الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الاسلاميون والقوميون والعلمانيون العرب صنيعة الغرب!؟؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2024 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال المبحث؟
هل تنظيمات وأنظمة التيار القومي العروبي الاشتراكي بالفعل هي صنيعة المخابرات الغربية؟؟ وهل (الوهابية) وتنظيمات التيار الاسلاموي السياسي كالاخوان والقاعدة والدواعش هم صناعة غربية!!؟؟ وهل التيار العلماني والشيوعي والليبرالي في مجتمعاتنا العربية والمسلمة هو كذلك صنيعة الغرب والدول الاجنبية؟ أم هي تيارات جاءت نتيجة واقعنا العربي المأزوم والمهزوم وتراثنا الملغوم وربما المسموم!!؟؟
((محاولة لتحرير العقل العربي الرسمي والشعبي من قبضة نظرية المؤامرة!))
(()))))))))))))(((((((((((((()))
قال لي أحدهم: "الاخوان والقاعدة والدواعش والجهاد وحماس كلهم صنيعة المخابرات الغربية" !!
قال آخر: "حركات وتنظيمات التيار القومي العربي الاشتراكي المتمثل في انظمة الحكم التي كانت تسيطر على مصر وليبيا والعراق وسوريا والسودان والجزائر هي صنيعة المخابرات الغربية"!
فقلتُ:
الحقيقة التي خلصت إليها بعد بحث وتدبرأخذ زمنًا طويلًا من عمري أن هذه الاتهامات ليست صحيحًا على الاطلاق!! فهل (الخوارج) مثلًا كانوا صنيعة أمريكا أيام خلافة الخليفة (علي) حينما اغتالوه؟؟؟ أم هم صنيعة المجتمع العربي المسلم (المأزوم) في ذلك الوقت بعد الفوضى العارمة التي نتجت عن ثورة جزء من المسلمين على الخليفة (عثمان) وقتله بعد أن رفض التنحي عن السلطة؟؟....
الحقيقة أن مثل هذه الجماعات والمجموعات الأصولية والأيديولوجية المتشددة توجد في كل المجتمعات وكل الازمنة والبلدان لكنها في أوقات وأزمنة انهيار وضعف الأمة تكون البيئة العامة، بيئة الفوضى و الهزيمة والشعور بالضياع العام ، فرصة مواتية لنموها واتساع رقعة انصارها ونشاطها ، فحتى الغرب توجد به مثل هذه المجموعات الاصولية المتشددة، ولو يحدث انهيار سياسي عام كبير، وهو ما سيحدث خلال العقود القادمة، ستجد هذه المجموعات الاصولية الشمولية المتطرفة انتقلت - بسلاحها وخطابها الاصولي المتشدد - من الظل إلى واجهة الاحداث تمارس الديكتاتورية والقمع والعنف والارهاب ضد خصومها!!.. حتى اسرائيل فيها مثل هذه الجماعات الأصولية المتطرفة وقد تمكن أحد عناصرها من اغتيال رئيس وزراء اسرائيل (اسحاق رابين) عام 1995 بسبب موقفه المؤيد لحل الدولتين!!، وهذه الجماعات اليهودية السياسية المتطرفة بعضها الآن في السلطة ضمن حكومة (النتن ياهو ) ولا أحد من اليهود قال أن العرب أو أمريكا أو الغرب هم من صنع جماعات الصهيونية الدينية المتطرفة لتخريب دولة اسرائيل بل يتعاملوا معها كتيار حقيقي موجود في المجتمع اليهودي منذ القدم تارة يعلو صوته وتارة ينخفض!!.
وهكذا الحال في العالم العربي، لذا القول بأن هذه الجماعات الاسلاماوية والاصولية هي من حيث المبدأ ((صنيعة الغرب ومخابراته)) هو ادعاء لا أساس له من المنطق والصحة وهو مثل الادعاء أن حركات التيار القومي العروبي التي نشأت في عهد ضعف وانحلال الدولة العثمانية هي صنيعة بريطانيا !! ليس هذا صحيحًا ولا علاقة له بالبحث العلمي والموضوعي عن حقائق الأمور وحقائق التاريخ.


والحقيقة أن جماعات التيار الاسلام السياسي كجماعات تيار العروبة السياسية الاشتراكية كلها نباتات طبيعية نبتت في أرض العرب في ظل الشعور بالهزيمة والفشل والعجز العام أمام التقدم والتفوق الغربي وكذلك الاسرائيلي علينا!! هي محاولات مجتمعية احتجاجية مأزومة يختلط فيها الديني بالسياسي بأمراض المجتمع وبالجهل المركب وسوء الفهم للدين والدنيا والتاريخ والحاضر كمحاولة لانقاذ الأمة والخروج من مأزق الضعف والتخلف والهزيمة أمام الغرب الداعم لإسرائيل!.. لكنها - للأسف الشديد - في حقيقتها ونتيجتها هي ((محاولات طوباوية فاشلة وعقيمة وغير راشدة)) !! ضررها كان على الأمة أكبر من نفعها !! محاولات زادت من واقع الهزيمة والتخلف والضعف بؤسًا على بؤس وليس العكس!! .
كون أن بعض مخابرات الغرب أو غير الغرب تستغلها وتستغفل قادتها وتستخدمها في بعض الحالات والأوقات لتحقيق مصالح الغرب القومية أو لمآربهم الخبيثة في منطقتنا فهذا صحيح لا شك فيه عندي، لكن هذا شيء، والادعاء أن هذه التيارات والجماعات والتنظيمات السياسية المؤدلجة سواء كانت ذات معتقدات وشعارات وغايات قومية عربية أو دينية اسلامية أو حتى علمانية بأنها صنيعة الغرب فهذا شيء آخر!!

والحقيقة أنها ليست صنيعته بل هي صنيعة الواقع العربي المأزوم والمهزوم والمكظوم والملغوم! ، هي محاولات مجتمعية للخروج من عنق الزجاجة لكنها محاولات تيارات فكرية وسياسية طوباوية سطحية خاطئة!! تحاول بعض المخابرات الغربية او حتى العربية، في بعض الاوقات والظروف، أن تستخدمها لصالحها ولتحقيق مصالحها في منطقتنا، فربما تنجح لفترة ثم ينقلب السحر على الساحر وتجد نفسها تصطدم بها وتتعرض لهجماتها الموجعة، أي كما حصل مع الانظمة القومية الاشتراكية في مصر والعراق وسوريا وليبيا، فالغرب دعم التيار القومي العربي الاشتراكي في مواجهة المد الشيوعي لكنه لاحقًا اصطدم ببعض هذه الانظمة وقادتها القوميين الاشتراكيين كما في حالة عبد الناصر والقذافي وصدام والأسد .. وكما حصل مع القاعدة والدواعش، فالغرب دعم الاسلام السياسي والجهادي واستخدمه في افغانستان لهزيمة الاتحاد السوفيتي ثم انتهى (زواج المصلحة) و(شهر العسل) بين امريكا والدول العربية والاسلامية من جهة والاسلام السياسي من جهة إلى عراك دموي مدمر!!

السادات مثلًا حينما وصل للسلطة عقب عبد الناصر استخدم الاسلام السياسي لضرب خصومه الناصريين والشيوعيين على السواء ثم انقلب لاحقًا على الاسلاميين وزج بهم في السجون والمعتقلات فاغتالوه!! ...
فكما أن بعض الانظمة العربية ومخابراتها - في وقت من الاوقات وبعض الحالات - تستخدم الاخوان لضرب خصومها السياسيين فإنها استخدمت لاحقًا التيار السلفي ((القائم على مبدأ طاعة ولي الأمر المسلم مهما ظلم وفسق ومبدأ رفض الخروج عليه)) كوسيلة وأداة للحد من تغول جماعات الاسلام السياسي وعلى رأسها الاخوان!!... وكذلك الغربيون ومخابراتهم يفعلون!! أي أنهم يحاولون استخدام الانظمة العربية من جهة ومعارضيها من جهة اخرى في ادارة لعبتهم الخبيثة ((استنزاف طاقات واوقات الامة على المشروعات الطوباوية والفاشلة وعلى الصراعات الداخلية المدمرة)) في منطقتنا، وكذلك لإدارة لعبة الموازنات الطائفية الخبيثة، فتارة ينجحون في لعبتهم ومآربهم، وتارة يفشلون ويدفعون الثمن غاليًا وتحترق اصابعهم بنيران هذه اللعبة أو يقطع اصابعهم هذا السلاح ذو الحدين كما حدث في افغانستان وكما يحدث في العراق حاليًا!!
هذه هي الحقيقة الموضوعية بعيدًا عن فرضية أن حكامنا وانظمتنا العربية وساستنا وتياراتنا السياسية القومية والدينية هي صنيعة للغرب ومخابراته من حيث الاساس، فهذا أمر لا دليل، قطعي الثبوت، قطعي الدلالة، عليه، وإنما هو تبسيط لمسألة شديدة التعقيد من جهة ومن جهة هو استسلام للتفسير الشعبوي السطحي (الجاهز) السهل البسيط اي التفسير التآمري القائم على نظريات المؤامرة بنسختها العربية السطحية الساذجة بتعليق كل مصائبنا على (الخارج) و(الغرب) و(الكفار) و(اليهود والنصارى)...الخ !! وهو ما يعيق عقولنا العربية عن تشخيص مشكلاتنا بشكل عميق ودقيق وبالتالي معرفة الحلول والمعالجات السليمة الراشدة لهذه المشكلات ولواقعنا المأزوم !! كيف يمكن تحديد العلاج الصحيح الحكيم المناسب لحالتنا قبل الوصول أولًا للتشخيص السليم للمشكلة ولهذه (الحالة العربية) وهذا (الواقع المأزوم والمهزوم والملغوم وربما المسموم)؟؟
*****************
أخوكم العربي المسلم المحب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع