الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا فلان، ميّل زرعك عن دوابي !

محمد حمد

2024 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ادرك تماما أن الكثير من متابعي منشوراتي ينحدرون من مدن وبلدان عربية (وغير عربية) مختلفة، واحتراما لذوق القاريء الكريم وحقه في المعرفة بشكل واضح وشفاف، اقتضت الضرورة ان اشرح قصة المثل الشعبي جدا الذي عنونت به هذا المقال.
تقول الحكاية، أن شيخا اقطاعيا في جنوب العراق كان يملك, إضافة إلى الأراضي والبساتين، قطعان من الماشية. ومن ضمنها الجاموس. وفد لا يعرف البعض أن الجاموس شأن الفيلة بحاجة إلى الغطص في الماء خصوصا في فصل الصيف. وأن جو العراق في هذا الفصل لا يطاق لا للبشر ولا للحيوانات.
على كل حال، صباح كل يوم تقوم قطعان الجاموس التابعة للشيخ الاق طاعي المتعجرف بالذهاب إلى النهر. يقودها "الرعيان) او الرعاة. ويمر الجاموس في طريقه الى النهر بأرض صغيرة مزوعة تابعة لأحد الفلاحين الفقراء. وبمروره على أرض الفلاح الفقير يعبث الجاموس بكل شيء فيها، ذهابا وايابا، ويحولها إلى مكب للبراز والفضلات الآخرى ويدوس على الزرع. والفلاح الفقير يتابع هذا المشهد بالم وحرقة وغضب شديد ويرى ما يحصل كل يوم بأرضه من قبل جاموس الاقطاعي. ولا يستطيع فعل شيء لأن الاقطاعي شرس ومتعجرف و (متعافي) بلهجة جنوب العراق. يعني شقي وبلطجي وقاسي القلب. لكن الفلاح الفقير قرر الذهاب، بعد أن جمع كل ما لديه من شجاعة، الى الشيخ الاقطاعي ليشتكي منه (وعليه) ومن جاموسه الذي أشاع الخراب في أرضه وزرعه الذي لا يملك سواه.
دخل على الاقطاعي وشرح بالتفصيل ما يفعله الجاموس بأرضه. وبكل ادب طلب من الشيخ الاقطاعي أن يغيّر طريق جاموسه للوصول إلى النهر. وقال له: "شيخنا اطال الله في عمرك..زرعي تلف وخرب بسبب جاموسك"
فأجابه الشيخ الاقطاعي بصلف وعجرفة وتكبّر "ميّل زرعك عن دوابي". اي ابعد ارضك وزرعك عن طريق دوابي !
طيب ! وما هي ما علاقة امريكا بالدواب؟
سوف نرى !
قد يتجاهل الكثير من الناس أن للولايات المتحدة الأمريكية مئات من القواعد العسكرية المزروعة في كل مكان. ومعظمها غير شرعي أو قانوني وفرض بالقوة على الآخرين. يعني بكل بساطة قامت واشنطن ببناء هذه القواعد رغم انف شعوبها. مع تواطيء مكشوف من قبل حكام عملاء جل ّما يخشونه هو فقدان "النعمة" من فضلات امريكا من مال وسلاح ودعم سياسي. لكن المشكلة التي تشبه قصة شيخ العشيرة المتعجرف مع الفلاح الفقير، هي أن امريكا تطالب حكومات تلك البلدان بحماية قواعدها العسكرية ورعاياها العاملين فيها. فبدلأ من أن تلم "جوالاتها" اي حوائجها وتذهب بعيدا عن ديار الآخرين. تقوم بتهديدهم إن لم يبذلوا كل جهد لحماية قواعدها العسكرية. والعراق، بطبيعة الحال، يمثل النموذج الاكثر وضوحا في هذا الموضوع. وحكومة بعداد واقعة تحت ضغط امريكي متعدّد الاتجاهات وبوسائل مختلفة. كالدولار. والقصف الجوي لبعض المؤسسات الأمنية العراقية وإعادة الروح في تنظيم داعش الإرهابي وهلّم جرا.
وفي كل الأحوال أن امريكا تقوم باحتلال بلد ما وتطالب حكومته بأبعاد فصائل المقاومة فيه عن درب عساكرها والتابعين لها. وطلبها هذ يمثل قمة الاستبداد والاستكبار والغطرسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في