الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الرابحين والخاسرين في حرب غزة الحالية!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2024 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


(1) الشيء المؤكد الأول:
"""""""""""""""""""
بالرغم من التكلفة الهائلة في حياة الغزاويين إلا أن حماس ستخرج من هذه الحرب منتصرة سياسيًا، بينما اسرائيل وعصابة (النتن ياهو) ستخرج مهزومة مذمومة لا سياسيًا وحسب بل وعسكريًا !! لأن الهدف العسكري الذي وضعته عصابة (النتن ياهو) هو القضاء على حماس بالكامل وتصفية قياداتها واجبارها على القاء السلاح وهو ما لم - وما لن - يحصل عليه (النتن ياهو) حتى في أحلامه إلا مطلب اطلاق الرهائن الذي يمكن أن يحصل وفق شروط حماس!!

(2) الشيء المؤكد الثاني:
""""""""""""""""""""
لا شك أن امريكا وبريطانيا وفرنسا ومخابراتهم وساساتهم مشغولون هذه الأيام جدًا جدًا جدًا في ايجاد مخرج لإسرائيل من هذه الورطة التاريخية (الكبيرة) و(الخطيرة) التي ورطتها فيها حماس من خلال عملية 7 أكتوبر !! مخرج يحفظ ماء وجه حكومة ودولة وجيش اسرائيل أمام شعبها !!

(3) الشيء المؤكد الثالث:
""""""""""""""""""""
لا شك أن الضحية الأول - انسانيًا - لعملية 7 أكتوبر وما ترتب عنها من هذه الحرب الاسرائيلية الوحشية هو الشعب الفلسطيني (في غزة والضفة) الذين تعرضوا للقتل والتشريد والاهانة والوحشية من الجيش الاسرائيلي والمستوطنين بطريقة تبدو بالفعل ((انتقامية)) كما قال رئيس أيرلندا!!

(4) الشيء المؤكد الرابع:
""""""""""""""""""""
لا شك أن الخاسر الأكبر لهذه الحرب - سياسيًا - هو أولًا ((الصورة الاسطورية لإسرائيل ومخابراتها وجيشها الذي تم تصويره للعرب بأنه جيش لا يُغلب!!)) فقد حطم ((الصمود الاسطوري)) للمقاومة الفلسطينية هذه الصورة الوهمية الدعائية الكاذبة بالرغم من عدم تكافؤ القوى ولو بنسبة 1% من حيث الامكانات العسكرية والحربية والمالية، فتساقطت ((سمعة اسرائيل الاخلاقية والعسكرية)) اشلاء وسط اشلاء غزة خصوصًا مع جر العالم اسرائيل لأول مرة لمحكمة العدل الدولية!! .. وأما الخاسر الأكبر - سياسيًا - ثانيًا فهو (النتن ياهو) الذي ستنهار حكومته وتخرج إلى مزبلة التاريخ، ولا شك أن الخاسر الثالث - سياسيًا - هو صورة أمريكا لا في العالم العربي بل في كل العالم بسبب دعمها المطلق لهذه الحرب الوحشية غير الانسانية، ولا شك أن الخاسر الرابع - سياسيًا - هو الرئيس الامريكي المتصهين (بايدن) الذي سيخسر الانتخابات القادمة وسيذهب كذلك إلى مزبلة التاريخ!، ولا شك أن الخاسر الخامس - سياسيًا - هو رئيس الوزراء البريطاني الحالي (ريشي سوناك) الذي ضحى برأس وزيرة داخليته ليحفظ رأسه لكن السيف نفسه سيطاله خلال الانتخابات القادمة!.

(5) الشيء المؤكد الخامس:
"""""""""""""""""""""""
لا شك أن (ايران) وأذرعها في العالم العربي حققوا مكاسب سياسية واعلامية في حرب غزة فهم من الرابحون في هذه الحرب مع أنهم لم يوجهوا ضربات شديدة موجعة تناسب قوتهم الحربية والصاروخية إلى إسرائيل وامريكا حيث لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء الامريكية والاسرائيلية التي مفادها عدم استهداف حياة الامريكيين والاسرائيليين طوال هذه المعركة إلا ربما مؤخرًا في القاعدة الامريكية في (الأردن) والتي يدعي البعض أن سقوط القتلى هناك إنما حدث بطريق الخطأ وهو ما تم ابلاغ الامريكيين به من وسطاء عراقيين(!!؟؟) فالغرض من كل هذه الرشقات الصاروخية المحدودة لحزب الله في لبنان والعراق والشغب البحري المحدود الذي يقوم بها الحوثيون بشكل منضبط إنما هو أولًا تحقيق مكاسب سياسية واعلامية في الشارع العربي والاسلامي من جهة ومن جهة ممارسة ضغوطات على أمريكا واسرائيل لأن القضاء على حماس لا يخدم محور ومصالح إيران!!


(6) الشيء المؤكد السادس:
""""""""""""""""""""""""""
لا شك أن ((حل الدولتين)) بهذه الحرب سيفرض نفسه وسيكون على محور وطاولة المجتمع الدولي والدول الغربية والعربية كحل جذري - أو مرحلي - للصراع العربي الاسرائيلي وإلا فإن ما حدث في 7 أكتوبر وبالتالي في غزة من حرب وحشية سيحدث مرات ومرات، فلا مفر من حل الدولتين ومن الضغط على اسرائيل للقبول بهذا الحل المر في حلق اسرائيل إذ أنه هو الحل الذي يرفضه معظم الاسرائيليين وخصوصًا أنصار الصهيونية الدينية ويعتبرونه ليس مجرد ((خيانة قومية)) بل (( خيانة دينية)) ضد ((الرب))!، ولكن - ومع ذلك - أي مع اضطرارهم للقبول في العلن بهذا الحل - فمن الراجح عندي أنهم وانصارهم المتصهينين في الغرب سيحاولون بخبث - كعادتهم القديمة - الالتفاف على هذا الحل أو الدفع في اتجاه تخريبه أو تعطيله وتأجيله من خلال وضع شروط وقيود مجحفة على حدود استقلالية وسيادة هذه ((الدولة الفلسطينية)) والتي يعلمون مسبقًا أنها شروط مستفزة للمقاومة الفلسطينية الاسلاماوية مما يدفع هؤلاء إلى رفض هذا ((الحل السياسي)) بل ومقاومته حتى بقوة السلاح وهو ما يحقق للاسرائيليين وانصارهم المتصهينين في الغرب غرضهم ومرادهم بتخريب حل الدولتين على يد الفلسطينيين وليس الاسرائيليين وبالتالي جعله مجرد ((حل)) ((مع وقف التنفيذ)) كما كان منذ عقود مديدة.!!.. مما يعني العودة للمربع الأول حيث أن اسرائيل تدرك أن حماس ستنشغل بعد ايقاف الحرب بمسألة اعادة الاعمار في غزة وتضميد جراحها وجراح الغزاويين واعادة بناء قوتها السياسية والعسكرية وقاعدتها الشعبية هناك من جديد وهو ما يحتاج لسنوات عديدة ومديدة ، وربما ستتركها اسرائيل تفعل وتنشغل بذلك مادام هذا يخدم رغبتها في افشال تطبيق ((حل الدولتين)) وستعمل خلال تلك الفترة من خلال الموساد على تصفية أكبر عدد من قيادات حماس في الداخل والخارج، والتي لا نستبعد أن تطال هذه الاغتيالات حتى بعض القيادات العليا المستقرة في ((قطر))!! .. ولكن ربما لن تفعل اسرائيل ذلك وتترك حماس تبني قوتها إلى حد يعزز استعادة سيطرتها على غزة إذا رأت - بخبث ومكر ودهاء - أنها تحتاج إلى بقاء سيطرة حماس على غزة وبالتالي بقاء ((الانقسام الجهوي والسياسي الفلسطيني)) مستمرًا باعتباره هو حجر العثرة الكبير الذي سيحول دون تحقيق وتطبيق ((حل الدولتين)) إذ أنه إذا لم يتحد الجميع خلف منظمة التحرير و(عباس) فلا يمكن أن يجد هذا الحل طريقه للتطبيق!! فهل ستقبل حماس والمقاومة الاسرائيلية الانضواء تحت حاكمية وقيادة (عباس) السياسية وتغليب المصلحة الوطنية ولو بروح برغماتية تكتيكية (مرحلية) لا استراتيجية تتعلق بالأمد البعيد؟؟ أم ستدخل في مناكفات سياسية مع عباس ومنظمة التحرير والضفة مما يؤدي إلى تعميق الانقسام الجهوي والسياسي الفلسطيني الفلسطيني وهو ما سيخدم مصلحة اسرائيل ورغبتها في افشال (حل الدولتين) على يد الفلسطينيين أنفسهم!!.. فخبرتي بمنهج وتاريخ الحركات الاسلاماوية وتاريخها في التأزيم والتقسيم السياسي والاجتماعي والجهوي في العالم العربي تجعلني لا أنظر بإرتياح إلى المواقف السياسية التي ستتخذها حماس في التعامل مع كل هذا الزخم العالمي المتناغم مع ((حل الدولتين)) من خلال تركيزها على حساباتها ومكاسبها السياسية الحزبية والجهوية الضيقة التي ستحول دون تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية الفلسطينية في مواجهة اسرائيل في معركة ((حل الدولتين))، فحماس بلا شك ستخرج من هذه الحرب رابحة سياسيًا وهذا قد يدفعها تطالب بحصة (الأسد) في كعكعة ((الدولة الفلسطينية))!!

هكذا ...
هكذا بدأت لي صورة ما يحدث وما سيحدث لاحقًا عقب اضطرار اسرائيل خلال الفترة القادمة القبول بايقاف الحرب - ولو بالقول بأنه قرار مؤقتٌ للدواعي الانسانية !! - بينما الحقيقة أن قبولها بالهدنة الطويلة وايقاف الحرب انما هو عجزها عن تحقيق النصر الناجز، وكذلك لرغبتها في الخروج والفرار بجلدها من مأزق مستنقع غزة الدموي الذي يلتهم جنودها وضباطها وسمعتها العسكرية والقتالية والمخابراتية والاخلاقية، وتحت ضغوطات خارجية وداخلية واقليمية متصاعدة، ولإدراكها أن اهدافها العسكرية بالقضاء على حماس والمقاومة وانقاذ من بقي من (الرهائن) بالقوة باتت مطلبًا غير واقعي وغير ممكن بل وباتت مطلبًا مستحيلًا خصوصًا وأنها قد أخذت كفايتها من الوقت والقتل والتدمير الوحشي والانتقامي، ولم تحقق أي من هذه الاهداف ولم يعد حلفاؤها الغربيون قادرون على الاستمرار في دعمها بعد أن باتت صورتهم وسمعتهم وشرعيتهم أمام شعوبهم تتآكل لصالح خصومهم السياسيين المحليين والدوليين!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن اي ربح تتكلم ايها الاخ!!!؟؟؟؟
سهيل منصور السائح ( 2024 / 2 / 2 - 05:24 )
هل قتل 27000 و وجرح ا63000 انسان وابادة الحجر والشجر يعدانتصارا؟؟؟.آه ثم آه ثم آه. هل تعتقد بان اسرائيل ستوافق عل قيام الدولتين ولو وافقت على ذالك قهل ستوافق اسرآئيل على ترحيل المستوطنين في الدولة الفلسطينية ام سيبقون عقبة كاداء لانجاز ذالك؟؟. لكن ايها الاخ نحن العرب نعد خيباتنا انتصارا وددكتاتورينا رسل من الله يجب طاعتهم وان جلدوا الظهور وهتكوا العروض وصبرنا على الضيم هو السبيل لدخول جنة الخلد والعالم كله في جهنم وبئس المصير. الاعمال تقااس بنتائجها فعليه ان ادى طوفان الاقصى الى نتيجة ايجابية للشعب المظلوم والا يجب ان تحاكم حماس ومنظمة التحرير فحماس ابادت ومنظمة التحريرحرست انتهاكات اسرآئيل والشعب الفلسطيني هو الضحية. تبا لامة تعد هزائمها انتصارا ودكتاتوريها ولاة الامور واجبي الطاعة لا يجب الخروج عليهم ورجال دينها الناطقين باسم الله يعلمون الناس كيف دخول المرحاض وكيف يدورون حول حجر اصم ويركضون كالبهآئم ولولا هم لساخت الارض ومن عليها وما هم الا اداة للتركيع لا غير. اتمنى لوتاخذ راي المفتي العام للملكة العربية السعودية عن رايه في ما حدث في غزة هل هو شرعي ام مؤأمرة لمصالح بعض الدول.

اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا