الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطرق ثلاث تصعّد إسرائيل حرب الإبادة الجماعيّة

شادي الشماوي

2024 / 2 / 1
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


جريدة " الثورة " عدد 838 ، 29 جانفي 2024
https://revcom.us/en/three-ways-israels-genocidal-war-escalating

منذ بداية 7 أكتوبر 2023 ، جعلت إسرائيل – بدعم تام من الولايات المتّحدة – الحياة في غزّة جحيما . و هدف هذه الإبادة الجماعيّة الصريحة هو : قتل و " كسر إرادة " أو تهجير 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في غزّة .
- بعدُ قُتل أو جُرح واحد من 14 ساكن بغزّة . و أكثر من 26 ألف قُتلوا منهم 10 ألاف طفل . و هناك آلاف المفقودين و يرجّح أنّهم من قُتلوا . و جُرح 64 ألف إنسان .
- دُمّر نظام الرعاية الصحّية في غزّة تدميرا . و فقط 16 من 36 مستشفى كانوا موجودين قبل الحرب لا زالوا يعملون على أنّهم يفتقدون بيأس للتموينات و الماء و الوقود . و تُجرى عمليّات بتر أعضاء على ألطفال دونتخدير .
- بلغ واحد من كلّ أربعة أشخاص بغزّة حافة الجوع .
- و يحوم التهديد بأمراض وبائيّة على نطاق واسع في غزّة .
- و يجدّ ما يناهز مليوني شخص عادي أنفسهم بلا مساكن و يضطرّون إلى التنقّل من مكان إلى آخر ، و الأولياء مُجبرون يوميّا على القيام برحلة تفتيش عن قارورة ماء و قطعة خبز و مكان آمن ينام فيه أطفالهم . لكن في الواقع ، ما من مكان آمن للفلسطينيّين في غزّة .
و تزداد الأمور سوءا . إسرائيل تقصف بالطائرات و المدافع و الجنود يطاردون السكّان الفارّين و يدفعونهم دائما إلى الجنوب و الغرب ، بإتّجاه الحدود مع مصر و من الممكن خارج وطنهم الفلسطيني كلّيا .
هجوم إسرائيل على منظّمة الأونروا (UNRWA )محاولة جليّة لمزيد خنق الشعب الفلسطينيّ
حينما إنطلقت الحرب ، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي ب " حصار كامل للقطاع " قائلا ، " لن يكون هناك كهرباء و لا غذاء و لا وقود " . قطرات من المساعدة كانت لا تزال تصل إلى غزّة ، لكن الآن ، تحاول إسرائيل و الولايات المتّحدة و حلفائهما المقرّبين التشديد من قبضة الحصار .
أُنشأت الأونروا ، وكالة الأمم المتّحدة للإغاثة و التشغيل ، سنة 1948 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيّين الذين هجّرتهم إسرائيل من ديارهم . و منذ بداية الحرب ، قُتل 152 من العاملين في الأونروا .
و الآن ، تزعم إسرائيل – دون أدلّة تُقدّم للعموم – أنّ 12 عاملا في الأونروا شاركوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل . و هذا يعنى 12 فردا من 13 ألف عامل و عاملة تابعين للأونروا ! ( و قد أدانت الأونروا علنيّا هجوم حماس في 7 أكتوبر على أنّه " مقيت " ).
على التوالي ، متبعين نموذج الولايات المتّحدة ، المملكة المتّحدة و ألمانيا و إيطاليا و سويسرا و فنلندا و هولندا تفاعلوا مع هذا الزعم بوقف كلّ مساعة يقدّمونها للأونروا بما يعرقل سير عملها و يجعل الحياة في غزّة مستحيلة بعدُ أكثر .
بشكل منهجيّ تدنّس إسرائيل المقابر الفلسطينيّة
في 20 جانفي 2024 ، نشرت السى أن أن تقريرا صادما حول تدمير " ما لا يقلّ عن 16 " مقبرة فلسطينيّة . ( لم يقع المساس بالمقابر غير الفلسطينيّة ) (1) . العديد منها تمّ جرفها و تحويلها إلى مخافر أماميّة لجيش قوّات الدفاع الإسرائيليّة ( IDF ) . و في حالات أخرى ، وقع نبش القبور و أخذ الجثامين إفتراضيّا لتفحّص إن كانت من جثامين الأسرى الميّتين .
و هذه محاولة متعمّدة من القوى الصهيونيّة غايتها قطع أيّة صل للغزّيين بأرضهم الفلسطينيّة و تحويل أماكن إجتماعيّة و تذكاريّة إلى مشاهد مُرعبة ، وإلى سحق أرواح الفلسطينيّين حتّى يمكن أن يساقوا كالغنم بعيدا عن ديارهم و خارج وطنهم.
سحق خان يونس ( جنوب غزّة )
في أكتوبر 2023 ، ركّزت إسرائيل على تدمير مدينة غزّة في الشمال مصدرة أمرا إلى سكّانها بإخلاء الماكنو واعدة إيّاهم ب " الأمن " في الجنوب و بأنّه سيمكنهم العودة إلى ديارهم " بعد إجتثاث حماس " . لكن ما من مكان آمن في الجنوب و لم يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم و لم يبق الكثير ليعودوا إليه – فمعظم مدينة غزّة سُوي بالأرض . و بدلا من ذلك ، دُفعوا أكثر إلى الجنوب فإرتفع عدد سكّان خان يونس الجنوبيّة من 400 ألف ساكن إلى أكثر من مليون .
ثمّ في 23 جانفي 2024 ، طلبت قوّات الدفاع الإسرائيليّة إخلاء خان يونس أيضا . و في 24 جانفي ، سقطت قذائف المدافع على المدرسة التقنيّة التابعة للأونروا بمخيّم للآجئين هناك ، فإندلع حريق و قُتل ما لا يقلّ عن 12 شخصا و جُرح 75 آخرون .
لقد حاصرت الفيالق الإسرائيليّة المدينة، و المستشفيات الثلاثة هي إمّا محتلّة أو تحت الحصار و مفصولة عن باقي المنطقة. و ليس بإمكن الجرحى الوصل إلى تلك المستشفيات لتلقّى العلاج ؛ و لا يمكن نقل المرضى الذين يحتاجون المزيد من العناية المتقدّمة .
عشرات آلاف اللاجئين الموجودين على أراضي المستشفيات يقع حصارهم هناك فيواجهون ، كما عبّرت عن ذلك امرأة فلسطينيّة " صدامات عنيفة و أكثر من 200 طائرة عسكريّة تحلّق فوقنا ... وهي تقصف بعشرات القنابل في كلّ الإتّجاهات إلى جانب قنابل المدافع و رصاص الرشّاشات ". و " الخيار " : سنموت إن بقينا و سنموت إن غادرنا " .
و إلى أين سيغادرون الآن ؟ " المنطقة الآمنة " الجديدة هي رفح وهي تقع بالضبط على الحدود مع مصر . و أكثر من نصف سكّان غزّة – 1.3 مليون نسمة – يزدحمون الآن في رفح إلى جانب 280 ألف من المقيمين فيها .
مع هذا ، الهدف الإسرائيليّ للتشريد العنيف للفلسطينيّين من غزّة يقرب أكثر فأكثر من التحقّق . إذا لم تتحرّكوا قبلا لإيقاف الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة المدعومة من قبل الولايات المتّحدة للشعب الفلسطينيّ ، يجب أن تتحرّكوا ألان . و إن كنتم قد تحرّكتم بعدُ ، لا تتوقّفوا ، واصلوا – أنشروا هذه المقاومة و أنظروا بجدّية إلى مصدر هذا الجنون ، أنظروا إلى النظام الرأسمالي – الإمبريالي و الحلّ يكمن في القيام بثورة فعليّة للإطاحة بهذا النظام .
هامش المقال : 1- ورد في تقرير السى أن أن أنّ مقابر الأموات من المسيحيّين و اليهود ظلّت " كما هي " فيما المقابر الفلسطينيّة في أماكن قريبة منها وقع تدميرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج


.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت




.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب