الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحركات الأميركية والإقليمية ومكانة القيادة الفلسطينية منها

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2024 / 1 / 31
القضية الفلسطينية


مثل كثير من زيارات المسؤولين الأميركيين والغربيين التي سبقتها، تمثل زيارة وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكين لرام الله ولقاؤه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نوعا من المجاملة ورفع العتب ليس إلا، ومحاولة لإظهار وجود نوع من التوازن في السياسة الأميركية تجاه أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لعل ذلك يساهم في احتواء وتنفيس بعض الانتقادات الموجهة للسياسة الأميركية سواء على الصعيد الداخلي الأميركي أو على الصعيد الدولي. ما يعزز هذا الاعتقاد، عدم وجود اي دور متوقع أو مطلوب من القيادة الفلسطينية تجاه المسائل الساخنة المطروحة، فلا هذه القيادة قادرة على التدخل أو التاثير في صفقة تبادل الأسرى، ولا هي معنية بمنع توسع دائرة الحرب والصراع كما تقول الولايات المتحدة، ولا بمقدورها التأثير الجدي في دورها المنتظر وهو عودة السلطة الفلسطينية المتجددة لتولي مسؤولياتها عن كل الأراضي الفلسطينية بما فيها غزة بعد الحرب. فمن الواضح كما رشح من تسريبات وزيارات سابقة أن المقصود بتجديد السلطة هو الحد من الفساد والتخلص من عدد من الرموز الرئيسية والمؤثرة في قيادة السلطة، وربما تترك الرؤية الأميركية لتجديد السلطة دورا اعتباريا ووجاهيا لرئيسها، ولكن ذلك ليس متروكا له وحده ليقرر كيفية تجديد السلطة وعناصر التغيير المطلوبة.
تجاهل دور السلطة لم يجر فقط من قبل الإدارة الأميركية، بل إن مصر حين طرحت مبادرتها لصفقة التبادل والهدن على ثلاث مراحل تجاهلت دور السلطة حين عرضت مسودة الاقتراح على الولايات المتحدة واسرائيل وقطر ومن هذه الأخيرة لحماس، ولولا احتجاج السلطة وايفاد مسؤول كبير لمناقشة الأمر في القاهرة لمرّ الموضوع وكأن كل هذا الأمر لا يعني السلطة من قريب أو بعيد.
دور السلطة خلال الحرب على غزة كان محل استياء شعبي واسع عبرت عنه عشرات المقالات وتصريحات فصائل المقاومة والاتجاهات التي طغت على وسائل التواصل الاجتماعي، وما زاد الطين بلة تصريحات عدد من المسؤولين الذين انتقدوا حماس وحملوها مسؤولية النكبة الجديدة والدمار الذي لحق بغزة وصولا إلى المطالبة بمحاسبتها قبل أن تضع الحرب اوزاراها، إلى تصريحات أخرى أوحت بأن السلطة ليست طرفا في هذه الحرب التي تدور بين اسرائيل وحماس، ومن المواقف التي كانت محل استياء شعبي وفصائلي انتقاد السلطة المتكرر ل"العنف من جميع الأطراف" وصمت الرئيس عباس حين كان حاضرا على دعوة الرئيس الفرنسي ماكرون لتشكيل تحالف دولي لمحاربة حماس بحضور. هذه المواقف السلبية للسلطة وبدل أن تعزز قبولها وحضورها لدى الأميركيين اضعفت مكانتها، واظهرتها بمظهر الطرف المحايد والعاجز عن فعل اي شيء سوى تكرار المطالبات بوقف حرب الإبادة والذي لم يغب عنه ابدا مطلب السلطة بإعادة أموال المقاصة التي حجزتها إسرائيل، وكل ذلك وقع في ظل شلل دور المؤسسات وتغييب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح وانعدام فعالية الهيئات الدبوماسية الفلسطينية باستثناءات قليلة جدا.
بروتوكوليا لا تستطيع الأطراف العربية الوثيقة الصلة بالقضية، وبخاصة مصر والأردن، تجاهل "الشرعية الفلسطينية"، ولكنها تفعل ذلك بالحدود الدنيا، وربما لا تطلع القيادة الفلسطينية على تفاصيل التحركات التي تقوم بها هذه الأطراف التي تبدي انفتاحا ملحوظا وعلنيا على أطر وشخصيات فلسطينية معارضة للرئيس ابو مازن، وربما يكون لها أدوار مؤثرة في قادم الأيام. تاريخيا لعبت الاتصالات المصرية والاردنية مع القيادة الفلسطينية دورا مهما في إيصال رسائل أميركية وغربية وأحيانا الضغط على القيادة ، وليس من المستبعد أن تواصل هذه الأطراف دورها في تهيئة الوضع الفلسطيني للمرحلة المقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة