الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الثورة ، صدام ، الصدر النزف مستمر

طارق الحارس

2006 / 11 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


الرد العملي لحارث الضاري على مذكرة القاء القبض التي أصدرتها الحكومة العراقية ضده والتي تحولت بسرعة البرق الى مذكرة تحقيق تجسد في سقوط أكثر من ( 200 ) شهيدا ، فضلا عن أكثر من ( 250 ) جريحا ، إذ تمكن تنظيم القاعدة ، هذا التنظيم الذي امتدحه الضاري بعد صدور المذكرة ، من اختراق مدينة الثورة ليزرع فيها جراثيمه القاتلة التي حولت جثث النساء والأطفال والشيوخ من أهالي هذه المدينة الى أشلاء متفرقة .
سقط أكثر من( 450 ) مواطنا بريئا بين شهيد وجريح في مدينة الثورة كما أطلق عليها مؤسسها عبد الكريم قاسم قبل أن يغير اسمها النظام السابق و( يشرفها ) باسم ( صدام ) في بداية الثمانينات ، ( التشريف ) كان ثمنه عشرات الآلاف من المعدومين ، فضلا عن ضحايا الحرب مع ايران ، أو مدينة الصدربعد سقوط النظام . ما الجديد في ذلك ؟
لا جديد في ذلك ، إذ أن يبدو أن هذه المدينة قد تعودت على سقوط أبنائها أما شهداء أو جرحى ( معاقون فيما بعد ) ، أو معدومين فهي المدينة الأكثر نزفا بالعراق ليس اليوم فحسب ، بل منذ زمن طويل ، إذ أنها نزفت كثيرا في حروب صدام ومعتقلاته ومقابره الجماعية ، وكذلك نزفت بعد سقوط النظام فقد استهدفها البعثيون والتكفيريون في مناسبات عديدة ، ومن المؤكد أن نزيف هذه الجريمة لن يكون الأخير.
كالمعتاد خرجت الأمهات تلطم على الخدود بلا صوت فقد بحت أصواتهن منذ زمن طويل ، وكالمعتاد خرجت الأصوات الدينية ، والسياسية الشيعية مستنكرة ومنددة ، أما الأصوات الأخرى فكالمعتاد أيضا خرجت مطالبة بضبط النفس والهدوء بالرغم من بشاعة الجريمة ، في حين أن هذه الأصوات نفسها تقوم الدنيا ولا تقعدها بعد استشهاد عدد لايتجاوز أصابع اليد من طائفتها وتتهم الحكومة بالطائفية والصفوية وتهدد بالانسحاب من الحكومة والبرلمان ، ليس هذا فحسب، بل أن بعضهم يهدد ويتوعد بالقصاص من الروافض والكفرة والخونة والصفويين .
بينما تلطم الأمهات على خدودهن دون صوت يستمر الطرفان ( الأحزاب الشيعية والسنية ) اللعب بأوراق الدماء التي تسيل على الأرصفة والأسواق والمساجد فهذا طارق الهاشمي الذي توعد بالأمس أهالي هذه المدينة بالقصاص منهم يطالب العراقيين بالهدوء وضبط النفس ، والأمر نفسه ينطبق على عدنان الدليمي الذي وصف الشيعة ، قبل أيام قليلة من حصول هذه الجريمة ، بالصفويين ، يطالب العراقيين بتهدئة الأمور ، أما عبد العزيز الحكيم فالكمعتاد يعزي أهالي الشهداء مثلما عزاهم في مجزرة الكاظمية ومجزرة السوق الشعبي .
مقتدى الصدر بدوره يظهر مرة أخرى بغبائه السياسي والديني مطالبا حارث الضاري بتحريم الدم الشيعي مع أنه على يقين تام أن الضاري لن يقولها مطلقا وأن حرم فانه سيقول : نحرم دم المسلم وهو بهذا لا يعني الشيعة منهم ، إذ أنه لايعد الشيعة من المسلمين فهم روافض ، كفرة حسب وجهة نظر الفكر الوهابي الذي ينتمي له . وأيضا يطلب مقتدى فتوى تصدر من الضاري تحرم الانضمام الى تنظيم القاعدة في حين أن الضاري قالها وبكل وقاحة أنه يساند هذا التنظيم ، بل ويعده تنظيما مجاهدا ضد الاحتلال الأمريكي .
المحزن في خطاب مقتدى ومطالبته الضاري لم يكن من أجل دماء الأبرياء الذين سقطوا في مدينة الثورة ، بل أنه طالبه بذلك كي يصدر بيانا يدين فيه مذكرة الاعتقال أو التحقيق التي أصدرتها الحكومة ضد الضاري ، فأية مهزلة هذه !!.
وكالمعتاد فان بعض القنوات الطائفية بالعراق وبالعديد من الدول العربية بدأت تروج أخبارا كاذبة عن حوادث حصلت في مناطق أخرى في بغداد كي تغطي على الجريمة البشعة التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء .
من المؤكد أن هذا( المعتاد ) لن يبقى الى الأبد ، وأن الاستنكارات والادانات لن تحترم الى الأبد فهؤلاء الضحايا لهم أخوة وعشائر لابد لصبرها من أن ينفذ ، ولابد لها من أن تثأر للشهداء والجرحى وحين تحين هذه الساعة سيحترق الجميع في نار لها أول وليس لها آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات