الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول رواية الديوان الاسبرطي لعبد الوهاب عيساوي

عائشة التاج

2024 / 1 / 29
الادب والفن


احتفت مؤسسة الربوة للثقافة و الفكر برواية الديوان الاسبرطي للكاتب الجزائري عبد الوهاب العيساوي.
الذي جاء للأدب من عالم الهندسة الميكانيكية وابدع فيه أيما إبداع.. حيث حاز على عدة جوائز عالمية و محلية.. واهدى للمكتبة العربية عددا من الروايات المميزة ..
بعيدا عن كل التشنجات السياسوية و الكروية و الشعبوية كان لنساء الربوة ومؤسستها موعد مع هذه الرواية التي تأجل الاحنفاء بها بسبب كورونا وتداعياتها
، حيث احتضنت هذه الرواية بكل ما تستحقه من حب واحتفاء إيجابي يؤكد على
الروابط الأخوية المتينة ما بين الشعبين..

حملنا الديوان الاسبرطي للقرن 19 ،بأحداثه الاستعمارية الكئيبة ما بين الاحتلال العثماني ثم الفرنسي وكيفية تفاعل المجتمع الجزائري مع هذه الأحداث...
ولقد أبدع الشاب عبد الوهاب عيساوي في حبك الرواية بمهارة مهندس توفق في تخطيط تمفصلات الرواية و حبكتها الفنية بطريقة ممتعة
.
اعتمدت الرواية على لغة تتصف بالبساطة ،أي السهل الممتنع وتمتح مصطلحاتها من نفس السياق التاريخي ،لغة كلاسيكية و سليمة مع نوع من التحكم في أدواتها البلاغية مما يشجعك على استكمال القراءة ،عكس ما هو متداول في سياقنا المنحط ثقافيا
فكثيرا ما نعاين منشورات أو حتى تظاهرات تنسب لللأدب أو الثقافة بلغة جد مبثرة بل بأخطاء يندى لها الجبين وجد مقززة .

ولعل أجمل ما آثار انتباهي داخل الديوان الاسبرطي هو توزيعه للعملية السردية على مختلف شخوص الرواية بطريقة ديمقراطية تتجاوز نمطية السارد الوحيد واحتكاره لعملية الحكي
مما جعل رؤية سرد الأحداث اوالحدث تختلف حسب موقع السارد داخل البنية المجتمعية ودوره و مواقفه... وقد تتقاطع احيانا أخرى.. لتعكس لنا الرواية علاقة كل فئة مجتمعية بالمحتل او بالواقع عموما وكيف تتفاعل معه أو تفعل فيه... فتكون الرؤية من زوايا مختلفة تجعل عملية الحكي غير رتيبة و غير مملة وبالتالي يمكن استخراج فئة العملاء و المتواطئين مع المحتل وفئة المصلحين الذين يسعون للتغيير باللاعنف عبر أسلوب العرائض والمنشورات والتفاوضات
احتفت مؤسسة الربوة للثقافة و الفكر برواية الديوان الاسبرطي للكاتب الجزائري عبد الوهاب العيساوي.
الذي جاء للأدب من عالم الهندسة الميكانيكية وابدع فيه أيما إبداع.. حيث حاز على عدة جوائز عالمية و محلية.. واهدى للمكتبة العربية عددا من الروايات المميزة ..


بعيدا عن كل التشنجات السياسوية و الكروية و الشعبوية كان لنساء الربوة ومؤسستها موعد مع هذه الرواية التي تأجل الاحنفاء بها بسبب كورونا وتداعياتها
، حيث احتضنت هذه الرواية بكل ما تستحقه من حب واحتفاء إيجابي يؤكد على
الروابط الأخوية المتينة ما بين الشعبين..

حملنا الديوان الاسبرطي للقرن 19 ،بأحداثه الاستعمارية الكئيبة ما بين الاحتلال العثماني ثم الفرنسي وكيفية تفاعل المجتمع الجزائري مع هذه الأحداث...
ولقد أبدع الشاب عبد الوهاب عيساوي في حبك الرواية بمهارة مهندس توفق في تخطيط تمفصلات الرواية و حبكتها الفنية بطريقة ممتعة
.
اعتمدت الرواية على لغة تتصف بالبساطة ،أي السهل الممتنع وتمتح مصطلحاتها من نفس السياق التاريخي ،لغة كلاسيكية و سليمة مع نوع من التحكم في أدواتها البلاغية مما يشجعك على استكمال القراءة ،عكس ما هو متداول في سياقنا المنحط ثقافيا
فكثيرا ما نعاين منشورات أو حتى تظاهرات تنسب لللأدب أو الثقافة بلغة جد مبثرة بل بأخطاء يندى لها الجبين وجد مقززة .

ولعل أجمل ما آثار انتباهي داخل الديوان الاسبرطي هو توزيعه للعملية السردية على مختلف شخوص الرواية بطريقة ديمقراطية تتجاوز نمطية السارد الوحيد واحتكاره لعملية الحكي
مما جعل رؤية سرد الأحداث اوالحدث تختلف حسب موقع السارد داخل البنية المجتمعية ودوره و مواقفه... وقد تتقاطع احيانا أخرى.. لتعكس لنا الرواية علاقة كل فئة مجتمعية بالمحتل او بالواقع عموما وكيف تتفاعل معه أو تفعل فيه... فتكون الرؤية من زوايا مختلفة تجعل عملية الحكي غير رتيبة و غير مملة وبالتالي يمكن استخراج فئة العملاء و المتواطئين مع المحتل وفئة المصلحين الذين يسعون للتغيير باللاعنف عبر أسلوب العرائض والمنشورات والتفاوضات احتفت مؤسسة الربوة للثقافة و الفكر برواية الديوان الاسبرطي للكاتب الجزائري عبد الوهاب العيساوي.
الذي جاء للأدب من عالم الهندسة الميكانيكية وابدع فيه أيما إبداع.. حيث حاز على عدة جوائز عالمية و محلية.. واهدى للمكتبة العربية عددا من الروايات المميزة ..


بعيدا عن كل التشنجات السياسوية و الكروية و الشعبوية كان لنساء الربوة ومؤسستها موعد مع هذه الرواية التي تأجل الاحنفاء بها بسبب كورونا وتداعياتها
، حيث احتضنت هذه الرواية بكل ما تستحقه من حب واحتفاء إيجابي يؤكد على
الروابط الأخوية المتينة ما بين الشعبين..

حملنا الديوان الاسبرطي للقرن 19 ،بأحداثه الاستعمارية الكئيبة ما بين الاحتلال العثماني ثم الفرنسي وكيفية تفاعل المجتمع الجزائري مع هذه الأحداث...
ولقد أبدع الشاب عبد الوهاب عيساوي في حبك الرواية بمهارة مهندس توفق في تخطيط تمفصلات الرواية و حبكتها الفنية بطريقة ممتعة
.
اعتمدت الرواية على لغة تتصف بالبساطة ،أي السهل الممتنع وتمتح مصطلحاتها من نفس السياق التاريخي ،لغة كلاسيكية و سليمة مع نوع من التحكم في أدواتها البلاغية مما يشجعك على استكمال القراءة ،عكس ما هو متداول في سياقنا المنحط ثقافيا
فكثيرا ما نعاين منشورات أو حتى تظاهرات تنسب لللأدب أو الثقافة بلغة جد مبثرة بل بأخطاء يندى لها الجبين وجد مقززة .

ولعل أجمل ما آثار انتباهي داخل الديوان الاسبرطي هو توزيعه للعملية السردية على مختلف شخوص الرواية بطريقة ديمقراطية تتجاوز نمطية السارد الوحيد واحتكاره لعملية الحكي
مما جعل رؤية سرد الأحداث اوالحدث تختلف حسب موقع السارد داخل البنية المجتمعية ودوره و مواقفه... وقد تتقاطع احيانا أخرى.. لتعكس لنا الرواية علاقة كل فئة مجتمعية بالمحتل او بالواقع عموما وكيف تتفاعل معه أو تفعل فيه... فتكون الرؤية من زوايا مختلفة تجعل عملية الحكي غير رتيبة و غير مملة وبالتالي يمكن استخراج فئة العملاء و المتواطئين مع المحتل وفئة المصلحين الذين يسعون للتغيير باللاعنف عبر أسلوب العرائض والمنشورات والتفاوضات

ثم فئة الثوار التي تعتمد العنف المسلحم منطلق أن ما اخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة...وفئات أخرى جد مضطهدة تستغل في الأعمال الشاقة لصالح المحتل دون أي وازع أو رحمة,

ولقد تم تداول عملية السرد من طرف خمس شخصيات (ديبون - كافيار - ابن ميار - حمة السلاوي - دوجة) ما بين الفترة (1815م - 1833م).

و تبرز من خلال الرواية الشخصية الأنثوية الرئيسية باسم دوجة، شابة يتيمة هربت من قريتها نحو المحروسة لتتلقفها أيادي سماسرة النخاسة الجنسية... حيث تستباح أجساد النساء من طرف جنود المحتل وسماسرته... فالمرأة تمثل دوما رمزا للوطن، للأرض المستباحة ,ما بين جسد تتم استباحته من طرف أي كان بالقوة وقلب لا زال يحتفظ على براءته ويخفق بالحب لمن يستحق تبرز لنا تلك المساحة الكبيرة التي تحتاج غير قليل من التفكير والفعل ,فدوجة في نهاية المطاف هي رمز للأمل والفتوة والمستقبل الواعد رغم ما فعل فيها ,,,
وما بين المبغى الصغير والمبغى الأكبر،تتشابك الأحداث و الوظائف و المعاني حيث يتم بيع كل شيءوامتهان كل شيء خارج كل القيم الإنسانية
.
تتواتر الأحداث وتتشابك حول ثنائيات محورية
الكراهية والحب، العنف و التفاوض، الحرب و السلم، القوة والضعف...التخلف و التقدم ،التاريخ والحاضر ، الخ

تركز الرواية على الكثير من التناقضات ويحفر المؤلف داخل الكثير من الشعارات الزاىفة... فباسم التقدم والتحديث يتم نهب خيرات البلدان وطمس معالم تراثها و تخريب رموزها وثوابتها..ويبين لنا تحالف الفكر و الكنيسة و الجيش لفرض سلطة الجهة القوية على اراضي الغير وخيراتها..فحتى المفكرون الكبار الذين يرددون الكثير من الشعارات يسوغون الاستعمار بطرق جد ملتوية.
قد لا يختلف الأمر كثيرا مع وجود الدين المشترك، مثل الحكم العثماني، حيث يتم استعماله هو ايضا لنفس الأغراض مع وجود بعض الاختلافات.البسيطة ، فالغاية واحدة وهي السيطرة والنهب بأنواعه
.استمتعت شخصيا بقراءة عاشقة للرواية و فرحت بوجود شباب عربي استطاع ان ينجو من كل آليات تسطيح الوعي وتتفيهه ليغوص في بحر الإبداع الأدبي بكثير من الشغف... والاروع ان يظهر هؤلاء من حقول ما يسمى بالعلوم الحقة مثل هذا المهندس الجزائري عبد الوهعاب عيساوي و والمهندس المغربي عبد المجيد سباطةوعدد لا يستهان به من الأطباء والمتخصصين في علوم أخرى استهواهم الأدب بتلك الفسحة الشاسعة التي يمنحها لهواة التعبير والإبداع الفني ...
هنيئا لهم ولنا ايضا.. بالعقول اليقظة القادرة على الإبداع وتنوير الفكر العربي بمنتوجاتها البديعة ,
وتظل الروايىة التاريخية رهانا لا يلجأ إليه إلا الشجعان الذي يربطون ما بين الماضي والحاضر برؤية استراتيجية واضحة ،
فمن لا يفهم تاريخه لن يفهم حاضره ولا يصوغ مستقبله بالشكل المطلوب ,
فمزيدا من الشغف لمن يملك هواية القراءة أو الكتابة أو هما معا ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته