الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بُرنص محترق- قصة قصيرة جدا

كامل الدلفي

2024 / 1 / 30
الادب والفن


قوات غازية مدججة بالموت، وبعيارات نارية متنوعة، جنود مرضى بوهم التعالي وكره الشرقيين، فكان المرض الروحي عتاداً خارقاً يملأ فيهم النفوس والأسلحة. في جانب العاصمة الشرقي أنتشر جنود الغزو يسدون الطريق من الحياة وإليها. مكثوا من أول النهارإلى ساعة متأخرة من ليل الخميس، وكأنما يبحثون عن هدف، أو ضحية جديدة، أو مبارز، أو مجرد استفزاز للسكان لا غير. الاحتمالات مجتمعة دفعت أحداً بعينه أن ينزل نحوهم يخط المسار إلى آخرته بملحمة بيضاء يعشق إيقاعها ويؤثره على أحاسيسه في ظل وجود مباح . برز إليهم بأسلحة خصوصية جداً، يحمل بيديه قنينة خمر فارغة لم تفقد رائحة المستكي بعد، ونظارة بلاستيكية سوداء وضعها فوق رأسه، وديوان شعر يضيء مزاجه بالومضات الساخرة، وعلبة فيها غليون وتبغ محلي تمنحه لذة في الثبات و المواجهة . كان يتدرع من البرد ببرنص مفتوح الرباط . أخذ فضاء المنازلة طابعا جاداً، فانخرط المسلحون في أوضاع مختلفة من الانتباه، والحيطة، والحذر، والتهيؤ. وجهوا نحوه أضواء ليزر خضراء، وعلت أصوات تطلب منه التوقف، والبروك، ووضع اليدين فوق الرأس. لم يعر تلك الفبركة، والزعيق اهتماما يذكر.. اقفلوا عليه دائرة من غضب جنوني يكفي أن يقتلع أي حدث طارئ.. مزقت أسلحتهم طبقات الصمت، وكشفت بنارها حجب الظلام . غادر بلمح البصر طائراً إلى أحلامه العذراء يحمله وعي تأريخي مجنح خشية أن يدنسه الضعف والركوع للغزو.. غيمة تمطره جراحا حمراء تشخب شعراً. رسم بعناده وإصراره وداعا أبدياً للأرض. بعد أيام يعثر صبية دوارون عن العتيق على بقايا برنص محترق، وغليون مكسور، ونظارة مهشمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال