الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية لقصيدة نغمات على صفيح دافئ للناقد العربي مسعود العيون

الطاهر كردلاس

2024 / 1 / 27
الادب والفن


قراءة لقصيدة " نغمات على صفيح دافئ للشاعر " الطاهر كردلاس "
بقلم : الناقد العربي مسعود
تختلف هذه القصيدة عن باقي القصائد الشعرية التي انتجها الشاعر " الطاهر كردلاس " ، ليس فقط من حيث المضمون و الشكل ، بل من حيث البناء و الصور الشعرية المستعملة في قصيدة تعكس بلغة رمزية استعملت فيها الطبيعة بكل مكوناتها النباتية و غير النباتية بهدف جعل المتتبع يستعمل امكانياته الثقافية و الفكرية و الأديبة لفهم المقصود من قصيدة مليئة بالرموز الدلالية المستوحاة من قراءة نقدية يقدمها شاعر متمرس في اللغة الشعرية و الأدبية. فقصيدة " نغمات على صفيح دافئ " تبدأ بتساؤل حول المكان الذي باتت الدماء تغمره و تسيل داخله بكثرة ، تاركة آثارا و دمارا شكل مأساة إنسانية و جروحا عميقة جعلت الحياة صعبة حتى على الطيور التي باتت تغني في عشها أو هديرها دون أن تتحرك هنا أو هناك . و بالرغم من هذا الطابع السوداوي ، فإن القصيدة انتقلت لتخاطب المكان كطبيعة باسم المؤنث ، مؤكدة على أنه مكان تظل فيه الروائح زكية و طيبة بكل ألوان الطبيعة بشكل يجعل الأنفس البشرية الجريحة متدمرة من واقع قد يكون مرتبطا بحرب إبادة ، تجد لنفسها علاجا لحروق دائمة نتيجة المعاناة و القصف اليومي ، و الذي يربطه الشاعر بتناغم هذا المكان مع قدرة ربانية تدفعه للصمود رغم الدمار و المأساة والمعاناة الانسانية ، و هو صمود ينعكس بفضل القدرة الإلهية على المكان ، من حيث المطر الغزير و النجوم المضيئة في السماء لأرض أريد لها أن تعيش في ظلام دامس و في خوف ورعب دائم . لينتهي الشاعر بمخاطبة هذا المكان المقاوم و الاسطوري بكونه مكانا يحتل مكانة عظمى بالنسبة لكل فرد من الشعب ينتمي لهذا المكان ، و الذي يظل عنوانا يوميا من التضامن و المواجهة بصفة تجعل الكل يقدر و يقدس هذا المكان أينما حل وارتحل يبقى مكانا مؤهلا لأن يكون فيه النغم و اللحن و القصيدة عناوين بارزة لجعل الإنسان أكثر ارتباطا بالأرض المغتصبة. إن الشاعر بهذا التصور للمكان الصامد ، يجعله أكثر صبرا و انتصارا لقضية أريد لها أن تنتهي أو بالأحرى أن تموت ، لكنها ظلت صامدة متحدية كل ما يرمز للعلقم و الحنظل و السواد و السخم و السقم ، مستنشقة دائما حرية وقدسية هذا المكان ، متحدية الليل وظلماته و الحرب و وحشيتها و التآمر المتكالب من الصديق قبل العدو ، و جاعلة الطريق مضيئا و نبراسا لطواقين للحرية بكل معانيها . انت حرية، لا صنما انت وضوح ، لا طلسما و في الأخير ، لا أعتقد أن الشاعر من خلال هذه القصيدة أنه لم يكن صادقا في ما عبر عنه من واقع تعيشه الأمة العربية و الإسلامية ، في ظل ما يعانيه الشعب الغلسطيني من إبادة جماعية تشنها قوة الاحتلال الصهيوني ، الذي أتى على الأخضر و اليابس ، خصوصا في غزة الصامدة ، و التي خاطبها الشاعر في قصيدته : انت نبراس لمن قلبه تفحما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ