الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الكيانيه العراقية-متى ستوجد وكيف؟/ 4

عبدالامير الركابي

2024 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ليست الدورات الازدواجية مجرد متوالية خصوصية توجد من دون ان تدرك او تلاحظ، بالاخص ابان وخلال زمن الغلبة الارضوية الاحادية على الرؤية البشرية، بما هي قصور عن ادراك الحقيقة الوجودية، ومضمرات الظاهرة المجتمعية ومآلاتها المقررة، بما هي حالة مغادرة للكوكب الارضي، ينتقل بموجبهاالكائن البشري من حالته الراهنه الجسدية الحاجاتيه الى العقلية، الامر المحكوم لنمطية واجمالي خريطة تفاعليه مجتمعية، الفعالية الازدواجية ضمنها هي بؤرة الانتقالية الكبرى، مساراتها منتظمه بحسب ايقاعية تحولية تبدا في الدورة الاولى باعتبارها تاسيسا بدئيا، لاارضوي ضمن اشتراطات الغلبة المؤقته للمنظور والرؤية الارضويان، في حين تلعب الدورة الثانيه بالتعاضد بينها وبين الخاصية الجزيرة الاحترابيه الاستثنائية في توفير الاسباب الامبراطورية الكونية بال "فتح" الذاهب الى الصين، والى غرب اوربا، مكرسة لنظام اقتصادي تجاري ريعي عالمي، بغداد عاصمته، يهيء الاسباب للانقلاب الالي على الطرف الغربي من المتوسط، مايعني بدء نهاية المجتمعية الارضوية، وصولا الى الدورة الحالية الاخيرة، دورة تحقق الكيانيه اللاكيانية اللااارضوية اللامجتمعية الكتابيه الراهنه، الاخذة مؤخرا واليوم بالتبلور.
هكذا ينقلب تاريخ المجتمعية والجنس البشري ليغدو تاريخ "مغادرة الكوكب الارضي"، مكان ماهو شائع ومترسخ من مفاهيم الحضاروية التابيدية الجسدية الحاجاتيه. وهو ماقد جاء ليزيده رسوخا في التصورات والعقل، فعل الظاهرة الغربية الحديثة الالية، وماتولد عنها وفي رحابها من توهمية قصوى، هي دلالة على استمرارية المنظور اليدوي في الزمن الالي العقلي، ذلك الذي يخضع الاله لمفهوم التعاقبية في الوسائل الانتاجية، من اليدوية الى الالية، قصورا وعجزا عن ادراك ان الحاصل هو انتقال من اليدوية الجسدية الى العقلية.
تحضر الكيانيه اللاكيانيه الازدواجية الاصطراعية خلال دورتين، باعتبارها حالة وجود بالاليات والبنيه من دون تحقق، لغياب ونقص اسباب تحققها المادية كوسيلة انتاج، والاعقالية غير المتاحة في الزمن القصوري الادراكي، وبعد كل دورة، فان الكيانيه الكونية اللاكيانيه مكتوب لها ان تختفي لتعود وتنبعث، وصولا الى مايقارب الانقلاب العقلي، مع انبثاق الالة، التي يكتب لها ان تمر ولاسباب لها علاقة باكتمال اسبابها، وبلوغها لحظة الفعالية العقلية بما يمكن ان نطلق عليه "فترة الالية بوسائل وادراكية يدوية"، واول واهم مقارباته، العجز عن ادراك الحقيقة المجتمعية المؤجلة، اي اللاارضوية مقابل الارضوية، ومن ثم الذهاب الى كشف النقاب عن الاليات الناظمة للظاهرة المجتمعية، ومآلاتها التي هي محكومة لها، وموجودة لكي تبلغها، مايضع الكرة الارضية، وليس الموضع الاوربي الذي يعرف الانبجاس الالي وحسب، امام حالة تناقض خطر بين الوعي والادراكية، مقابل الاليات الناشئة، في حين تشيع سائدة، جمله من التوهمات الخطرة بما يخص الحياة والمجتمعات، وتنظيمها، تتحول الى حالة من الاحتدامية، اهم مظاهرها التفارق بين الوعي المتاح والغاية والمقصد المقرر,.
وبمرور الوقت وتعاظم التراكمات التفارقية، تبلغ الحالة العامة للوجود الكوكبي محطات تصير من قبيل الايذان بالاستحالة، فلايعود بالامكان استمرار الوجود المجتمعي تحت غلبة التناقضية المنوه عنها، فيدخل العالم كما هو حاصل كمبتدأ اليوم، باشكاله الاولى، اقرب الى المسار المنطوي على الفنائية، الموجودات والممكنات المستعمله على صعيد التنظيم المجتمعي الكياني معها، في حال بدايات انهيار، في حين تصل الانبثاقية التي قامت بنتيجه الاحتدامية الغربية المتضاربة، اي الكيانيه الامبراطورية المفقسه خارج رحم التاريخ، نهاية قدرتها على الاستمرار مع ماسبق الفعالية الرسالية الكاذبه التوهمية، وتزايد اسباب رفضها واشتراطات طردها اقتصاديا ومجتمعيا، وصولا الى الجانب العسكري، ماسيكون له الاثر الفعال في توليد الارتدادية الداخلية، وادخال الولايات المتحدة حالة من التازم المتعاظم، وصولا الى الاحتراب الداخلي، مع مخاطر التهديد بالاحتراب على المستوى الكوكبي، فالعالم الذي عرف قرنا هو العشرين سجل باسم امريكا، سيشهد قرنا هو الواحد والعشرين حيث امريكا سائرة الى الانهيار الداحلي الشديد الخطورة .
ليس الانتكاس الادراكي الحاصل اليوم، والمواكب للانقلاب الالي جديد، او فريد في اللوحة التاريخيه البشرية وعلاقتها بالمجتمعية التي هي بوتقتها التحولية من الجسدية الى العقلية، فاليدوية حين تبلوت وقامت ابتداء، لم ينشا معها، وفي ساعتها الوعي الممكن المتلائ مع اشتراطاتها، وظل الانسان يسعى الى التاسيس التصوري البدئي بالذات في ارض مابين النهرين، ساعيا لاماطة اللثام عن مغلقات الوجود والكون على مدى القرون، الى ان استقرت الرؤى الاولى على قصوريتها وحدسيتها، مع وقوفها دون اماطة اللثام عن السر المجتمعي التحولي الانقلابي الاكبر، ومع الاله بدات مسيرة الادراكية الواجبه بالتوهمية الاولى الاوربيه، وماقد ولدته من اعتقادات اولية، قاصرة عن رؤية الجانب الاهم في الاله باعتبارها اداة انهاء للكيانيه المجتمعية الجسدية الحاجاتيه، ومع تتعاظم الديناميات المجتمعية التي تولدها الاله، موحية ب "التقدم" واجمالي ضخامة مايتولد عن، ويرافق الانقلاب الالي من منجزات قياسا الى ماقبلها، فلقد تهيات الاسباب لمجتمع ارضوي التكوين، محمل بالارث اليدوي، وان يكن الاكثر ديناميه ضمن صنفه، الاسباب والاغراءات اللازمه لكي يجعل من انتقالته قبل غيره آليا، الى منجز ذاتي نمطي، وضعه بموقع الريادة والقيادة المهيمنية تفكرا ونموذجا على المستوى الكوكبي.
تتحقق الكيانيه اللاكيانيه الرافدينه في ساعتها ووقتها، بصفتها ضرورة ادراكية، هي موضع الكيانيه المتعدية للكيانيه، وموضوعها حين تكون قد غدت لزوما كونيا، بينما الكيانيه المحلوية "الوطينيه" تغادر المسرح فعليا/ بعد ان غادرته منذ منتصف القرن العشرين واقعا، بانهيار الاتحاد السوفياتي الكذبة الاشتراكية الاليه، و ( الدولة / الامه) الاوربية، لصالح الامبراطورية المجتمعية المفقسه خارج رحم التاريخ، سيدة القرن العشرين آليا مجتمعيا، والتي هي اليوم في طور الانحدار، لابل احتمالية الانفجار ذاتيا، لانتفاء وتعذر الاسباب التي اوجبت استمرارها.
لا دولة " وطنيه دولة/ امه"، بعد اليوم، الامر الذي انتهى من الوجود مع مايسمى بالديمقراطية والمجتمع المدني المتجاوز عولميا، فالبشرية مع الاله سائرة الى مابعد مجتمعية، والعراق هومجتمع مابعد المجتمعية، والمحور الذي اليه سيعود العالم نموذجا ومصيرا.
ـ يتبع ـ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو