الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمس جبهات ضد العولمة الأحادية القطب - الكسندر دوغين

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الكسندر دوغين
Alexander Dugin


13.12.2023
ترجمة : نورالدين علاك الأسفي [1]
[email protected]

عشية سنة 2024، يجدر إلقاء نظرة على الصورة العامة للعالم والاتجاهات الجيوسياسية الرئيسة. عموما، نحن في لحظة انتقال من أحادية القطب إلى تعدد الأقطاب. هذا العام، تلقت التعددية القطبية هيكلة إضافية في بريكس - 10 (الأرجنتين، بعد انضمامها للتو إلى هذه المنظمة، تمت إزالتها على عجل من هناك من قبل مهرج عولمي/ globalist آخر — خافيير ميلي/ Javier Milei).

الزيارة المظفرة الأخيرة التي قام بها فلاديمير بوتين إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والتي أعقبتها مفاوضات مطولة مع الرئيس الإيراني رئيسي، تكشف مدى جدية روسيا في التعامل مع التعددية القطبية. خاصة عشية 2024، عندما تدخل روسيا رئاستها السنوية لبريكس/. BRICS

بحلول نهاية العام- هذه المرة في أمريكا اللاتينية- ظهرت متلازمة جديدة من التعددية القطبية. الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو/ Nicolas Maduro أعلن مطالبات بلاده بأراضي غيانا/ Guiana البريطانية. مكسيم ميدوفاروف [2] / Maxim Medovarov؛ في "ملاحظات محافظ"/ Notes of a Traditionalist على قناته في تلغرام /Telegram, يشير بحق إلى أن غيانا/Guyana نفسها كانت نتاجا لعبقرية الأطلسي الشريرة، فاللورد بالمرستون/Lord Palmerston؛ هو من خطط ونفذ "تشريح كولومبيا العظمى مع وفاة بوليفار/ Boli-var-إلى قطع " ، بما في ذلك قص إيسيكويبو/Essequibo إلى غيانا البريطانية. ان غيانا البريطانية -إيسيكويبو (جنبا إلى جنب مع مالفيناس/ Malvinas) هي جبهة أخرى للتعددية القطبية ضد أحادية القطب.

بوجه عام، نحن نتعامل بالفعل مع خمس جبهات محتملة أو فعلية:

في أوكرانيا؛ روسيا تعارك الغرب الجماعي والعولمة الأمريكية (الأنجلوسكسونية). أساسا، هذه حرب أهلية بين الروس. الروس الإمبراطوريون ضد الروس الأطلسيين الذين خانوا هويتهم الروسية. يتم استغلال الروس الأطلسيين من قبل القوات الأحادية القطب في الغرب.

العالم الإسلامي يتحد (ببطء شديد) ضد إسرائيل، التي تقوم بإبادة جماعية ممنهجة للسكان العرب. هنا، إلى جانب إسرائيل (بصفتها وكيلة في الشرق الأوسط)، يطل من جديد الغرب الأحادي القطب.
تتحد كتلة الدول المناهضة للاستعمار في غرب إفريقيا (مالي، بوركينا فاسو، النيجر، جمهورية إفريقيا الوسطى، الغابون) ضد الأنظمة المؤيدة للاستعمار (الأطلسية)؛ وفرنسا ماكرون المعولمة. هنا أيضا، يمكن أن يندلع صراع مفتوح في أي لحظة.
الجبهة المحتملة لتايوان ضد الصين القارية تهم الولايات المتحدة ربما أكثر من غيرها. (وهناك، ينتظر الصراع المباشر ساعته).
إعلان حقوق فنزويلا في إيسيكويبو/ Essequibo ؛ كإبداع مصطنع للأطلسيين الاستعماريين. ذات الأمر ينطبق على قضية مالفيناس/ Malvinas ، التي يمكن أن تغدو شائكة بعد إزالة المنحل الذي وصل إلى السلطة (هذا ما يحدث عندما يتم تقاطع البيرونية الثورية/ revolutionary Peronism مع الليبرالية، كما فعل الخاسر سيرجيو ماسا/ Sergio Massa).

الهند (بهارات)؛ تحتل مكانة خاصة في النظام السباعي المتعدد الأقطاب. إنها حضارة دولة مستقلة تماما، وهي الأقرب استراتيجيا إلى الولايات المتحدة (بعلة الصراع مع الصين وباكستان، وكذلك، على نطاق أوسع، العامل الإسلامي). في الآن عينه، الهند ودية مع روسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. لا توجد مناطق صراع مباشر مع العولمة (باستثناء ذكرى الحقبة الوحشية للاستعمار البريطاني). دعم الغرب سابقا الإسلام الراديكالي وباكستان. وقد استمر هذا جزئيا ولكنه لم يعد نشطا- فالهند مطلوبة من قبل دعاة العولمة لمواجهة الصين.

الأطلسيون وأنصار عالم أحادي القطب يفهمون هذا جيدا. وهكذا، في وقت مبكر من أبريل 2022، تحدثت ليز تروس[3] / Liz Truss، أثناء شغلها منصب وزيرة خارجية بريطانيا العظمى، عن عودة الجغرافية السياسية /Return of geopolitics. في الآونة الأخيرة، و بصفتها رئيسة وزراء إنجلترا السابقة، سعت تروس، في جولتها بالولايات المتحدة، إلى إقناع الجمهوريين بدعم نهج أطلسي من خلال تمويل صراع كييف المستمر ضد روسيا. في هذا السياق، شددت على أن الصراعات في أوكرانيا وإسرائيل وتايوان، على الرغم من أنها تبدو منفصلة، هي في الواقع جوانب من نفس الحرب الشاملة.

هذه وجهة نظر جيوسياسية للأشياء على جانب من الصحة. فالتوتر في غرب أفريقيا و إيسيكويبو هو أيضا جبهات لنفس الحرب.

حاليا؛ المشهد الجيوسياسي العالمي ينقسم إلى نظام سباعي؛ يتكون من سبعة كيانات رئيسة: الغرب وروسيا والصين والهند والعالم الإسلامي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. هذا التقسيم هو في المقام الأول على طول خط الصدع المتفرد، الغرب على جانب واحد وعلى النقيض ستة أخرى. دعاة العولمة أنفسهم يفهمون هذا بوضوح وبشكل جلي. في عيونهم، هناك قطب واحد فقط، الغرب ذاته. و الباقي؛ عليهم أن يكونوا تابعين له (وليست أقطاب ذات سيادة) وأن يقاتلوا بعضهم البعض؛ وليس الغرب.

هيكل المواجهة العالمية بين الستة ضد واحد مفهوم في روسيا بجلاء. ففي مقالته 2024: عام الصحوة الجيوسياسية [4] /‘2024: the Year of Geopolitical Awakening’ في مجلة Разведчик /(Scout)، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي / SVR ، سيرجي ناريشكين/ Sergei Naryshkin ، يقول؛ سيمر العام المقبل على المسرح العالمي تحت علامة المزيد من تكثيف المواجهة بين المبدأين الجيوسياسيين المذكورين أعلاه: الأنجلو سكسونية، أو الجزيرة، "فرق تسد"،و المبدأ القاري، لها المعادي بشكل مباشر، "اتحدوا تقودوا". مظاهر هذه المعارضة الشرسة ستتم ملاحظتها في العام المقبل بجميع المناطق، حتى المناطق النائية في العالم: من الفضاء ما بعد السوفيتي، وهو الأكثر أهمية بالنسبة لنا، إلى أمريكا الجنوبية والمحيط الهادئ

لذا، علينا أن نتحد ونقود (بما في ذلك توحيد وقيادة الأراضي الأوراسية ، وخاصة أوكرانيا الخائنة). العدو سيستمر في محاولة "فرق تسد"، محاولا زرع الشقاق بين أقطاب النظام السباعي/ الهيبتاركي ، حيث «العوالم» الستة الناشئة: الروسية والصينية والإسلامية والهندية والأفريقية وأمريكا اللاتينية. يريد الأعداء أن يكون هناك عالم واحد فقط: عالمهم. و وجود عوالم أخرى، مختلفة عن العالم الغربي، يرفضونها و يشيطنونها- وخاصة العالم الروسي. علينا أن نفهم هذا بجلاء و ندرك أن الجبهات الخمس للنضال ضد النظام العالمي الأحادي القطب والهيمنة الغربية كلها جبهات لحربنا. [5]

-------------
[1] في البال: المقال المترجم رهن الإحاطة علما؛ لا تبني فحواه جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2] t.me/zapiskitrad
[3] https://www.gov.uk/government/speeches/foreign-secretarys-mansion-house-speech-at-the-lord-mayors-easter-banquet-the-return-of-geopolitics
[4] https://newcoldwar.org/svr-chief-sergey-naryshkin-2024-is-the-year-of-geopolitical-awakening/
[5] رابط المصدر:
https://www.geopolitika.ru/en/article/five-fronts-against-unipolar-globalism








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير