الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (18)

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


 البيدق  المنبوذ؛ لا غرو سينكفئ محاذرا مطبا مثبطا أو  سيتقدم بجشع لحيازة قدم سبق يشاكل ظرفا بإطلاق؛ ليتنكر له على وجه الظن؛ حاصرا من غمر حقيقة باتت عيانا؛  لتجرده من قناعة يدفعها عنه ظرفا؛ لن يطول به الأمد؛ قبل أن يتخلى عنها. فالإخفاء هو لسبب أن يضلل و أن يضلل بضلاله.[1] فالاندحار الصهيوني بات عيانا؛ و ها الوهن يظهر مجدداً[2].
و الأحداث تتوارد على الكيان تترى؛ تذهب بصافي حساباته المنطقية التي عمل عليه مشروعه الاستيطاني، لقد أجبر الصهاينة فعليا على عزل غزة وإنشاء حاجز أمني عملاق ومجموعة من الحواجز الخرسانية وأجهزة الاستشعار والأسلحة التي يتم التحكم فيها عن بعد وأجهزة الكشف عن الأنفاق وغيرها من الحواجز التي اكتملت إلى حد كبير بحلول عام 2021.
كما انتهوا إلى إنشاء مجموعة متزايدة باطراد من الضوابط على تحركات السكان من وإلى الكيان، وعلى التجارة والواردات، وعلى تدفق المساعدات، وعلى المياه والطاقة والوقود.[3] و ليطيل الأمد بما دان له؛ و بات راكنا إلى رهانه؛ و يعمل الكثير على تأبيده[4]. راح يشتغل على حروب الوعي. وسعى إلى تكريس نتائجها كواقع لا يرتفع.
بي مايكل؛ الصحفي بهآرتس/ Haaretz يستحضر ما خفي بلا مواربة؛ "من دلائل الخبث والشر، أن إسرائيل أنكرت لسنوات وجود الشعب الفلسطيني، وبذلت جهودا حثيثة لإنكار وجوده في الوعي العام والخطاب، وأصدرت قوانين لتشريع سرقة جميع ممتلكاته، حتى جعلت سرقة أراضيه عملا مقدسا، بل إن حياته صارت لعبة عادلة، لدرجة أنه أصبح بإمكان أي طفل يحمل مسدسا أن يطلق النار على الفلسطيني متى ما شاء، ويكفي أن يقول "شعرت بالتهديد" ليتمتع بالحصانة". [5]
عين الكاتب سبق و أن سجل بفخر سافر؛ هو في غنى عنه: "نكون فظيعين للغاية، وسرعان ما نصبح أغبياء وعنيفين وجشعين.. "لم يعد هناك مفر من هذا المستنقع، فـ75 عاما من العنصرية والعنف أفسدت الناخبين الإسرائيليين ولن يتم انتخاب أي حكومة عاقلة هنا بعد الآن، وبالتالي، ليس ثمة من خيار سوى الاعتراف بأن الصهيونية كانت خطأ ساذجًا. لينتهي حاسما فيما بات حقيقة لا يماري فيها أحد "هكذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، "أمة" صغيرة، متغطرسة، عنيفة وشريرة". [6]
غابي سيبوني[7] في دراسة له حول الحرب النفسية والتأثير على وعي الخصم في الحروب المعاصرة، يفصل فيما يجد الكيان في العمل عليه "إنّ إسرائيل تريد من معركة الوعي توجيه الخطاب المباشر للجماهير في الدول والكيانات المعادية، بما في ذلك استهدافها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الأنشطة العسكرية التقليدية".[8]
و من دراسة صدرت في الكيان الصهيوني[9] حول دور الاستخبارات ينضح المستتر؛ "الاستخبارات تلعب دورا مركزيا في الحرب على الوعي. وعلى الاستخبارات أن تفهم وتستعرض الوعي الأساسي والوعي الآني لوضع جماهير الهدف المختلفة وطرق تبلورها، من أجل أن تتمكن من التأثير على جهود الوعي لجهات تقود الحرب. ويحتاج ذلك إلى استخبارات متنوعة، وبينها استخبارات سياسية وعسكرية واجتماعية وثقافية".
الاستخدامات الإسرائيلية الواسعة والمتنوعة لأدوات ووسائل وأساليب الحرب على الذاكرة والوعي. طالت الجمهور الإسرائيلي بالدرجة الأولى" . دافيد بن غوريون رسم النهج عند تأسيس هيئة البث: ليس المهم ما يقوله العالم ؛ المهم ما يسمع المواطن الإسرائيلي". ثم بعد لأي يطال عموم الفلسطينيين و الأمة العربية و أحرار العالم.
يوسي ميلمان؛ بحسه الصحافي المتبصر؛ يجمل على وجه الدقة مناط هم وزارة الشؤون الاستراتبجية في الكيان، فمن أدق وأصعب المجالات الموكلة لها صناعة الرأي العام، لدعم الرواية الصهيونية ومواجهة منظمات «بي. دي. إس» وشنّ حرب فكرية شاملة لطردها من الفضاء الافتراضي الذي يبدأ من عالم الإنترنت إلى عالم العلاقات العامة.[10]
الكيان الصهيوني و هو يتفنن في نسج خيوط بيته الواهنة. و يعمل قصاراه على تكريس حرب الوعي كغاية في ذاتها.ومنها مسلسل فوضى «الإسرائيلي» الذي سوغ للنيل من الفلسطيني الأبي؛ بغاية بئيسة تحاول فكّ عزلة الكيان؛ بل و تبغي فصل التضامن الإنساني مع المقاومة الفلسطينية الباسلة وفصلها عن حاضنتها.
لكن المقاومة الفلسطينية بحس ريادتها التاريخية؛ و إدراكا منها بهذه الحقائق التي توظف ضدها و تحاك على نقيض تضحياتها؛ لم تفوت على عزمها إتيان ما كان ليس منه بد. لذا عملت بقناعة "واحدة بواحدة أنا بالأصالة صممت ولن أذعن، و أنت بالوكالة تعمل ولن تفلح.
---------------------------
[1]  أرسطو - المنطق. تحقيق عبد الرحمان بدوي. / الجزء 3. ط 1 .وكالة المطبوعات/ الكويت. دار القلم / بيروت لبنان 1980ص 918).
[2]  الضعف الإسرائيلي يظهر مجدداً. قناة N12-  اعاموس مالكا. 20 يناير  2024.
[3] غزة: لماذا لن تنتهي الحرب - أنتوني هـ. كوردسمان
Gaza: Why the War Won’t End
Anthony H. Cordesman
https://www.csis.org/analysis/gaza-why-war-wont-end
[4]   حرب إسرائيل على الوعي: تماسك الداخل وتحريض على الخارج، موقع عرب 48، تاريخ النشر: 08/05/2019
[5] https://www.haaretz.co.il/opinions/2024-01-16/ty-article-opinion/.premium/0000018d-0c15-d71c-ad9f-4f977a3c0000
[6] https://www.aljazeera.net/politics/2022/5/31
[7]   خبير عسكري في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، والقائد السابق في لواء غولاني.
[8]   الحرب الإسرائيلية على الوعي العربي وتداعياتها ، إحسان مرتضى ، مجلة الجيش، العدد 401، تشرين الثاني 2018.
[9]  الدراسة صدرت، في كتاب عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب و"معهد أبحاث منهج الاستخبارات" في "مركز تراث الاستخبارات". أعدّ هذه الدراسات باحثون في مجالات متعددة، أمنية وعسكرية وإلكترونية. والكتاب من تحرير، دافيد سيمان طوف ويوسي كوبرفاسير، وهما ضابطان سابقان في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. نقلا عن: حرب إسرائيل على الوعي: تماسك الداخل وتحريض على الخارج.
[10]  اختراق الوعي الوطني وفرض التطبيع والهزيمة والاستسلام: عن الهاسبرا والثقافة المعاقة، مروان عبد العال،  صحيفة الأخبار، 29 كانون الثاني 2020.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة