الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدول والتعليم وحق المواطنة

عبد الخالق الفلاح

2024 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لاشك من ان القيم المنبثقة من حقوق الإنسان كالعدالة والمساواة والحرية والمواطنة من أهم الامور التي واكبت التفاعلات الدولية والمتغيرات على الساحة السياسية، ولذلك ومن هنا كانت الحاجة إلى تعميق مفهوم قيم المواطنة وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن والاعتزاز به والاعتزاز بالهوية والتمسك بهما، وصونهما، والدفاع عنهما، وأهمية التفريق بين الغث والسمين وبين النافع والضار، والأخذ بكل ما لا يمس ثوابت الوطن والهوية.
وأمام هذا المتغير في ظل الانفتاح الضروري والإجباري في الوقت ذاته، ليس هناك من سبيل لمواجهة تحديات هذا المتغير، والحفاظ على قيم المواطنة والهوية، وتعزيز روح الانتماء، من وجود رسالة تربوية تعليمية تحمل رؤية واضحة، وأهدافًا سليمة، وغايات سامية، ومنهجًا يمتاز بالقدرة على الموازنة بين الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد والهوية والتراث والاستفادة من الدخيل من الأفكار والقيم والعادات والتقاليد، بأخذ النافع وترك غير النافع، بحيث تكون رسالة التعليم وفلسفته ورؤيته قادرة على استيعاب التحولات الحضارية، وامتصاص النزعة لدى بعض القوى نحو ما يمكن تسميته بالغزو الثقافي، الذي تهدف من ورائه إلى إحداث تغيير داخل المجتمعات بما يؤدي إلى خلخلة فكرية وقيمية من خلال بث مزيج من السلوكيات والعادات، ومحاولة إثارة الإعجاب بها، وبالتالي الإعجاب بمصدرها.
يقع اليوم على التعليم كاهل كبيرة وثقيل من اجل بناء مستقبل واعد لابناء الوطن ولا يمكن اليوم تحقيق تنمية شاملة أو مواطنة سليمة دون تعليم مناسب وعقلاني تجسيداً للمتطلبات الإنسانية، وعلى أساس تكافؤ الفرص وإشاعة الحريات واحترام مبدأ سيادة القانون وفصل السلطات واستقلال القضاء. لقد أصبح التعليم حقاً فردياً مثلما هو حق جماعي، وتزداد الحاجة في بلدان العالم الثالث، ومنها البلدان العربية لأهمية تأمين هذا الحق للجميع، للإناث والذكور على حد سواء، وللأغنياء والفقراء، ولسكان الريف والبادية مثلما لسكّان الحضر، ومن هنا يبرز دور الدولة في تأمين مستلزمات التعليم وتيسير متطلّباته، إذ لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم أو ينمو دون نشر التعليم والقضاء على الأمية وتعميم المعرفة وجعل الثقافة في متناول الجميع. إن هدف أية تنمية هي خدمة الانسان وتأمين حقه في الحياة وحقه في العيش بسلام ودون خوف، وهذه أسمى الحقوق الإنسانية، مثلما هو حقه في العدالة وحقه في المشاركة وحقه في المساواة، وهذه هي حقوق المواطنة التي لن تكتمل دون الحق في التعليم. وحق التعليم ليس حقاً إنسانياًً فحسب، بل هو حق قانوني في العديد من النظم السياسية والاجتماعية والتربوية، سواءً كان إلزامياً أو غير إلزامي، ومجانياً أو غير مجاني،ومن هنا للدولة مسؤولة عن توفير الحد الأدنى منه، الذي يؤهل الانسان ليكون فاعلاً ومؤثراً في المجتمع من خلال ما يتلقّاه من معارف وعلوم أساسية للانخراط في الحياة العامة، خصوصاً عبر الوسائل الحديثة، ويمكن للتربية سواء للأطفال أو للشباب أو للكبار أن تلعب دورها في تعزيز حقوق المواطنة من خلال احترام حقوق الآخرين وآرائهم، بما فيها حقهم في الاختلاف، وذلك بتأكيد القيم العليا في الحياة وقبول العيش المشترك
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و