الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرة القاء قبض أم تحقيق .. نفذوها يا حكومة

طارق الحارس

2006 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قتل السيد عبد المجيد الخوئي على يد زمرة من المجرمين في مدينة النجف . بعد استقرار الأوضاع في هذه المدينة أثبتت التحقيقات أن مقتدى الصدر هو المسؤول عن قتل الخوئي ، لذا أصدر قاضي التحقيق رائد جوحي الذي ذاع صيته فيما بعد من خلال محاكمتي الدجيل والأنفال ، مذكرة القاء قبض على مقتدى الصدر .
بعد صدور هذه المذكرة أقام بعضهم الدنيا ولم يقعدها على أساس أن مقتدى ابن عائلة الصدر المعروفة بتاريخها الديني والنضالي ، إذ أن هذه العائلة قدمت الكثير من أجل الدين الاسلامي والعراق ، لكنهم تناسوا أن قضية مقتل الخوئي ليست لها علاقة بتاريخ هذه العائلة الكبير فشهادة الشهود أثبتت بما لايقبل الشك أن مقتدى وبعض أعوانه هم مَن يتحمل مسؤولية قتل عبد المجيد الخوئي .
تحركت ، بقوة ، بعض الأطراف السياسية بحجج مختلفة ففضلا عن تاريخ عائلة مقتدى الصدر وتضحياتها ظهرت على السطح قضية الاضطرابات في الشارع السياسي التي ربما يثيرها أنصار الشهيد السيد محمد صادق الصدر ( والد ) مقتدى في حالة تنفيذ هذه المذكرة وبسرعة البرق تم احتوائها ووضعها وملف القضية في مكان ليس له علاقة بالعدالة والقضاء ، أو على حد قول أحدهم : لقد ابتلعت السياسة دم عبد المجيد الخوئي .
الغريب في الأمر أن مقتدى وبعد أن انتهى موضوع مذكرة القاء القبض أصبح من كبار اللاعبين السياسيين بالعراق ، ليس هذا فحسب ، بل أنه سافر خارج العراق ليستقبله كبار رجالات الدول التي زارها .
يبدو أن المشهد ، ومن خلال أحداث الأيام الأخيرة ، سيتكرر مع قضية حارث الضاري فلقد صدرت مذكرة القاء قبض بحق هذا ( الضاري ) بعد اتهامه بالتحريض على الارهاب من خلال مساندته لتنظيم القاعدة ، فضلا عن تهم أخرى منها اتهامه لمجلس الانقاذ الأنبار بقطاع طرق ولصوص وقد تم نشر تفاصيل هذه المذكرة عبر وسائل اعلامية متعددة وعلى لسان مسؤولين كبار منهم وزير الداخلية ومسؤول كبير من وزارته .
أقام بعضهم الدنيا ولم يقعدها بعد صدور هذه المذكرة ، بل وصل الأمر الى عد هذه المذكرة ضربة شيعية أو ( صفوية ) على حد تعبير سياسي بارز لأهل السنة كون الضاري ( المرجع الديني الأكبر ) للطائفة السنية بالعراق بالرغم من عدم اعتراف غالبية عظمى من أبناء المذهب السني بهذا المرجع ، بل أن بعضهم عده المسؤول الأول عن الجرائم البشعة التي ترتكب بالعراق ، لاسيما أهالي محافظة الأنبار بعشائرهم الكبيرة الذين يمثلهم مجلس انقاذ الأنبار ، تلك العشائر التي عدها الضاري قطاع طرق بعد أن بدأت بتطهير المحافظة من الارهابيين ، من تطهير المحافظة من مجرمي القاعدة الذين يدعمهم الضاري بكل وقاحة .
بعد الضجة الكبيرة التي اثارها هذا البعض بدأت الحكومة بالتراجع عن قرارها بالقاء القبض على حارث الضاري ، إذ تحولت المذكرة بسرعة البرق من مذكرة القاء القبض الى مذكرة تحقيق وهو على يقين تام أنه حتى هذه المذكرة ستتبخر ، لذا فقد صرح الضاري ، وبكل وقاحة ، في اليوم التالي أنه لا يعترف بالحكومة ولا برئيس الجمهورية الدكتور جلال الطالباني ، بل وطالب الحكومة بتقديم اعتذار رسمي ، لكنه طالب في تصريحات للصحافيين المصريين في القاهرة القوات الأمريكية عدم سحب قواتها العسكرية من العراق وهذا التصريح يعد الأول من نوعه للضاري الذي عرف برفضه وجود قوات أجنبية بالعراق على الاطلاق .
أما رد الضاري العملي على الحكومة والشعب ، نعني الشيعة منهم ، فقد كان سريعا ، إذ تمكن ( رجال المقاومة ) الذين يساندهم الضاري من اختراق مدينة الثورة ليقتلوا فيها أكثر من ( 200 ) مواطنا بريئا .
نحن نعتقد أن تحقيق الأمان والاستقرار بالعراق لن يحصل مادامت الحكومة العراقية تتردد في تطبيق قراراتها الجريئة ومنها مذكرة اعتقال المجرم حارث الضاري وقبلها مذكرة اعتقال مقتدى الصدر ، فضلا عن القاء القبض على البعثيين، المجرمين وفلول القاعدة ، وبغير هذا وذاك لن يكون هناك أي أمان أو استقرار بالعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف