الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع المقاومة ولا لوقف اطلاق النار

فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)

2024 / 1 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعيدا عن قرارات محكمة العدل وحجم الاستياء من عدم اقرار محكمة لاهاي بقرار صريح لوقف اطلاق النار ، فكان وكأنه انتصار المحكمة للكيان ، وبالرغم من صحة ذلك الى حد كبير، بان العقل الباطن للمحكمة اتجه لاستمرار الحرب بشكل اكثر تهذيبا بتذكير الكيان قليلا بمبادئ وحقوق الانسان الى جانب استمرار ادخال المساعدات وتجنب المدنيين، اي بمثابة تنبيه شفوي وتحذير هادئ كي لا يدان بتهمة الابادة الجماعية بشكلها النهائي مستقبلا، فكان لسان حالهم يتجه لاستمرار الكيان بتحقيق اهدافه بالقضاء على المقاومة تحديدا، ولا يدلل على ما أقول اكثر من احتفاء الكيان و إعلامه بقرارات المحكمة والتي لم تتضمن وقف لاطلاق النار وهذا ما كانت تخشاه اسرائيل خوفا من الغاء شرعية الحرب امام العالم، فينظر لها كمجرمة، بل ان تلك القرارات لن تواجه حتى بفيتو حين عرضها على مجلس الأمن بعد أيام، فهي فعلا لصالح الاحتلال لتنفيذ اهدافه..!!

في خضم هذا، دعونا نعود الى الوراء قليلا، نتحدث عن المبادئ التاريخية للمقاومة، منذ ان انطلقت قبل مائة عام ، المبدأ والهدف الأسمى آنذاك ، وهو تحرير الارض، وكل ما كان تحت هذا المبدأ هو تفاصيل ، سواء فك حصار او تحرير اسرى وما الى ذلك من اهداف فرعية للمقاومة، اطلق طوفان الاقصى لتدمير فرقة غزة ومحاولة اصطياد اسرى اسراليليين من اجل اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين وانهاء الحصار، وربما كان في ذهن المقاومة ان اسرائيل لن تتمكن من احداث قصف و دمار كبير في غزة خوفا على حياة الأسرى، لكن بالطبع تفاجئت ان نتنياهو يتخلى حتى عن مواطنيه من اجل السلطة، ثم ما لبث الأمر الى ان تحول الى حرب بهذه الضخامة ، راح ضحيتها اكثر من مائة الف بين شهيد و جريح خلال مائة يوم، من هنا، ربما نتسائل، اليس من العبث التفكير بوقف اطلاق النار بدون تحقيق اي هدف تاريخي بالتحرير تحديدا، ولن نقول اكثر من تحرير جزئي بالحد الأدنى، فلم يكن هدف الحرب بالنسبة للمقاومة هو الأسر او القتل من اجل الاسر او القتل من حيث المبدأ، وهنا اتحدث عن المبدأ التاريخي وليس فقط هدفها من عملية ٧ اكتوبر و تدمير فرقة غزة، ولكن، اما وتحول الأمر الى حرب ضروس ، فلا بد ان نعود الى جذر الامر اي الهدف التي انطلقت منه المقاومة بمقاومة المحتل تاريخيا، فلا يعقل ان ندفع ثمن مقداره اكثر من ثلاثين الف شهيد اي ما يعادل ثلاثين بالمئة ممن استشهدو خلال مائة عام مضت على احتلال فلسطين، وثلاثة اضعاف ممن استشهدوا خلال ربع قرن مضى، ثم وقف الحرب مقابل تبادل أسرى العدو بالاسرى الفلسطينيين، في حرب بهذه الضخامة، فأين اذن المكسب بدون تحرير جزئي بالحد الأدنى، من هنا انا ضد وقف الحرب وكأن شيء لم يكن، بهذا يكون وقف الحرب بمثابة التنازل عن ثمن دماء الشهداء بانتهاء الحرب دون تحقيق الهدف منها بالنسبة للمقاومة مع تحقيق هدف جزئي للحرب بالنسية للاحتلال و هو اضعاف المقاومة، ولو مرحليا، وبصفقة أسرى، يكون العدو حقق هدف اخر، بتبادل اسراه مع الاسرى الفلسطينيين الذين اعتقل و ضاعف عددهم السابق فقط خلال مائة يوم من بداية الحرب، فالامر ليس مكلف جدا بالنسبة له ، فهو دأب لاعادة الاعتقال بسهولة، فاذن، و كما يقول المثل: خربانة خربانة.. واذا ما خربت ما بتعمر ..علي على اعدالي ..فلن يكون هناك ما هو اصعب مما مضى ، وعليه لابد من استمرار المقاومة ورفع سقف لشروط المقاومة من خلال اذرعها السياسية ، بأن لا افراج عن الأسرى الا بانسحاب العدو ليس فقط من غزة، بل من الضفة وتحديدا مناطق ب، وان يكون تبييض السجون الاسرائيلية فقط بالافراج عن بضعة أسرى، مثل الضابطين والجنرال، والباقي يتم التفاوض عليهم من اجل التحرير، لا ننسى ان شاليط أستبدل بأكثر من الف أسير، و رفع سقف شروط النقاومة يتم بناء على ما نراه من تزايد احتقان الاسرائليين واهالي الاسرى الى جانب قرب الانتخابات الاسرائلية التي يسعى فيها الجميع لتحقيق مكسب اعادة الاسرى الصهاينة ، فكلما زاد الاحتقان ، ترفع المقاومة سقف شروطها ، وبهذا ، يكون الهدف الاسمى من حرب بهذه الضخامة قد تم ، هدف يليق بالثمن الباهض الذي دفعه الشهداء من دمائهم بعشرات الالاف ، ادرك كم صعوبة الأمر ، ولكن لا تحرير بدون دماء ، وان وقف الحرب فعلا مقتل للقضية والمقاومة ، و تحديدا ان كان وقف الحرب بقرار دولي فكأنما ينزع حتى مشروعية المقاومة بمقاومة المحتل ، لن يمر القرار الحقيقي الفعلي بوقف الحرب إلا من خلال المقاومة ذاتها باملاء شروطها ، فالأقوى هو من يوقف الحرب و يعلن النصر من حيث المبدأ ، فلا تنتظروا انتصار من خلال القانون الدولي الذي كان تاريخيا اداة من اجل احتلال فلسطين باسم القانون المفصل على مقاس اقلية رأسمالية تحكم العالم .. ويترك امره للساسة ، الذين سيقطفون ثمار الحرب او تحقيق النصر السياسي بابرام اتفاقية على غرار اوسلوا وتغيير قادة السلطة ، وغالبا ستكون الاتفاقية هي تنفيذ لبنود اوسلوا بالانسحاب الجزئي للكيان من الضفة وغزة ايضا.، فلا حرب تنتهي بدون نصر سياسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهل مكة ادرى بشعابها!!!.
سهيل منصور السائح ( 2024 / 1 / 30 - 07:51 )
اشكرك جزيل الشكر على احساسك النبيل تجاه الشعب المظلوم ولكن يا اخي قليل من التامل يوصلك الى نتيجة مفادها ان حماس ارتكبت خطا فادحا وهو الهجوم في السابع من اكتوبر وكان هدفه تحرير الاسرى وهي تعلم علم اليقين ان ليس هناك تكافؤ بالقوة بين الطرفين والدعم الامبريالي لاسرآئيل كما ان ليس هناك اتفاق بين حماس ومنظمة التحرير الحارسة لامن اسرآئيل بسبب صلح اوسولو والضحية هو الشعب الفلسطيني الذي يكابد الامرين من قياداته وعدوه. اخي الكريم لو كانت حماس بتلك القوة التي تؤهلها باستمرار الحرب فلماذا تطالب بايقاف الحرب؟؟. ان استمرار الحرب يعني فناء الشعب الغزي وتخريب سبل العيش في ارضه وتهجير سكانه والتفرغ بعده للضفة الغربية. انه من المؤسف حقا ان يجازى شعبا بخطا قياداته والعالم العربي والاسلامي صامت صمت القبور بل بعضه يفدم الدعم الى الجانب الغاصب. اين هي الشعارات الدينية والقومية ام انها لعبة الشطار واستعباد المغفلين؟. (امة واحدة ذات رسالة خالدة.). اين هي الامة الخالدة؟( المسلمون كالجسد الواحد اذا تالم اي عضو فيه تداعت له بقية الاعضاء).
تــبـا لـقـوم إذا مــا صـرّحـوا شـطـحوا وإن همو استأسدوا يوم الوغى نبحوا

اخر الافلام

.. اشتباكات في حرم جامعة كاليفورنيا بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهر


.. اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل وآخرين مؤيدين لفلسطين




.. أنصار إسرائيل يعتدون على متظاهرين مؤيدين لغزة بجامعة كاليفور


.. اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس




.. ضباط شرطة يدخلون كلية مدينة نيويورك لاعتقال وتفريق المتظاهري