الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يساريون في الفاتيكان

رشيد غويلب

2024 / 2 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


منذ عشر سنوات تقريبا، بدأ حوار بين الماركسيين والمسيحيين. وقد انطلقت الفكرة بلقاء في عام 2014 بين البابا فرنسيس وألكسيس تسيبراس، زعيم حزب سيريزا اليساري ورئيس وزراء اليونان الاسبق،

وممثل الحركة الشعبية الكاثوليكية «فوكولاري»، التي تضم رسميا أكثر من 150 ألف عضو في جميع أنحاء العالم في 182 دولة، وفالتر باير، الرئيس الحالي لحزب اليسار الأوروبي، والرئيس الاسبق للحزب الشيوعي النمساوي (1994 – 2006) رئيس منظمة تحويل الشبكة الأوروبية اليسارية لسنوات طويلة.

تمخض عن اللقاء مع البابا، وبناء على مقترح منه عن تأسيس شبكة «حوار» لتعزيز ودعم الحوار بين اصحاب الخلفيات العلمانية والدينية، وخصوصا بين الماركسيين والمسيحيين، بالتعاون مع الجامعات وغيرها من المؤسسات التعليمية الرسمية أو غير الرسمية، الهدف هو تطوير السلوك والاخلاق الاجتماعية، على اسس النقد الاجتماعي الماركسي والتعاليم الاجتماعية للكنيسة. وفي سنوات 2020/21، أنتج الحوار عبر سلسلة من الندوات وفعاليات «الجامعات الصيفية» التي ينظمها حزب اليسار الأوروبي، والمؤتمرات وثيقة كتبها البروفيسور بيني كاليباوت من جامعة صوفيا الإيطالية والفيلسوف والباحث الماركسي الالماني ميشائيل بري، واقرت في ملتقى في مدينة قادش الاسبانية.

وانطلاقا من تاريخ الخلافات الفكرية والسياسية العنيفة بين الكاثوليكية والماركسية، تم استكشاف أسس رؤية عالمية مشتركة. وفي 10 كانون الثاني 2024 تم تسليم الوثيقة، إلى جانب وثائق أخرى إلى البابا فرنسيس. تحاول الوثيقة الإجابة على السؤال «لماذا لم تتمكن هاتان «القوتان الاجتماعيتان» قبل مئتي عام من توحيد جهودهما ضد بؤس الملايين من الناس، الذي سببته الثورة الصناعية وتوحيد جهودهما في مواجهة انتصار الرأسمالية الجامحة في ذلك الوقت؟ ماذا يمكنهما أن يفعلا اليوم في ظل قواسم مشتركة جديدة؟ واختمت الوثيقة بالتالي: “يمكننا النجاة فقط، بالعمل من أجل اقتصاد للحياة؛ ومن اجل مجتمع الرعاية؛ ومن أجل سياسة تحول قائمة على التضامن؛ ومن اجل عالم فيه مكان لعوالم عدة؛ من أجل كرامة كل فرد في عالم غني بالموارد المشتركة ومن أجل العيش مع بعضنا البعض بسلام».

بدأ البابا كلمته في حفل الاستقبال الذي دام حوالي أربعين دقيقة في 10 كانون الثاني بالكلمات التالية: «يسرني أن أحييكم، يا ممثلي شبكة «حوار»، الذين التزموا لسنوات عديدة بالقضية المشتركة في حوار بين الاشتراكيين/الماركسيين والمسحيين بشكل جيد. ذات مرة، كتب كاتب أمريكي لاتيني، أن للناس عينين، واحدة من زجاج واخرى من لحم. يرون بالأولى ما ينظرون إليه؛ وبالأخرى ما يحلمون به. واليوم، نعيش في عالم منقسم بسبب الحرب والاستقطاب، نخاطر فيه بفقدان القدرة على الحلم. نحن الأرجنتينيين نقول: «لا تفقد قلبك». وهذه أيضا دعوتي لكم: لا تفقدوا قلوبكم، ولا تستسلموا، ولا تتوقفوا عن الحلم بعالم أفضل. انها هبة التصور والقدرة على الحلم، حيث يلتقي الذكاء والحدس والخبرة والذاكرة التاريخية، لتمكننا من الإبداع واغتنام الفرص وركوب المخاطر. كم مرة في السنوات التي مضت كانت هناك أحلام عظيمة بالحرية والمساواة والكرامة والأخوة، أحلام عكست حلم الله، وأنتجت اختراقات وتقدما».

وليس صدفة، أن يكون هذا البابا هو الأول «في سلسلة» بطرس الذي اختار اسم فرنسيس، لأن القديس فرنسيس الأسيزي (1181-1226) كان أكثر من أي شخصية أخرى في تاريخ الكنيسة اختار الدفاع عن مصالح الفقراء. المحرومين، المستبعدين. رحلته الأولى بصفته بابا الفاتيكان قادت لامبيدوسا للتعبير عن رعبه إزاء موت اللاجئين الجماعي، على الشواطئ الأوروبية في البحر الأبيض المتوسط. وفي الكنيسة الكاثوليكية، في عهد الأرجنتيني خورخي ماريو بيرجوليو، وهذا اسمه في شهادة الميلاد، والذي انتخب بابا في عام 2013، أصبح الربط بين الالتزام تجاه الفقراء والبيئة والسلام محور التعاليم الكاثوليكية. لقد أدان الرأسمالية، باعتبارها النظام الاقتصادي السائد بقسوة أشد من سابقيه: «هذا الاقتصاد مميت!» وفي الوقت نفسه، بدأت اشتراكية جديدة بالظهور تركز على مسائل التحول الاجتماعي البيئي، وتركز على نظام عالمي جديد مبني على فهم شامل وسليم لحقوق الإنسان.

وتؤشر لقاءات مثل تلك التي جرت في روما يوم 10 كانون الثاني، أن التحالفات الجديدة ممكنة وضرورية لصياغة رفض ملموس للتطورات الجارية في أوقات الحروب والمواجهات الآيديولوجية، والدمار البيئي، واستمرار الفقر. والعمل على بدائل قائمة على التضامن في الأوقات المظلمة التي نعيشها اليوم، والتي نحتاج فيها بشدة مثل هذه المبادرات الشجاعة، بعيدا عن قوى الظلام والعنف والفساد التي توظف معتقدات الناس لترسيخ سلطة الاستبداد

* نشرت لأول مرة في جريدة المدى العراقية في 29 كانون الثاني 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا الأمر ليس جديدا
فادي سليم بطرس ( 2024 / 2 / 1 - 00:08 )
الفاتيكان مخترقة من قبل الماسونية التي تغلغلت تدريجيا إلى اعلى درجات التسلسل الديني الكنسي و اتنصيب البابا يوحنا الثالث و العشرون كان انتصار ساحق للتيار اليساري الماسوني في الفاتيكان حيث اصدر المجمع المسكوني الثاني قرارا برأ فيه اليهود من دم المسيح علما ان اجداد اليهود الحاليين خاطبوا بيلا س الحاكم الروماني اجلده اجلده و لين دمه علينا و اولادنا و احفادناانه كانت بداية اعادة العلاقة بين اليهود و الكاثوليكية إلى مجراها و صاروا حلفاء بقيادة اليهود و قبل البابا ان يمتثل للأوامر التي تأتيه من الماسونية


2 - البابا : نعم انا شيوعي!
عامر سليم ( 2024 / 2 / 1 - 05:47 )
البابا فرنسيس من القارة اليساريه , اليسار موجود في الـ دي ان اي لشعوبها مهما كانت مهوسة بالدين , انهم يحملون كتب ماركس وجيفارا وخطابات كاسترو وصورة اليندي مع الانجيل عن زياراتهم الى الكنيسة.
في لقاء مع البابا لمجلة أمريكا ذات الميول اليسارية يقول :
“If I See the Gospel in a Sociological Way Only, Yes, I Am a Communist, and So Too Is Jesus”
ويضيف : الشيوعية اقتبست الكثير من القيم المسيحية , والوقوف مع الفقراء ليس اختراع شيوعي , واذا كنت انظر الى الانجيل من زاوية اجتماعيه فقط نعم انا شيوعي!.
ويشيد البابا بالكاردينال الراحل أغوستينو كازارولي، المروج الرئيسي لسياسة الفاتيكان للانفراج مع الأنظمة الشيوعية، الذي أكد أن -الكاثوليك الذين يعيشون في كوبا سعداء في ظل النظام الاشتراكي-.
ويرى ان عبادة المال (في اشارة الى النظام الرأسمالي) يؤدي الى خلل اجتماعي كبير وانتقد بصراحة الرأسمالية العالمية لتسببها في تدمير البيئة وعواقب مأساوية على أفقار مواطني العالم.


3 - انحراف الكنيسة عن تعاليم المسيح
فادي سليم بطرس ( 2024 / 2 / 1 - 08:22 )
الكنيسة الكاثوليكية الحالية تخلت عن روح المسيحية منذ 17 قرن و اصبحت ديكورا لا علاقة له بالمسيح و بتعاليم المسيح ، مجرد هياكل و أبنية فخمة و كرادلة بيلبسون الطيلسان و الملابس المزركشة الثمينة و التي لا علاقة لها بما كان يلبسه المسيح و لا البيت الذي كان يعيش فيه المسيح الذي ولد في المذود و لا الطريقة التي عاش فيها تلاميذ المسيح هم يعرفون كل هذه الأشياء و يعرفون انهم بعيدين عن المسيحية ، انهم يخجلوا ان يبشروا بإسم المسيح ، البابا يعتبر خليفة الرسول بطرس الذي ناضل لنشر اسم المسيح بين الوثنيين الرومان و دفع حياته ثمنا لنشر رسالة المسيح و لم يكن له كرسيا يجلس عليه، البابا الحالي يروج لقبول المثلية و يقبل بمباركة زواج المثليين ، لقد افرغوا المسيحية من جوهرها الاخلاقي و انساقوا وراء الاخلاق التي تروحها الماسونية ، المسيحية الحقيقية ماتت عندما انتصرت على الإمبراطورية الرومانية و اعتنق الإمبراطور الروماني قسطنطين المسيحية و اصبح هو رئيس الكنيسة


4 - الحقيقه تكشفت
على سالم ( 2024 / 2 / 1 - 14:41 )
الواقع يقول ان المسيحيه ديانه غريبه وغامضه وعجيبه ولها طوائف عديده وتفرعات كثيره ولايوجد بينهم اتفاق على ماهى المسيحيه وشخص المسيح وماذا يقول وماهو هدفه المسيحيه اصلا فى هذا الوجود الاغبر والذى ضل عن الطريق واصبحت المسيحيه طقس لمبهم لايمكن فهمه , وهدف رجال الدين عندهم هو الحصول على الاموال والجاه والمكانه الاجتماعيه والاكاذيب الاجتماعيه والنفاق السياسى

اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا