الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دردمات

رشيد كرمه

2006 / 11 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


دردمـات ..... صرخـات
للسينما لغة خاصة وذو وجوه وأساليب متعددة كتعدد المدارس والإتجاهات المرتبطة بهذه التجربة أو تلك ومن هنا تمت التصنيفات والمسميات كسينما هوليود او السينما الإيطالية أو السينما الهندية أو سينما أمريكا اللاتينية وغالبا ماتعبر هذه السينما عن صورة ناطقة ( فيلم ) يعرض للجمهور إما في أبنية فيها شاشات كبيرة تسمى دور السينما ، أو على شاشات أصغر كشاشات التلفزيون . وللسينما دور هام في تشكل الوعي المعرفي عند الناس ومن هنا يشار الى هذا العمل بالهابط او التجاري أو ان هذا الفيلم جاد يرتقي بالنفس البشرية الى حيث هي كونها أثمن رأسمال على الوجود ويعتبر التصوير والعمل السينمائي وحدة متكاملة تبدأ من الفكرة التي تتحول الى سيناريو مع وجود الجهة الإنتاجية وتنتهي على شكل فيلم مرورا بالإخراج والتمثيل ومن ثم التوزيع وتعتبر السينما بشكلها الحالي واحدة من أكثر الأنواع الفنية شيوعا وتداولا , ولما كانت السينما أداة تحريض ضد طغمة (الرأس مال ) والفئات الظالمة المرتبطة بالسلطات ومنها سلطة الكهنوت الديني والتي غالبا ما تقف الى جوار المستبد والمستغل الذي يعتاش على قهر الناس وإستلابهم حقهم وحريتهم برزت تسمية السينما كونها الفن السابع .....
هناك أنواع سينمائية أي بمعنى أدق هناك أنواع من التصوير السينمائي فمنها ماهو أفلام درامية _ تراجيديا أو كوميديا أو أفلام رعب أو حركة _ أكشن أو أفلام صور الخيال العلمي أو سينما تعيد أحداث تأريخية وقعت بالفعل في هذه المنطقة أو تلك تعيدها عن طريق التقليد بأشخاص مختلفين وظروف ( مصطنعة ) وهناك التصوير التسجيلي الوثائقي ومهمته إيصال حقائق ووقائع حدثت بالفعل كي يسلط الضوء عليها ومن هنا تبدأ جدية العمل لا بل من هنا تبدأ مسوؤلية الفنان والمبدع , كون ان الفيلم السينمائي وخصوصا بعد مشاعة تكنلوجيا الدجيتال وكاميرات الفيديو أستخدم للتضليل والإفساد معا ً ..
ولعلني أريد مقارنة ً سريعة بين مهمة وشرف الكاميرا التي إستخدمها ( سعد سلمان ) وبين كاميرا تافهة وقذره ومضللة كالتي إستخدمها ( صدام حسين ) على مدى أكثر من ثلاثة عقود في ظل جمهور عربي وإسلامي وعالمي ( أصم وأعمى وأبكم ) ....
كنت قد تابعت مشوار سعد سلمان وعدد من مبدعي السينما منذ أمد بعيد ولقد كتبت بالفعل عن البعض ممن هم في الضفة الأخرى من العراق وفي زحمة ( الإغتراب والإستلاب ) أحاول الكتابة بين الفينة والأخرى عن هذا المثابر او ذاك وأمس وبحضور عدد من العراقيات والعراقيين كنت على موعد للقاء عراقي ملتزم بقضايا الإنسان والوطن إرتبط مع الكاميرا بعلاقة وثيقة وظلت هاجسه أينما حل وكيفما كان وهكذا توحي بطاقته الشخصية :

حيث وُلد سعد سلمان في 9 فبراير/شباط من عام 1950 في بغداد
*في عام 1969، حصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأصبح مخرجاً في التلفزيون العراقيّّ، في نفس السنة، دفعته مبادئه السياسية لمغادرة العراق .
*في عام 1972، حثه الحنين للعودة إلى بلده، فقضى عاماً في سجن قصر النهاية
*في عام 1974، غادر العراق مرةً ثانية، وعاش في بيروت ، حيث عمل في الصحافة، والسينما
*في عام 1976، دفعته مناخات الحرب الأهلية اللبنانية إلى الرحيل، وهذه المرّة إلى باريس ، حيث أنجز الأفلام التالية :
1982بسبب الظروف (80 دقيقة)
1984كان يا مكان، بيروت (20 دقيقة)
1990رامبو، ساعة الهروب(52 دقيقة)
1991من على شرفة رامبو (20 دقيقة)
1992احكي لي شيبام (43 دقيقة)
1993الطريق (30 دقيقة)
1994تنويعات على الحجاب(3 1 x دقيقة)
1996فيزا إلى الفردوس (60 دقيقة)
1998/ 1999المحاكمة : عمر ردّاد (95 دقيقة)
(86 دقيقه) BAGHDAD ON/OFF 2002
كتب ونشر, عددا من القصص، في مجلاتٍ ثقافية عربية في : دمشق، بيروت، بغداد، ولندن 0
في أمسية جمعية المرأة والبيت الثقافي العراقي في يتبوري صرخ من بين جمهور الحاضرين الممثل البصري العراقي لطيف صالح :
أنا الممثل أعطيت للكلمة حقها , أنا الممثل أعطيت كل الشعر فحواه , أنا الممثل أيقظت ألليل وسرقت النهار , أنا الممثل الذي قلد الطير وحلق بجناحيه , من لي بالمخرج الذي يعطي للنهر هديره ويسكنه بين جناحاي ؟ مخرج يهدي الصورة دربها ويفتح باب النور
أنا بحرٌُ هائج ٌوالمخرج روضَ هيجاني
أنا الممثل قد أعطى و أعطى ولكن بعدها هو الذي أعطاني ..
كانت صرخة لطيف صالح نتيجة ( دردمة ) طالما رددها على خشبة المسرح حافظا النص على ظهر قلب ومعبرا بالحركة والجسد عن معنى الكلمات ومخترقا الطريق المظلم الى خشبة المسرح حيث النور الساقط وسط دهشة الناس ودردماتهم , هكذا قدم الفنان المسرحي لطيف صالح مخرج فيلم دردمات ( سعد سلمان ) وبدء ً تعني الدردمة الهمس او الحديث مع النفس ويقال فلان يدردم وغالبا ما تفسر الدردمة على عدم الرضى .
في معرض تقديم لطيف صالح لضيف الأمسية ذكر أن السينما سلاح خطير في صراعات عصرنا بإعتبارها دائما قضية تمثل طبيعة المؤسسة او الدولة التي تقف ورائها , أي بمعنى أنها تطرح فكر كل من يقف ورائها وتوجهه حسب أيدلوجيتها ولقد غزت السينما الأمريكية الشارع العربي والأسلامي والعالمي بسينما الرجل الذي لا يقهر وصورت سينمائيا ً وصدرت ( رامبو ) على انها شخصية المنقذ للعالم وبدل ان يسود العالم السلام والوئام ملأت شوارعنا وبيوتنا أسلحة فتاكة تبدء من لعب الأطفال وتنتهي بالمفخخات وما من شك ان هناك سينما ( هادفة ونبيلة وإنسانية ) تسمو بالإنسان وتطور من فكره وإبداعه و تنافس ما يروج له دهاقنة السينما التجارية العالمية التي تجري وراء الربح مسترخصين المبادئ الإنسانية .
وينبغي الإشارة الى أن تجارب الأفراد على إختلاف إنتمائاتهم لم تقف عند حد معين فهناك ممن حملوا كاميراتهم بجد وعناد لكي يطرحوا مسألة إنسانية ويكشفوا عن الحقيقة بجهود ذاتية كما فعل ( سعد سلمان ) في هذا الفيلم الذي يحكي بلغة بسيطة جدا عن حالة واحدة من تداعيات سقوط أو هزيمة صدام حسين ,,,لايمت الفيلم لأي إتجاه سينمائي أكاديمي أو مدرسة سينمائية أن الفيلم عبارة عن قصة مكتوبة بكاميرا فيديو صابرة .توغل بشكل لجوج الى ماهية ( الجلاد _ جبار ) وتظهر قبحه والتي تتأتى من قبح نظام البعث وحكم صدام حسين , السيناريو فيه لايستقر على مقام معين ولا يفصح عن الكثير من التفاصيل على سبيل المثال من أين حصل ( الضحية _ زهير ) بالمال لشراء حاجياته وهو الخارج من عالم سفلي_ تحت الأرض لاتنفذ فيه أشعة شمس او نور قمر ,ألإنعطافات والقفزات بين هذا الموقف أو ذاك لاتمت الى الدراما بشئ , التكرار في الجمل لازم َ الجلاد , لقد ترك المخرج حرية التصرف للكاميرا دون رقيب , أو توجيه , لاغيا أي مؤثرات صوتية أو إنارة لقد نجح المخرج في إستنطاق واقع حال بغداد حيث عمها الخراب في جميع مفاصلها .
أراد ت محاولة ( سعد سلمان ) التسجيلية ان تفصح أن الجلاد لم يختفي وهو قادر على المعايشة من جديد في ظل عراق جديد إذ من السهولة على هؤلاء ان يتنصلوا من جرائمهم ويتعايشوا بعد ان تتبدل أزيائهم ( وواقع حال العراق اليوم يؤكد ذلك ) فالكثير من زبانية النظام وكتبة التقارير والجلادين أطالوا لحاهم ومسكوا مسابح الورع والتقوى وأختفوا وراء الطائفية وتغلغلوا في أجهزة الدولة المختلفة بينما بقى الضحية متفرجا ً خائر القوى مدردما , يبحث عن كتاب قيم ذو فائدة تنويرية فلم يجد إلا كتبا ًدينية , والشوارع خلت من المرأة المتحررة , بينما تتواجد بضعة منهن متشحات بالسواد ,
المحاولة بشكل عام جادة أظهرت بشكل وآخر مثابرة وشجاعة سعد سلمان في الولوج الى مأساة العراقيين والتي تتمثل في إمكانية و إشكالية المعايشة بين ملايين من العراقيين عربا وكردا وتركمانا مسلمين ومسيحيين ضحايا الدكتاتورية البعثية مع ملايين العراقيين عربا وكردا وتركمانا مسلمين ومسيحيين ورطتهم الدكتاتورية البعثية وإستخدمتهم كأدوات قمع ضد ذويهم وأبناء جلدتهم , كما رددها أكثر من مرة العريف جبار الذي مثل دور الجلاد ...آنه مجبور
كنت أتمنى لو ان المخرج أظهر بشكل واضح طبيعة المرحلة , مرحلة ما بعد صدام بشكل يوازي ما أظهره عن سادية الجلاد وحيوانيته وإسلوبه في الأستحواذ على المال بأية طريقة وتسلقه للوصول الى هرم السلطة .
أظهر الفيلم وبشكل جلي ان المخرج لم يستعن بممثل محترف , وكان المحترف الوحيد هو من قام بدور ( زهير ) والذي أداه المخرج نفسه , نجح الفيلم في تكوين شحنة نفسية عند المشاهد أزاء تعرض العراق أرضا وشعبا ً ومياه الى دمار تام .
وأخيرا أن هكذا محاولات ذاتية متحررة من سيطرة الدولة ومؤسساتها جديرة بالدعم من قبل النوادي العراقية في كل دول العالم ......
رشيد كَرمة
السويد 26/11/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر