الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا.. تعدّدت الأسباب والانسحاب واحدُ !

محمد حمد

2024 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


نفت امريكا أن تكون لمفاوضاتها مع الحكومة العراقية حول جدولة أو انسحاب قواتها من العراق أية صلة بالهجمات المتكررة على قواعدها العسكرية، من قبل فصائل المقاومة العراقية. ومعلوم أن نفي الشيء لا يعني عدم وجوده أو حدوثه. فكم أمور، في عالم السياسة بشكل خاص، تم نفيها "جملة وتفصيلا" ثم ظهرت بعد ذلك إلى جانب تفاصيلها الدقيقة بكل وضوح واطّلع عليها العالم باسره. بل تمّ في حالات كثيرة نفي "النفي" الاصلي.
ويتابع الجميع في هذه الأيام ما يدور خلف الكواليس (وفي العراق كل شيء يجري خلف الكواليس) بين بغداد وواشنطن حول انسحاب امريكي مزعوم. وكما جرت العادة فإن كل طرف يعطي وجهة نظر مغايرة للطرف الآخر. كي تحسب انجازا أو انتصارا أو نقطة إيجابية لصالحه. ولامريكا بطبيعة الحال وجهة نظر أخرى وراي مختلف قد تكون حكومة بغداد قلّلت من أهميته او من تقييمه.
لكن امريكا، كما يبدو من التصريحات والتصرفات المرتبكة التي تصدر عنها، أدركت أن مصالحها الحيوية في خطر حقيقي في أماكن أخرى. اهم بكثير من العراق أو سورية. وهناك بلدان ذات شأن وقوة كالصين وروسيا والهند، تسبّب اوجاعا يومية لإدارة المخرف جو بايدن. وإذا خرجت الأمور عن السيطرة في تايوان مثلا فمن الصعب على امريكا مواجهة أكثر من خصم وفي اماكن متفرقة ومتباعدة.
وبالرغم من قلة قناعتي بأن دولة العم سام جادة في ما يدور من حديث حول انسحاب أو جدولة قواتها في العراق إلا أن الموضوع أصبح مطروحا على طاولة العلاقات بين واشنطن وبغداد. وليس مستبعدا أن تفاجيء امريكا الجميع بسيناريو "انسحاب " شبيه بشكل من الأشكال بانسحابها المذل والمهين من افغاتستان.
قد لا توجد قواسم مشتركة بين العراق وافغانستان ولكن وضع امريكا، في العراق وفي الشرق الأوسط بشكل عام، لا يبشر بالخير لإدارة البيت الابيض. ومن يلقي نظرة "عميقة" على تاريخ امريكا في جميع الدول التي قامت باحتلالها بشكل مباشر ونصّبت فيها حكومات أقل ما يقال عنها انها عميلة ومطيعة وخرساء ايضا، سوف يكتشف بسهولة آلاعيب دولة العم سام وطرقها الملتوية وخبرتها الطويلة في ذر الرماد (في عيون الحكام العراقيين) والضحك على ذقونهم الملساء. وسوف تجد امريكا أكثر من صيغة أو شكل أو مضمون، عادة ما يكون غامضا، لرغبتها المزعومة في الانسحاب من العراق، او جدولة انتشار قواتها في بلاد الرافدين. وغير معروف عن امريكا النزاهة او الالتزام بالمواثيق او احترام راي الآخر والتوافق معه. فقد سبق لها، وفي أكثر من بلد أو مناسبة، وان خذلت كل من باع نفسه وضميره ووطنه بثمن بخس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها