الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد الانتفاضات الاخيرة إسقاط النظام أمر حتمي

سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني

(Suaad Aziz)

2024 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بالنظر للحقيقة الجلية التي لامجال لإخفائها من أن نظام الملالي الحاکم في إيران هو نظام إستبدادي شمولي يعتمد على أفکار وقيم قرووسطائية فإن التغيير السياسي في إيران يمکن إعتباره واحدا من المواضيع بالغة الصعوبة والتعقيد خصوصا بعد تعاظم الدور السلبي له منذ 45 عاما، والذي تجاوز ليس الحدود الايرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الاوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام والامن والاستقرار على المستوى الدولي. ولهذا فإنه وفي الوقت الذي يطالب فيه الشعب الايراني وبإلحاح بتغيير هذا النظام الذي لامثيل له إلا في القرون الوسطى، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تنتظر هي الاخرى على أحر من الجمر لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.
السؤال هو: هل التغيير السياسي ممكن في إيران من داخل نظام ولاية الفقيه نفسه؟ هذا أمر يمکن إستبعاده تماما لکون هذا النظام أضفى على نفسه هالة من القدسية وجعل بقائه إرادة سماوية، وقد أثبتت الاحداث والتطورات بأن أکثر شئ يخاف منه هذا النظام ويخرف جل جهده من أجل مواجهته هو موضوع التغيير السياسي في البلاد وکشف زيف وکذب النظام ومن إنه مجرد نظام دکتاتوري لايعبر عن الشعب الايراني بل وحتى إنه يعتبر أکبر عدو له!
الرهان الدولي على مزاعم الاعتدال والاصلاح التي قام النظام بالسماح لها وإستخدامها من أجل مصلحته في المحافظة على نفسه ودرء الاخطار والتهديدات المحدقة به في العقود السابقة، أثبتت الايام خيبته وعدم جدواه خصوصا بعد قيام مايسمى بمجلس صيانة الدستور بإستبعاده وإقصاءه الى حد بعيد من المشهد السياسي الايراني وهو ماأثبت بأن الاصلاح والاعتدال لاوجود له إطلاقا مع بقاء النظام ووجود الولي الفقيه ومٶسسات بوليسية نظير مجلس صيانة الدستور، هذا الى جانب إن أدعياء الاصلاح والاعتدال الذين حكموا، ويحكمون الان إيران، لم يخطوا ولو خطوة واحدة بذلك الاتجاه وانما ظلت مزاعمهم مجرد ألفاظ وكلمات رنانة لا تجد لها من سبيل على أرض الواقع.
إدا كان طرح موضوع التغيير قبل أکثر من عقدين في إيران أمرا غير ممكنا لكنه اليوم وبعد إنتفاضات 28 كانون الاول2017 و15 تشرين الثاني2019 و16 أيلول2022، فإنه لم يذصبح ممكنا فقط بل وحتى حتميا لأن كل الاوضاع والظروف والتطورات الداخلية والاقليمية والدولية تدعو لذلك وتجعله أمرا ممكنا خصوصا بعد أن صار الشعب ومنظمة مجاهدي خلق متحدان في جبهة نضالية واحدة ترفع شعار إسقاط النظام، وقد بات واضحا بأنه لم يعد هناك من أي مجال للمساومة أو القبول بأنصاف الحلول خصوصا وأن أوضاع النظام من مختلف النواحي تثبت بإستحالة بقائه وإستمراره وإن إسقاطه أمر ممکن ولامناص منه أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل