الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاء المرقب ( الازميل والخشب الطري )

عادل علي عبيد

2024 / 2 / 4
الادب والفن


بسم الله الرحمن الرحيم

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) صدق الله العلي العظيم
الكاتب الشامل ، الاديب الموسوعي ، المثقف المتنوع الكاتب متعدد الرؤى والمعارف والاطياف المعرفية.. دائما ما نسمع عبارات من
ولعلها مواهب ومهارات كانت تتحفظ المدرسة العراقية عليها سابقا ، بل هي وللأسف مدرسة لا تشجع على تعدد انماط الفكر والثقافة ، وتحسب ان ذلك ضربا من الوهم ، او تشتتا للجهود التي يمتلكها المبدع ، حتى ان الجمهور والنقاد اجمعوا على ان ذلك الامر يؤلف خلطا وتخبطا وتشتتا وضياعا للجهود ، وان التخصص هو خير ما يفضي الى الاتقان ، منطلقين من المقولة القلقة ( لكل ميدان بطل) . هكذا كنا نقرأ هذا الامر في صحافة الدولة في ثمانينات وتسعينات القرن المنصرم ، وما تلاها ! حيث شهدت الساحة الادبية مطارحات ومتناقضات وسجالات في هذا الشأن ، تباينت بين رافض ومبارك ، ومؤيد ومعارض . حتى ان البعض راح يحتكم الى المدارس العربية الأخرى لا سيما المهجرية منها ، والتي تشجع على التنوع ، وتجد فيه اضافة لمكانة جديدة للمبدع ، تسهم في ترصين خطوته الواثقة ، وتعزيز ادواره ومكانته في عالم الادب والفكر والثقافة . وغالبا ما تستشهد هذه المدرسة وتعطي الامثلة على التنوع الذي ساد الحياة الادبية لمصطفى محمود الطبيب الفنان الفيلسوف المتصوف الروائي ، وامين الريحاني الذي ابدع في اكثر من عشرة اصناف ابداعية ، وهو صاحب المقولة المعروفة التي تحث على التقصي والبحث والتأمل : ( السير في شوارع المدن يذكر الانسان بالإنسان ، والسير في الاودية والغابات يذكر الانسان بخالقه ) . والشواهد الاخرى للتعدد الابداعي كثيرة وحسبك الجاحظ وابو حيان التوحيدي ، والفارابي الاديب والفيلسوف وعالم الرياضيات ، وديكنز الروائي والمؤلف والفيلسوف والكيميائي وغيرهم . وصولا الى جبران خليل جبران الفيلسوف الحكيم والفنان والشاعر والعازف والرسام والشاعر والروائي ، وجبرا ابراهيم جبرا ... والامر هنا يتعدى دائرة الادب الى المضامير الابداعية الاخرى مثل الرياضة فهناك فعالية تسمى (العشرية) ينتقل فيها الرياضي ليمارس اكثر من لون رياضي ويبدع فيه وشاهدي هنا البطل الرياضي راض علي وابو العيس وكلا منهما سمي باللاعب الشامل . اذ يرى هؤلاء ان التعدد يعني تعزيز القدرة والموهبة ، بل هو من يرتقي بالمبدع احيانا لينوف على اهل الاختصاص في مجال تخصصهم .
واتذكر من ان المؤرخ حامد علي البازي ( رحمه الله ) قد خصني- واستغفر الله من الغلو هنا - ببعض هذه التوصيفة في مقدمة لواحد من مؤلفاتي في بداية الثمانينات قائلا : صاحب هذا البحث رجل موسوعي .... فأقيمت في حينه قيامة الفكر ، وراح الاعلام يتهكم ويسخر من المؤرخ الراحل الذي اشهر في الختام رايات بيض لم تجار طروحات من كان حاضرا شاخصا آنذاك . على الرغم من ان رابطة الادب الايطالي وعندما حاولت الانتماء اليها لم تمنحني ذلك الشرف بحجة ان كتاباتي تنصب في دائرة ومحيط الوجدان ، وهي في قناعتهم دائرة ضيقة وخاصة ، قياسا لمتطلبات ومهنة ورسالة الادب ! والتي دائما ما تنعت هناك على انها رسالة انسانية عالمية عامة ، تخرج من دائرة الانا الى الآخر ، ومن الذات الى الموضوع ! لكنني وبعد ان قدمت لهم مؤلفي من احداث عامي 1918-1919 والذي لا اغالي ان اقول انه حمل كنية الموسوعية ، من خلال تقييم وتصنيف بعض المكتبات التي اعتمدته ، ومنها مكتبة جامعة بيرنستون ، والدار الشرقية في ميلانو ، وجامعة الملك عبد العزيز ، كان هذا الكتاب شفيعا لي بان احقق وانال تلك العضوية .
يذكرني (علاء المرقب) بهذه الحادثة ، لاسيما وهو لا يستقر على منصة ما ، فينهض وينتقل برسالته الادبية بشغف وجموح واثق ، فتارة تراه يحط رحالا في رحاب القصة القصيرة والرواية والقصيدة العمودية وقصيدة النثر والمقالة الصحفية والنقدية .. وجميع ما ذكر وثقه (علاء ) بكتب مطبوعة واعمال ادبية معتمدة . وتارة اخرى اجد فيها ان مرحلة التنوع تؤلف واحدة من مراحل الطموح عند المبدع ، فيحرص عليها ويحسنها ، ليدلل على مساحة ثقافية اوسع واشمل ، لا تتحدد بتخصصه او توجهاته الادبية . فهو يطمح الى استشراف مراحل اخرى قابلة للتطوير والتعضيد والانصهار بما يقرأ ويتأمل ، وان مرحلة القرار المعرفي الذي يمتلك التي تتوزع على مراحل الالهام والتأمل لن تجعل منه بوقا او حالة نمطية تستجيب لأصداء نفسه او الآخر . ولعلها مرحلة فلسفية بين التحدي والاستجابة ، وهذه الثورة – واسمحوا لي ان اسميها هكذا – هي التي تنقل ثقافة المبدع الى مضامير وحقول اخرى . وعليه فقد انتقل (المرقب) هنا الى مراحل جديدة لها علاقة بصناعة الابداع ، فعقد الورش السردية من خلال مؤسسة يعمل بها ، واقام اللقاءات التداولية ، والندوات التشاورية ، وحقق الجلسات الادبية ، واعلن عن المسابقات الشعرية والسردية ، واقام معارض الكتب ، وشارك فيها خارج البلاد ، وحرص على اللقاءات بين ادباء المدينة وادباء من دول اخرى .
لكنني هنا استوقفكم وادعوكم الى ان نوجه بوصلة افكارنا نحو محطة تحسم امر هذا الطواف ، وتلك الهجرة التي لا اعتقد انها تحط رحالها في المثابة المنشودة ، لنكتشف برامج ومشاريع وفعاليات اخرى يضطلع بها (المرقب) لتضعه في مربع الموسوعية الحقيقية ، وهو ينتقل هنا من دائرة الثابت الى دائرة المتحول ، الثابت الذي يلتصق بمكتبه او طاولة كتابته ولا يغادرها ، والمتحرك الذي راح يقيم الفعاليات والانشطة والاعمال والبرامج والمشاريع الثقافية .. وهو الامر الذي يجعله في المربع الذي يؤكد ادواره في الوقوف على حقيقة التنوع ، التي اصبحت من اهم السمات الشاخصة والمقومات القائمة للمثقف الرسالي .
استطيع ان اجزم ان من نحتفي به اليوم ، هو واحد من الادباء الذين يعدون على أصابع اليد الواحدة ممن كانت لهم نتاجات مطبوعة في زمن قياسي ، بل هو واحد ممن ساهم واسهم في صناعة الثقافة في بصرتنا الحبيبة ، وهذا الامر يحسب له ، بعدما يجعله في خانة الادباء متعددي المواهب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال