الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستندلع حرب أمريكية إسرائيلية مع الجمهورية الإيرانية

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


منذ اكثر من أربعة وأربعين سنة ، ووسائل الاعلام الدولية ، تروج لخبر حرب وشيكة قادمة بين الجمهورية الإيرانية من جهة ، وبين الدول الغربية بواسطة الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل من جهة ، والى الآن لا تزال اخبار الحرب تغطي كل وسائل الاعلام ، وتنعكس سلبا ام إيجابا من حيث نتائجها على الدول الجارة لإيران ، والدول المتضامنة مع الجمهورية في ( حربها ) ضد الولايات المتحدة الامريكية ، وضد دولة إسرائيل ، سيما المملكة العربية السعودية قبل مجيئ بن سلمان ، الذي تفطّن لحقيقة التهديد الأمريكي ، منذ لحظة خروج الرئيس الأمريكي السابق Trump من البيت الأبيض ( الجمهوريون ) ، ودخوله من قبل الرئيس John Biden ( الحزب الديمقراطي ) . فثقل الدور الذي كانت أمريكا تفرمل به طموح الأنظمة السياسية بالمنطقة الشديدة الحرارة ، فقد حرارته عندما بدأت السعودية في انجاز خطوات تخلصها من السيطرة الامريكية التي كانت عيونها منصبة على النفط ، ومنصبة على الدولار ، والأكثر أهمية هي سوق تصريف السلع الامريكية التي تتنافس مع السلع الأوروبية ، او ما نسميه بحرب الأسواق التي اصبح للصين كلمتها الأساسية ، خاصة السوق الافريقية ، وسوق الخليج العربي .
ان تمكن المملكة العربية السعودية من قول لا في وجه المطالب الامريكية ، قد قلل من الدور الذي كانت أمريكا كقوة سلاح ، وقوة تجارة تقوم به بالمنطقة ، واصبح للأنظمة الشرق-أوسطية ، شيئا من الثقة بالنفس ، لإعلان ورفع كلمة ( لا ) في وجه المطالب الامريكية ، خاصة نظام السيسي بخصوص مطالب دولة إسرائيل بعد السابع من أكتوبر الجاري ، أي رفض حل ازمة غزة على حساب الامن القومي المصري ، وبالنسبة للسعودية ، رفض حل الانكماش الاقتصادي والتجاري الأمريكي ، على حساب الامن القومي السعودي من كل النواحي التي لها الدور الأكبر في اتخاذ القرارات المصيرية بالمنطقة .
فبعد خروج الرئيس الأمريكي السابقDonald Trump من البيت الأبيض ، وتعرّي حقيقة الدور الأمريكي الذي هو الدولار الخليجي ، والثروة الخليجية ، وحرب السيطرة على الأسواق ، من خلال السيطرة على المعابر والمنافد المائية والارضية .. ، ستشرع المقاومة الشيعية في اليمن وفي العراق ، وحاضنتها طهران في مهاجمة الاساطيل الامريكية التي لم تعد تخيف أحدا ، واصبح الدور الحقيقي الأمريكي ، هو في كيفية الحفاظ على نفس الدور ، في وضع تَغَيّر بعد خروج الرئيس Trump من البيت الأبيض ، وخاصة ان مزاحمة الصين ، اصبح لها وقع سلبي يفوق الوضع الذي ساد العالم ابّان الحرب الباردة ، بين أمريكا وحلفاءها ، والاتحاد السوفياتي السابق وحلفاءه .
ان حجم الخلافات الأيديولوجية بين المعسكرين ( المتضادين ) ، وخاصة قبل الغزو الروسي لدولة اكرانيا ، أصبحت اليوم تجارية واقتصادية ، وهو ما نسميه " بحرب الأسواق " التي عوّضت الحرب الأيديولوجية التي قسمت العالم في السابق ، الى صنفين او مجموعتين ( متعارضين ) ..
في هذا الخضم الذي اصبح واضحا ، ستستمر آلة الدعاية الإعلامية ، خاصة تلك التي تقتات من هكذا أوضاع ، في الترويج لحرب قد تندلع في كل وقت وحين ، بين إسرائيل التي يهدد قادتها بهذه الحرب ، وقد تندلع ، كما يروج لها اليوم ، بين الولايات المتحدة الامريكية وبين ايران . وطبعا عندما يتم ترديد الأسباب الجاهزة للدخول في الحرب بين طهران وبين تل ابيب وواشنطن ، فمن الاكيد ان لكل فريق حلفاءه ومناصريه . فواشنطن وتل ابيب سيعولون على الغرب ، خاصة عملاءه الموجودون بالمنطقة ، والتنسيق هنا سيكون مخابراتيا ، من دون الالتحاق المباشر بالحرب اذا اندلعت . وباستثناء بريطانيا وأستراليا ، الدول الانگلوفونية التي ستشارك في اية حرب اذا نشبت ، وربما حتى كندا ، فالاتحاد الأوروبي لن يقامر في حرب تخدم مصالح تل ابيب وواشنطن ، سيما وان حرب السيطرة على الأسواق ، تعني كل الدول القوية والغنية بالعالم . وأوربة ، وبهذا الشعور المتنامي ، لن تقامر بالمشاركة في حرب ، عند انتهائها ، تصبح كل الأوضاع التجارية والاقتصادية بيد تل ابيب وواشنطن ، وليس بيد الأوروبيين الذين سيخضعون لمساطر الإجراءات الامريكية بالأساس ، للسيطرة على كل اسواق العالم ، حيث أصبحت الصين المنافس القوي للجميع لواشنطن . بل ومن خلال تصريحات لجهابدة الإدارة الامريكية ، فان الصين بتكنولوجيتها ، واقتصادها ، وسيطرتها على الأسواق ، أصبحت اكبر خطر يهدد الولايات المتحدة الامريكية ، من دون اثارت نفس الإحساس والشعور من قبل كوريا الجنوبية ، واليابان ، والاتحاد الأوروبي .
ان حرب الأسواق وهي حرب تجارية بالأساس . وبعد تراجع الدور الأمريكي في التأثير على قرار الخليج ، الذي اصبح يشهر سلطة القرار السيادي ، خاصة بعد مواقف ولي العهد محمد بن سلمان الأخيرة ، ومواقف قطر المتميزة المتهمة بالاخوانية ، والتي اعتبرتها بعض الأوجه اليمينية الشوفينية ، من الجمهوريين ، ومن اقصى اليمين ، ببداية تمرد تجاري اقتصادي سعودي خليجي باستثناء الامارات ، بدأت المصالح الامريكية المنافس الأكبر لسيطرة الصين على الأسواق ، تستشعر بنوع الازمة القادمة ، في السيطرة على الأسواق التجارية العالمية ، التي اصبح للصين ، ولدول الاتحاد الأوروبي ، ولكوريا الجنوبية ، واليابان ، وجود هام بها . فالأسواق الخليجية لم تبق بالأسواق الامريكية ، وانما أصبحت بالأسواق العالمية التي سلاحها الدعاية ، وجودة التقنية والإنتاج ، والقدرة على الاستثمار ..
في خضم هذه الحرب التجارية والاقتصادية التي تجري بأشكال مختلفة ، وتخضع للمنافسة وللدعاية ، تطل ومنذ مدة ، اخبار تُردّدْ على وسائل الاعلام العالمي ، حول حرب وشيكة قادمة ، وهي الآن على الأبواب ، بين الولايات المتحدة الامريكية بعد الخسائر التي منيت بها بعد يوم السابع من أكتوبر ، وإسرائيل التي تعرضت لهجوم انتحاري حمساوي ( حماس ) ، وهجومات على يد جماعات سياسية باليمن ( الحوثيون ) ، وبالعراق ( المعارضة الشيعية ) ، وهي هجومات " تقف وراءها طهران " ، حاضنة المعارضة الشيعية في العالم . كما ان إسرائيل ، وقبل السابع من أكتوبر ، اليوم الذي لم تكن تتوقعه على الاطلاق ، بدأ تحضر نفسها لحرب ستخوضها مع ايران الشيعية ، المسؤولة عن ضربات ( الحوتيين ) ، والمسؤولة عما يقوم به " حزب الله " اللبناني ، وطبعا المسؤولة عمّا تقوم به المعارضة الشيعية العراقية ، في الهجوم بالصواريخ وبطائرات " دْرون " Drone ، على القواعد العسكرية الامريكية .. ولنا ان نطرح السؤال . هل فعلا ان حربا ، وليس فقط ضربات جوية وصاروخية ، ستندلع بالمنطقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الحاضنة لكل الفرق والتنظيمات الشيعية المعارضة ؟
منذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية في سنة 1979 ، والى الأن ، واليوم .. ، وإسرائيل لاتزال تهدد بضرب ايران ، ليس بسبب عداءها لها ، بل وكما تزعم تل ابيب ، بسبب برنامجها النووي ، الذي نسيته الولايات المتحدة ، ونسيه الغرب .. ، وليس بسبب هجمات ( الحوتيين ) الصاروخية من اليمن عند ضربهم السفن التجارية المتجهة صوب إسرائيل ؟
منذ اكثر من سبعة وأربعين سنة مرت ، وإسرائيل وواشنطن ولندن ، يهددون بالحرب على ايران ، مرة بسبب دعمها ( للإرهاب ) المقاومة الشيعية خاصة " حزب الله " اللبناني . ومرة بسبب النظام الإيراني الإسلامي ، ومرة بسبب موقف ايران من القضية الفلسطينية . ومرة بسبب الادعاء بالبرنامج النووي الإيراني الذي نسيه الجميع .. او استسلموا له .. لان حاضنته فارسية وليست عربية ..
فحين تهدد إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية بالحرب ضد ايران ، وأيا كانت الأسباب ، وهي مواقف مسجلة منذ سنة 1979 ، وليست فقط اليوم .. يمكن بكل سهولة لكل متتبع للتطورات المتسارعة ، الخروج بخلاصة ندرجها في السؤال التالي : هل حرب إيرانية ، إسرائيلية ، وامريكية بريطانية ، ستندلع قريبا ؟ . وهو نفس الهديد تروج له تل ابيب وواشنطن منذ سنة 1979 تاريخ نجاح " الثورة الإسلامية الإيرانية " ..؟ .
ان أي سبب وجيه قد يقود الى اشعال حرب ثالثة بالخليج العربي ، على غرار الحرب الإيرانية العراقية التي دامت حوالي ثماني سنوات ، تبقى مستبعدة ، لانتفاء شرط المصلحة ، عند من اشعالها . ان ايران تقع على مسافات آلاف الكيلومترات من تل ابيب ، ومن واشنطن ولندن . كما ان كل هذه الدول مجتمعة ، لا تشكل ايران العقائدية خطرا محدقا بها ، بقدر ما يتم عرض الاخطار شكليا ، وليس موضوعيا ..
كما ان العلاقات المتوترة بين الرياض وبين طهران ، وهي علاقات في شموليتها مذهبية عقائدية ، وليست أيديولوجية ، لم ترق لتصل الى علاقات اكثر تطورا بسبب حرب الأسواق المالية ، والتجارية ، والاقتصادية .. وبقدر ما كانت واشنطن وتل ابيب يلعبون على هذا التناقض في الشحن ، والذي اصبح متجاوزا بين إسرائيل وامريكا ، وبين طهران ، بعد مجيء الأمير محمد بن سلمان ، الذي شرع في احداث تغييرات جوهرية بالمملكة العربية السعودية ، سواء على مستوى الداخل ، او من خلال بلورة سياسة جديدة وواقعية ، تنهي الخلاف بين طهران وبين الرياض ، حيث كان ينفخ فيه من قبل واشنطن ، ومن قبل تل ابيب ، وفرنسا ، وبريطانيا ، لإيجاد الصفقات الضخمة لتوريد الأسلحة الغربية ، وللترويج للسوق الغربية من داخل السوق السعودية .. حتى بدأت تتكشف للمتابعين للأوضاع هناك ، طاووسية التهديدات الغربية ( واشنطن ، تل ابيب ، لندن ) ، وتم اقتناع الجميع ، خاصة المملكة العربية السعودية ، ودولة قطر ، بان أي حرب على غرار الحرب العراقية الإيرانية ، تبقى مستبعدة ، لان الأسباب التي قد تدعو اليها تبقى منتفية من الأصل ، واتضح انها مجرد بالونات هواء ، لقياس درجة الحرارة ، التي يمكن ان تؤدي الى الحرب .
فهل الحرب ، وفي غياب الأسباب الحقيقية ، والاستناد للأسباب التعويمية ، لا تزال تركز على الثنائي الخليجي ، خاصة المملكة العربية السعودية ، ودولة قطر من جهة ، ومن جهة واشنطن وتل ابيب ، ولندن خبراء النفخ في الازمات ، حتى يجدوا الساحة فارغة امامهم ، وطبعا فالمبتغى يبقى الدولار الخليجي ، والبترول الخليجي ، والسوق الخليجية التي تسيل لعاب الكبار قبل الصغار ..
ومثلما ان شحن قرع طبول الحرب ، قد فشلت بين الرياض وبين طهران ، فالاستمرار في قرع طبول الحرب ، بسبب ما حصل اثناء وبعد السابع من يناير، معرض كذلك للفشل . بل وقد فشل حتى في الاقناع به ، وعوض اخراج البندقية التي لن تؤدي الى تغيير ، حُضّرت الحكمة والرزانة ، بالمواقف الجديدة للقيادة السعودية برئاسة الأمير بن سلمان ، وبسبب الموقف المتميز للقيادة القطرية ، التي ظلت علاقاتها اكثر من عادية مع ايران ، ومع انقرة ..
وكما ان التلويح بالحرب ، ولو للنفخ او للتخويف ، قد فشل ، فان الحديث عن اية حرب بين الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل و لندن ، تبقى من قبيل المستحيلات ، لان رفض الأمير محمد بن سلمان كل تهديدات الحرب ، ولجوؤه الى القطاع التجاري والاقتصادي والتنموي ، وامام الموقف الثابت والرزين لإمارة قطر، بعدم الانسياق وراء المغامرات ، قد جعل من تهديدات واشنطن وتل ابيب الداعية الى الحرب ضد طهران التي " تهدد " دول الخليج ، خاصة تهديدات الملاحة البحرية ، والمضايق ، والممرات المائية .. قد فشل الفشل الذريع .. ولنفرض جدلا ان ابواق الدعاية الى الحرب بين أمريكا وإسرائيل ، وبين ايران ، قد نجحت في اشعال هذه الحرب التي لن تكون ابدا ، فان تعويل واشنطن على مساهمة الخليج ( فخ منصوب ) فيها ، سيكون من باب المستحيلات . فالمملكة العربية السعودية لن تساهم ولا نقول تشارك فيها ، واراضيها ستبقى خارج دائرة جريان الحرب ، وامارة قطر الصغيرة والكبيرة ، ستواصل اتخاذ نفس المواقف السابقة من جميع الحروب التي دارت بالمنطقة . ان عدم مشاركة السعودية ، وقطر ، والبحرين ، وحتى الامارات العربية المتحدة ، يبعد التهديدات الى الحرب التي هدفها الرئيسي ، ليس التصدي ( للخطر ) الذي تشكله طهران على دول الخليج ، بل توريط الخليج في حرب عبثية ، للمزيد من بسط السيطرة ، وللتحكم في الدولار الخليجي ، والثروة الخليجية ، والغاية السوق التي نسميها ب " بسوق الخليج العربي " التي تسيل لعاب واشنطن ، وتل ابيب ، ولندن ، وباريس ... أي الغرب الرأسمالي ..
لقد مرت اكثر من سبعة وأربعين سنة من ترويج إسرائيل وامريكا الى خوض الحرب ضد ايران ، وهذه الحرب ، وباستثناء بعض الضربات الصاروخية ، واغتيال علماء الطاقة الإيرانيين ، وشن هجومات على فيالق شيعية تابعة لإيران في سورية وبالعراق ، فالحرب التي تتحدث عنها ابواق الدعاية الغربية ( واشنطن ، تل ابيب ، لندن ) ، تبقى مجرد بالونات اختبار ، لقياس درجات الحرارة ، ولن تصل ابدا الى مستوى الحرب العراقية الإيرانية ..
ان كل من يدعو الى الحرب بالخليج ، باسم مواجهة ( الخطر ) الإيراني ، وباسم الدفاع عن دول الخليج ( العربي ) المهددة من ايران ... ، همه السيطرة على الأسواق الخليجية الأكثر من غنية ، ولا يهمه مصير الحكام ولا مصير شعوب المنطقة ، الذين سيصبحون في اواضع تدَمّر كل ما شيدوه وبنوه منذ خروج دول الخليج الى الأمم المتحدة ، التي صارت من ابرز الدول التي تؤثر في السياسة الداخلية الخليجية ، وتؤثر في الساحة الدولية بسبب الغنى الذي تنعم فيه .
اذن لنطرح السؤال : ما هي الأسباب التي حذت بواشنطن ، وبتل ابيب ، التهديد من الحرب ضد ايران ؟
-- هل السبب في الخسارات الطفيفة التي لحقت بالجيش الأمريكي ، بعد السابع من أكتوبر الجاري ، ونسميه بيوم انتحار " حماس " ، ومعها " الجهاد " ، وكل منظمات الإسلام السياسي الداعيشي ؟
-- هل السبب لإعلان إسرائيل الحرب على طهران ، يرجع لموقفها المناصر لغزوة " حماس " لإسرائيل في السابع من أكتوبر الشهر الذي انتهى ؟
-- هل تهديد واشنطن وتل ابيب بخوض الحرب ضد طهران ، سببه نوع النظام العقائدي الذي يحكم ايران منذ سنة 1979 ، ومنذ ها ونحن نصبح كل صباح ، على اخبار تروجها وسائل اعلام دولية كبيرة ، ان إسرائيل ستعلن الحرب على ايران ، ونفس الشيء بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية .. ومنذ سنة 1979 ، والجميع يستفيق على مجرد اخبار تهدد بالحرب ، دون ان تقع هذه الحرب التي طال انتظارها ولم تشعل ؟
-- هل حقا ان إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية ، تعملان لإسقاط نظام طهران بسبب اسلاميته في صيغتها الشيعية ، وهو نظام يتعارض مع حقوق الانسان ، لأنه نظام شمولي ، لا مكانة له بأجهزة الأمم المتحدة ؟
-- هل السبب للحرب ، حقا برنامج طهران النووي ، الذي نسيته واشنطن ، ونسيته تل ابيب ، ونسيه الغرب الذي يرفض ايران نووية ، وهو برنامج وصل الى الانتظار ، الذي يتسنى الامر السياسي بالتفجير النووي الشيعي ، مثل التفجير النووي السني الباكستاني ؟
-- واذا فجرت ايران قنبلتها ، وتنتظر فقط القرار السياسي للتفجير .. ما الغاية من امتلاك ايران قنبلتها النووية ، وامتلاكها تكليف وليس بتشريف ...
هل ستضرب طهران تل ابيب بالسلاح النووي ، هل ستضرب واشنطن ؟ ، وعمل وتصرف من هذا النوع ، يعد حماقة ستمحو ايران بالكامل من الجغرافية ، ومن الخريطة الأرضية ..
لماذا سكت ويسكت الغرب ، وعلى رأسه الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل ، على المستوى الذي وصله البرنامج النووي الإيراني ، واصبح جاهزا وينتظر فقط القرار السياسي ؟
ان البرنامج النووي الإيراني لا يخيف الغرب ، ولا يخيف واشنطن ، ولا أخاف تل ابيب . لان الجميع مُدرك بحقيقة صعوبة امتلاك سلاح من هذا النوع ، خاصة اذا كان بدائيا او رديئا . كما انه لا يخيف دول الخليج العربي ، خاصة المملكة العربية السعودية التي يمكنها اختصار الزمن والمسافة ، لتصنيع القنبلة النووية السعودية ... وماذا بعد ، عندما تملك السعودية قنبلتها النووية ، وانْ كان بعد ايران التي تنتظر فقط القرار السياسي السيادي .. هل ستضرب بها ، ايران ، إسرائيل ، هل ستضرب بها قطر .... الخ .
للملاحظة عند تفجير ايران قنبلتها النووية ، ستلحق بها السعودية في ظرف وجيز ، باستغلال العلماء المصريين ، والباكستانيين ، وعلماء اوربة الشرقية المُنْحلة ، وعلماء روس .. في صناعة القنبلة النووية السعودية ...
لذا فان امتلاك طهران للسلاح النووي ، لن تخيف به احد من دول الخليج ، كما لن تخيف به إسرائيل الدولة النووية والهيدروجينية ، والأسلحة الأكثر متطورة فتاكة .. بل ستحمي به نفسها من جهة ، ومن جهة ليكون لها رأي مسموع دوليا ، وليكون لها رأي بسياسات الخليج العربي الذي لن يصبح فارسي .. وعندما يكون الاختلاف مجرد في العنوان ، الخليج العربي او الخليج الفارسي ، يبقى امر اشعال الحرب ، خاصة بين السعودية وطهران ، او بين طهران وواشنطن ، وتل ابيب مستبعدا ..
ان جميع دول الخليج ، وعلى رأسها الأمير محمد بن سلمان ، وإمارة قطر ، يرفضون وسيرفضون ان تكون أراضيهم مسرحا لأي حرب مستقبلية بين واشنطن تل ابيب من جهة ، وبين طهران من جهة أخرى . وعند حياد دول الخليج العربي ، وامتناعها عن تسهيل اراضيها للمرور لأي غزو مسيحي ، بروتستاني ، كاثوليكي ، ويهودي ، كما حصل عند تحرير الكويت التي غزاها صدام حسين ، تصبح الحرب مستبعدة ، والترويج لها للتخويف ولتمييع الوضع وتعويم المشهد . أي بالونات اختبار فقط ..
ان الدولة الوحيدة من دول الخليج العربي التي سترفض امتلاك طهران قنبلتها النووية ، تبقى وحدها الامارات العربية المتحدة ، لان خلافا بين ابوظبي وذبي ، وبين طهران لا يزال ساريا بخصوص احتلال ايران الجزر العربية الإماراتية جزيرة " أبو موسى " ، وجزيرة " الطنب الكبرى " ، وجزيرة " الطنب الصغرى " .. فهذا الغزو الإيراني للجزر العربية الإماراتية الثلاثة ، حصل في حكم " الامبراطوري " شاه ايران السابق محمد رضى بهلوي .. وعندما حصل الغزو ، باركه جميع الحكام العرب ، عندما لزمو الصمت من الغزو الإيراني للجزر الثلاثة ، وكان النظام العربي الوحيد الذي ادان الغزو الإيراني ، نظام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ( صدام حسين ) .. وقد اقتصر موقف العراق على مجرد الإدانة ، لان طهران وإسرائيل والغرب ، خاصة واشنطن ، كانوا يقفون وراء دعوات الحزبين الكرديين اللذان كانا يخوضان حربا لاستقلال كردستان العراق ، في انتظار استقلال اكراد سورية ، وتركيا ، وايران ..
ان اندلاع حرب البالونات ، لقياس درجة حرارة الأنظمة السياسية الخليجية العربية ، سيكون ضحيته الامن القومي العربي ، التي تعرض لضربات قوية اثرت فيه اثناء انتفاضات ما سمي ب " الربيع العربي " .
ملاحظة : الكل يجمع على ان الجزر الإماراتية الثلاثة ، هي جزر عربية منذ ان كانت كذلك " أبو موسى " ، " الطنب الكبرى " ، و" الطنب الصغراء " .. احتلت هذه الجزر ايران بالقوة في سنة 1974 . لأنها كانت من احلاف أمريكا . السؤال . لماذا لا تطرق الامارات العربية المتحدة ، أبواب محكمة العدل الدولية ؟ . فصدور حكم من قبل القضاء الدولي ، سيكون له الفصل عند عرض النزاع على مجلس الامن ، وعلى الأمم المتحدة ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة