الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصل الثاني _ السؤال الثاني تكملة..

حسين عجيب

2024 / 2 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


من النظرية إلى الدليل _ تكملة الفصل الثاني
( والعكس صحيح ، وليس أقل احتمالا كما أعتقد )

هل الصدق قيمة بحد ذاته ؟
أليس الكذب قيمة معاكسة ومساوية وربما أكثر ؟!
أعتقد أن من المناسب تأمل هذا السؤال التقليدي ، والمبتذل ، لدقائق ...
( مناقشة جديدة لفكرة الصدق والكذب ، أو الكذب والصدق عبر الملحق )
1
المثال النموذجي للنظرية ، فكرة كروية الأرض التي اكتشفها بعض فلاسفة اليونان ، قبل عشرات القرون . بالاعتماد على 3 ملاحظات ( الغياب المتدرج للشمس ، الطول الموحد للظل خلال نفس الفترة من النهار ، الغياب والكسوف الجزئي ) . بتلك الطريقة ، قدم أولئك الفلاسفة الدليل النظري والمنطقي الأول ، المتكامل ، على كروية الأرض .
وما يزال يصعب على ملايين البشر فهم هذه الحقيقة : كروية الأرض .
بالمقابل المثال النموذجي للدليل ، اكتشاف أمريكا .
الفكرة هنا واضحة مباشرة ، ومحاولة التفسير تشوش على وضوحها فقط .
....
الفكر العلمي ، الحالي سنة 2024 ، عقلي وتجريبي بالتزامن .
المثال الأول ، من النظرية إلى الدليل يمثل المنهج العقلي .
المثال الثاني ، من الدليل إلى النظرية يمثل المنهج التجريبي .
المنطق العلمي ، أو الفكر ، أو النهج ...وغيرها ، مزدوج بطبيعته بين التفكير والتجربة .
2
ما هو الاتجاه الحقيقي ، أو المناسب ، لحركة مرور الزمن وانقضاءه ؟
لنتذكر :
كان الموقف الإنساني في العصور القديمة ، فترة استخدام الساعة الرملية ، على العكس مما هو عليه اليوم .
وأنا أعتقد ، أنه كان الموقف الصحيح . والموقف الحالي خطأ ، ومن الضروري تصحيحه إلى العكس :
اتجاه حركة الحياة ، تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
اتجاه حركة الزمن ، بالعكس وتبدأ من المستقبل إلى الماضي .
( ناقشت الفكرة مرارا ، لدرجة الملل ، بدلالة الظواهر الثلاثة ، ثم الخمسة والعشرة ، وبصيغ متنوعة ومنشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهن _ ن الموضوع ) .
....
تاريخ الثقافة ، والفكر خاصة ، حافل بالمفارقات غير المحلولة غالبا .
ومع ذلك ، يحدث القفز فوق المتناقضات بسهولة ، وخفة ، لا تصدق .
3
من أين يأتي الجديد ؟
هذا السؤال ، الذي يسأله كل طفل _ة فوق المتوسط قبل العاشرة ، ما يزال بلا جواب حقيقي وحاسم .
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد .
يوجد تواطؤ عالمي ، في الفلسفة والعلم خاصة ( أو غفلة تقارب البلاهة ) على اعتبار المعرفة الحالية ( السائدة ) تمثل الواقع بالفعل وتطابقه !
لنعد إلى السؤال البسيط ، والواضح والحاسم :
من أين يأتي الجديد ؟
جواب الثقافة السائدة ، خلال ألف سنة السابقة والتي ستستمر هذا القرن :
من الماضي ، الماضي هو الأصل والبداية ، لكن بشكل مراوغ وغير واضح بشكل متوازن وصريح .
وخلال القرن الماضي قدم الشاعر رياض الصالح الحسين الفكرة الجديدة ، والمختلفة عن السائد إلى درجة التناقض :
الجديد يأتي من المستقبل ، وليس من الماضي .
( الغد يتحول إلى اليوم ، واليوم يصير الأمس ) .
الجواب الذي تتمحور حوله النظرية الجديدة : يتضمن كلا الموقفين ، بالإضافة إلى الحاضر ، فهو المصدر الثالث للجديد أيضا .
الجديد يأتي من الماضي ومن المستقبل معا ، وبنفس الوقت بالإضافة إلى الحاضر .
أيضا هذه الفكرة ناقشتها سابقا ، عبر صيغ متعددة ، ولا يوجد لدي إضافة حاليا .
4
ما هو الواقع ، أو الكون ؟
هل هو متغير بالفعل ، أم ثابت ومتوازن ؟
هنا يتكشف التناقض في الثقافة العالمية ، الموروث والمشترك ، بعدما تم اعتماد فكرة الانفجار الكبير والتمدد الكوني :
يعتبر أي مثقف _ة حاليا ، خاصة العلماء والفلاسفة ، أن الكون ثابت ومتغير بنفس الوقت وبالتزامن ؟!
هذا صحيح ، ولكن تفسيره جديد ، ويتناقض كليا مع فكرة التمدد الكوني .
....
ملحق
ثنائية الصدق والكذب زائفة ، وهي مصدر ثابت لسوء الفهم ، وتشبه لدرجة تقارب المماثلة ثنائية الهدية والرشوة .
أعتقد أننا نحتاج إلى الانتقال من المنطق الدغمائي ، الثنائي أو الأحادي ، إلى المنطق التعددي لفهم علاقات الصدق والكذب ، أيضا الرشوة والهدية ، والسبب والنتيجة كأمثلة على الثنائية الناقصة ( أو الزائفة بعبارة قوية جدا ، وقد تكون صفة الناقصة أنسب ) التي تحتاج للتكملة .
بالنسبة لثنائية الهدية والرشوة ، في الدولة القديمة والتقليدية يتعذر التمييز بينهما إلا من الخارج .
مثلا الهدية بعد العمل أو الإنجاز ، بينما الرشوة قبل العمل والانجاز .
وهذا التحديد ضعيف وغامض ، ويحتاج إلى منظومة شارحة ومساعدة .
بكل الأحوال ، أعتقد أن التصنيف الرباعي مثلا ، يحل المشكلة بالفعل ...
القيم الإنسانية ، الحالية ، من الأدنى ( السلبي ) إلى الأعلى ( الإيجابي ) :
1 _ الصدق النرجسي .
2 _ الكذب والخداع .
3 _ الصدق والشفافية .
4 _ الكذب الإيجابي .
الصدق النرجسي دلالة المرض العقلي ، واتجاهه الثابت :
اليوم أفضل من الغد وأسوأ من الأمس .
مثاله النميمة والوشاية والثرثرة القهرية .
الكذب الإيجابي بالمقابل ، دلالة الصحة المتكاملة واتجاهها الثابت :
اليوم افضل من الأمس وأسوأ من الغد .
بينهما الصدق والشفافية علامة الصحة ، أو الكذب والخداع علامة المرض العقلي ونقص النضج .
مثالها التواضع ، وانكار الفضل الذاتي .
( من يقدم الصدقة بالسر أعظم من موسى . العهد القديم ) .
....
ملحق 2
الثنائية المتكاملة كما أعتقد : الوقاية والتلقيح ؟!
أستغرب تجاهل الفلاسفة خاصة للأهمية التلقيح ، والوقاية بالطبع ...
فقرة من كتاب ضرورة العلم
سلسلة عالم المعرفة 245
أيار 1999
تأليف ماكس بيروتز
ترجمة : وائل أتاسي
د بسام معصراني
مراجعة د بسام الحموي
( لقد ابتكر التلقيح طبيب إنكليزي هو أدوار جينر وذلك لكي يعبئ الجاز المناعي ضد الأمراض قبل أن تهاجمنا .
فقد جربه أول الأمر عام 1778 على أطفال جميعهم من اصلاحية الأحداث وليس على " متطوعين على دراية بالأمر " . فحقنهم بجدري البقر ، ثم عمد ابن أخيه وهو ليس طبيبا ، إلى اختبارهم بصديد الجدري لكي يرى هل احتموا من العدوى أم لا ، وحقن معه طفلا غير ملقح ليكون شاهدا على التجربة .
ويبدي ديزوفيتش حيرة تجاه هذا التناقض بين الايمان الديني عند جينر وهذه التجارب العديمة الشفقة على أطفال غير عارفين لما قد يصيبهم .
إلى أن شرح له مؤرخ من أكسفورد بأن هؤلاء الأطفال لا بد أنهم كانوا مستبعدين من رعاية كنيسة الرب الرسمية ، لأنهم اقترفوا اثما بكونهم ولدوا فقراء . فقد كان ينظر إلى المعوزين في ذلك الوقت كما لو كانوا الخنازير الهندية التي تجرى عليها التجارب حاليا ) .
ص 215 من الترجمة العربية .
أعتقد أن كلا الملحقين معا ، يكملان فكرة النص بشكل مقبول .
على أمل تكملته ، مع التصحيح والتعديل والاضافة خلال الشهر الحالي .
للحوار تتمة ...
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا