الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلال على اوكرانيا .. حرام على غزة

محمد رضا عباس

2024 / 2 / 3
القضية الفلسطينية


هذا هو ديدان الغرب المتحضر , فتحوا على أوكرانيا أبواب السماء , واغلقوها على أبناء غزة المظلومين. الاتحاد الأوربي يخصص 50 مليار يورو لتسيير أمور اوكرانيا , والأونروا تعلن بانها ستضطر وقف عملياتها بنهاية شهر شباط بسبب تعليق الغرب التخصيصات المالية عنها , وهي عبارة عن 806 مليون دولار حسب ميزانية 2021 , وهو مبلغ ابقى المنظمة في حاجة مستمرة لتغطية بعض احتياجات اللاجئين الفلسطينيين والذي يبلغ عددهم 5 مليون انسان. الغرب قدم اخر ما صنعته التكنلوجيا العسكرية الحديثة الى أوكرانيا , وحرم دخول سلاح الى قطاع غزة , بل ذهب ابعد من هذا عندما قرر معاقبة أي دولة او منظمة تقدم المساعدات الى أبناء غزة فيما فتح باب المساعدات على مصرعيها لأوكرانيا . هذا مع العلم ان قضية غزة تماما مثل قضية أوكرانيا . الغرب يدعي ان روسيا استولت على أجزاء من ارض أوكرانيا فيما ان الله والجغرافيا و التاريخ و العالم اجمع يعرف ان الإسرائيليون قد استولوا على ارض فلسطين و مازالوا يحتلونها على الرغم من مئات المؤتمرات والجلسات الدولية التي تدعوا الى حل المشكلة.
واكثر من ذلك , كشف الغرب حجم استهانته بثقافة وتاريخ العرب والمنطقة . ففي الوقت الذي اتحدت دول أوروبا ومسحت حدود اوطانها وأصبحت تتعاون بينها في السراء والضراء , وعلى الرغم من اختلاف شعوبها قوميا ودينيا ومذهبيا , الا انها وقفت ضد أي تحرك عربي او إسلامي لحماية أبناء غزة من المجزرة الإسرائيلية . ففي اليوم الأول من عملية 7 أكتوبر أرسلت الولايات المتحدة الامريكية ودول أروبا البوارج الحربية و حاملات الطائرات لحماية الدولة العبرية , ولكن بنفس الوقت وقفت مكتوفة الايدي لحماية المدنيين في القطاع من الغارات الجوية الإسرائيلية والتي قضت على اكثر من 27000 شهيد من غزة, اغلبهم من النساء والأطفال.
والمعيب , ان يخرج كلام يجرح الوجدان الإنساني من بعض المسؤولين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين , ويقف منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي ليقول ان الولايات المتحدة الامريكية لن تعاقب المسؤولين الإسرائيليين المحرضين على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة ! بل ان مجلس النواب الأمريكي ذهب ابعد من ذلك عندما دعي الى حظر دخول أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الى الولايات المتحدة , وهي منظمة تعترف الإدارة بها . الغرب خلع من على جلده لباس الإنسانية , فلا احتجاج او تنديد على قتل الأطفال والنساء في غزة ولا التحقيق على القتل الجماعي لشبان غزة المتكرر , حيث أوردت الاخبار هذا اليوم العثور على 30 من جثث الفلسطينيين داخل احدى مدارس بيت لاهيا وهم مكبلي الايدي ومعصوبي الاعين. فيما يدعي نائب امريكي خدم في الجيش الإسرائيلي بان أطفال غزة ليسوا مدنيين .
الغرب اصبح شريكا في حرب الإبادة على غزة و يعتبر كل من يتعاطف مع الشعب الفلسطيني إرهابي مصيره القتل او العقوبات الاقتصادية . هذا اليوم قامت مسيرات تابعة للسلاح الأمريكي بهجمات على مواقع في العراق وسوريا , فيما ان وزارة الخزانة الامريكية اصبح لها جيش وظيفته فرض العقوبات على أي شخص او مؤسسة او دولة تنادي بإغاثة الفلسطينيين . المضحك ان وزارة الخزانة الامريكية فرضت عقوبات اقتصادية على افراد لا يملكون نقيرا في هذه الدنيا , الا ان الرسالة الامريكية واضحة , من انه لا احد يستطع الإشارة بأصبعه نحو إسرائيل , والا سيقطع.
وانا اتحدث عن الولايات المتحدة الامريكية , فلو استعملت الإدارة الامريكية هذه الإجراءات الصارمة اتجاه المجرمين في البلد لما وصل الامر ان تكون شوارع مهمة في بعض الولايات خطرا على المشاة . الإدارة الامريكية عليها ان تعرف ان من تقتل بواسطة المسيرات سواء كان في العراق او سوريا او لبنان او في مناطق أخرى من العالم , انما هم بشر وان فراقهم يترك لوعة في قلوب اهاليهم وحقد وكراهية على الإدارة الامريكية , وهو امر انا شخصيا ارفضه . الشعب الأمريكي شعب طيب يحب جميع الثقافات وكريم ومتعاطف .
بكل تأكيد ان بعض من يحيط بالسيد جو بايدن يحمل روح انتقامية وكراهية ضد شعب فلسطين والشعوب العربية . ومن غير المعقول ان تكره الإدارة الامريكية منطقة الشرق الأوسط وان هناك مصالح جبارة لها . واذا كان هناك فائدة واحدة من إسرائيل للأمريكان , فان للولايات المتحدة 99 فائدة من احترامها لدول الشرق الأوسط . الشعوب العربية غاضبة على أمريكا في ادارتها الحرب على غزة , حيث أصبحت لإسرائيل مثل الام التي تعتني بوليدها البكر , فيما تبطش بأبناء المنطقة , انها قسمة عوجاء وتعامل غير متوازن مع الاثنين. شعب الشرق الأوسط يرفض العبودية .
نعلم ان جو بايدن يريد الفوز بالانتخابات القادمة وانه لا مانع له بإبادة شعب فلسطين من اجل كسب أصوات اليهود له , الا ان عرس الفوز سوف ينتهي بنهاية دورة حكمه , وهي فترة أربعة سنوات , ولكن غضب أبناء الشرق الأوسط على الإدارة الامريكية سوف يستمر عقود وربما قرون .
وفي الأخير سوف يخرج علينا احد المعلقين ليكتب مقال طويل عريض عنوانه " لماذا يكرهوننا".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا