الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماو تسى تونغ أعظم ثوريّ في زمننا – خاتمة - المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ - لبوب أفاكيان

شادي الشماوي

2024 / 1 / 28
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ماو تسى تونغ أعظم ثوريّ في زمننا – خاتمة " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " لبوب أفاكيان
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 46 / ديسمبر 2023
شادي الشماوي
المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ( الجزء الثاني )
تأليف بوب أفاكيان
-------------------------------------------------------
( ملاحظة : الكتاب كاملا متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن )
مقدّمة الكتاب 46
المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ( الجزء الثاني )

فى ديسمبر 2015 ، ضمن العدد 22 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، قدّمنا الجزء الأوّل من كتاب بوب أفاكيان " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " ، الذى إنطوى على فصول ثلاثة من أصل سبعة ، هي الفصول المتّصلة بالفلسفة و الإقتصاد السياسي و دكتاتورية البروليتاريا و أجّلنا تعريب بقيّة الكتاب و تركنا لغيرنا المبادرة بترجمة الفصول الباقية . و اليوم ، أساسا تفاعلا مع الإبادة الجماعية الصهيونيّة الإمبرياليّة في حقّ الشعب الفلسطيني و تعريفا لجوانب أخرى من الماويّة ، وجدنا نفسنا مُجبرين على إتمام العمل الذى شرعنا فيه منذ سنوات ، سيما و أنّ فصلين من الأربعة فصول ( 1+2+5+7 ) التي عرّبناها بهذه المناسبة تتعلّق بالخطّ العسكريّ و الحرب الثوريّة و بالثورة في المستعمرات و أشباه المستعمرات . و بما أنّ بوب أفاكيان أشار في خاتمة كتابه إلى مقالين هامّين خطّهما الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة عن شو آن لاي و إستراتيجيا " العوالم الثلاثة "، كان لا بدّ من القيام بواجب ترجمتهما و تقديمها كملحق أوّل و ملحق ثاني لهذا الجزء الثاني من الكتاب 46 .
و كي لا نطيل عليكم و لا نكّرر ما أعربنا عنه في فرصة آنفة ، نقترح عليكم مجدّدا مقدّمة الجزء الأوّل التي صغناها منذ 2015 :
" لقد مثّل هذا الكتاب علامة مضيئة و فارقة فى تاريخ الماويّين ليس فى الولايات المتّحدة الأمريكية فحسب بل فى العالم بأسره إذ خوّل لقرّائه أن يستوعبوا جيّدا الماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ ( الماوية لاحقا ) و مساهمات ماو تسى تونغ العظيمة و الخالدة فى علم الشيوعية ما سلّحهم على أحسن وجه لمواجهة التحريفيّة الصينيّة و هجماتها ضد ماو تسى تونغ فى تلك السنوات و قبلها و بعدها و الردّ بسرعة وشموليّة و عمق على الدغمائيّة التحريفيّة الخوجيّة التى ستطلّ برأسها منذ أواخر 1978 و ستدحضهما الماوية و منذ 1979 .
و بطبيعة الحال ، الأفكار الواردة فى هذا الكتاب على أهمّيتها و صحّة غالبيّتها الساحقة فقد عاد إلى بعضها بوب أفاكيان وهو ينقّب فى التراث البروليتاري الثوري قصد إستخلاص الدروس الإيجابيّة منها و السلبيّة و إنجاز ما أفضل مستقبلا فعمّقها أو إستبعدها أو شدّد عليها ... و مثلا فى هذا الكتاب مع تسجيله لإختلافات حزبه مع ماو و الماويّين الصينيّين بشأن الوضع العالمي و طبيعة النضال الثوري فى البلدان الإمبريالية و علاقته بالدفاع عن الصين و مع دعوته فى الفصل الأخير لإنجاز بحث و تقييم شاملين لتجارب البروليتاريا العالميّة و تراثها ، لا يتعرّض أفاكيان للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بالنقد لتشخيص بعض الأخطاء الثانوية و لكن الجدّية و كشفها . هذا ما سيشرع فى القيام به فى السنوات التالية – إلى جانب قيادة خوض الصراع الطبقي محلّيا و عالميا على كافة الجبهات - ومنذ 1981 ضمن " كسب العالم ..." ، طفق يضع الأسس الأولى لعمليّة تقييم و فحص شاملين و عميقين للتجارب الإشتراكية و النضالات المتراكمة سيتواصلان لعقود و سيكونان من جملة أعمال و مؤلفات ستفرز تحوّلا نظريّا نوعيّا جزئيّا تجسّد فى " الخلاصة الجديدة للشيوعية " ، حسب أنصارها .
و تجدر الملاحظة أنّ آجيث الشهير بمعاداة الخلاصة الجديدة للشيوعية التى أطلق عليها " الأفاكيانيّة " فى مقاله " ضد الأفاكيانية " ، قد أقرّ بأهمّية الكتاب و دوره و نوّه فى ذات المقال بأنّ : " هذا الكتاب يقدّم عرضا شاملا حقّا لمساهمات ماو فى شتّى الحقول " . أمّا ليني وولف ، القيادي فى الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية و صاحب كتاب " مدخل إلى علم الثورة " و الذى قدّم تعريفا مركزّا للخلاصة الجديدة للشيوعية ( فى " ما هي الخلاصة الجديدة لبوب أفاكيان ؟ " ؛ كتاب شادي الشماوي " المعرفة الأساسية لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " بمكتبة الحوار المتمدّن ) فقد أعرب فى مقال آخر عنوانه " على الطريق الثوري مع رئيس الحزب بوب أفاكيان " صدر فى 28 ديسمبر 2003 بجريدة الحزب الأمريكي " العامل الثوري " عدد 1224 :
www.rwor.org
" أرى فعلا أنّ رئيس الحزب قد عمّق أكثر المساهمات الفلسفيّة لماو تسى تونغ خاصة فى شيء من الخلاصة الأرقى . و يعود ذلك إلى كون الكثير من أفكار ماو الفلسفيّة الأخيرة و الأكثر إستفزازا – كما سجّلتها مجموعات نصوص و خطب و تعليقات غير رسميّة متنوّعة بعد 1949 – و كذلك الإنعكاسات الفلسفيّة لبعض تحاليل ماو السياسيّة الرائدة و بعض ما نجم عن القفزة الكبرى إلى الأمام و الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ( مثل الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكيّة ، و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا و دور الوعي و البنية الفوقيّة ، و تجاوز الحقّ البرجوازي ، و دور الحزب فى ظلّ الإشتراكية إلخ ) - لم يقع تلخيصها أبدا فى كلّ منسجم إلى أن كتب بوب أفاكيان " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " . "
وعندما وجدنا بين أيدينا هذا الكتاب الذى صار متوفّرا على الأنترنت فى موقع الفكر الممنوع و رابطه :
http://www.bannedthought.net/USA/RCP/Avakian/MaoTsetungImmortal-Avakian.pdf
كان لزاما علينا أن نطّلع علي مضامينه عن كثب و ندرسها بتمعّن و حين خلصنا من هذه المهمّة الأوّلية تنازعتنا حقيقة مشاعر متباينة فمن ناحية نظرا لقيمته و تلخيصه الجيّد لعلم الثورة البروليتارية العالمية ، و لكونه أرقى ما ألّف فى تلك السنوات ، نهاية السبعينات، لشرح الماركسية – اللينينية – الماوية والتشديد على مساهمات ماوتسى تونغ العظيمة و الخالدة، و لمواجهته وفضحه الجريئين و الصريحين للإنقلاب التحريفي فى الصين على أيدى دنك سياو بينغ و إعادة تركيز الرأسمالية هناك منذ 1976؛ إرتفعت داخلنا أصوات و شحنة حماس تحثّنا على الإشتغال عليه وترجمته برمّته ؛ و من ناحية ثانية ، وجدنا العقل و المشاريع الكثيرة الموضوعة أمامنا وهي تنتظر الإنجاز منذ مدّة طويلة أو قصيرة مقابل الوقت الضيق تدعونا جميعها إلى الهدوء و التفكير مليّا و برويّة . و دام الصراع أيّاما بل أسابيعا و حسم على النحو التالي : الإشتغال كلّما كانت هناك فسحة من الزمن على بعض الفصول المفيدة حاليّا للماويّات و الماويّين و المناضلات و المناضلين الثوريّين فى البلدان العربية و إرجاء العمل على الفصول الأخرى لوقت لاحق حسب متطلّبات الرفيقات و الرفاق و مجريات الأحداث موضوعيّا، دون أي إلتزام بالإنجاز فى غضون مدّة معيّنة .
و إنكببنا على الإشتغال بكلّ ما أوتينا من جهد لكن على فترات متقطّعة لتعريب ثلاث فصول من أصل سبعة ، هي الفصول المتّصلة بالفلسفة و الإقتصاد السياسي و دكتاتورية البروليتاريا بإعتبارها تتطرّق لمصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة و تبرز مساهمات ماوتسي تونغ فيها جميعا و بالطبع لا تخرج الفصول الأخرى عن هذا النطاق و لكنّها وفق تقييمنا ثانوية راهنا فى فهم غالبية الماويّين و الماويّات و المناضلين والمناضلات الثوريّين و تكوين أجيال من الشيوعيّين الثوريّين . و نعلم جيّدا أنّ الثانوي ماويّا لا يعنى عدم الأهمّية و إنّما يعنى أنّه لا يحتلّ الموقع الرئيسي فى الوقت الراهن و قد يصبح فى المستقبل القريب أو البعيد رئيسيّا أي قد تفرض علينا ضرورة ذاتيّة أو موضوعيّة التركيز عليه لاحقا . و الفصول المؤجّلة هي الفصل الأوّل – الثورة فى البلدان المستعمَرة ، و الفصل الثاني – الحرب الثوريّة و الخطّ العسكري، و الفصل الخامس – الثقافة و البناء الفوقي ، و الفصل السابع – ماو تسى تونغ أعظم ثوري فى زمننا .
و مع ذلك ، لا ينبغى لجهدنا الذى إنصبّ بالأساس على الثلاثة فصول المذكورة أعلاه و إمكانية تعريب الباقي جزئيّا أو كلّيا، أن يقفا حاجزا دون قيام رفاق و رفيقات آخرين بترجمة أيّ فصل يرون ضرورته ملحّة أو دون إبلاغنا مقترحاتهم المعلّلة فى الغرض .
و من نافل القول أن للرفيقات و الرفاق و المناضلات و المناضلين الثوريّين و الباحثين عن الحقيقة من المثقّفين و الجماهير الشعبيّة أن يستغلّوا أعمالنا بلا حدود و قيود – و لا نطالبهم بأكثر من ذكر المرجع – فى التكوين و الدراسة و البحث و النقد و الجدال و الصراع النظري و لهم كذلك أن ينقدوا أعمالنا و مضامينها و خياراتنا – دون شتائم رجاء فهذا لا يليق بالأخلاق الشيوعية - و يقترحوا ما يرونه صالحا لقطع أشواط أخرى و ترسيخ السابقة فى نشر النظرية الثورية ، فى إرتباط بمعارك الصراع الطبقي على كافة الجبهات بلا إستثناء قصد إنجاز المهمّة المركزيّة المرحليّة ألا وهي تأسيس فبناء الحزب الشيوعي الماوي الثوري كمحور للحركة الثوريّة و طليعتها و هدف برنامجه الأدني إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة و المضي بها إلى المرحلة التالية الإشتراكية كتيّار من تيّاري الثورة البروليتارية العالمية ، وهدفه الأقصى و الأسمى الشيوعية عالميّا .
و بغية أن نزيد فى تأكيد البعد الراهن لهذا الكتاب بالنسبة للماويّين وصراع الخطّين فى صفوفهم خاصة و الخوض فى مسائل الجدلية و جوهر الماويّة و الثورة الثقافيّة و مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا و حرب الشعب و الحزب و الوعي الشيوعي و الجبهة المتّحدة إلخ ، راينا من الضروري أن نضيف ملحقا هو وثيقة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية صدرت سنة 1986 [ و يترتّب علينا طبعا أن نتفطّن إلى أنّ بعض المحتويات تطوّرت أو تعمّقت أو تمّ تجاوزها لاحقا ] ضمن العدد السابع من مجلّة الحركة الأممية الثوريّة " عالم نربحه " تحت عنوان له دلالته ألا وهو " الثورة فى البلدان الإمبريالية تتطلّب الماركسية-اللينينيّة - فكر ماو تسى تونغ [ الماوية ] ". و للتعريف ببوب أفاكيان أرفقنا الملحق الأوّل بملحق ثاني يقدّم الكاتب و مؤلّفاته . وفى الملحق الثالث عرض لمضامين كتب المترجم شادي الشماوي المتوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن .
و كيما نعطي فكرة عامة أوّلية فى هذه المقدّمة عن مضامين كتاب أفاكيان برمّته " المساهمات الحالدة لماو تسى تونغ " ، نورد بشيء من التفصيل محتويات الفصول بكلّيتها .
" المساهمات الخالدة لماوتسى تونغ " كتاب لبوب أفاكيان ، صدر فى ماي 1979 عن منشورات الحزب الشيوعي الثوري، الولايات المتحدة الأمريكية ، و قد نشرت فصوله تباعا كمقالات فى مجلّة الحزب حينذاك ، " الثورة " ، بين أفريل 1978 و جانفي 1979 و مضامينه حسب الفهرس هي :
فهرس الكتاب :
الفصل الأوّل : الثورة فى البلدان المستعمرة ( من الصفحة 1 إلى الصفحة 37 )
الفصل الثاني : الحرب الثورية والخطّ العسكري ( من الصفحة 39 إلى الصفحة 82 )
الفصل الثالث : الإقتصاد السياسي ، والسياسة الإقتصادية و البناء الإشتراكي ( من الصفحة 83 إلى الصفحة 129)
الفصل الرابع : الفلسفة ( من الصفحة 131 إلى الصفحة 197 )
الفصل الخامس : الثقافة و البناء الفوقي ( من الصفحة 199 إلى الصفحة 244 )
الفصل السادس : مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ( من الصفحة 245 إلى الصفحة 310 )
الفصل السابع : الخاتمة : ماو تسى تونغ أعظم ثوري فى زمننا ( من الصفحة 311 إلى الصفحة 324 )
==========
تفاصيل الفصول السبعة ( إضافة من المترجم ) :
الفصل الأوّل : الثورة فى البلدان المستعمرة :
- مقدّمة
- ماركس و إنجلز
- حروب التحرّر الوطني فى أوروبا فى فترة صعود الرأسمالية
- الإمبريالية تغير الثورة فى المستعمرات
- روسيا : جسر بين الشرق و الغرب
- لينين و ستالين يحلّلان التطوّرات
- ماو حول الثورة الصينية
- الإرتكاز بصلابة على التحليل الطبقي
- تشكّل الجبهة المتحدة
- النضال ضد الإستسلام
- الإستقلال و المبادرة فى الجبهة المتحدة
- الثورة الديمقراطية الجديدة
- القيادة البروليتارية
- الحرب الأهلية ضد الكيومنتانغ
- النضال من أجل الإنتصار الثوري
- المساهمات الفلسفية
- تطوّر السيرورة
- رفع راية الأممية البروليتارية
- الموقف تجاه الحركات الثورية
- الحاجة المستمرّة إلى القيادة البروليتارية
- أممي عظيم
الفصل الثاني : الحرب الثورية والخطّ العسكري :
- مقدّمة
- أسس الخطّ العسكري لماو و مبادئه الجوهرية
- أوّل خطّ عسكري ماركسي شامل
- مناطق الإرتكاز الثورية
- النضال ضد الخطوط الإنتهازية
- الهجوم و الدفاع
- حرب الأنصار
-" حول الحرب الطويلة الأمد "
- ثلاث مراحل فى حرب المقاومة
- الناس و ليست الأسلحة هي المحدّدة
- تطبيق الماركسية على الظروف الصينيّة
- تعبئة الجماهير
- مركزة قوّة أكبر
- المرور إلى الهجوم
- الجماهير حصن من الفولاذ
- حملات ثلاث حاسمة
- المغزى العالمي لخطّ ماو العسكري
- النضال ضد الخطّ العسكري التحريفي

الفصل الثالث : الإقتصاد السياسي ، والسياسة الإقتصادية و البناء الإشتراكي :
- مقدّمة
- الإقتصاد السياسي الماركسي
- مساهمة لينين فى الإقتصاد السياسي
- البناء الإشتراكي فى ظلّ ستالين
- السياسة الإقتصادية فى المناطق المحرّرة
- ماو يحلّل المهام الجديدة
- من الديمقراطية الجديدة إلى الإشتراكية
- طريقان بعد التحرير
- التعلّم من الجوانب السلبية للتجربة للسوفيات
- الكمونات الشعبية و القفزة الكبرى إلى الأمام
- إحتدام صراع الخطّين
الفصل الرابع : الفلسفة :
- مقدّمة
- الأساس الطبقي للفلسفة
- أسس الفلسفة الماركسية
- لينين يدافع عن الفلسفة الماركسية و يطوّرها
- ستالين : الماركسية و الميتافيزيقا
- التطوّر الجدلي لمساهمات ماو الفلسفية
- نظرية المعرفة
- " فى التناقض "
- وحدة و صراع الضدّين
- عمومية التناقض و خصوصيته
- التناقض الرئيسي
- المرحلة الإشتراكية
- تعميق الجدلية
- وعي الإنسان ، الدور الديناميكي
- الصراع و الخلاصة
- وحدة الأضداد هي الأساس
- الثورة الثقافية و مواصلة الصراع
- النضال بلا هوادة
- الإشتراكية بالمعنى المطلق تعنى إعادة تركيز الرأسمالية
- التناقض و النضال و الثورة .
الفصل الخامس : الثقافة و البناء الفوقي :
- مقدمة
- ماركس و إنجلز
- لينين
- ماو حول أهمّية البنية الفوقية
- خطّ ماو حول الأدب و الفنّ
- ندوة يانان حول الأدب و الفنّ
- النشر الشعبي و رفع المستويات
- القطيعة الراديكالية فى مجال الثقافة
- الفنّ كمركز للنضال الثوري
- النضال على الجبهة الثقافية فى الجمهورية الشعبية
- إشتداد المعركة فى الحقل الثقافي
- الثورة الثقافية و تثوير الثقافة
- الحقل الثقافي فى آخر معركة كبرى لماو
- قصيدتان لماو تسى تونغ
الفصل السادس : مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا :
- مقدمة
- نظرية دكتاتورية البروليتاريا
- كمونة باريس
- نقد برنامج غوتا
- إنجلز مواصل للماركسية
- لينين
- ستالين
- التحليل الصيني لستالين
- الثورة الثقافية
- البرجوازية فى الحزب
- تعامل ماو مع البرجوازية الوطنية
- الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية
الفصل السابع : الخاتمة : ماو تسى تونغ أعظم ثوري فى زممنا :
- مقدمة
- ماو قائد مركب فى بحار غير معروفة
- الثورة الثقافية : وميض ضوء عبر الغيوم
- الإنقلاب فى الصين و الهجومات الجديدة ضد ماو
- مكاسب عظيمة للثورة الصينية و مساهمات ماو تسى تونغ
- دور ماو و دور القادة
- التعلّم من ماو تسى تونغ و المضيّ قدما بقضية الشيوعية
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ملاحق الكتاب : (3)
1- إستراتيجيا " العوالم الثلاثة " : إعتذار للإستسلام
2- إعتاد على مهاجمة خطّ ماو – الدور الرجعيّ الخفيّ لشو آن لاي
3- فهارس كتب شادي الشماوي
-------------------------------------------------------------------
الخاتمة
ماو تسى تونغ أعظم ثوريّ في زمننا

مقدّمة : لقد تفحّصت في الفصول السابقة مساهمات ماو تسى تونغ في عدد من الحقول الخاصّة بما فيها أعظم مساهمة من مساهماته – تطبيق الماديّة الجدليّة على المجتمع الإشتراكي و على ذلك الأساس تطوير فهم أنّ الطبقات و الصراع الطبقي توجد طوال مرحلة الإشتراكيّة و نظريّة مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا خلال هذه الفترة الإنتقاليّة الطويلة ، في وحدة مع الطبقة العاملة العالمية و الشعوب المضطَهَدَة في كلّ بلد من البلدان ن على الإنتصار النهائي للشيوعيّة عبر العالم . و قد وقع بيان كيف أنّ ماو قد أثرى و طوّر الماركسيّة – اللينينيّة في هذا المجال الأهمّ و في غيره من المجالات كذلك ، في وحدة مع جدليّة قيادة النضال الثوريّ لمئات الملايين في الصين إلى مستويات غير مسبوقة ، ما وفّر على هذا النحو إلهاما و إضاءة للطريق للشعوب الثوريّة بملايينها في كلّ ناحية من أنحاء الكوكب .
و من هذا يمكن أن نلاحظ أنّ مساهمات ماو تسى تونغ خالدة فعلا . و في ختام هذا الكتاب ، مع ذلك ، من المهمّ و الضروري النظر بطريقة مكثّفة و شاملة في آن معا في دور ماو كقائد ثوريّ ، حتّى نتمكّن من مزيد الفهم التام للماذا و كيف أنّه أعظم ثوريّ في زمننا – و بالفعل هو كذلك منذ زمن لينين .

ماو قائد عظيم لإبحار في مياه مجهولة

أن يكون ماو قد قاد النضال في الصين الذى أفضى إلى تأسيس الجمهوريّة الشعبيّة ، و أن يكون هذا قد غيّر راديكاليّا الصين و العالم ، وقائع معروفة على نطاق واسع و قليلون هم الذين ينكروها ( أو يتجرّأون على إنكارها . و إنّه لواقع كذلك أنّه خلال هذا النضال الطويل الأمد ، بمراحله المختلفة و عديد الإلتواءات و المنعرجات ، كان ماو يخوض معاركا شرسة ضد الإنتهازيّين في صفوف الحزب الشيوعي الصيني الذين ، من اليمين و " اليسار " كانوا يعارضون و يهاجمون الخطّ الصحيح للتقدّم الذى قاد ماو صياغته . و أبعد من ذلك ، و كجزء حيويّ من صياغة الخطّ الصحيح و توفير تلك القيادة ، كان على ماو أيضا أن يتحدّى و يقطع مع قوّة العادة صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة . و بوجه خاص ، كان عليه أن يقاتل المقاربة الميكانيكيّة التي أكّدت على أنّ الثورة في الصين يجب أن تتّبع بالضبط الطريق ذاتها التي سلكتها روسيا – أنّه يجب التعاطى مع البرجوازيّة كعدوّ بدلا من حليف ممكن ، و أنّ المدن يجب أن تُفتكّ أوّلا ، و ليس الريف إلخ . و إن لم يفعل ماو ذلك و بالعكس مضى مع الذين طالبوا بأن تكون الثورة الصينيّة نسخة من الثورة السوفياتيّة ، و الذين إستخدموا تجربة الإتّحاد السوفياتي عينه كأيقونة مقدّسة و تعاطوا مع تبنّيهم لها كأمر رئيسيّ ، عندئذ يمكن أن نقول دون زلل إنّه لم تكن لتوجد ثورة صينيّة و لا جمهوريّة صين شعبيّة .
و فضلا عن ذلك يمكن أن نقول إنّه لقانون للثورة و خاصة الثورة البروليتاريّة أنّه من أجل أن تنجح في ايّ بلد معيّن ، يتعيّن على النضال في ذلك البلد و على أولئك الذين يقودونه أن يبتعدوا عن و حتّى يعارضوا بعض المفاهيم الخاصة أو الممارسات السابقة الى أضحت مكتسبة لمكانة " الضوابط الراسخة " في صفوف الحركة الثوريّة . و هذا تعبير عن الماديّة الجدليّة لأنّ كلّ ثورة تنهض على أساس ظروف ملموسة ( تناقضات ) في البلاد ( و العالم ) زمن حدوثها ، و كلّ ثورة جديدة بطريق الحتم تعنى أنّ مسائل جديدة و تناقضات جديدة تثار و يجب حلّها . إنّه لمن المبادئ الأساسيّة و المنهج الماركسيّ- اللينينيّ أن تطبّق كمرشد عالمي للثورة – لكن أيضا يتمّ تطويرها و إثرائها بإستمرار ذلك أنّ المعرفة العلميّة لا تبرح تتعمّق بما فيها الفهم الماركسيّ – اللينينيّ للواقع بالمعنى الأتمّ ، و لا ينفكّ الواقع يشهد تغيّرات ما يتطلّب و يدعو إلى تعميق لا يتوقّف لهذه المعرفة .
لقد تحدّث ستالين عن المسألة ، خاصة وهو يحيل على الثورة الروسيّة و قيادة لينين لها . و أشار إلى أنّه قبل تجربة الثورة الروسيّة ، كان الماركسيّون عامة يتبنّون فكرة أنّ الجمهوريّة الديمقراطيّة البرلمانيّة ستكون الشكل الذى بواسطته ستحكم الطبقة العاملة – نظرة تعزّزت بتصريحات إنجلز بهذا المضمار . و علاوة على ذلك ، لاحظ ستالين أنّ إنجلز و ماركس قد غستخلصا أنّ الإشتراكيّة لا يمكن أن تبنى في بلد واحد – و هذا أيضا كان حكما مقبولا و إكتسب قوّة الدوغما ضمن عديد الماركسيّين . و تساءل ستالين ما الذى كان سيحصل لو أنّ لينين طبّق حرفيّا ماركسيّة وقتها بدلا من الإعتماد على تطبيق روح الماركسيّة و منهجها ؟ لم يكن من الممكن تطوير السوفياتات كشل من خلاله كانت الطبقة العاملة تمارس حكمها في تلد البلاد – بالفعل لم يكن ليُوجد إتّحاد سوفياتي و لم تكن الإشتراكيّة لتبنى في تلك البلاد . و من البديهيّ قول يا لها من خسارة كانت ستتكبّدها البروليتاريا العالميّة .(1) ( من أجل نقاش ستالين لهذا ، أنظروا خاتمة " تاريخ الحزب الشيوعي للاتّحاد السوفياتي " ، خاصة الصفحات 356-359 ، باللغة الأنجليزيّة ) .
و الأمر نفسه في الصن . لقد حاجج ماو بصفة متواصلة أنّه يجب تطبيق المبادئ العالميّة و أنّ الدروس الأساسيّة لثورة أكتوبر في روسيا يجب الدفاع عنها – خاصة الحاجة إلى إفتكاك السلطة بواسطة النضال المسلّح الجماهيري و قيادة الحزب الثوريّ للبروليتاريا – لكن هذه يجب أن تجد تطبيقا مختلفا في الظروف الملموسة للصين عن تلك التي وُجدت في روسيا . على هذا الأساس و كجزء من قيادة النضال لإفتكاك السلطة السياسيّة عبر البلاد في الصين ، قام ماو ببعض مساهماته الهامة التي أغنت و طوّرت الماركسيّة – اللينينيّة – لا سيما في صياغة إستراتيجيا الثورة الديمقراطيّة الجديدة المؤدّية إلى الإشتراكيّة ، و في الخطّ العسكريّ و في إرساء الأرضيّة الأساسيّة لتطويره للفلسفة الماركسيّة .
و لئن كان صحيحا أنّ ماو لم يكن يستطيع قيادة الثورة الصينيّة في مرحلتها الأولى إلى النصر ، إلى تأسيس الجمهوريّة الشعبيّة ، دون تحدّى و إحداث قطيعة مع الأفكار التقليديّة القويّة صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة ، فإنّ الأمر أصحّ حتّى فىما يتّصل بقيادة مواصلة التقدّم في المرحلة الإشتراكيّة ، عقب تأسيس الجمهوريّة الشعبيّة . و كان هذا على هذا النحو في حقول كالإقتصاد السياسي و الثقافة و كان هو الحال بصفة نهائيّة أكثر مع أعظم المساهمات الخالدة لماو – الخطّ الأساسي و نظريّة مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا .
و الأهمّ ، هل يمكن تصديق أن توجد ثورة ثقافيّة بروليتاريّة كبرى في الصين كحدث غير مسبوق في كامل تاريخ الحركة الشيوعيّة و البلدان الإشتراكيّة ، إن كان ماو لا ينوى " السير ضد التيّار " ( لإستخدام جملته الخاصّة ) – ليس للمضيّ في مواجهة المعارضة المريرة في صفوف الحزب الشيوعي الصيني ذاته ، بصورة أخصّ من طرف ( و ضمن عديد ، لهم شعبيّة ) قادة الحزب ، لكن كذلك النأي عن و حتّى " دوس " بعض " الضوابط " التي صار البعض ينظرون إليها كأشياء مقدّسة ، في مناطق أساسيّة متّصلة بسير بسير الحزب و علاقته بالجماهير ؟ طبعا ، هذا لا يصدّق. و أيضا لا يصدّق أنّه دون مثل هذه " التجاوزات " – أي التطويرات – للماركسيّة اللينينيّة ، تقدر الثورة الصينية على بلوغ الأعالى التي بلغتها، و ليس تحقيق إختراقات جديدة على طريق الشيوعيّة بل أيضا إلهام و تعليم و دفع الثوريّين عبر العالم قاطبةبإتّجاه الهدف عينه .
الثورة الثقافيّة : إنفجار ضوء من خلال الغيوم

إثر خيانة خروتشاف و زمرته في الإتّحاد السوفياتي و الخسارة الرهيبة بالنسبة للبروليتاريا هناك ، فوق كلّ شيء ، كانت الصين الثوريّة في ظلّ قيادة ماو تسى تونغ هي التي سطعت أكثر من أيّ وقت مضى كمشعل للثوريّين في كلّ قارة من القارات . كان ذلك ، مع بلوغه نقطة عالية في ستّينات القرن العشرين و بدايات سبعيناته ، زمن نشوب عاصفة ضخمة من النضالات الثوريّة في تقريبا كلّ بلد من بلدان العالم ، و بالأخصّ في بلدان آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينيّة . لكن مع الإنقلاب في الإتّحاد السوفياتي و النبذ الساطع منطرف خروتشاف للثورة و تحريفه للماركسيّة – اللينينيّة ، وُجد كذلك قدر كبير من الإضطراب و حتّى اليأٍ بما في ذلك في صفوف الثوريّين . و مخترقة الغبار الذى أثارته خيانة خروتشاف ، لم تمدّ تجربة الصين و فكر ماو تسى تونغ ملايين الثوريّين خاج الصين فحسب و إنّما أيضا أوقدت تصميمهم على تبنّى علم الماركسيّة – الليننيّة و تطبيقه .
هل كان هذا فقط أم أساسا لأنّ الحزب الشيوعي الصيني دافع عن التجربة الثوريّة و مكاسب الشعب السوفياتي في بناء الإشتراكيّة قبل إنقلاب خروتشاف و زمرته . لا ، كان كلّ ذلك هاما جدّا و جزء من المكاسب إلاّ أنّه ليس الشيء الأساسي. أساسا كان ألأمر أنّ ماو قاد الثوريّين في تلخيص التجربة الإيجابيّة و نقائص و أخطاء بناء الإشتراكيّة في الإتّحاد السوفياتي و قيادة ستالين و كذلك التجربة الإيجابيّة و السلبيّة للصينو البلدان الإشتراكيّة الأخرى عامة ، و على ذلك الأساس أنجز قفزة أعمق في المضيّ قُدما بالنضال في سبيل الشيوعيّة . و قد وجد هذا تعبيرا نظريّا عنه في الخطّ الأساسي لمواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا . لكن الأهمّ من ذلك ، كانت الممارسة الملموسة لمئات الملايين من الشعب الصيني في ظلّ قيادة هذه النظريّة ، و بوجه خاص إبّان الثورة الثقافية البروليتاريّة الكبرى ، التي ( مرّة أخرى لنستعمل جملة ماو ) نشرت طلقات مدافع الماركسيّة – اللينينيّة و الحقيقة الأساسيّة التي مفادنا انّه من حقّنا أن نثور على الرجعيّة و أنّ مستقبل الشيوعيّة ستنشئه البروليتاريا و الجماهير الشعبيّة ، و نشرت هذا إلى كلّ ركن من أركان العالم .
لكن مع الإنقلاب التحريفي في الصين ذاتها في أكتوبر 1976 ، أضحت المساهمات العظيمة لماو و قيادته العام للثورة الصينيّة تتعرّض إلى هجمات جديدة . قبل كلّ شيء ، يشدّد التحريفيون في السلطة في الصين الآن من هجومهم على خطّ ماو ، مركّزين نارهم خاصة على الثورة الثقافيّة و مكاسبها ، ما يمثّل ليس تقدّما كبيرا للنضال الثوري للشعب الصيني و حسب بل كذلك أعلى قمّة بلغتها البروليتاريا العالميّة . و في حين أنّ هؤلاء المرتدّين و المخادعين لا زالوا مضطرّين لمواصلة بعض المزاعم بصدد الدفاع عن ماو – على الأقلّ كرمز وطنيّ – و هم يدوسون بصورة سافرة أكثر فأكثر الأشياء الأساسيّة التي وقف من أجلها و قاتل من أجلها – و بالفعل يجب عليهم القيام بذلك لقمع الجماهير الثوريّة و لإعادة تركيز الرأسماليّة .
الإنقلاب في الصين و الهجمات الجديدة ضد ماو

و في الوقت نفسه ، أطلق آخرون ، على أساس إنتصار الثورة المضادة في الصين، هجمات على ماو و فكر ماو تسى تونغ. و بعض هؤلاء ضمّنوا ذلك حتّى هجمات على خطّ ماو و قيادته للثورة الديمقراطّة الجديدة و الثورة الإشتراكيّة .
لكن ، مجدّدا ، الهجوم الأكثر كثافة إنصبّ على الخطّ الأساسي لماو بشأن الطبقات و الصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكيّة و نظريّة مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا – أهمّ مساهماته الخالدة . و كلّ هذا أدّى إلى قدر كبير من الإضطراب في صفوف الحركة الشيوعيّة العالميّة . و البعض إنطلاقا من إنتهازيّتهم و آخرون إنطلاقا من جهلهم إتّخذوا موقف أنّه إعتبارا لحصول إنقلاب في الصين ، و إعتبارا لأنّ التحريفيّين قد إفتكّوا في نهاية المطاف السلطة و هم يمضون بسرعة بالصين على الطريق الرأسمالي ، بالتالى الخطّ الأساسي لماو بشأن الطبقات و الصراع الطبقي في ظلّ الإشتراكيّة و نظريّة مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، و كذلك ممارسة الشعب الصيني في ظلّ قيادة ذلك الخطّ و النظريّة الأساسيّين بالخصوص أثناء الثورة الثقافيّة يجب أن يكونوا خاطئين . أو يقال إنّ ماو و القادة الثوريّون الآخرون في الصين يجب أن يكونوا قد قاموا بأخطاء جدّية حتّى و إن كان خطّهم العام صحيحا .
بالنسبة إلى النقطة الأولى ، ما قيل في الفصل الرابع ( حول الفلسفة ) يتحدّث مباشرة عن ذلك :
" ينمّ هذا النوع من التفكير عن التجريبيّة و النسبيّة فصحّة هذه النظريّة لا ترتهن بالنتائج المباشرة فى وضع معيّن . لقد تعمّقت و تحقّقت فى الممارسة و فى صراع مئات الملايين جماهير الشعب الصيني و سيزداد تحقّقها مستقبلا عبر النضال الثوري فى الصين و غيرها من البلدان . " ( أنظروا الصفحة 187 بالأنجليزيّة + باللغة العربيّة ، الصفحة 70 من " مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة " – القسم الأوّل من الكتاب - ترجمة شادي الشماوي ، مكتبة الحوار المتمدّن )
أمّا بالنسبة إلى مسألة أخطاء الثوريّين فبالتأكيد ينبغي أن يكونوا قد إقترفوا بعض الأخطاء – ما من أحد معصوم من الخطأ- بيد أنّ هذا ليس الشيء الأساسي الذى يجبالتركيز عليه في تحليل التراجع أو النكسة في الصين . و بينما من الصحيح أن نبحث عن الأخطاء التي يمكن أن يكونوا قد إرتكبوها و أن نلخّصها ، و أن ننجز تحليلا لجميع جوانب الإنقلاب مطبّقين موقف و وجهة نظر و منهج الماركسيّة – اللينينيّة ، فإنّه من الواضح أنّه مهما كانت هذه الأخطاء فهي لم تكن سبب هذه النكسة . (2) ( من أجل المزيد حول هذا ، أنظروا " الثورة و الثورة المضادة : الإنقلاب التحريفي في الصين و الصراع في صفوف الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة " و " خسارة الصين و الإرث الثوريّ لماو تسى تونغ" كلاهما من منشورات الحزب الشيوعي الثوري ، شيكاغو 1978 – بالأنجليزيّة )
بهذا المضمار ، و كنقطة عامة أساسيّة ، من المهمّ أن ندرك حقّا أنّ الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة هو بالضبط ذلك – و أنّ البرجوازيّة في بلد إشتراكي ، خاصة في أوقات معيّنة ، قد تتوفّر لها أوضاعا مناسبة أكثر ممّا تكون مناسبة للبروليتاريا. و يُعزى ذلك إلى تطوّر التناقضات الداخليّة في هذا البلد في تلك اللحظة و كذلك في الوضع العالمي و التداخل بين الوضعين وقتها . و إليكم تصريح لماو ذاته مناسب جدّا :
" في النضال الإجتماعي ، تعاني القوى التي تمثّل الطبقة الطليعيّة في بعض الأحيان من نكسات ، ليس بسبب أفكارها الخاطئة ، ولكن لأنّها ، فيما يتعلّق بالقوى المعارضة ، أقلّ قوّة مؤقّتًا من قوى الرجعيّة ؛ ومن هنا جاءت إخفاقاتها المؤقّتة ، لكن ينتهي بها الأمر دائمًا بالانتصار ." (3) ( موقع الحوار المتمدّن ، www.ahewar.org )
و المسألة هنا ليست تحليل الصراع في الصين الذى أدّى إلى الإنقلاب التحريفي في أكتوبر 1976 و أسباب و دروس هذا الإنقلاب ( كما تقترحه مقدّمة هذا الفصل ، تحليل أوّليّ و أساسي لذلك قد تمّ إنجازه في مكان آخر ، بينما تظلّ هناك مهمّة البناء على ذلك التحليل و تعميقه – بتطبيق الماركسيّة – اللينينيّة – فكر ماو تسى تونغ ). بالأحرى ، ما يعنيه هنا هو تحليل – و نقد – المقاربة التي تقول إنّه نظرا لكون الثورة قد وقع الإنقلاب عليها ، بالتالى يجب على الثوريّين أن يكونوا على خطأ – أو يجب على الأقلّ أن يكونوا قد إرتكبوا أخطاء جدّية . و كما تمّت الإشارة إلى ذلك قبلا ، هذا المنهج براغماتي ، و بالتالى عارضت الماركسيّة . لكن ، أبعد من ذلك ، تخفق مثل هذه المقاربة كذلك في فهم السيرورة الفعليّة للثورة الصينيّة و تطوّر التناقضات التي تميّزها ، خاصة إثر تأسيس الجمهوريّة الشعبيّة ، و بالتالى تخفق في أن تقيم بصفة صحيحة المكاسب الكبرى التي كانت ضدّها وهي تتقدّم نحو المرحلة الإشتراكيّة .

مكاسب رائعة للثورة الصينيّة ، مساهمات ماو تسى تونغ

كما جرت الإشارة إلى ذلك في عدّة مناسبات في هذا الكتاب ، إنطلقت الثورة الصينيّة أوّلا – و لم يكن بوسعها إلاّ أن تنطلق – خلال مرحلة الديمقراطيّة الجديدة قبل التمكّن من التقدّم نحو الإشتراكيّة . في هذا الصدد لم يكن بطرق هامة مختلفا كثيرا عن عديد حركات التحرير المناهضة للإمبرياليّة الأخرى التي إنتشرت في بلدان آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينيّة منذ الحرب العالميّة الثانية . و تجربة مثل هذه النضالات قد بيّنت بوضوح أنّه فيما أنّها مهمّة عسيرة كسب النصر في النضال لإنهاء السيطرة الإستعماريّة ( بما في ذلك الإستعمار الجديد ) ، من الصعب أكثر لخوض النضال لتركيز الإشتراكيّة و تاليا مواصلة التقدّم في المرحلة الإشتراكيّة – و تبيّن أنّ هذا صحيح حتّى أين قاد النضال حزب شيوعي . و العدد الأكبر من هذه الحركات ، حتّى حيث كانت مقادة من منظّمات تعلن أنّها ماركسيّة – لينينيّة ، لم تتقدّم إلى الإشتراكيّة و بالتالى ، بالفعل ، قد فشلت حتّى في أن تتمّم التحرّر من الإمبرياليّة ، لتسقط بدلا من ذلك تحت جناح قوّة إمبرياليّة أو أخرى – عادة واحدة أو أخرى من القوى العظمى في هذه الفترة .
منظور إليها في هذا الضوء ، كان ذلك مكسبا عظيما للثورة الصينيّة حتّى للقيام بإنتقال أوّليّ من الديمقراطيّة الجديدة إلى الإشتراكيّة . و لم يُنجز هذا دون نضال هائل – بما في ذلك في صفوف الحزب الشيوعي الصينيّ .
و الكثيرون في الحزب بمن فيهم عدد القيادات العليا لم يرغبوا حقّا في المضيّ قُدما بالثورة ، إثر تحرير البلاد . و مثلما أعرب عن ذلك ماو في مناسبات عدّة ، كانوا يعملون على الإطاحة بالإمبرياليّة و الإقطاعيّة و الرأسماليّة – البيروقراطيّة لكنّهم لم يكونوا ميّالين إلى المضيّ قُدُما بالنضال ضد البرجوازيّة لتحقيق إنتصار الإشتراكيّة على الرأسماليّة و مواصلة التقدّم بإتّجاه الشيوعيّة . و بقدر ما كانت الثورة تتقدّم في المرحلة الإشتراكيّة ، بقدر ما كان عديد هؤلاء القادة يعارضون ذلك – ليس جميعهم لكن ليس عددا قليلا منهم فقط . المعنيّ هنا هو ظاهرة الديمقراطيّين – البرجوازيّين المتحوّلين إلى أتباع الطريق الرأسمالي في المرحلة الإشتراكيّة ، وهو موضوع عالجناه مرّات كثيرة في هذا الكتاب .
و من أجل الإستيعاب الحقيقيّ لهذا من الضروريّ فهم أنّ في بلد كالصين القديمة وحدها البروليتاريا و الحزب الشيوعي يمكن أن يقودا النضال الديمقراطي و المناهض للإمبرياليّة بطريقة شاملة ، و لذلك إلتحق الكثير و الكثير من الناس بالحزب الشيوعي – و حتّى صاروا من قادته – كانوا يرغبون حقّا في إنجاز النضال الديمقراطي و المناهض للإمبرياليّة غير أنّهم بعدُ شيوعيّين في نظرتهم إلى العالم . أليس ظاهرة مستشرية في عديد البلدان اليوم لم تتحرّر بعدُ من الإمبرياليّة ، و لم يكملوا الثورة الديمقراطيّة ، و إنّ هناك الكثير من الناس الذين يعتبرون أنفسهم إشتراكيّين و حتّى شيوعيّين و هم في الواقع ليسوا كذلك بل هم ( في أفضل الأحوال ) برجوازيّون ثوريّون ؟ و مثل هذا كان كذلك ظاهرة مستشرية في الصين القديمة بما في ذلك في صفوف الحزب الشيوعي الصيني الذى أثبت أنّه القوّة الوحيدة القادرة على قيادة النضال إلى النصر ، حتّى في مرحلته الأوّلى . و الآن عديد هؤلاء الناس يجارون تقدّم الثورة و تطوّروا إيديولوجيّا إلى شيوعيّين . إلاّ أنّ الكثير منهم لم يفعلوا . و كما جرت ملاحظة ذلك ، بقدر ما كانت الثورة تتعمّق في المرحلة الإشتراكيّة ، بقدر ما كان هؤلاء الناس الأخيرين يعارضونها و بقدر ما يصبحون يائسين في محاولاتهم للإنقلاب عليها . و بالنسبة إلى الذين أضحوا موظّفين سامين كان هذا التيّارأكبر حتّى .
مقال مجلّة الحزب الشيوعي الشيوعي ، " الثورة " ( ديسمبر1978 ) حول شو آن لاي الذى يمكن أن يُعتبر النموذج الأوّل لمثل هؤلاء ، شرح هذه الظاهرة :
" بالنسبة على هؤلاء الديمقراطيّين البرجوازيّين ، كان هدف الثورة تجاوز تخلّف الصين و ما يقترب من الخنق التام لها من طرف القوة الإمبرياليّة . و بالتالى ، تحوّلوا إلى " الإشتراكية " – الملكيّة العامة – على أنّها الوسيلة الأكثر فعاليّة و الأسرع لتحويل الصين إلى بلد مصنّع بدرجة كبيرة و عصريّ. و مع تقدّم الثورة الإشتراكيّة ، قاتلوا لحدوث هذا التطوير وفق خطوط برجوازيّة – و وفق ظروف الصين ، لن تعيد تركيز الرأسمالية فحسب و إنّما ستؤدّى أيضا إلى جعل الصين تعود إلى الوقوع تحت هيمنة قوّة إمبرياليّة أو أخرى . "(4) ( " إعتاد على مهاجمة خطّ ماو – الدور الرجعيّ الخفيّ لشو آن لاي " ، " الثورة " مجلّة اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الثوري ، ديسمبر 1978 ، صفحة 16 بالأنجليزيّة )
و إلى ذلك ، كما جرت ملاحظة لك عدّة مرّات في هذا الكتاب ، هكذا ناس و تحريفيّين عامة لديهم قاعدة إجتماعيّة ، في ظلّ ظروف معيّنة ، يمكن تعبأتها كقوّة لها وزنها للإطاحة بدكتاتوريّة البروليتاريا – مثلما جدّ فعلا سنة 1976 .
و مرّة أخرى ، في ضوء كلّ هذا ، بالإمكان رؤية المكسب البارزللجماهير الصينيّة و قيادتها الثوريّة ، و على رأسها ماو تسى تونغ ، أنّها لم ترسم طريقها إلى الأمام من خلال نضال كبير للمضيّ بالصين على الطريق الإشتراكي فحسب و لم تقتحم أرضيّة جديدة في بناء الإشتراكيّة فحسب كما هو الحال في القفزة الكبرى إلى الأمام ،بل كذلك واصلت الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا ، و أنجزت حركة ثوريّة جماهيريّة غير مسبوقة في ظلّ الإشتراكيّة ، الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى ، و من خلالها تصدّت لمحاولات إعادة تركيز الرأسماليّة لعقد بأكمله – متقدّمة بنضال البروليتاريّة العالميّة إلى قمم جديدة ! و كلّ هذا ليس لقول إنّ الإنقلاب في الصين كان حتميّا ، إنّ البروليتاريا في الصين كان مآلها أن تخسر السلطة أو أيّ شيء من هذا القبيل ميتافيزيقي و هراء جبري . لكنّه يوفّر الإطار الصحيح لفهم النضال الفعلي – تواصل الصراع الطبقي – الذى حدث في الصين و كلّ من المكاسب غير المسبوقة للثورة الصينيّة و كذلك أسباب هذه النكسة و دروسها . و يوفّر الإطار الصحيح لتقييم المساهمات الرائعة لماو تسى تونغ .

دور ماو و دور القادة

عند نقاش مساهمات ماو تسى تونغ و الدفاع عنها و دور أناس مثل ماو و لينين في الحركة الثوريّة ليست المسألة مسألة قول إنّ القادة العظماء لا يخطئون أبدا أو أنّ التاريخ يصنعه الأبطال و ليس الجماهير . القادة الثوريّون العظماء يلبسون أحذيتهم مثل بقيّتنا ، و يأكلون و يفرغون ما في أمعائهم مثلنا .
و بالفعل الجماهير هي التي تصنع التاريخ . بصورة جوهريّة ، الجماهير هي التي " تصنع " القادة الثوريّين العظماء . إنّه النضال الثوري للجماهير هو الذى يفرز قياداته . و بدورهم ، ينهض القادة بدور إيجابي له دلالة كبيرة ، و في نهاية التحليل لا يمكن أن يكون ذي دلالة واقعّة إلاّ إذا واصلوا الوقوف إلى جانب و بالمعنى الجوهري وسط ، نضال الجماهير و على هذا الأساس يقودونها إلى الأمام . في هذا العصر ، في الثورة الأكثر أصالة و الأكثر راديكاليّة في التاريخ ، الثورة البروليتاريّة التي تعنى أنّهم يضطلعون بدورهم بتطبيق علم الماركسيّة – اللينينيّة للتعلّم من الصراع أيضا قيادته . و على هذا النحو من الممكن أن يؤثّروا و فعلا هم يمارسون تأثيرا هائلا على حركة الجماهير و من الممكن عمليّا أن يسرّعوا في السيرورة الثوريّة الحتميّة ( بالضبط كما يمكنهم أن يؤخّروها عبر الأخطاء و الإنحرافات عن الماركسيّة – اللينينيّة ).
و علاوة على ذلك ، و بالضبط مثلما يقوم القادة العظماء بالأمور العاديّة للحياة بالطريقة نفسها التي تقوم بها بقيّتنا ، ينهضون أيضا بدورهم كقادة ثوريّين بالطريقة الأساسيّة ذاتها كما ينجز كلّ المقاتلين الواعين للطبقة مساهماتهم في الحركة الثوريّة . أي ، يقومون بذلك تحديدا بالتمكّن من و بتطبيق علم الاركسيّة – اللينينيّة بطريقة حيويّة على ضوء الظروف الملموسة في بلادهم و العالم بأسره . و بالتالى ، المسألة في التركيز على دور مثل هؤلاء القادة و مساهماتهم العظيمة هو تحديدا في التعلّممنهم و تقوية تصميم و قدرات كامل الحركة الثوريّة في التمكّن من و تطبيق علم الماركسيّة – اللينينيّة و على هذا النحو يقومون بأكبر مساهماتهم في المهمّة التاريخيّة للبروليتاريا .
و كجزء من هذا ، يجب فهم أن ما من أحد ، مهما كانت عظيمة مساهماته / مساهماتها ، قد يكون معصوما من الأخطاء . و هذا ، طبعا ، ينسحب على القادة العظماء كذلك بمن فيهم ماو . و في حين يتمّ رفع راية و التعلّم من المساهمات الرائعة و الدفاع عنها ، و كذلك عن الدور العام لمثلهؤلاء القادة من الهجمات ،من الضروريّ أيضا فهم أخطائهم و التعلّم منها .
و بصفة خاصة في ما يتعلّق بماو ، يبدو أنّه وُجدت نزعة لبثّ أكثر من اللازم لجربة الثورة الصينيّة على النطاق العالميّ . و بالخصوص ، إتّخذ هذا شكل إعطاء طابع أو مظهر قوميّ للنضال في ( على الأقلّ في بعض ) بلدان رأسماليّة و حتّى إمبرياليّة في ظروف حيث مثل هذه البلدان لا يمكن أن تنهض بدور تقدّميّ . و هذه مسألة غاية في التعقيد و ما من تحليل شامل لها يمكن إنجازه أو حتّى محاولة إنجازه بجدّية ، هنا . بالأحرى ، بعض النقاط سيقع التعريج عليها بإقتضاب شديد في علاقة بهذا .
و كلّ هذا مرتبط وثيق الإرتباط بمسألة كيف نعالج التناقض بين الداع على بلد إشتراكي من جهة و من الجهة الأخرى إنجاز نضالثوريّ في بلدان أخرى حيث البروليتاريا ليست بعدُ في السلطة ، خاصة البلدان الرأسماليّة و الإمبرياليّة التي لا تمثّل الخطر الأساسي للبلد الإشتراكي في وقت معيّن ( أو ليست جزءا من كتلة من البلدان التي تقف على رأسها دولة إمبرياليّة تمثّل عندئذ مثل هذا الخطر ) . و يصبح هذا معقّدا و حادا بصفة خاصة في وضع حيث تقترب حرب بين دول إمبرياليّة و إحتمال وقوع هجوم على دولة إشتراكيّة لا سيما في كتلة إمبرياليّة ، ينمو بجدّية .
و بالخصوص ، في السنوات القليلة الأخيرة من حياة ماو ، أضحى من الواضح أنّ الإتّحاد السوفياتي كان يمثّل الخطر الأساسي على الصين ، و بوجه خاص في إطار تطوّرات محتدّة بإتّجاه حرب بين قوى الإمبرياليّة مع الولايات المتّحدة، كان الإتّحاد السوفياتيعلى الأرجح جدّا سيشنّ هجوما على نطاق واسع ، و ربّما غزو تام ضد الصين. في هذه الظروف ، كان من الصائب تماما بالنسبة إلى الصين أن تقوم ببعض التحرّكات الدبلوماسيّة و غيرها لتفقد الإتّحاد السوفياتي توازنه و لتستعمل التناقضات بين الكتل الإمبرياليّة لجعل الصين فى أقوى موقف للتعاطي مع هجوم سوفياتي عليها . لكنهذا يجب القيام به على نحو ، عامة ، يساهم في تطوير النضال الثوريّ العالميّ و لا يدعو الثوريّين في بلدان كتلة الولايات المتّحدة إلى التخلّى عن النضال من أجل الثورة أو تقليص " الثورة " إلى النضال ضد الإتّحاد السوفياتي .
إجمالا ، تعاطى ماو و مركز القيادة البروليتاريّة الذى كان يقوده في صفوف الحزب الشيوعي الصيني ( مع ما تسمّى " مجموعة الأربعة " لبّه القيادي النشيط ) مع هذا التناقض بطريقة ثوريّة . لقد ناضلوا من أجل خطّ دعم نضالات ثوريّة حقيقيّة في بلدان أخرى بما فيها تلك ضمن كتلة الولايات المتّحدة ، بينما في الوقت نفسه حذّروا الثوريّين أن يسمحوا للإتّحاد السوفياتيبأن يخترق هذه النضالات و يستعملها و يحوّلها إلى أذيال خاصة له باسم " الدعم ". و أكثر من ذلك ، ناضلوا بحيويّة ضد خطّ التعويل على – و في الواقع الإستسلام إلى – إمبرياليّة الولايات المتّحدة و بيع الثورة في الصين نفسها باسم " تعصير " البلاد و " تعزيز الدفاع " ضد الإتّحاد السوفياتي . لكن من الجهة ألخرى ، تبنّوا تحليل أنّ الإتّحاد السوفياتي كان مصدر الحرب الأخطر ، على أساس مشابهلذلك الذى صرّح وفقه ستالين بأنّ الدول الإمبرياليّة الفاشيّة العدوّ الأساسي في أواخر ثلاثينات القرن العشرين . و قد شمل هذا ، على ألقلّ إلى درجة معيّنة ، الترويج لخطّ " النضال القوميّ" ضد الإتّحاد السوفياتي في الدول الرأسماليّة و الإمبرياليّة التي تشكّل معا مع الولايات المتّحدة كتلتها الإمبرياليّة ( بالضبط مثلما فعل ستالين ، حتّى في ثلاثينات القرن العشرين في ما يتّصل بهذه البلدان المعارضة للكتلة الإمبرياليّة الفاشيّة ) . و كما أكّد حزبنا في إجتماعاته لإحياء ذكرى ماو ستى تونغ سنة 1978 " لقد عزّز هذا الخطأ إلى درجة معيّنة التحريفيّين في الصين الذين كانوا – و لا زالوا – يحاججون بأنّ الخطر السوفياتي على الصين يبرّر و يتطلّب التخلّى عن الثورة في الداخل و في الخارج . و هذا الصنف من الأخطاء المقترفة من الثوريّين وُجد كما تمّت الإشارة إليه ، في صفوف الحركة الشيوعيّة العالميّة ، بالعودة إلى ثلاثينات القرن العشرين ، و هناك حاجة حقيقيّة لمزيد التلخيص الشامل لها و نقدها لأجل تقاديها في المستقبل . (5) ( بوب أفاكيان ، " خسارة الصين و الإرث الثوري لماو تسى تونغ " ، صفحة 114 )
و في الوقت نفسه ، رسم حزبنا بإستمرار و بطريقة صحيحة خطّ تمايز واضح بين خطّ ماو و سياساته و رفاقه الثوريّين من جهة و من الجهة الأخرى ، أولئك التحريفيّين الخونة الذين إستولوا على السلطة من خلال تحطيم مراكز القيادة البروليتاريّة في صفوف الحزب الشيوعي الصيني عقب وفاة ماو و هم يعيدون بسرعة تركيز الرأسماليّة و يستسلمون إلى الإمبرياليّة . و تنبغى الإشارة إلى أنّ ماو و رفاقه في الصين تعلّموا من بعض أخطاء ستالين و صحّحوها في ما يتّصل بالتناقض بين الدفاع عن بلد إشتراكي و إنجاز النضال العالميّ. لم يتّخذوا موقف ربط كلّ شيء بالدفاع عن الصين . و بالأخصّ ، إعترفوا بأهمّية قيادة الصراع الطبقي للبروليتاريا ضد البرجوازيّة في الصين . لكن أكثر من ذلك ، واصلوا كذلك كماجرت الإشارة إليه ، القتال لتقديم الدعم للنضالات الثوريّة الحقيقيّة في بلدان أخرى ، حتّى تلك صلب كتلة الولايات المتّحدة . (6) ( من أجل المزيد بهذا الصدد ، فضلا عن المواد المذكورة أعلاه ، " إستراتيجيا العوالم الثلاثة : إعتذار للإستسلام " ، مجلّة " الثورة " ، نوفمبر 1978 ، صفحة 3)
و هكذا ، رغم بعض الإختلافات التي كانت لحزبنا مع ماو و رفاقه حول بضعة مسائل متّصلة بالوضع العالمي ، و طبيعة النضال الثوري في بلدان إمبرياليذة مختلفة و صلة هذا بالدفاع عن الصين بشكل عام إعترفنا بالدور الثوريّ جوهريّا في هذا الصدد و بالحاجة إلى التعلّم من كلّ من مساهماتهم في الأمميّة و بعض الأخطاء التي إرتكبوهافى هذا المجال . و أكثر جوهريّة، مع ذلك ، كما أشرنا ، هي الحاجة إلى مزيد التلخيص الشامل ليس لخطّ و تصرّفات ماو و الثوريّين الآخرين في الصين فقط بل أيضا لتاريخ الحركة الشيوعيّة العالميّة حول هذه المسألة و دروسها الإيجابيّة منها و السلبيّة ، بالعودة إلى أربعين سنة أو أكثر .
و هذا حيويّ بصورة خاصة على ضوء الوضع العالمي الراهن المتميّز ليس فحسب بالإنقلاب في الصين و قدر كبير من الإضطرابات في صفوف الحركة الشيوعيّة العالميّة و إنّما كذلك بتعمّق أزمة الإمبرياليّة و التطوّرات المتصاعدة بإتّجاه كلّ من الحرب العالميّة و الثورة .

لنتعلّم من ماو تسى تونغ و نتقدّم بقضيّة الشيوعيّة

في ثنايا هذا الكتاب و كذلك في هذا الفصل الختامي بوجه خاص ، جرى تحليل بعض أهمّ مساهمات ماو تسى تونغ بما فيها أعظمها – نظريّة مواصلة الثورة في ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا . و هذه المساهمات أكبر بكثير من أيّة أخطاء إرتكبها ماو وهي تميّزه أيضا كأعظم ثوريّ في زمننا . غير أنّه تمّ التشديد أكثر على أنّ هدف تفحّص مساهمات قائد ثوريّ عظيم مثل ماو هي تحديدا للتعلّم منها و المضيّ قُدما بقوّة أكبر بالقضيّة الثوريّة التي لها قدّم مثل هؤلاء الناس إلهاما و قيادة كبيرين .
و ناظرين عندئذ إلى دور ماو و مساهماته عامة و على نحو شامل ، ما يبرز أكثر من غيره ، ما يشدّد في الواقع على كلّ هذه المساهمات ، ما هو الأكثر أساسيّة في التعلّم منه ، هو الشموليّة التي طبّق بها ماو الموقف و وجهة النظر و المنهج الماركسي – اللينيني ، و بخاصة تطبيقه للجدليّة في معارضة الميتافيزيقا . النشوء الذى لا يتوقّف للتناقضات و لحلّها ، كما هو ضد كلّ المفاهيم المطلقة و الركود – أدركه ماو كقوّة محرّكة في تطوّر الأشياء كافة ، في الطبيعة و المجتمع و الفكر، و يسير هذا الفهم مثل طريق قرمزيّ عبر كتابات ماو و أفعاله . هل يمكن لأيذ كان أن يتصوّر ماو كبيروقراطي ثقيل أو " قدماء المحاربين الذين يعيشون في رفاه " مستندين على أكاليلهم .
و بالأخصّ ، تطبيق ماو للجدليّة في فهم و تفسير العلاقة بين المادة و الوعي ، و التغيّر المستمرّ للواحدة إلى الأخرى ، هو الذى قاده إلى التشديد بقوّة وهو محقّ في ذلك ، على دور البنية الفوقيّة و على السياسة و الوعي في قيادة الممارسة الثوريّة لتغيير العالم بما في ذلك الناس . و هذه نقطة جوهريّة لها أهمّية عظيمة في كلّ من الإعداد إلى و إنجاز إفتكاك السلطة و مواصلة الثورة إثر كسب السلطة السياسيّة . إنّها نقطة ألحّ عليها لينين إلحاحا كبيرا في قيادة الحركة الثوريّة كما عبّر عن ذلك في عمله المَعلَم ، " ما العمل ؟ " و كذلك في غيره من الأعمال . وهي كذلك نقطة بالمعنى الحقيقي أعاد ماو إحياءها و زاد في تطويرها في قيادة الشعب الصيني و البروليتاريا العالميّة إلى أعلى قممها بعدُ . سواء في الصراع الطبقي بما في ذلك الحرب ، أو في الإنتاج أو التجريب العلميّ ، أكّد ماو على التعويل على النشاط الواعي للجماهير ، و ليس على التكنولوجيا و التقنية ؛ على الناس و ليس على الأشياء .
لهذا طبعا البرجوازيّة والتحريفيّون والإنتهازيّون من كلّ الأصناف ، داخل الصين و خارجها ، قد نعتوا ماو ب" المثالي ". بيد أنّ ماو كان ماديّا أصيلا . فقد ركّز نفسه على العالم الواقعيّ ، في سيرورته من الحركة و التغيير المستمرّين ، من الأدنى إلى أعلى ، و الحلول الحتميّ للجديد محلّ القديم . و لهذا لم يُغفل أبدا بل أدرك بصفة مستمرّة الصلة بين الحاضر و المستقبل ، وجود عناصر المستقبل في الحاضر ، و واقع أنّ نضال البوليتاريا عبر العالم ضد البرجوازيّة و كافة الرجعيّة، سيتقدّم في نهاية المطاف و بعناد رغم الإلتواءات و المنعرجات و الإنتكاسات و التراجعات المؤقّتة ، سيتقدذم بالبشر نحو الهدف التاريخي للشيوعيّة ، و هذا عينه ستدفعه إلى الأمام التناقضات و الصراعات .
هذا ما يتخلّل جميع أعمال ماو و مساهماته الخالدة حقّا . و هذا هو ، فوق كلّ شيء ، ما يمكن و يجب على كافة المصمّمين على القيام بالثورة و يتطلّعون إلى تحقيق هدف الشيوعيّة السامي أن يتعلّموه من ماو تسى تونغ .
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد


.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي




.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ




.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا