الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية رأي عام, من خلال ,ذكرى مرور 24 عاما على رحيل والدتي الغالية,

مازن الشيخ

2024 / 1 / 28
سيرة ذاتية


في مثل هذا اليوم,المصادف للثامن والعشرون من شهر كانون الثاني(يناير),وقبل 24 عاما,اشرقت اخر شمس في حياة والدتي الغالية,حيث كانت ملائكة الرحمة في انتظار روحها الطاهرة,لتحملها الى بارئها,لفظت انفاسها الاخيرة,واختتمت بذلك حياة حافلة,ناهزت التسعون عاما,
كانت رحمها الله نموذجا للام المناضلة,والمكافحة,والتي لم تذخر وسعا في سبيل رعايتنا وتوجيهنا,

وكلما نعيت والدتي الغالية,في ذكرى وفاتها,تحضرني قصة حياتها وسيرتها الذاتية,والتي نرتقي الى قضية عامة تتعلق بمجتمنا,حيث أنها التحقت بالمدرسة الابتدائة حال تحرر العراق من الحكم العثماني,حين كان التعليم ممنوعا على الاناث,وكانت سعيدة جدا,وطموحة,وتحب العلم,لكن,ولكونها التحقت بالمدرسة بعمر 9سنوات,ولانها كانت البنت الوحيدة لوالدتها,فقدخافت عليهاانذاك,وخشيت من التعرض الى لوم المجتمع المحافظ, الى حد التزمت,ومنعتها من اكمال الدراسة,وهي في الصف الثاني,
كانت تحدثني عن معاناتها والمها وحسرتها,على ضياع تلك الفرصة,اخبرتني بانها لم تتوقف,ولعام كامل عن البكاء والتوسل,لوالدتها بان تغير رأيها,لكن دون جدوى,زبعد يأست,نوت,وقررت ان نعوض فرصتها الضائعة,بانجالها,ولذلك فقد وجهتنا,وعلمتنا ان الدراسة وطلب العلم هو اسمى هذف يمكن ان يسعى اليه الانسان,ونجحت بذلك نجاحا باهرا,حيث حصل ثمانية منا على شهادات دراسية,ومنها عليا,وللاسف لم تتمكن التاسعة من اكمال الدراسة بسبب مرض حساسية الاقدام ,من برد الشتاء,.
كما ان اثنان من اشقائي,سجلت اسمائهما في سجل الشرف مع مشاهير محافظة نينوى للقرن العشرين,وهما
شقيقي الاكبر لقمان الشيخ,والذي اقام اول كالري في تاريخ الموصل,وباع اول لوحة فنية للمصور العالمي مراد,بعنوان غسالات الصوف,والمرحوم ستار الشيخ,والذي ترك بصمات عميقة في المجتمع الفني والثقافي,وقد قدمت سيرة حياته قبل ايام في تلفزيون الموصلية,واقترح مقدم البرنامج ان تؤلف كتبا عن سيرته,

لقد تمكنت المرحومة من تحقيق امنيتها,وعوضت عن الفرصة التي سلبتها منها العادات والتقاليد والقوانين المجحفة ,التي سادت انذاك,والتي لازال البعض للاسف يتمسك بها
ويالرغم من قلة مصادر المعلومات,فقد كانت المرحومة مرجعا وعلما,ولااذكر ان احدا سالها يوما عن اي موضوع,ولم يتلقى اجابة معقولة
لذلك انتهز الفرصة,لاتسائل
كم من نساء عباقرة,واذكياء,حرمتهم العادات والتقاليد البالية من لعب دور مميز في حياة شعوبنا وامتنا,كم من أمثال انديرا غاندي ,وبندرانايكة,وميركل,والكثيرات من اعلام الفن والسياسة والثقافة,اجبرن على ان يقبعن في بيوتهن,بدلا من نيل فرصة خدمة العلم والحياة
اخيرا رحم الله الوالدة العزيزة,واسكنها في عليين,مع الشهداء والصديقين
عزائنا ان الكل لابد ان يأتي يوما,ويرحلون,لكن المهم هو مايتركونه بعدهم,من سيرتهم
ويقينا ان الوالدة الغالية تركت ورائها كل ما يجعل الاخرين يترحمون على روحها الطاهرة بكل محبة واخلاص
واكيد ان من كان يعرف الوالدة ,يؤيدني فيما قلت
رحم الله اموات كل من يقرأ مفالتي,وتمنياتي ان يساهم معي بالترحم على روحها الطاهرة
عهدا علي ان لاانساك ايتها الطاهرة,واكتب سيرتكوواترحم عليك في كل يوم تمر خلاله ذكراك العطرة,
مادمت حيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟