الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


7 أكتوبر...لماذا القلق الصهيوني؟!

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 1 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كيان مسلح بقنابل نووية، ودعم أميركي بريطاني(أنجلوساكسوني) مفتوح سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا، ناهيك بحراسة "نواطير" عرب، تزلزله آرمة مطعم في المزار الجنوبي في محافظة الكرك الأردنية، ارتأى صاحبه الدكتور نبيل الصرايرة تسميته 7 أكتوبر. وزير الاسكان في الكيان اللقيط يتسحاق جولدكنوفف طالب بتقديم احتجاج رسمي للحكومة الأردنية على خلفية افتتاح المطعم، بحسب القناة السابعة العبرية. أما رئيس حكومة الكيان اللقيط السابق، يائير لابيد، فقد أثار غضبه اسم المطعم، وقال في تغريدة: "يجب أن يتوقف التمجيد المشين ل 7 أكتوبر. التحريض والكراهية ضد اسرائيل تولدان الإرهاب، والتطرف، الذي أدى إلى المذبحة الوحشية في 7 أكتوبر". وتابع فُض فوه في تغريدته: "نتوقع من الحكومة الأردنية أن تدين هذا الأمر علنًا وبشكل لا لبس فيه". هل عرف التاريخ الإنساني وقاحة أكثر من ذلك؟! وهل شهدت البشرية مثل هذا الصلف والغرور والإستعلاء؟!
كيان قام بالمجازر وسفك الدم والعدوان، وكلها جزء من عقيدته وبنيته العقلية والنفسية، مذ زرعته بريطانيا في فلسطين قبل 75 سنة. وما يزال على النهج الاجرامي ذاته في ممارساته، حيث يقارف عشرات المجازر يوميًّا في غزة، ومع ذلك يتحدث قادته عن التحريض والكراهية ضد كيانهم اللقيط. أما الطلب من الحكومة الأردنية "أن تدين افتتاح مطعم يحمل اسم 7 أكتوبر علنًا وبشكل لا لبس فيه"، فيتعدى الوقاحة إلى وهم الشعور بالفوقية تجاه "الغوييم الذين وُجدوا لخدمة شعب الله المختار!!!". ولا ندري كيف يمكن التعايش مع كيان، توجهه وتقرر سياساته وممارساته عقلية عنصرية عدوانية استعلائية على هذه الشاكلة.
صاحب المطعم، الدكتور نبيل الصرايرة، خرج عن صمته وقال في تصريحات تداولتها الصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي:" إن تغيير اسم المطعم(وصفه بالمُشَرِّف) سببه عدم موافقة الجهات الحكومية المختصة على ترخيصه، لأنه يحمل دلالات سياسية، ولأسباب وضغوطات أمنية أُزيلت الآرمة من قِبَل الدولة(يقصد الحكومة)". وأكد الصرايرة أنه "بعد محاولات عدة لم يستطع الحصول على ترخيص".
الحكومة الأردنية جانبها التوفيق ولم يكن الفلاح حليفها بالتعامل مع شأن، سُرعان ما تحول إلى قضية رأي عام. وزاد طين الموقف الرسمي وهنًا، تأكيد الناطق باسم الحكومة في تصريح للسي إن إن "تمسك الأردن بالسلام كخيار استراتيجي!!!". أي سلام يا رجل، مع كيان يرتكب عشرات المجازر في غ...ة يوميًّا؟!!! أي سلام مع كيان لقيط عدواني لسان حاله لا يفتأ يردد بالقول والفعل منذ سبعة عقود ونيف:"أنا أحارب إذن أنا موجود"؟!!!. وهل تعلم الحكومة الأردنية والناطق باسمها أهم قواعد التفاوض بين الخصوم منذ فجر التاريخ، ومؤداه أن أيًّا من الخصوم لن يحصل على طاولة التفاوض أبعد من مرمى مدفعيته على الأرض؟!ّ!!. وعليه، فالسلام غير ممكن بين ذئب وحمل، وإذا أردت السلام فعليك الاستعداد للحرب، كما يقول مثل روسي شهير. لقد "انخرط" بعض النظام الرسمي العربي في مسرحية مدريد للسلام، وبدأ ماراثون مفاوضات استغرقت سنوات، وماذا كانت النتيجة؟!!! ازداد الكيان اللقيط عدوانية، واشتط أكثر وأكثر في نزوات غروره الوقح، فزاد وتيرة الاستيطان في فلسطين المحتلة 1967. وها هو اليوم يتنكر على لسان مجرم الحرب النتن حتى لاتفاق أوسلو على علاته، بل ويجاهر هذا النتن، في موازاة جرائم كيانه اللقيط في غ...ة، بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية بين البحر والنهر بأي حال من الأحوال. وعلى الرغم من هذا كله، ترد الحكومة الأردنية على لسان الناطق باسمها ب"تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي".
بالعودة إلى الصدد، نرى من الضرورة بمكان الإضاءة على الموقف الشعبي الأردني. فقد أصدرت هيئات ثقافية وسياسية واجتماعية أردنية بيانًا شجبت فيه اقدام جهات رسمية على إزالة آرمة مطعم 7 أكتوبر، في المزار الجنوبي في محافظة الكرك. وأكدت أن هذه الخطوة الحكومية، استجابة مرفوضة وغير مبررة للضغط الصهيوني وانتهاك صارخ لسيادتنا الوطنية والشعبية، نرفضها وندينها. ودعت هذه القوى إلى إنصاف صاحب المطعم، والإستجابة للمطالب الشعبية بإعادة آرمة مطعم 7 أكتوبر كما كانت قبل ظهر يوم الجمعة 26 كانون الثاني 2024. هذا هو الموقف الشعبي الأردني، الذي لم يتوانَ في الترجمة على الأرض بظهور محال تحمل اسم 7 أكتوبر. ونختم بالإجابة على تساؤل ربما خطر ببال قارئنا: لماذا هذه الضجة الصهيونية ضد مطعم يحمل اسم 7 أكتوبر؟!!!
في الإجابة، نرى أن السبب الرئيس يكمن في الخوف ورُعب القلق الوجودي في البنية النفسية الصهيونية، ناهيك بعدم الثقة بالمستقبل. ففي السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023 سددت ملحمة طوفان الأقصى البطولية ضربة قاسية للوعي الصهيوني، ربما للمرة الأولى في تاريخه، فأسقطت هيبته الردعية وأكدت أن احتمال زواله قائم وممكن في عقده الثامن، كما حصل لمملكة داود ولدولة الحشمونائيم.
وأنت عزيزنا القارئ، ما رأيك؟ قُل كلمتك ولا تتردد، فالأمر يتعلق بحاضرنا ومستقبل أجيالنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت