الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مالم أقله بعد إسرائيل والغرب في مواجهة العالم العربي والإسلامي

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2024 / 2 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


عندما أُعلنَ عن قيام دولة إسرائيل في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي كانت الدول الغربية الداعمة لها قوية صناعياً وتكنولوجياً وكانت في حالة مواجهة مع قوة واحدة لا غير هي الاتحاد السوفيتي وكان بينهما ما كان يُسمى بالحرب الباردة وذلك عقب الحرب العالمية الثانية، رغم اتفاقيات موقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي وأهمها معاهدة سالت 2 الخاصة بالصواريخ البالستية والعابرة للقارات وهوامش تلك الاتفاقية الاستراتيجية لكن يومها كانت دولة الصين ودولة كوريا ليستا بقوتهما اليوم حيث كانت شعوبهما تتضور جوعاً والاقتصاد فيهما مصاب حتى النخاع .
وأما لو تحدثنا عن العرب والعالم الإسلامي آنذاك فقد كانوا في حالة يُرثى لها في كل شيء على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والبشري والزراعي والصناعي وغير ذلك.
أما اليوم لقد تغيرت المعادلات الحسابية ياسادتي وعلى مختلف الصعد الاقتصادية والعسكرية والبشرية والعلمية والتكنولوجية على الرغم من تفوق الولايات المتحدة الأمريكية بالقوة العسكرية إلا أنها تواجه عقبة كأداء في موضوع ـــ الحرية للشعوب الأمريكية التي لا تستقيم مع تنفيذ القوة ضد الأعداء عندما تستلزم تصريف تلك القوة لصالح هيبتها ـــــ وأما ساعدها الأيمن بريطانيا العُظمى فقد أضحت بحالة مزرية في مواضيع استراتيجية وعلى رأسها موضوع الحكم وتوليه وترهله والقرارات التي تتصف بالحكمة والنجاح والواقعية .
ولو تحدثنا عن أوروبا: فأما أوروبا الغربية القارة العجوز بدأت في حالة صحية وعقلية تكاد تكون في غرفة الإنعاش الأخير . أجل لقد قتلتها قوانينها الغبية ، العمياء التي راحت تستنزف قِواها المادية والاقتصادية والروحية والوجدانية فما بناه الأوروبيين بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية نراه قريباً في قبضة من جاؤوا من خارج الحدود لأنّ قانون اللجوء غير الواقعي جعل أوروبا محط أنظار الفقراء والمؤسسات الدينية المسيسة العالمية حيث الغزو الحضاري للاجئين يجتاحها منذ نهاية سبعينيات القرن العشرين الماضي حتى اليوم والذي خلخل فيها التركيبة السكانية والثقافية والدينية والمذهبية والحرية الشخصية والعامة والاقتصادية والتعليمية والطبية والنفسية وتجارة المخدرات وملحقاتها التي ستقضي عاجلا أم آجلا على أجيال بكاملها كتمهيد لحرب أهلية فيها وهذه الحرب نتيجة حتمية للسياسات الغربية العرجاء والعوراء وستكون لصالح الغرباء الذين جاؤوا حفاة عُراة في القريب العاجل إن شاء ت مراحل التاريخ أم آبت .
ولن أطيل في هذا الجانب إلا أن الضرورة التي قادتني لذلك هي أنّ أوروبا الغربية وأخص ألمانيا كانت الداعم الأكبر لإسرائيل مع وبريطانيا وفرنسا وأمريكا .
ونتذكر جميعاً خاصة من تجاوزوا السبعين عاماً أنه جرت حروب عديدة بين العرب وإسرائيل وكانت إسرائيل دوما المنتصر في أغلب تلك الحروب وقد خلفت بثورا لن تندمل في الذاكرة الجمعية للعرب والمسلمين قاطبة .
نتذكر جيداً أنّ إسرائيل تقرأُ ما هو مكتوب على لباسنا الداخلي وأنّ باستطاعتها تدمير العواصم العربية بساعة واحدة عن طريق القنابل النووية التي تملكها وأنها القوة التي لا تُقهر في المنطقة وغير ذلك لكن ما حدث في يوم السبت في 7 تشرين أول الماضي لعام 2023م غيرَ المعادلة وقلب حقاً الموازين وكل ذلك حدث نتيجة التخطيط والهندسة والفعل والتصميم والإرادة والتراكمات القهرية والتنفيذ الذي نفذته كتائب القسّام بعملية سموها بطوفان الأقصى .
هنا لن أدخل في تقنيات التحصينات الإسرائيلية والأقمار الإسرائيلية والتحصينات وغير ذلك لكن أقول وبعد أكثر من ثلاثة أشهر والقوة العسكرية الإسرائيلية تفشل في تحقيق أهدافها أو بعضها وبالطبع معها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب وعلى الرغم من تعاطف الغرب والعالم مع إسرائيل في البداية لما قامت به حماس والجهاد الإسلامي من فظائع من قتل واجتياح وتدمير واستيلاء وسبي إلا أن العالم نراه ينقلب على إسرائيل لأمور عدة نذكر بعضها.
1= استخدام الجيش الإسرائيلي قوة مفرطة بحق الفلسطينيين في غزة على الرغم من تأكيدي أن كلّ فلسطيني وعربي ومسلم هو حماس والجهاد الإسلامي لأنّ الحرب في الثقافة العربية والإسلامية هي حرب دينية ولما لا؟!!! أقصد لماذا لا نعتقد ذلك سيما أن الغرب هو مع إسرائيل ؟
2= موضوع الأسرى سواء الإسرائيليين أو الغربيين الذي لم تتمكن إسرائيل من تحقيقه رغم ما دفعته للحكومتين المصرية والقطرية وغيرهما .حيث شكل صدمة للشارع الإسرائيلي وللقيادة الإسرائيلية بالذات .
3= تغيير في موقف اليهود الموجودين في الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب على غزة لصالح القضية الفلسطينية رغم كل الألم الذي أصابهم في السابع من تشرين الأول لعام 2023م .
4= الخلافات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي وتجليات ذاك الخلاف الحاد في حكومة نتنياهو التي تشكلت بعد الهجوم على إسرائيل من قبل كتائب القسام .
5= والذي غير المواقف الإرادة القوية للفلسطينيين والمسلمين في العالم وتقديم التضحيات من أجل غزة والأقصى مها بلغت تلك التضحيات من أرواح ومال وتعاون مع دول عُظمى لتغيير المعادلة مثل روسيا والصين وكوريا .
6= مواقف مصر وأذرع دول تابعة لإيران رغم الضغوطات والابتزاز مما أنهك مشروعاً إسرائيلياً غربياً في تهجير أهل قطاع غزة إلى سيناء وتنفيذ مشروع قناة ديفيد بن غوريون التي خُطط لها لتكون الموازية لقناة السويس المصرية.
7= مواقف الضغط لليسار العالمي الداعم للقضية الفلسطينية والذي يُظهر العداء للدول والحكومات الغربية .
8= وفي نهاية هذه المحطات التي أشرنا إلى بعضها نتساءل أنفسنا عدة أسئلة وأولها لماذا جاءت أمريكا ببوارجها الحربية لشرقي المتوسط ثم لماذا أعادتها؟
أمريكا قبل السابع من أكتوبر كانت قد جاءت إلى العراق وفعلاً وضعت كل المحللين السياسيين والعسكريين في حيرة من أمرهم ولكننا نرى تلك الحيرة تتبدد . ماذا يعني هذا؟
فإذا كان حزب الله اللبناني قد قدر الوضع اللبناني عامة فإن مجموعة كالحوثيين في اليمن تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب قاطبة ومعهم إسرائيل ـــ نحن نعلم من وراء الحوثي ــ ولكن وقفوا وأوقفوا التاريخ البحري رغماً عمن ينكره هذه حقائق لابد من الاعتراف بها .
وصواريخهم وصلت إلى إيلات الإسرائيلية فماذا هناك؟ الضربات الأمريكية والبريطانية وأخرها فجر يوم الأحد الواقع في 4/شباط من العام 2024م . ضرورة ولكنها غير كافية لأنهم لا يُعالجون الرأس المدبر والواهب والمعطي لكل هذا الفعل الذي يُبديه الحوثيون لماذا وما هو وراء هذا ؟.
وسؤالنا التالي :هل هناك تغيرات في إستراتيجية الماسونية والصهيونية العالمية ؟!
أم هل نحن على اعتاب سياسة جديدة تتبعها في الشرق الأوسط سيما وأن إسماعيل هو وأخيه لإسحق ومن يريد أن يغوص في قولنا فله البحار . أجل هناك تنسيق إستراتيجي بين اليهود والمسلمين وأخص منهم العرب ؟
وبعد هذا وذاك هل المشهد الذي رفضه العرب يوم تقسيم فلسطين ستقبل به القيادة السياسية والعسكرية والشعبية الإسرائيلية في موضوع حل الدولتين؟ هل نحن أمام تفكير واقعي من قبل الشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية بأنّ الحل الوحيد هو قيام دولة فلسطينية بحدود مقبولة مع التأكيد على توقيع معاهدة سلام دائم بين الدولة الإسرائيلية والفلسطينيين وتغيير في أدبيات الجهاد ضدها مهما كانت محمولات العداء بينهما .وهل توقيع المعاهدات بين دول وحكومات وقوى تعمل في المقاومة كافية لتأسيس سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط؟
لا أعتقد أن المعاهدات التي تجري بين إسرائيل والدول العربية والمنظمات الفلسطينية تؤسس لسلام دائم لأنّ الفلسطينيين ومن ورائهم الأمة الإسلامية تريد فلسطين من البحر إلى النهر وإسرائيل رغم قوتها العسكرية والمادية والدعم غير المحدود لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنها في موقف لا تُحسد عليه لهذا أوجه رسالة قصيرة جداً لمن يُطالبون بجزء من أرض أجدادهم في بلاد ما بين النهرين وسوريا فأقول: إذا كانت إسرائيل بقوتها التدميرية تعيش حالة لا تُحسد عليها فكيف لكم أن تُناضلوا وتُطالبوا بجزء من أرض أجدادكم التاريخية والواقع المشرقي ديدنه لاوجود إلا لدولة إسلامية فلا دولة مدنية ولا من هذا إنما كلها أضغاث أحلام للذين أرهقوا ذاكرتنا بالأممية والتقدمية والشيوعية والاشتراكية والبعثية وغيرها .وأخيراً هل المنطقة ستكون قريباً على فوهة بركان وبعد أن يخمد سيتم تقسيمها من جديد؟
أسئلة وأسئلة وألف جواب غير كاف ٍ.
# اسحق قومي.4/2/2024م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مسجدا يؤوي نازحين في دير البلح وس


.. مقتل وإصابة طلاب بحادثة انقلاب حافلة في كولومبيا




.. رحلات الإجلاء تتواصل.. سلوفاكيا تعيد رعاياها من لبنان


.. ما الذي قدمته إيران إلى لبنان منذ بدء الهجوم الإسرائيلي؟




.. فرنسا.. مظاهرات في باريس تنديدا باستهداف المدنيين في لبنان و