الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة في قصيدة -على أعتاب غد- نصر بدوان

رائد الحواري

2024 / 2 / 2
الادب والفن


الثورة في قصيدة
"على أعتاب غد"
نصر بدوان
"على أعتاب غد
يرسل إشاراته المتوضأة
في دهشة الرائي وقفت
أهش طيور الوهم
أن انزاحي قليلا أو كثيرا
ليمر الضوء القادم
مثل خيل الفتح
تصهل في الساحات
حوافرها تقدح ناراًً
تضيء ما بين الماء والماء
تهز الشرفات في قصور المرمر
المصبوغة بالدم الشهيد
وتشب
في جليد المَخادع
المطمورة بالفرو الباذخ
وهيهات هيهات
لا شيء يبث الدفء
في القلوب الميته
ولا شيء يرسل في الخواء
نبض الحياة
على أعتاب غد يجلجل في الساحات
نشيدا وحداءً
وصدى حناجر ثائرات
تعالى
حتى لامس كف السماء
تبارك منها وشدت خطاه
فلا النار توقف زحفه
ولا الشوك يدمي خطواته الواثقات
" إذا الشعب يوما أراد الحياة"
نصر بدوان
"
النص الجميل هو الذي يأتي من خلال العقل الباطن للأديب/للشاعر، فيجد فيه المتلقي ما هو لافت ومثير، بداية نجد أن العنوان: "على أعتاب غد" متعلق بالتغيير/بالثورة، لهذا سنجد ألفاظ بيضاء وأخرى قاسية، لأن الثورة/التغيير فعل يحتاج إلى جهد وتعب وقسوة، لكن الغلبة للألفاظ البيضاء، وهذا ـ بطريقة غير مباشرة ـ يشير إلى انحياز الشاعر للثورة، وبما أن الثورة متعلقة بالجماهير/ بعامة الناس، فكان لا بد من مخاطبتها باللغة التي تفهما، لكن الشاعر خطاب أيضا الفئة المثقفة من خلال الرمز والإيحاء، وهذا ما جعل القصيدة تلبي رغبات كل المتلقين، العاديين والمثقفين.
في هذه القصيدة نجد جماليات متعددة، منها التورية الكامنة في: "تضيء ما بين الماء والماء" الذي يأخذنا إلى فلسطين التاريخية، كما أن وجود الحرب بأكثر من صيغة: "الفتح، نارا، تهز، بالدم، الشهيد" ومن خلال رمزية الخيل: "خيل، تصهل، حوافرها" ومن خلال كلمات تحث على خوض الحرب/الثورة: "الضوء القادم، تصهل في الساحات، تقدح نارا، تضيء ما بين الماء، تهز الشرفات، غدا يجلجل، وصدى ثائرات" كل هذا يخدم فكرة التغيير/الثورة التي يريدها الشاعر.
هذا على صعيد الفكرة، أما على صعيد الألفاظ فنجد في: "تهز الشرفات في قصور المرمر" حضور العقل الباطن للشاعر، فبدا فعل "تهز" وكأنه يمزق/يفسخ/يفجر التكامل والتناسق في "مرمر" التي تتكون من تكرار حرفي الميم والراء، بينما قدم فعل "يجلجل" متعلق بالمستقبل/بالحياة/بالغد البهي: "نبض الحياة/على أعتاب غد يجلجل في الساحات" فجاء "يجلجل" متعلق بالمكان/بالساحات التي تضج بالحياة وبالناس، من هنا جاء حضور الإنسان: "نشيدا، صدى، حناجر" فالشاعر لا يتحدث عن مجرد مكان، بل مكان اجتماعي، وما وجود ثلاثة ألفاظ متعلقة بصوت الثائر إلا إشارة لقدسية الثورة وأهميتها في حياة الناس/المجتمع.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى