الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس في الثقافية مقتطفات 42

آرام كربيت

2024 / 1 / 30
الادب والفن


طفل مسافر
عندما كنت أسافر مع والدي في فترة طفولتي المبكرة، في الشاحنة، كنت أظن أن لا نهاية للأرض، وأن الامتداد ممتد إلى حيث يوجد زرقة في السماء.
كنت مستغربًا أن المدن تتوقف ضمن الحدود، وأن الأنهار لها مستقر، وأن المكان محدود وضيق.
كنت أحب أن أسافر وأسافر، إلى لا حدود وإلى لا مكان، وإلى لا نهاية للأرض.
الطفولة تمنح الطفل شهوة الارتماء في الخيال، والتحليق فيه، وأن يسبح في العالم كأنه مفتوح على المدى الواسع أو الطلق.
يا ليتنا كنّا نعيش في عالم لا نهاية له

الخداع الذاتي
الكثير منّا رهينة الخداع الذاتي، يتصرف دون إدراك منّه، إن ما يفعله قائم على إرضاء الآخر بدلاً من ذاته.
إنه يعمل من أجل أن يتلقى استحسان الآخرين وتصفيقهم، وعندما يشبع من هذه المظاهر الكاذبة المخادعة، يكتشف أن الرغبات لم تكن جزءً من رغبة داخلية أو حاجة تفرضها الغاية الذاتية، إنما حاجة خارجية.
أغلبنا يعيش هذا التشويش، بين إرضاء الغايات الحقيقية أو تلبية حاجات جنون العظمة القابع في أعماقنا.
الأصيل وحده هو الذي لا يهمه ربت الآخرين على كتفه، إنما العمل الجاد على تلبية قناعة داخلية أصيلة كامنة في داخله.

السباحة في العدم
نحن نسبح في العدم، ونظنه وجود، وبين الوجود والعدم شعرة صغيرة جدًا لا يمكننا رؤيتها بالعين المجردة.
في سيرك إلى الأمام تدفع الوجود إلى الوراء إلى خلفك، كل خطوة تخطوها تتجه نحو العدم.
هذا الكون هو تبادل، تناوب بين العدم والوجود، بين الوهم والحقيقة.

نحن والديمقراطية والهوية
نحن لا نخاف على أنفسنا من الديمقراطية، أنما نخاف على انتزاع الهوية منّا.
الهوية في المقام الأول ونحن في المقام الثاني.
إننا نتنازل طوعًا عن إنسانيتنا ووجودنا، ونخدم الفكرة، وكأن الفكرة هي سبب وجودنا في الحياة.
نحن لا نخاف على الإنسان فينا، فهذا الأخير مدمر، هذا نعرفه تمام المعرفة، أنما نخاف على جملة الأخلاقيات الخاضعين لها، كخارج، القيم التي جاءتنا من من الماضي والمحيط.
فالمرأة أو الرجل الذي تتزوج أو يتزوج من الأخر على غير دينه أو قوميته، نتحسر عليه، لا حبًا بهما وأنما على خروجهما من القطيع، والارتماء في حضن قطيع أخر.
لهذا لن يكون لدينا مجتمع مدني أو حريات فردية أو جماعية، لأننا نعشق ما نحمله من قناعات، ونكره أنفسنا أو نذلها أو نتنكر لها إذا ذهبت عنّا.
التناقض بين الأنا والقناعات، وكيفية التوفيق بينهما، يدخلنا في دهاليز النفاق والزيف.
الحرية أن تكون أنت أنت في المقام الأول، والقيم والأفكار في المقام الثاني، وليس العكس.

الرموز أهم من الإنسان
طوال التاريخ او عبره، عمل الإنسان على خدمة الرموز، تنازل عن ذاته طوعًا، منحه للأخر، أصبح خارجًا، ليبجل هذا الخارج عنه كأن هذا الخارج هو الحقيقة وهو الظل.
في الحياة الزائفة دائمًا الظل يأخذ مكان الحقيقة.
كل الاستهلاكيات هي ظل، سعي لإرضاء الرموز في كل مجالات الحياة.
هذا الاغتراب سيبقى ما دامت الوحدة بين الظل والحقيقة في تنازع.

إلى ماذا تنتمي الحقيقة
كل حقيقة تنتمي إلى نفسها حينًا، وإلى نقيضها أحيانًا.
والنقيض هو سحر الزمن والكون والأشياء المحيطة بهما.
الحب الذي يهزنا ويقلبنا من رأسنا على عقبنا، أنه ذاته يأخذنا من يدنا إلى البراري العذبة والعوالم الموحشة، وإلى عوالم لم نألفها، ففي ألمه لذة ووجع، ودونه لا نستطيع أن نبقى على قيد الحياة بشكل طبيعي، ومعه نرتعش ونضيع ونتوه.
إننا نتقلب داخله فرحًا أحيانًا، حزنًا أحيانًا كثيرة، وكأننا طير مذبوح من خارجه.
إن الحب هو جدلية الحياة والموت والخلود.
ابق ابن حلم، وأغرق داخله لتبقى طفلًا صغيرًا نضرًا مرتعشًا، وفي تواتر دائم.

الحلم والمستقبل
كنا نحلم بامتلاك المستقبل، والعيش فيه، تسبقنا الأماني والرغبات، أن نكون هناك في المستقبل، أن نتجاوز الزمن والحاضر، لنفرح به كأطفال صغار في أيديهم لعبهم الذي حلموا بها قبل قدوم العيد بأيام.
اليوم، مضى الماضي، وتلك الأمنيات. والزمن المجنون ما زال يتأرجح قلقًا، كدمية دميمة، كمرجوحة صدئة، مكسورة.
وصنع التاريخ الذي فكرنا به، وحاولنا ترويضه وفق مقاساتنا، وأفكارنا المسبقة الصنع يتهاوى أمام أعيننا، وكأننا استيقظنا من كابوس على كابوس لم يكن يخطر في بالنا.
إلى متى يلسعنا الزمن بسوطه، بمطرقته.
يا ليتنا بقينا في الأحلام، على الأقل كنّا نحلم في ترويض الزمن والعيد القادم، ونبني عليه قلاع البقاء واستمرار الحياة كما هي في الذاكرة البعيدة.
هل كنّا في وهم، يبدو أننا كنّا.
والناس بالعموم، أكثر واقعية من مثقف حالم يرفرف فوق أجنحة الواقع ويعوم عليه.

الحياة مقدسة
من هو الذي يقرر أن الحياة حق مقدس للإنسان؟
إنه سؤال كبير ومهم.
ولمن نوجه سؤالنا؟ ومن هو المرجع الذي يدافع عن قدسية الحياة؟ ومن هو المؤتمن على هذه القدسية.
إذا كان الإنسان ذاته بعيد الدفاع عن مصالحه ووجوده. ومعزول عن حركة التاريخ وتقلباته.
وغير مهتم وملم بالثقافة والفكر. ولا يدرك ما يدور حوله، ولا يقرأ ولا يثقف نفسه ويتعامل مع المكافحين من أجل حياة أقل قسوة بسخرية وفوقية.
إذا كان صاحب القضية أول من بال على قضيته فكيف ستكون حياته مقدسة.
من هو الذي يمكننا الاتكال عليه ليحقق لنا حياة مقدسة.
السلطة أخر من يفكر بقدسية الحياة.
وأول من يضع حذاءه على رأسك إذا بقيت صامتًا.
القدسية يقررها وعي الإنسان لشرط وجوده وحياته.

الصراع يراوح مكانه
الصراع عمره طويل جدًا، بيد أنه لم يفض إلى التغيير.
ما زلنا نقبع في ظل النمطية السائدة، العلاقة التبادلية، تراتبية تصعد لتحل محل تراتبية منهارة، هذه العلاقة جعلت عالمنا مكانًا للاقياء والتكرار.
هذا الصراع ثمنه دم، صراع دون بدائل، صراع في ظل التاريخانية، المنظومة الاستبدادية العالمية الواحدة.
الإنسان في ظل هذه التاريخانية الاستبدادية وحيد، عاري من ورق التوت، هامشي،
مجرد رقم، يجر أذيال الهزيمة يومًا بعد يوم.
لا يوجد للإنسان ملجأ أو حماية أو وطن أو جدار يحمي ظهره من هذا البرد الوجودي.
على الرغم أن هذا الوجود غربة، يأتي الإنسان ليزيد هذا الوجود غربة على غربة.

صفقة القرن
في صفقة القرن، شعرت للحظات أثناء لقاء ترامب بنتنياهو الأخيرة في البيت الأبيض أن العلاقة بينهما شاذة، خاصة أثناء رفع أيديهما في الهواء، كأنها علاقة مثلية، وهما يلوحان في الفضاء وأمام أنظار الكاميرات، وكأنهما ذاهبان إلى مخدع الزوجية بعد جلسة حميمة في المطعم بعد الانتهاء من الأكليل أو كتب الكتاب.
يكاد أحدهم يدخل في الأخر من شدة الشبق الجنسي أو السياسي، لا فرق، وهذا ليس مهمًا، وفي نظراتهما شهوة ورغبة عميقة على أنهما على موعد جميل، وسيقضيان ليلة حمراء ساخنة تحت الأضواء الحمراء الخافتة، مثلهما مثل أي عاشقين جديدين.
السياسة المنحرفة، علاقة مثلية منحرفة في جوهرها.
ولله في خلقه شؤون.

قال غسان عبود، مالك قناة أورينت:
ـ بوست مؤلم! هكذا قال، وأضاف:
عرفت سوريا 3 موجات من المهاجرين في القرن الآخير، الموجتان الأوليتان للأرمن والشركس، قدمتا الى سوريا مضطهدتين حفاة عراة، فحماهم الشعب العربي السوري السُني واقتطع لهم أرضا وأواهم.
الشركس بدل أن يبنوا علاقة مع الشعب الذي أواهم بدأوا علاقة مع المحتل الفرنسي وساعدوه في قمع ثورة الغوطة، فهم من ألقى القبض على الثائر حسن الخراط وأعدموه!؟
مائة عام مرت على الهجرتين ولم تتمع القوميتان بأحلام وطموحات الشعب السوري! الأرمن يعيروننا "بتفوقهم العقلي"، مصلحين سيارات وصنّاع أحذية، كيف لو كانوا علماء فضاء؟! مائة عام ومعظمهم يعرف العربية كمعرفة الشعب السوري بالصينية! وعندما تحركت الثورة رفعوا السلاح بوجه جيرانهم وتجندوا ميليشيات عند النصيري لقمع المتظاهرين!؟
الموجه الثالثة هجرة اليهود الذين قرروا أن يكونوا جزءا من مخطط دولي لاستنزاف وتدمير المنطقة بدلا من أن يسكنوا ويساكنوا، ولن يطول الزمن ليعرفوا أنهم أيضا هدف لأعداء المنطقة!
للأسف حظوظنا سيئة مع الهجرات، الأمم تستفيد من موجات الهجرات وشعبنا تقتله الهجرات مهما أكرمها!؟... ســــــــــــــــــوريـا حـرّة.
هذا ردي على حديث غسان عبود، قلت:
ـ تتعفن الثورة عندما لا يكون لها ممثل حقيقي يعبر عنها على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. انحاز الكثير من السنة إلى الثورة وخربوها أيضًا. هذا لازم نشوفه.
الثورة لم تقدم ضمانات اجتماعية واقتصادية وأمنية لأي جهة في المجتمع. بصراحة, ثورة دون فكر, حامل اجتماعي تتكئ عليه ما يزبط. ولا يكفي أن تنزل إلى الشارع ليأتي الناس إليك. ولم يكن للثورة خطاب سياسي واضح, أو مطالب واضحة أو برنامج سياسي استراتيجي أو مرحلي, لا على صعيد بناء دولة أو مؤسسات أو دستور أو اقتصاد أو مجتمع.
ثم أن الاغلبية يخافون من خطاب الإسلامويين, الذي يرفضون فيه الدولة العلمانية الديمقراطية, ويتعاملون مع الأخر على أنه ذمي أو أقل شانًا. وهو خطاب استعلائي كريه ومرفوض.
إذا أردنا أن نعري الطائفية, يجب أن نبدأها من هون. إنهم، الإسلامويين يتعاملون مع الآخرين بتعالي وفوقية, وأنهم الأجدر في قيادة الدولة والمجتمع، وهذا مرفوض, بمعنى ليس في ذهنيتهم فكر جامع, مؤسساتي, دمج الأخرين في مشروع وطن للجميع, متساويين في الحقوق والواجبات.
في كل دول العالم يوجد طوائف, كثيرة أيضًا, الهند على سبيل المثال, تركيا, السويد, الصين, ايران, الباكستان. المعالجة تتم عبر بناء دولة ومؤسسات وخطاب جامع.
في الموصل, الجار المسلم تنكر لجاره المسيحي الذي عاش معه مئات السنين, لصالح تنظيم هلامي ضبابي قادم من وراء الحدود، داعش. لماذا حدث هذا؟ هذا يجب أن يدرس, ويعرى. ولا يكفي أن تقدم نفسك, ومن معك, على أنكم مظلومين ومضطهدين
أنا أرى أن الاسلاموية, الشكل الطائفي الآخر للسلطة. لم يقدموا أنفسهم بشكل مغاير أو أفضل منه. وخطابهم مريض, كريه, ويحتقر غيره.
سحبوا بساط الثورة من تحت أقدام الجميع, لينفردوا وحدهم في الساحة. ونفروا الجميع منهم عندما شتموا الأرمن والشركس والاكراد والدروز والعلويين بالجملة والمفرق. لماذا حدث هذا الذي حدث؟
عندما تقدم على عمل خطير, واجب عليك أن تشارك الجميع في هكذا قرارات مصيرية. هذا الموضوع ليس فيه لعب. يجب أن يخضع كل شيء لحسابات دقيقة. وعندما يكون هناك سلاح عليك أن تعرض ذلك على شركاءك في الوطن. هل يقبلون أم لا. وإلا اشتغل لوحدك وعلى مسؤوليتك الخاصة, ولا تعاتب غيرك.
حتى في أوروبا نرى هذه الظاهرة من المسلمين السنة والشيعة, كرفض الأخر وبث الكراهية والاحتقار للآخر, لدرجة عم يخوفوا الأخرين منهم.
هذه الكراهية من أين جاءت؟ هذا يجب أن تدرسوه على كل المستويات.
الثقافة الإنسانية الجامعة, عبر السياسة ومؤسسات الدولة هي المخرج في هذا العصر, وغير ذلك لعب في لعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_