فعانقوه وقبلوه لان فارسها الموعود من احشائها خرج والى احشائها لن يعود، ثم عادل يقول ما اطول لحظه الصدق في الاحساس الصدق في الالم الصدق في الاغتراب الصدق في القلق.
هنا احمد رشدي صالح يرفض الحل الفردي ولكنه يقرر ان الحل الجماعي وان البطل وكائن في كل رؤى هؤلاء شريطه ان يجتمع هؤلاء في بناء مجتمعي جديد، ويقرر بعد ذلك ان الحل ليس بقتل السمسار لأنه كائن هلامي يموت المهم ان نعالج مناطق الضعف داخلنا حتى لا يتغلغل الينا عن طريقها ذلك السمسار.
يقول لنا احمد رشدي صالح من خلال ذلك العمل الروائي اننا لا يجب ان نخجل من نقاط ضعفنا فنقاط ضعفنا في النهاية هي درجه من درجات التنفيس عن ضعفنا الانساني ودرجه من درجات الإضاءة على مناطق تلك الضعف حتى نستطيع تجاوزها.
ولعلها صرخة اراد ان يطلقها احمد رشدي صالح في صفحه 227 حيث يقول حمدي هذا العراء يدفع الرجال ثمنه ولكن الاحتشام الذي ندفع كلنا ثمنه وندفعه من اعمارنا هو احتشام الضمائر الفاسدة والعقول المعطلة وما اشد خطرها على مستقبل هذه المدينة كلها.
تأتي الرواية هل رأيتم حبيبي بعنوان يحتمل التأويل ولكن الرواية هكذا حمالة اوجه في مجتمع المدينة حيث السؤال القوي ما هو شكل الجماعة ومن هو الفاعل في الجماعة وما هو مستقبل هذه الجماعة يطرحه التطور وسؤال نطرحه من خلال نقاط ضعفنا وبحثنا الوجودية عن رغباتنا وعن ذاتنا ومدى قدرتنا على تجاوز رغباتنا الخاصة وعلاقه الجماعة بالفرد تلك كلها أسئلة تطرحها الرواية وهي وذلك سبب خلود تلك الرواية على قدر تصورنا البسيط.
هذه الرواية تعبر عن عالم رشدي صالح الذي عبر عنه قبل ذلك في الزوجة الثانيه ذلك المثقف المهموم بهموم وطنه وبالتالي تعطي الرواية قدرا من التأويل الاجتماعي للأحداث من خلال البنيه الروائية التي اجاد الخاص هنا نسجها بحيث تقرا لأكثر من قارئ ولأكثر من جيل وتقرا على اكثر من مستوى.
عاشت مصر بمبدعيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا