الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المأجورون يخربون بيت فتح!!

عماد صلاح الدين

2006 / 11 / 27
القضية الفلسطينية


يتقطع القلب على حركة عملاقة مثل حركة فتح التي قادت النضال الوطني الفلسطيني عبر عقود طوال وقدمت القوافل تلو الاخرى من الشهداء والجرحى والاسرى وما فتئت وما ادخرت وسعنا حتى اليوم وهي تقدم العطاءات الكبيرة في شتى المجالات ، حينما يجد المرء ان الذي يتحكم في هذه الحركة التي كنا نهتف باسمها وبشرف الانتماء والانتساب اليها ثلة من المأجورين اللذين لاحسابات لديهم سوى مصالحهم الذاتية التافهة التي هي من فتات الصهاينة والامريكان مقابل الاخلاص والالتزام باجندة وشروط هاتين القوتين الاحتلاليتين ، هؤلاء يخطىء من يصفهم انهم اصحاب نظرة فئوية وحزبية ، ولو كانوا كذلك لكان الامر على هذا بالف الف خير ، فالذي يعمل وفق المنظور الحزبي والفئوي على الاقل يقوم بجملة من النشاطات العامة التي تخدم الشعب على امل كسب شعبيته وبالتالي الحظوة بثقته عند اوقات الازمات والانتخابات على تنوع مراتبها ودرجاتها .

الذي يحصل مع حركة فتح امر خطير جدا يتهدد مستقبل الحركة برمتها ، فالذين يقودونها باتوا لايستحون ولايتورعون في مناقضة طبيعة الصراع وحقيقته، في مناقضة ومخالفة الحقائق التي على الارض بل في مناقضة مسيرة التاريخ بكليتها ، وما الضير في ذلك بالنسبة لهم طالما ان الامر لاعلاقة له من قريب ولابعيد في صناعة وتحقيق حقوق ومستقبل شعبهم الواقع تحت الاحتلال .

هؤلاء رغم الخطايا والكوارث الاخلاقية والوطنية التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني والتي باتت مكشوفة وبائنة للعيان والجميع بعد سني طويلة ابتدأت على الاقل مع مسيرة اوسلو المشؤومة حيث التفريط والتنازل والفساد الذي لم يسبق للساحة الفلسطينية ان عانت من مثله ، حتى قال الشعب الفلسطيني فيهم كلمته واسقطهم في الانتخابات الاخيرة في شهر كانون الثاني من العام الجاري ، الا انهم لازالوا في غيهم وضلالهم سائرين وسادرين ممسكين وبكل قوة على ضرورة الاستمرار بتلبية الشروط الامريكية والصهيونية ، على ضرورة الاعتراف والالتزام بالاتفاقات التي جلبت الخراب والدمار على الشعب وعلى القضية وعلى حركة فتح التي دفعت ثمنا كبيرا وباهظا بسبب خطاياهم واجندتهم ومصالحهم الذاتية المستندة الى مصالح الامريكان والصهاينة ، كنا نتوقع من هؤلاء، ولكن للاسف خيبوا امالنا فيهم، بان يقوموا بعملية مراجعة ومحاسبة للذات والضمير على ما اقترفوا بحق الشعب وحركة فتح الكبيرة ، فبدل من ان يتعلموا من تجربة المفاوضات العقيمة غير المستندة الى اسس ومرجعية واضحة ، نراهم ليل نهار يبذلون كل المساعي ويوسطون مختلف الاطراف الى اعادتها ولو من اجل التفاوض على سراب ، يصرون على تقديم الاعتراف باسرائيل من قبل حماس والحكومة دون ان يكون هنالك مقابل ودون الاتعاظ بما حدث من سوابق ونتائج على ارض الواقع بفعل هذا الاعتراف المجاني الذي لم يحقق سوى المزيد من الاحتلال وتحويل الشعب ومقاومته المشروعة الى جماعة من الارهابيين والارهاب .

غريب هذا الاصرار على الخطايا التي ارتكبوها ومحاولتهم ومشاركتهم في التضيق على الجهة التي ترفض تكرار ارتكاب وممارسة هذه الخطايا الشنيعة ، منذ فازت حركة حماس في الاغلبية لم يتوانوا لحظة على افشال كل جهد طرحته الحركة من اجل الشراكة السياسية ، في كل مرة كانوا يخرجون بحجة وحجج جديدة لتبرير الرفض في الشراكة السياسية عبر حكومة الوحدة الوطنية ، من منظمة التحرير الفلسطيينية التي ارادوها ممثلا للشعب الفلسطيني دونما اجراء عملية احياء وتفعيل لها الى الضغط والتحجج بوثيقة الاسرى على انها المرجعية وبالتالي وجوب الاستفتاء عليها الى الوصول الى وثيقة الوفاق ثم العدول عنها بحجة متطلبات المجتمع الدولي ثم الى المحددات السياسية ثم الى العدول عنها الى ربط مسالة تشكيل الحكومة بان يتنازل رئيس الوزراء اسماعيل هنية عن رئاسة الوزراء وان يكون الوزراء من غير الفاقعين سياسيا بما فيهم رئيس الوزراء نفسه على ان تكون مرجعية الحكومة وثيقة الوفاق الوطني ثم هاهم يعدلون في مواقفهم ويكذب بعضهم بعضا " جماعة اوسلو" بحيث اصبحوا يطالبون بتعميم نموذج رئيس الوزراء على جميع الوزراء بان يكونوا مستقلين " تكنوقراط " الى العودة مجددا الى شروط الرباعية والتنكر ثانية لوثيقة الوفاق ثم بعد كل هذا هاهم يربطون مسالة تشكيل حكومة الوحدة باطلاق سراح جلعاد والتهدئة بطريقة يفهم منها ان هؤلاء يناورون لكسب الوقت لتفيذ خطط اصبحت متداولة في الاوساط الاعلامية والناس عموما ، لايعقل ابدا ان يتم ربط ملف تشكيل الحكومة الموحدة بملفي جلعاد والتهدئة ، لان هذين الملفين يحتاجان الى وقت وجهود كبيرة في ظل التعنت والتجبر الاسرائيلي ، فرغم ان الفصائل اطلقت مبادرة التهدئة من طرفها الا ان اسرائيل رفضتها ، واما جلعاد فلايمكن اطلاقة دون التزامن والتبادلية لان التجارب اثبتت ان اسرائيل لاتلتزم وليس هنالك ضمان حقيقي للالتزام .

ماساة ان نسمع أن الرئيس عباس يطالب بالتهدئة من جانب الفصائل دون التزام مقابل من اسرائيل وان يطلق سراح جلعاد فورا على امل ان تقوم اسرائيل مستقبلا بالافراج عن اسرانا ، هذا اهانة واضحة للشعب الفلسطيني ولحقه في المقاومة واهانة للاسرى الذين مجد الرئيس عباس وثيقتهم الى حد التقديس بالاستفتاء .

واضح للجميع وبدون مواربة ان هنالك فئة للاسف ومعروفة تسيء الى الجميع من الشعب الى القضية الى الفصائل الى حركة فتح نفسها ، استمرار هؤلاء على نهجهم الذي مله الجميع سينعكس سلبا الى قتل واضاعة مستقبل حركة فتح ، فمستقبل حركة فتح ليس بالاصرار على الاعتراف والتنازل وعرقلة جهود الشراكة الوطنية ، مستقبل حركة فتح ليس ان تبقى مطية سهلة ومستساغة للمأجورين ، مستقبل حركة فتح ان تكون مع الشعب ومع القضية ومع الشراكة والوحدة الوطنية الحقيقية ، انقذوا فتح ياشرفاء فلسطين ، انقذوا فتح ياشرفاء فتح ، لاتدعوها تموت بسكاكين المأجورين اللذين يريدون تقديمها قربانا لاجندة الصهاينة والامريكان ، فهلا تحرك المخلصون قبل فوات الاوان قبل ان يقايضها المنبطحون بمصالحهم وبلقمة الخبز والراتب التي اصبحت عند البعض جوهر القضية وعند الاخر الغرض الاساسي من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دروس الدور الأول للانتخابات التشريعية : ماكرون خسر الرهان


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات اقتحام قوات الاحتلال في مخيم ن




.. اضطراب التأخر عن المواعيد.. مرض يعاني منه من يتأخرون دوما


.. أخبار الصباح | هل -التعايش- بين الرئيس والحكومة سابقة في فرن




.. إعلام إسرائيلي: إعلان نهاية الحرب بصورتها الحالية خلال 10 أي