الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في فكرة مدرستنا للدكتور صادق المخزومي

عباس عطيه عباس أبو غنيم

2024 / 1 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


أقامت عشيرة ابو شبع الكلابي في مرقد الصحابي الجليل كميل النخعي الذكرى السنوية الرابعة والأربعين لرحيل القامة الشعرية الشاعر عبد الحسين أبو شبع في محافظة النجف الأشرف ,وغيرها من المدن العراقية هذا الشاعر الذي تغنى بكلامه الصغير والكبير اذ لم يخلو من حكمه ومعرفة في فنون فاقت الوصف وهو ينتقد سلوكيات الحكام والمجتمع.
إن الشاعر الذي آثرا المجالس الأدبية والفكرية ولم تزل قصائده الخالدة تذكر عبر المنصات الأدبية في الطرقات والأندية والمدارس, وهو متربع على عرش الفضيلة بما جادت به قريحته, والصورة التي نقلها المفكر الأديب الدكتور صادق المخزومي بأن الشاعر القصاب وشبع كانا معهدان الأول كلاسيكي وثائقي والثاني رائده الملاح الحائم لأن (الشعر الإنساني قلم وفم )هذا الفم عندما يتجلى في سلوكياته ومبادئه يكن ناقداً .
أجاد الدكتور صادق المخزومي بأوراقه البحثية (قصيدة فكرة مدرستنا تجليات الشاعر الكبير عبد الحسين أبو شبع) في إعطائه الصورة الرائعة لهذه القصيدة التي لم تزل يتغنى بها الأدباء والنقاد ومن سار على رابعة الطريق فكراً رائداً فكرة مدرستنا لما تشمل من معاني فكرية ثقافية أدبية والشاعر الذي يقرأ ويكتب يحمل من الثقافة العلمية ما تجعله من الاوائل في مسيرة حياته.
فكرة مدرستنا وماذا يقصد بهذه الفكرة وأي مدرسة هي, هل يقصد مدرسة الشعر أو مدرسة أخرى ؟ هذه المدرسة لها عدة معان وكلها تصب في معنى واحد, هي مدرسة باب مدينة العلم معاني أبواب الوعي الرسالي الهادف ومن تخرج منها نال شرف الولاء, والمخزومي تجلى في فكرة القلم الذي اتخذ منه مدرسة النجف اواخر القرن الثاني عشر هج ومن اوائل هؤلاء أصحاب معركة الخميس الادبية بريادة العلماء في تلك الفترة, ويعطي الخبر التام في مدرسة الشعر الشعبي الذي نشأ في القرن الثالث عشر هج .
هذه المدرسة الشعرية التي نهل وتخرج منها الشاعر الكبير عبد الحسين أبو شبع, لهم فضل السبق من الشعراء عبود غلفه والحاج زاير وأبن نصار وأبراهيم أبو شبع ومن عاصرهم في تلك الفترة ولكن عبد الحسين لم يزل ذاكرة النجف وغيرها من القصبات تتداول شعره وتتغنى به ولنا فيه تأمل لأن الشعر الذي يخرج من فاه عبد الحسين يدخل القلب بدون...
أن الصورة الشعرية التي يعطيها الشاعر عبد الحسين تدل على غزارة المعلومة وهو الناقد الإنساني فيما ينقد من أحزاب سياسية دخلت العراق وحملت مشروع تغييري لأبناء الوطن وكل حزب له من اودلجيات من تناغم بها النفوس, والشاعر الكبير قد نهض بشعره الصوري التأملي, خبايا النفس وهذان المعهدان الكبيران قد حملا مشعل التنوير, فالقصاب تدور رحى صوره الشعرية تناغم القومية والأخير تناغم الاشتراكية.
إن الثقافة التي يحملها أبو شبع كانت غزيرة ولكل قصيدة لها دور ثقافي يستنهض المجتمع وما فكرة مدرستنا الا دليل على رسوخ الفكرة لدى شاعرنا وانشدها الرادود عبد الرضا وشيحان والنويني لشهرتهم ولشهرة القصيدة, إن الشاعر أراد من فكرة المدرسة التي تحمل عدة أوجه, وهو يقصد كلها مدرسة اهل البيت (ع) ومدرسة الشعر الكلاسيكي منها والملاح الحائم التي تخرج منها كل اولائك الذين اضافوا اليهم وأضافوا اليها اشعاعهم وإبداعهم .
هــــي الحسستنا فكرة مدرســـتنا
هالمجلس للأجيال فكره تخرج ابطال
بالـحــق بصـــرتنا فكرة مدرســـتنا
ويكون لـمن نــــجتمع مــن هالمدارس ننتفــع
مو كلمة تخطف عالسمع ابين متكاسل وناعــس
بـــس كلمـات دارت مــو هالشكل صـارت
لازم نصـــلح انفـــوس لازم نـاخـذ ادروس
ونجعلـهـا صفتنـا فكرة مدرســـتنا
المدرسة ساحة وعليها سورها يدور بوسعها
والعلم مو زرع بيهـا حتى تحصد من زرعها
العلم من عقل المفكر ينبثق من مجتمعهـا
من مدرسها الينسب هالدروس ويوزعهــــا
هذا المدرس ينجعل أول رسول من الرسل
يشعر بنفسه ينسأل عن ضررها وعن نفعها
يقصّـــر هو قاصـــر يبدع هو فاخـــــــــر
نعرف ياهو بي خـير ونعرف ابو التقصير
واللـــي فهمتنـا فكرة مدرستـنـــــــا
يصح من عنده اعترض علينا وبوده يخاطب
يكول من هاي المدارس شفتهمنا من مواهب
انصنع عقل الكتروني الكام يبديها عجـايب
صعدت الرواد سطح القمر واكتشفت كواكب
جا مدرستكم شانتجت شبيها دروس اتبرمجت
وهنا فكرته اترجرجت راح يخلقها مصاعب
مـا نـــدري شنكله ونســــتر على الخلــة
نسكت عنه اجحاف نحجي نبتلي انخـاف
واللـــي شجعتنــــــا فـكرة مدرستنــــــــا

انكله حكك باعتراضك مـا نكلك بيه جـاهل
اني هم مثلك اكـــول وصرت مثلك بالمشاكل
اني اكلك عـــدنا فكرة وانت متفــهّم وعـاقل
لو صدك نطرح علمهـا وبدراســـتها نواصــــل
جـان ارتفعنـا بالعِلـم.. بشــموس واقمـار ونجم
نحل كل لغز كل طلسم وما شفت انسان خامل
والتقصــــير بينا ذب لومك علينا
استوردنا اسـاطير صارت إلنا تخدير
لا مـا خدرتنـا فكرة مدرستنــــا
كبل عقل الكتروني اشجنت تسمع من سرائر
من الرسول اوعن لسانه ايســـولفوها عـالمنابر
جان عن الغيب ينقل يحجي بالما جان صاير
جان يخبر عن عصور اتصير وشـــبيها ضـماير
هذا علمنا ويـا ترى اكدرنا نحصل جوهره
اكدرنا نربي الفاكرة صــــرنا نتنازع نغـامر
ضــــيعنا علــــمنا ومـــن عنده انــحرمنا
ولو ما فكرة احسين مـا ظل أثــــر للعين
واللــــي انقــذتنـا فــــكرة مدرســــتنا
كــــبل رواد الفضـاء واجهزتهـا والمـراصد
الهادي مو حلق ابروحه بلـــيلة المـــعراج رائد
قبل مـا تكتشف هال اقمـار وتجيب الفوائد
حيدرة مو كال اسئلوا يثبت التــاريخ شـاهد
هالعلم جا لیش انحجب ياهو الذي صار السبب
يـاهو الذي بينـا لعب وياهو خله العلم جامد
راح العـــلم منــــــــا وصـار بعيد عنــــــا
النـاس العـافوا الخير مـــــن عدهم التأخير
لتظــــــــن أخرتنـــا فـــــــكرة مدرستنـا

لو نعيــــد النظر بيها اوصدك ندرسها حقایق
وننجعل طلاب حك وكلمن ابنفسيته واثـــق
والمدرس صدك يخلق جيل من منطق الصادق
ما شفت بينا كسول ولا شفت بينا منافق
ابها المدرسه كان انتشر هالعلم بالبر والبحــــر
وطلابها تجني الثـــمر من المغارب للمشارق
جـان الأمة راحت لكل منطقة وصاحت
هاي اعلومنـا هـاي ويتقبلهـا كل راي
اتصــــيح الطورتنـا فكرة مدرستـنـــــــا
ليش يا للاسف ليش لمدرستنـا ما حوينا
غير بس قصة ورواية اوسالفة ونغمة حنينة
قصه تـاخذنا ابشوط ابعيد قصة ترد بينـا
سـالفة تشغلنـا عن الجوهر الضايع علينـا
ونسينا ابو اليمة اشبذل مجهود عـالي وشحمل
بهالمدرسة عنده أمل رادهـا تخلق وعينـا
رادلنـا الثـقـافــــة وتتفـــــهم اهـدافه
رحنا ابأخطر دروب وبهالحالة جم نوب
نمنـا وفـــــــززتنـا فكــــرة مدرستنـا
أنظر أيها القارئ اللبيب إلى العنوان الذي جمع كل الخيوط من احسايس وحمل المدرسة لعدة اوجه وهي تناغم مدرسة الحق الالهي ويالها من ثقافة تستنج منها المفهوم لمدرسة التشيع والخط الحسيني رغم الغفلة في البصيرة .
إن المستهل الذي يحمل نتاج فكر الشاعر الذي حمل التأريخ لينسج اصل المدرسة التي تخرج منها وعمق افكارها هذه المدرسة الكبيرة التي خرجت العلماء والأدباء ومنها الشاعر عبد الحسين ودوره فيها, وجعل منظومته الشعرية وأحاسيسه اللفظية وعمقها في المجتمع.
إن من يريد نهوض هذه الأمة عليه إن يصدمها صدماً عنيفاً وهذه الكلمات فيها من الصدمة من اخذ الدروس النافعة ورفض التكاسل, لنكن امة منتجة هادفة ونرفع غبار النعاس عنا لأن المقطع الثاني يعطي دور المدرسة بما تنتج فكراً كما فعلها الاولين الذين وصلت الينا مآثرهم وحمل الرسالة الخالدة منهاجاً.
إن المدرسة والمعلم الذي كاد أن يكون رسولاً ومن يكن رسول حتماً له اشعاع فكري يبث الارتقاء في طلبته للتقويم, واليوم كاد التدريس بعيد عن مهنة الرسل لأن من يملي على المدرسة منهاجها لم يرتقي سلم النجاح فاثبتت مدارسنا غير منتجه ولا هادفة, والشاعر يعطي الرمزية لهذه المدرسة ويملي الفراغ ليصحح المسار من جديد, ومدرسة اهل البيت لم تجد عليها شائبة لحد الان وإن عبد الحسين قد أعطى هذه النكسة لتقصير انفسنا والمجتمع, ومنها المدرسة التي بعدت عن منهاجها الاصيل.
من منا يستوعب الفكر الرسالي ليكن هادفاً في الحياة, الشاعر الذي استوعب فكر محمد (ص) وأفكار علي(ع) وأعطاها مسحة كاملة من فعل وردة الفعل التي غالباً ما تكون عاطفية والمخطط مكتمل الدوائر الهندسية بمدرستنا وأن غفل عنها الشارع ولم يجمع شتات أمره من بحث الماضي ورصانته والحاضر وتعاسته .
إن الشاعر ربط بين الرواية وبين التكنولوجيا بهذا المقطع, الذي ينقلنا نقلتاً نوعيتاً من عالم الغيب في صدر الاسلام, وعالمنا الذي نعيش فيه اليوم من تطور والذي سار عليه الخلف الصالح في تلك السنين ونحن نعيش النرجسية الكلامية, ولا نرتقي بها لأن الرواية تحدثت عن رحلة الإسراء والمعراج ولم يكن تطور حاصل (وقد قيل الحفاظ على النجاح أهم من النجاح ) لم نحافظ على تلك العلوم ولا رصانتها لأن التأخر نتيجة جهل الشعوب التي لم ترتقي ولن ترتقي مسؤوليتهم في قيادة الأمة فكرياً واجتماعياً ولو اعدنا النظر في دراستها من جديد لكانت مدارسنا في اشعاع فكري غير مسبوق, وفي كل دور تجد معترض يعترض على المتنور الذي يريد النهوض بهذا المجتمع والأسرة.
لدينا الكثير من هم الناقمين عليهم وهؤلاء اثروا على انفسهم ومجتمعهم ولم يعطوا الصورة المثلى في العملية التربوية ولا منهاجها الرسالي لأن الفكر يولد فكر والشاعر عبد الحسين رحمه الله في هذه القصيدة اعطى سبل النهوض من خلال احتضان هذه المدرسة الفكرية مدرسة الرسول الاعظم محمد (ص) وأهل بيته الميامين (عليهم السلام) حتى يتأسف على ضياع الامة عبر منبرها الذي لم يصدم المجتمع الحاضر تحت المنبر, وله اهدافة من الحضور لسماع رواية او اتباع نغمة تشده اليه ولم نحمل نهجاً ثورياً هادفاً يحقق الصدمة التي فقدت لترميم عملية الاصلاح ونخرج من التنظير الى عملية التطبيق, وتجليات الرسول والأئمة عليهم السلام قائمة فينا وآثارهم موجودة, ومن يتخذ الوعي يجد النهضة الحسينية وأملها في الاصلاح في ضمير المتكلم عبد الحسين رحمه الله.
إن فكرة المعهدان موجودة في ضمير كل شاعر وكاتب وناقد, ولهم فيها كلام يذكر وأن لم يخرج عن التنظير, لأن الشعب عاطفي اكثر من الحماسية, والدكتور المخزومي اجاد في اعطاءه الفكرة وإشعاعها لهذين المعهدين, وان لم اشير الى الشاعر القدير هادي القصاب, اسهاباً إلا أن الشاعرين لهم من الاهلية الفكرية ما يملى الخافقين ولم يكن دورهم دور المشاهد المتقاعس بل لهم استنهاض في كل قصيدة ودرساً لمن يفقه دروس التأريخ.
تبقى مدرستنا مدرسة الحسين قائمة في ضمائرنا ومتحركة, وأن تأخرنا عليها قائم نتيجة الغفلة في كيفية فهمها فهماً صحيحاً وهي غشاوة اراد المستعمر بقائها على أعيننا وهذه الغشاوة لم تحسسنا بالمدرسة الاصولية التي كتبتها دماء الحسين وأهل بيته وأصحابه الميامين عليهم السلام والشاعر عبد الحسين رحمه الله يعي حجم الدماء ويرى حجم المصيبة كما يراها الدكتور المخزومي في تجليات الخطاب, خذها وأن لم تأتي ثمار ما سطرته أناملك ايها الدكتور الحبيب ولعلي لم اصل الى مدرسة الأصالة ولم أكن حاذقاً بما كتبت عن مدرسة اهل البيت ولا عن مدرسة الشعر الشهيد الخالد عبد الحسين أبو شبع رحمه الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث