الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضوء ....رواية/الفصل الاول

ذياب فهد الطائي

2024 / 2 / 3
الادب والفن


الخميس 02 -07-2022
الساعة السابعة مسا ء













يجب أن أتذكر ،لماذا خرجت من الدار ،والمهم أين أنا الان ؟ لماذا كل هذه الضجة التي تملئ الشارع ؟ بعض الصبية يلوحون لي ،رفعت العصا ولكني ترنحت فأعدت استنادي عليها ، الظلام ليس كثيفا كما في السابق ،كما لم يكن الشارع مضاء بكل هذه المصابيح ، رتل من السيارات يمر من جانبي فيما مزاميرها ما تنفك تثير ضجة مزعجة،

صبية يخرجون رؤوسهم من النوافذ وهم يلوحون للمارة ويصرخون بصخب ولكن بكلمات غير مفهومة ،سمعت شابة تقول :اخرج من الشارع يا عم !!!
ولكن أخرج الى أين ؟
رشقني صبي بحفنة من (الجكليت ) وهو يقول :عرس أخي ...أخي مصطفى .
كان ذات الموقف حين سألني ابني وهو في الثالثة لماذا ينثرون كل هذه الحلوى
قلت له لديهم عرس ،صمت لحظة ثم ضغط على يدي :ما هو العرس؟ ، اعطيته بعضا من الحلوى ،
فكرت ان علي ان أتحرك إذ ربما أسبب زحاما ...كانت سيارة مندفعة من الجهة المقابلة ، عيون الصبي الذي يجلس خلف المقود مرعوبة تماما وكان يحرك يدية بعصبية وينثر شتائم بذيئة كما توقعت من تقلصات عضلات وجهه التي حكمتها لحظات قاسية
على الرصيف الذي كان على مبعدة خطوتين توقف المارة ،بعض الفتيات وضعن ايدهن على افواههن بحركة فزعة وكأنهن يحاولن استباق الصرخة التي ستغادر شفاههن الى وسط الشارع ،شعرت اني ارتفع بخفة وكأن ريحا عاتية تدفع بي الى الرصيف فيما كانت الصرخات تتعالى وأنا اهبط مرتطما بالرصيف الإسمنتي، لم أترك عصاي ولكن نظارتي سقطت قبلي وسمعتها تنوح وهي تشظّى ، لم تعد الأصوات مفهومة وأصبحت لغطا مختلطا ولكن بنبرة يشوبها بعض الحزن وكأنها تحاول ان تواسيني ، شعرت بسائل دافئ ولزج يتحرك ببطء فوق عيني اليسرى ولكني لم أستطع أن أحرك يدي،
وجدت نفسي في بستان الخس حين تعرض موقعنا لصاروخ إيراني في معارك نهر جاسم ،حين صدرت الأوامر بالتقدم كانت جحافل من المشاة تتقدمها مئات الدبابات ترافقها كتائب الهندسة فيما كانت الطائرات تواصل غارات عنيفة مستهدفة تجمعات ومواقع الإيرانيين ، شدة القتال و سرعة التقدم نحو نهر جاسم كان أشبه بيوم القيامة الذي يروّج له رجال الدين وهم يتحدثون بلهجة عميقة متوعدة وحادة ، لم نستطع اعداد خنادق في خطوط الدفاع كافة، وبدلا عن ذلك قامت مجموعة من (الشفلات ) وباستعجال بإعداد حفر للتحصن فيها ، كان نهارا قاسيا لم يتوقف القصف المتبادل ،وفي الساعات الأولى من الليل تعرضنا لهجوم من مجموعات من الجنود الإيرانيين اقتحموا مواقعنا متخذين نهر جاسم للوصول الينا ، جرت معارك ضارية بالسلاح الأبيض وفي الساعة الواحدة صباحا أمكن القضاء عليهم ، خلّف هذا حالة إعياء، حين اتكأت على كومة التراب شعرت إن خدرا يلفني وفجأة شعرت بأني احلق تماما كما كنت أحلم وأنا في الابتدائية ليلة الامتحانات ، حين أقص الحلم لأمي كانت تربت على رأسي وتقول :خير إن شاء الله ، ستكون الأول
لم يكن نهر جاسم اعرض من شط البصرة فهو لا يتجاوز العشرة امتار عرضا، كما كان اقل منه غاطسا فقد رأيته حين زرت البصرة في أيام الجامعة ،
حين سقطت في بستان الخس كانت أرضية البستان رطبة وهشة وسمعت شتلات الخس تتقصف بسقوطي فوقها ..حين نقلوني الى مستشفى الميدان المتنقل قال الطبيب الذي بدأت شواربه المحلوقة قبل يومين أو ثلاثة تعلن عن نفسها بشعيرات متباعدة فيما كان وجهه يحمل كمية من التعب والاجهاد ،رضوض بسيطة ، اعطاني شريطا بعشر حبات من البر ستمول،
ارتطام القذائف بالأرض الترابية يرفع كميات كبيرة من الأتربة تجعل من الصعوبة رؤية الجانب الثاني من نهر جاسم الذي كان ينساب ماؤه ببطء وكأنه يتابع مجريات القتال ، كنت اسير متّكأ الى كتف جندي مستشفى الميدان المتنقل ليوصلني الى موقعي بدا المشهد أمامي مختلطا وملتبسا وغائما ،كان صوت القصف المتبادل يضفي على المشهد لمسة( بنا رومية) ،كنت أشاهد كل ما يجري بإحساس محايد فيما ألم ممض يسري في كل جسدي ،كنت في حالة يمكن ان أسميها غيبوبة واعية .
حين رفعوني الى النقالة كان شخص ما يقول :بعناية انه عجوز ولا يتحمل الألم.

شعرت بألم ممض جراء احتكاك عظام الساق المهشمة ثم انتابني إحساس بالخدر ،دفعوا بالنقالة الى سيارة الإسعاف التي راحت تطلق صوتا حادا ومتقطعا،
سألني شخص ما فيما كانت أنفاسه الدافئة تلامس وجهي :حجي هل انت صاح؟
لم ارد عليه
مسح جبيني بقطعة قماش كانت باردة ، شعرت باسترخاء ، كان هذا ماكنت اشعر به حين تمسح انتصار رقبتي وجبيني وانا اقود السيارة في طريقنا من بغداد الى الحلة فيما اطفالنا الثلاثة يثيرون صخبا متواصلا وضحكا مرحا
حين انزلوني بالنقالة عند المستشفى شعرت إن ظلاما ثقيلا يملئ المدخل ،ثم الى غرفة مضاءة على نحو مبالغ فيه
-دكتور هذا ضربته سيارة في شارع فلسطين
-حسنا ارفعوه الى السرير
كان صوته متكاسلا
طلب من فتاة تقف الى جانبه ان تخلع بنطالي ،قالت :دكتور ...يبدو رجلا ميسورا
لم يعلق
بدأ بالساق المهشمة ،نظفها أولا من الدم الذي بدا متجمدا
قال : من حسن الحظ ان دمه سريع التخثر
-هل تشعر بالألم
فتحت عيني اليسرى أولا كنت اشعر ان العين الثانية ثقيلة ربما بسبب الدماء التي تخثرت فوق الجفن والنازلة من جبهتي،
قال الدكتور : بشكل عام لا توجد خطورة على حياتك ، الكسور ستشفى ولكن قد تتأخر ومن المهم الحصول على نتائج السونار
قلت :إن شاء الله
-ستبقى ليومين ،هل لديك أقارب لنخبرهم
-لا ، انا أعيش وحيدا ، ولكن لدي صديق علاقتنا وطيدة
اخرجت هاتفي
-الشرطة بانتظار معرفة ما حصل وهم بانتظارك
أول مرة تعاملت فيها مع الشرطة كانت قبل حوالي السبعين سنة ،كنت عائدا من القشلة حيث اجد كتبا رخيصة يمكنني شرائها ، استوقفتني سيارة اجرة ،قال احدهم هل انت عبد الستار ثجيل ،كان صوته معاديا ويحمل نبرة مستفزة
-نعم
فتح الباب ونزل رجل داكن السمرة في عينية نظرة استخفاف ويضع على رأسه كوفية متسخة وفوقها عقال كأنه خيط اسود ويرتدي سترة بلون الرصاص الصدئ وجلابية ليس من السهل تحديد لونها
-اصعد
-لماذا
-نحن شرطة ،من الشعبة الخاصة، سنذهب الى بيتكم أولا للتفتيش

عدت ثانية أحدق في عيني الصبي المفزوع والمتشبث بعجلة القيادة فيما كانت قدمه تضغط على دواسة الوقود على نحو لا إرادي ، وأنا اطير الى الرصيف ....أغمضت عينيه بقوة
كانت انتصار تقول دائما إن لدي ذاكرة ليست طبيعية فهي تحتفظ بالتفاصيل الثانوية ويبدو إني رغم تجاوزي التاسعة والثمانين مازلت أملك تلك القابلية ،قال صديقي رياض هذا بسبب ادمانك القراءة ..أنا احفظ كل تفاصيل ولادة اطفالي الثلاث بالساعة وبالدقيقة
قال شرطي بالزي الرسمي -هل تستطيع ان تصف لنا ما حدث
كان الممرض يعدل وضع الوسادة فيما رفعت الممرضة السرير من جهة رأسي ،جلس مفوض الشرطة مقابلي وظل الشرطي ممسكا بدفتر ليسجل ما سأقوله
-نعم
-كانت سيارة سوداء من نوع رانج روفر يقودها صبي ربما في السادسة عشر متوجها نحوي وأنا أعبر الشارع
-لماذا لم تنتبه الى السيارة وأنت تحاول العبور
-كنت منتبها ولكن الصبي لم يكن منتبها
-ولماذا كنت خارج المنزل ودون ان يصحبك احد سيما وانت بطيء الحركة بحكم العمر ....
قلت -في التاسعة والثمانين ؟ ثم تابعت
-نعم ...انا أعيش وحيدا ،ومنذ أسبوع لم اخرج من داري ، ولكن اسمح لي ان أساءل هل يفترض ان يصحبني أحد وانا أعيش هذه الحياة منذ عشر سنوات؟
قال المفوض وهو مسترخ -لماذا ؟
داخلني إحساس بان التحقيق يجري منحرفا عن جوهر الموضوع
-لماذا يقود مراهق سيارة بهذه الفخامة وحيدا ؟
رمقني الشرطي الذي يدون المحضر بنظرة لؤم حادة وطويلة
-الأسئلة انا من يحددها
-طبعا حضرة المحقق
لم يرق له ردي
قال-يبدو انك متعب ، سنتركك الان ونعود غدا
نهض بتثاقل واغلق الشرطي دفتره
-ليلة بدون الام
- ولكم ليلة هادئة
قدرت ان الحديث بيننا كان متوترا وفيه من (الحسجة ) العراقية وكان حدسي في محله فقد دخلت الممرضة لتعلمني ان ضيوفا يرغبون بزيارتي
كان رجلا في الخمسين طويل القامة بمسحة بدائية على ملامحه ، يرتدي جلابية سوداء ربما من قماش خليط من الحرير والبولسترين فقد كانت تتموج تحت اضاءة المصباح المعلق وسط الغرفة قدرت إن أية مماحكة ستغير مزاجه الذي يبدو عليه شيئا من الترقب والمجاملة المفروضة ،الى سلوك عدائي قد يصل الى حد المشاجرة، كان يحمل باقة ورد كبيرة ولكن عدم انتظامها في كيس ورقي أسمر يعطي الانطباع إنها قطعت على عجل من حديقة الدار ،وراءه مباشرة الصبي الذي كان يقود السارة وبدلا من نظراته الفزعة وحركته المتشنجة وهو يتشبث بمقود السيارة ،كان يطأطئ رأسه و ينظر الى قدميه بشعور بالذنب ،كل ما يجري كأنه مقطع في حلم أعيشه بتفاصيل أكثر مما هي في الواقع ،
قال الرجل : حمدا لله على سلامتك ودفع الله الأسوأ
حاولت أن أرفع رأسي قليلا ولكني شعرت بالم في رقبتي وأني أضعف من أن أرفعه فقد كان ثقيلا ،حركت يدي في دلالة امتنان لدعوته لي بالشفاء
وضع باقة الورد على الطاولة وجلس على الكرسي جنب سريري بعد ان سحبه بحركة لا مبالية أصدرت صريرا مزعجا
-لا يكفي الاعتذار ....اعرف ذلك ...ولهذا دفعت كافة مصاريف المستشفى ...و
لم أدعه يكمل ، حركت يدي أولا ،ثم قلت بصوت واهن -لابأس...ولكن لم يكن من داع لذلك فانا استطيع دفع التكاليف
-قبل يد عمك
كانت لهجته حادة وقاطعة وهو يأمر ابنه ،وضعت كلا يديّ الى جانبي وشعرت بإحراج ...ليس مهما ،ولكن كان عليك ان تمنعه من قيادة السيارة
-كنت منشغلا حين سرقها
بدأ خدر يتمدد في جسدي ببطء ولكن بثبات وشعرت إني غير معني باعتذار الرجل ولا بمعاقبة ابنه وكأن الامر لا يعنيني ، لو حدث هذا قبل عشرين سنة لكان الامر مختلفا ...كان يمكن لانتصار ان تطالبني بعدم السكوت وكان حكمت سيصر على أن يؤدبه وهو يشد قبضته أما حسن فلربما اكتفى بشتيمة الجميع ...ولكن لا أحد منهم معي اليوم اتمدد على سرير حديدي وليس معي غير خزين هائل من الذكريات، انتصار رحلت أولا ...حكمت تزوج وهاجر الى كندا وحسن في قطر اما ابتسام فقد تزوجت وغادرت الى المانيا ....في السنة الأولى كان الجميع يتصل أسبوعيا وفي الثانية اصبح الاتصال شهريا اما في السنة الثالثة فقد اقتصر على الأعياد وبكلمات مجاملة لا تحمل عاطفة او مشاعر حميمة
لم ارد على مفوض التحقيق حين سألني لماذا خرجت من الدار ...لم اقل له اني منذ اكثر من شهر لم يطرق بابي احد وكنت اجلس الى الشباك أتطلع في الحديقة الصغيرة اراقب تفتح مجموعة من زهور دوار الشمس حين تطالها اشعة الشمس وتظل تدور متابعة الضوء الباهر وهو يغير مكانه ..وحين يبدأ المساء تغفو مسترخية
شعرت بالرجل يربت على يدي وجاء صوته القلق والحاد من بعيد :سأزورك صباحا ...انت الان متعبا
الممرضة الهندية قامت بتسوية الفراش ترافقها ابتسامتها المتعاطفة
قالت :سأعطيك حقنة لتخفيف الألم
لم ارد عليها فقد كنت أعود ثانية الى غيبوبتي الواعية ولكني شعرت بوخز الابرة
اسدلت الممرضة الستائر ،كانت تتحرك بالية ،سكبت بعض الماء في قدح قريب ، كنت اسمع صوته وهو ينسكب فقد كانت ترفع يدها قليلا
-تصبح على خير
لم ارد ، شعرت باني استمتع مستلقيا بحمام دافئ فيما انتصار تدلك ظهري وهي تردد ...اتبعه وين ما يروح.....كانت دائما تملك كمية فائضة من المرح ،حالة في اغلب الأحيان معدية ،كانت تدفعني الى أن أتشبث بطاقة إيجابية اكثر انفتاحا
حين جاءتنا اول رسالة من حكمت كنت محبطا فقد تحدث فيها وكأنه يخاطب أحد أصدقاءه ،كان يتحدث عن رحلته وكيف تعرف على فتاة في الطائرة زودته بمعلومات غاية في الأهمية ، وعن يومه الأول في كيوبك حيث الناس يتحدثون الفرنسية وعن سكنه في شقة تضم فتاتين ... تصوروا انها بحمام مشترك ، وفي الصباح نتناول الفطور ثلاثتنا والاهم إن الفتاتين من شمال كيوبك إحداهما طالبة جامعية والثانية موظفة ،وحين يتواجدن في الشقة فهما غالبا بالشورت !!!!
لم يتذكر بغداد ...اصدقاءه ...البيت ... أخيه او أخته ...لم يسأل عن أحد كنت محبطا ...قالت انتصار وهي تبتسم بفرح غامر ....صغيري عملي و سينجح في كندا وفوق ذلك (سعيد وعني بعيد )..سأعمل شاي (كجرات )، شعرت بشيء من الراحة وطويت الرسالة ، في الصباح كانت تضع باقة من زهور الجوري الحمراء وسط طاولة الإفطار ، لفت نظري انها نسقتها بعناية وفي وسط المزهرية كانت زهرة لم تتفتح بعد ولكنها ترتفع قليلا ، قالت انتصار وهي تصب الشاي ...حكمت سيكون مثل هذه الزهرة
لم اعلق
قالت :لقد حلمت بذلك
-صباح الخير ....كان الطبيب
-اعتقد انك بوضع افضل
لم أجبه ...تناول استمارة وصف الحالة المعلقة بالسرير
-هل تعاني من ألم في الرأس؟
كان طنينا مستمرا ظل طوال الليل يسكن رأسي حتى لم يعد يشكل ازعاجا لي فقد الفته
كانت رسالة حسن الأولى أكثر توازنا وحميمة من رسالة حكمت ،
كيف حالك يأبي ؟ وكيف تقضي أوقاتك ؟ هل مازلت تذهب الى مكتبة المتحف الوطني ؟ وهل ما زالت الوالدة تعيد قراءة النفوس الميتة لغوغول وتضحك بصوت عال ؟ أشتاق لكما
امس كنا على الهاتف مع حكمت ....يعمل في مصنع للبيتزا يجهز معظم مطاعم كيوبك ولهذا انتقل الى شقة مشتركة مع عاملة إيطالية تعمل معه ولكن بوجبة الليل ..يقول انه يكسب جيدا ويفكر بالانتساب الى جامعة للحصول على الماجستير وهو مسرور لاجتيازه اختبار معادلة شهادة البكالوريوس العراقية،
هل تم اكساء شارعنا بالإسفلت ؟ وكيف حال خالتي ؟هل تصالحت مع زوجها ،
كم أود أن أتسلق نخلة البرحي في تموز ....المتعة حين أقطف الرطب مباشر من العذق المليء ...حكمت يرجوني ان ارمي له بضع حبات لأنه يخاف الصعود ...
هنا الكثير من البرحي في الأسواق وطريقة عرضة مشهية ولكن لذة تناول الرطب وانا عند العذق شيء اخر
سلامي للجميع
قال الطبيب – لا بد من اجراء فحص للدماغ ...ربما بعد ساعتين
عدت افكر بالطنين الذي بدأ يثقل رأسي ويضعف قدرتي على رؤية ما حولي ،ويلزمني بالعودة الى الماضي ، ما حولي لا يعنيني تماما وما عشته وأنا أمارس
عملي اليومي سابقا يقف امامي شاخصا وكأني أراقب شخصا أخر اكن له اعجابا وأجد لواما أن أشجعه
-كما ترى دكتور
قالت الممرضة الهندية وهي تتخفى خلف ابتسامتها التي تسكن ليس في وجهها فقط ولكن تشع من اعماقها
-هل تستطيع مقابلة الرجل الذي جاءك بالأمس ؟
-لابأس فانا بحاجة الى من أكلمه كما إن رياض ليس في بغداد
لم تعلق
وحين خرجت دخل الرجل بذات الجلابية ولكن شعره أشد سوادا وتتراقص فوقه موجات الضوء من المصباح المعلق وتنعكس بلمعان خلق لدي انطباع انه استعمل كمية كبيرة من زيت بنوعية رديئة ،كان يحمل بين يديه كارتونا بزجاجات عصير البرتقال وعلبة حلويات وكيس بلاستك مليء بالموز كأنه يزور أحد أصدقائه
جلس على الكرسي القريب وربت على صدري ، كانت يده ثقيلة ،خمنت انه في الأصل سائق شاحنة
قلت بصوت كنت اشعر انه يصدر عن شخص اخر بعيد
-ارجو ان تعطي الحاجيات للمعين عند الباب فأنا لا أتناول العصير ولا احب الموز
لم يتأثر ..قال -لابأس.... انها لك ومن حقك أن تهديها لمن تشاء
-تعلم إن ابني ارتكب خطأ ، واعتقد انك تقدر انه طائش ولكن مستقبله بين يديك
-اعرف هذا ولن احمله اية مسؤولية ، ولكن كيف ستبرر أمره مع الشرطة ؟
انبسطت أسارير وجهه بتقاسيمه الغليظة
-مع الشرطة الأمر سهل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي


.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل




.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي