الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو أن حماس..... وجهة نظر

نسيب عادل حطاب

2024 / 2 / 1
القضية الفلسطينية


عادة لايمكن لاي مراقب أن يصل الى تقييم موضوعي نهائي لحدث او معركة ما قبل أن تنتهي و ينكشف غبار المواجهة وتتوقف الافعال الميدانية ويصبح الحدث تاريخا عندها فقط يمكن استنادا الى النتائج المتحققة والواقع الجديد لا للمراقب المحايد فقط بل وحتى لأطراف الصراع نفسه الخروج بتقييم نهائي ودراسة الحدث بكل تفاصيله وتفاعلاته والاشارة الى مواطن النجاح ومواقع الخلل أوالضعف في الاداء واتخاذ القرار وأسلوب قيادة الطرفين المتصارعين للمعركة وتشخيص العوامل الموضوعية والذاتية التي تفاعلت للوصول الى مايتحقق لاحقا على أرض الواقع ... ضمن هذا المفهوم ورغم مرور مايقارب الثلاثة أشهر على بدء معركة طوفان الاقصى لايزال من السابق لآوانه الوصول الى أراء نهائية حاسمة بشأن السيناريو اللاحق لما بعد الحرب والنتائج المتحققة ومايمكن ان تسفر عنه . لكن في كل الاحوال يبقى أن ما اقدمت عليه حماس في السابع من اكتوبر سيظل محطة مهمة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني اعادت طرح القضية الفلسطينية مجددا أمام انظار المجتمع الدولي فضلا عن أن رد الفعل الاسرائيلي الاجرامي اللاحق اكسب القضية تعاطفا أمميا واسعا مع الشعب الفلسطيني واستنكارا عارما لما تقوم به اسرائيل في غزة بعدما حاول النظام الرأسمالي الامريكي المتصهين حد النخاع و بمساعدة حلفائه الدوليين وعملائه من الانظمة العربية في المنطقة العبور على الحقوق الفلسطينية وتجاوزها وانهاء الحديث عنها الى الابد من خلال فرض سلام رسمي أقليمي وتطبيع شامل بين اسرائيل والانظمة الخليجية والعربية الخاضعة كليا للادارة الامريكية..........................................
بالرغم مماتقدم يمكن للمتابع و المتعاطف مع المقاومة الفلسطينية خصوصا أن يشير الى بعض الملاحظات حول الاداء الاعلامي والتعبوي لحركتي حماس والجهاد الاسلامي خلال المعركة والتي سأتي على ذكرها في نهاية المقال فلا أحد يجهل أن حماس ومنذ أنكفاء اليسارالفلسطيني( باعتباره جزء من الحاله العامة الواهنة لليسار العربي والعالمي ) وتحول فتح الى سلطة باتت تشكل الثقل النوعي والعددي الرئيسي بين الفصائل الفلسطينية في غزة تليها حركة الجهاد الاسلامي ( بعد ان كان القطاع معقلا للجبهة الشعبية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ) وقد ساهم المال القطري والدعم الايراني وسيطرة حماس على السلطة الادارية في القطاع عقب فوزها في الانتخابات التشريعية بالوصول الى هذا الواقع سيما وان أسرائيل أيضا بضيق أفقها الاستعماري ساعدت من جانبها في هذا ألامر(مشكورة ) وغضت النظر عن هذا الدعم والرعاية القطرية متوهمة بأن هذا المال سيروض قيادة حماس ويفسدها وان دعم سلطة حماس في غزة باعتبارها سلطة موازية من شأنه تكريس وأدامة الانقسام الفلسطيني وأضعاف سلطة عباس في رام الله وبالتالي أضعاف الصوت الفلسطيني و التملص من استحقاقات السلام ومعاهدة أوسلو كما أن الجميع يعرف أن واحدة من أهم عوامل نجاح هجوم عملية طوفان الاقصى كان عنصر المباغته التي نجحت حماس فيه من خلال التكتم والسرية المفرطة التي احاطت بها العملية برمتها بحيث يبدو أن عملية التحضير والاعداد وتحديد ساعة الصفر أنحصرت في نطاق القيادة الميدانية العليا لحماس في غزة متمثلة بيحي السنوار ومساعديه المقربين مما ساعد في قطع تدفق المعلومات عن المصادر الاستخبارية للاجهزة الامنية الاسرائيلية . وفي كل الاحوال فان المساند للمقاومة الفبسطينية بغض النظر عن انتمائه الفكري أوالسياسي وحتى لو كان متقاطعا مع حماس وفكر الاخوان المسلمين لن يقف كثيرا عند موضوع ومغزى الدعم المالي القطري والايراني لحماس والجهاد وادارة حماس في غزة(دون باقي الفصائل ) وبغض النظر عن الدوافع الخفية الاخرى التي تختبأ وراء ذلك سيما وأن حماس أجادت أستعمال هذ الدعم سواء بدعم وتقوية ترسانتها الحربية ( كما بات واضحا الان ) أو من خلال الدعم الاجتماعي والمعاشي لمقاتليها وموظفيها وعوائلهم وصرف الاموال داخل القطاع واعطاء جرعات منشطة لاقتصاد القطاع المحاصر.......................
كما ذكرت سأتجاوز الحديث عن حصيلة العملية وحسابات الربح والخسارة وما قد يتحقق أولا يتحقق ولكني أود هنا أن أشير في رأي المتواضع الى واحد من أهم أوجه القصور الاعلامي والتعبوي الذي وقعت فيه حماس أو أوقعت نفسها فيه تحت تأثير قصر النظر وضيق الافق الفكري والفصائلي . فقد كان الاولى بحماس وهي صاحبة المبادرة ومن يمتلك القيادة الميدانية أن لاتقدم نفسها باعتبار ان عملية طوفان الاقصى كانت حمساوية التخطيط والتنفيذ والادارة رغم ان هذ هو الواقع فعلا انما كان عليها التغطي وراء قيادة فصائلية جماعية تحت اي عنوان أو أسم وبدلا من الاشارة المتكررة والبيانات الصحفية تارة باسم أبو عبيدة و كتائب القسام وأخرى باسم كتائب شهداء الاقصى وأبو طلحة كان ينبغي التحدث بأسم كل المقاومة الفلسطينيية والشعب الفبسطيني من خلال تشكيل ادارة عمليات وقيادة مشتركة تحت اي اسم يشير الى مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة(حتى لو كان الحضور الميداني لبعض هذه الفصائل ضعيف أو لاوجود له ) وذلك للاسباب التالية
1- كان من شان ذلك التأكيد بان الشعب الفلسطيني كله لاحماس وحدها هو من قرر التصدي وخوض المنازلة لكسر الحصارعن غزة وايقاف الاستيطان وانتزاع الحقوق الفلسطينية فضلا عن انه سيساهم بدعم وتمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية عمليا أولا وترسيخ شعبية حماس في الشارع الفلسطيني ثانيا.. وبالتالي تعزيز موقف التيار المقاوم الرافض لاتفاقيات أوسلو ومواقف السلطة الفلسطينية وجعل صوت هذا التيار مسموعا وفاعلا دوليا وأقليميا ورقما لايمكن تجاوزه في اي مسعى او تحرك قادم يخص الشان الفلسطيني...............
2 - كان هذا الامر سيساعد بدوره في دعم و جهود أصلاح وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية مستقبلا كما انه سيساهم بتقوية السلطة الوطنية الفلسطينية وتنقيتها وأصلاحها بالشكل الذي يطمح اليه الشعب الفلسطيني بأجمعه و يعمل على أحراج ادارة عباس وأركان السلطة والحد من سلوكه الانفرادي وتجاوزات حكومته ويلزمه بالتشاور والاصغاء لرأي حماس والفصائل المعارضة والرافضة في أي تحرك سياسي مقبل.....
3 - أن من شأن ذلك تعرية الادعاء الاسرائيلي والامريكي القائل بأن الحرب على غزة لاتستهدف الشعب الفلسطيني وانما هي مع حماس فقط باعتبارها فصيل متطرف أرهابي خارج عن الشرعية ومتمرد على مباديء القانون الدولي وهو لايمثل الشعب الفلسطيني ولاينتمي اليه وانه ذراع فلسطيني لقوى اقليمية وحركة سياسية تتقدم فيها أجندتها الفكرية على هويتها الفلسطينية .....................................................
4 - : كان بالامكان استخدام هذا التكتيك لتقوية موقف حماس وتحسين شروطها ومايمكن ان تتحجج برفضه أويمكن أن تقبل به في مفاوضاتها مع الجانب الاسرائيلي عبر الوسطاء وحتى في مايمارسه عليه حلفائها واصدقائها من ضغوط ( قطرمثلا ) باعتبار ان القرار والموافقة والرفض يعود الى جميع قيادات الشعب الفلسطيني لا الى قيادة حماس فقط ولا أظن ان ذلك يلغي الصفة الفعلية من أن حماس هي صاحبة اليد العليا في رسم الاحداث والمواقف وقد كان بامكان حماس اضافة واحد أو اكثر من الشخصيات الوطنية العامة (القريب اليها ) للفريق المحاور في الدوحة اواي مكان اخر
5 - كان من شان ذلك لو تم ان يحرج معسكر أوسلو الفلسطيني المكبل بالتطبيع والاصغاء للشروط الامريكية والاسرائيلية ويضعفه الى حد بعيد ويعيد طرح تفاصيل الحل ألنهائي بشكل يتجاوز فيه الكثير من اخفاقات هذا الاتفاق ويساهم في تعزيز المكاسب الفلسطينية في حال العودة الى المسار التفاوضي السياسي المأمول............
6 - كان ذلك سيرسل للادارة الامريكية وحلفائها الاوربيين وأسرائيل رساله مفادها أن الحديث عن أقامة دويلة فلسطينية مصممه وفق التصور الامريكي ورغبات الجانب الاسرائيلي أمر لايمكن تمريره وأن أي محاولة جاده وعادلة لاقامة سلام عادل لايمكن أن يتم من خلال عقد صفقة منفردة مع سلطة الكومبرادور الفلسطيني في رام الله فقط وأن الحديث عن حلول لاحقة ينبغي أن يحوز على موافقة حماس وباقي الفصائل وجماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ........................................
مهما يكن ورغم فداحة الخسائر البشرية والمادية التي مازال الشعب الفلسطيني البطل يدفعها في غزة والضفة فأن حماس أجادت اختيار التوقيت المناسب للعملية وأوقفت قطار التطبيع الاسرائيلي مع السعودية وباقي الانظمة الرجعية واعادت ترتيب الاوراق وارغام امريكا والمعسكرالغربي على الاقل لاعادة حساباتهم ويبقى أمر مهم يجب التذكير به و الاشارة اليه ( والحديث هنا موجه لبعض اليساريين الذين يقرؤون الماركسية بالمقلوب ولم يعرفوا شيئا عن موضوع التناقض في الماركسة ) أن حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية المقاتلة هي جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة بغض النظر عن اجنداتها الفكرية وارتباطاتها الاقليمية شرط ان لايقود هذا الارتباط الى العمالة وخدمة المصالح الامريكية والاسرائيلية......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب


.. حماس: لن نتنازل عن مطلب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة




.. لأول مرة منذ بدءِ الحرب على غزة.. الولايات المتحدة توقف شحنة


.. من يكسب ثقة ترمب بعد اختلافه مع نائبه السابق مايك بنس؟




.. قصة ستورمي دانيلز.. اتهامات لترمب بعلاقات مشينة