الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وخيارات الرد الامريكي

عدنان جواد

2024 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان تم قصف موقع عسكري قريب من قاعدة التنف في المثلث الواقع بين العراق وسوريا والاردن، بطائرات مسيرة اخترقت التحصينات والتحوطات الامنية ، فقتلت (3) جنود امريكيين واصابة اكثر من (30) بجروح التي لا يعرف هل هذه القاعدة في الاردن ام في سوريا، ومن الذي قصفها فايران اعلنت انها لم تستهدفها، توعدت القيادة في الولايات المتحدة الامريكية من اعلى مستوياتها بالرد على مصادر ذلك الاستهداف وسيكون رادعاً وقوياً، يقول مختصون في الجانب العسكري ان تلك الضربة كانت مفاجئة للقوات الامريكية، وهي تهدد سمعتها ووجودها في المنطقة، وذلك الرد لابد منه لان بايدن يتعرض لانتقادات وضغوط كبيرة من المنافسين له في الانتخابات من الحزب الجمهوري ترامب بالذات ومن نفس جمهور حزبه، وبالرغم من ان الحكومة العراقية دعت الفصائل عن التوقف باستهداف القوات الامريكية والى اجراء حوار مع الحكومة الامريكية من اجل الانسحاب واقامة علاقات ثنائية مستدامة بين الدولتين تلبي مصالحهما، لكن الفصائل تقول ان تلك المفاوضات مع الولايات المتحدة مجرد ضحك على الذقون، وانها لا يمكن ان تستغني عن وجودها في العراق ولايمكن ان تترك اسرائيل من دون حماية ودعم، وبالرغم من ان الحكومة الحالية بقيادة محمـد شياع السوداني تابعة الى الاطار والذي فيه اطراف داعمة للمقاومة والفصائل التي تستهدف الامريكان، والتي ترى ان اخراج القوات الامريكية بالقصف والاستهداف العسكري هو الخيار الوحيد الذي يردعها وهي داعمة للكيان الصهيوني الذي يقتل الفلسطينيون في غزة، وجهات اخرى في نفس الاطار لا تريد استهداف القوات الامريكية في العراق وحتى خارجه وان افضل طريقه لإخراج القوات الامريكية هي الحوار، فالعراق على ما يبدو سيبقى ساحة للصراع وتصفية الحسابات للقوى المتنافسة وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وايران، وان الحوار بين طرفين غير متكافئين بالقوة غير منتج، فالحوار مع الضعف لا ينفع ولابد ان يكون المحاور قوي يفرض شروطه والا فهو مجرد متلقي ينفذ ما يطلب منه، وهو في وضع لا يستطيع ان يكون مع محور المقاومة فيخسر كل تمويله والاستثمارات لان واشنطن تسيطر على هذا الامر فهي تراقب ضبط الاموال وحركتها داخل العراق فهي فعلا فرضت عقوبات على مؤسسات غير حكومية وربما سوف تفرض اخرى على مؤسسات حكومية، ولا يستطيع ان يذهب باتجاه الولايات المتحدة الامريكية ويترك ايران، لان ايران تعتبر لبعض القيادات البعد الاستراتيجي للعراق وجار كبير داعم لاستقرار العراق .
العراق اليوم يقف في قلب العاصفة، بعد ان عاش فترة هدوء نسبية من بداية تشكيل الحكومة قبل اكثر من سنة، راينا جسور تشيد وتبرز معالمها، ومستشفيات ومدارس اكتمل بناؤها، وتعهدات من الحكومة بإنجاز برنامجها، وبداية لتشجيع الاستثمار والقطاع الخاص، العاصفة التي ربما تعطل البناء وتعرقل عمل الحكومة، فالضربة الامريكية سوف تكون في العراق وسوريا وربما اليمن وطبعاً سوف لن تشمل ايران، ولابد ان تكون مؤثرة باستهدافها ترسانة الصواريخ والمسيرات للفصائل وربما شخصيات قيادية فيها، والتي ستضع الحكومة في حرج كبير امام جمهورها والدول التي عقدت معها الاتفاقيات، فالمتغيرات كبيرة وكثيرة، فهناك بوادر لإنشاء حلف جديد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا واشتراك فرنسا ودول غربية اخرى ضد الفصائل العراقية على غرار التحالف ضد اليمن، فكيف يمكن الخروج من تلك العاصفة وهي خارج ارادة الحكومة وقدرتها، فالإرادة السياسية في العراق خارجية، وهي لا تملك غير الدعوى لجميع الاطراف بضبط النفس، وتحذر من توسع الحرب التي ستجر المنطقة والعراق الى فوضى ودمار ودماء جديدة تراق على ارض العراق، فمتى تامر بدل ان تدعو؟!، عندما تمتلك الحكومة القدرة على تطبيق القانون على الجميع، وتحاسب من يرفض تعليماتها وتوجيهاتها عندها يمكن ان نقول ان العراق خرج من العواصف والردود والاستهدافات العسكرية والاقتصادية بين الاطراف المتنافسة على ارضه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت