الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع السفير الأرميني الدكتور أرشاك بولاديان

عطا درغام

2024 / 2 / 4
مقابلات و حوارات


شغل الدكتورأرشاك بولاديان منصب سفير جمهورية أرمينيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2002، وهو سفير غير مقيم لبلاده أيضاً لدى دولة الكويت ومملكة البحرين بدءاً من عام 2003، وكان قائما بأعمال أرمينيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة 2000-2002، وشغل منصب مستشار وزير خارجية أرمينيا في الفترة 1998-2000، وكان قبل ذلك مديراً لإدارة الأقطار العربية في وزارة خارجية أرمينيا في الفترة 1993-1998.كما شغل منصب سفير أرمينيا في سوريا.
حصل السفير آرشاك بولاديان على درجة الدكتوراة في التاريخ من أكاديمية العلوم في جمهورية أرمينيا في عام 1984، وعلى درجة دكتوراة الدولة في علوم التاريخ في عام 1996 من الأكاديمية نفسها. وكان قد عمل خلال الفترة 1967-2000 بمراكز علمية وتعليمية عديدة، حيث شغل مناصب أهمها: أستاذ المواد العربية بجامعة يريڤان الحكومية، وباحث علمي في قسم الاستشراق في لينينچراد لدى أكاديمية علوم الاتحاد السوڤيتي، وباحث علمي في معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم في أرمينيا.من أهم دراساته: "الأكراد في المصادر العربية" 1987 (باللغة الروسية) ،و"الأكراد" 1991(باللغة التركية) ،و "دراسات في تاريخ وثقافة الشرق" 2001 ، و"تاريخ العلاقات الأرمنية-العربية"، 2002 ،و "الإسلام ديانة ودولة"،: 2003.وكان الحوار معه حول القضية الأرمنية والعلاقات العربية الأرمنية.
ماذا بعد مرور 107 أعوام علي الإبادة بحق الأرمن..؟
في الرابع والعشرين من أبريل كل عام يُحيي الشعب الأرمني ذكرى شهداء الإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية في إصرار على الاستمرار بالحياة وتعزيز الذاكرة الوطنية والإفادة من دروس التاريخ .. وإن جريمة الإبادة الأرمنية التي ارتكبها الأتراك وراح ضحيتها نحو مليون ونصف المليون من أبناء الشعب الأرمني كانت بمثابة إفناء وتهجير وتصفية لهذا الشعب على يد السلطات العثمانية التي اتبعت سياسة التتريك ضد الأقليات بين عامي 1915 و 1923.
ورغم مرور 107 أعوام على تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن ما زالوا يناضلون لاستعادة حقوقهم وأرض أجدادهم المسلوبة ، و يتم عرض قضية الأرمن في المحافل الدولية ،ويصر الشعب الأرمني على انتزاع الاعتراف بالإبادة وإدانتها فهي لا تزال جرحًا نازفًا لعموم الأرمن في العالم.
لماذا الصمت والانقسام حول ما حدث للأرمن في عام 1915...؟
لا يزال المجتمع الدولي منقسماً على ما حصل انطلاقاً من معايير ومصالح سياسية بين جريمة الإبادة ضد الإنسانية، وبين أحداث مؤسفة أثناء الحرب العالمية الأولى نتيجة الفوضى التي دبت في الإمبراطورية العثمانية، وبين المذابح التي حدثت بحكم العمليات الحربية كردود فعل من بعض الجهات غير المنضبطة ومن دون رضى السلطة المركزية. فالمأساة الأرمنية، حسب التوصيف الدولي، مزدوجة بين خسارة الشعب وخسارة الوطن، لأنها كانت جريمة إبادة أمة بكاملها ومحو تراثها وحضارتها، وليست أحداثاً مؤسفة خارجة عن سيطرة دولة العثمانيين، كما تحاول اليوم الحكومات التركية ترويجه ،والإبادة الأرمنية بكل مقاييسها كانت نتيجة النزعة الطورانية التي كانت تسعى إلى إقامة إمبراطورية تركية من الأناضول إلى أقاصي آسيا شرقاً. فمن هذا المنطلق كانت أرمينيا عائقاً أمام هذا المشروع وقيام هذه الدولة، ولذا كان مشروع محو أرمينيا من الخريطة وإزالة شعبها من الوجود.
وأمام صمت العديد من المجتمعات والدول في وصف ما حصل مع الشعب الأرمني من كارثة إنسانية وحضارية وثقافية، لذا ناضل ويناضل الأرمن في العالم لاستعادة حقوق وأرض أجدادهم المسلوبة. وبغية تحقيق هذه الأهداف قامت جميع المنظمات والأحزاب السياسية الأرمنية بجهود مشكورة لإحياء ذكرى شهداء الإبادة وعرض القضية الأرمنية على المحافل الدولية، تلك القضية وإن اكتنفها النسيان، ما زالت جرحاً نازفاً لعموم الأرمن في أرمينيا والمهجر. وفي ظل الإنكار القاطع المتواصل للإبادة الأرمنية على مرِّ السنين من سلطات الجمهورية التركية منذ بدايتها حتى الآن، دفع الأرمن بمنظماتهم وأحزابهم وشرائح مجتمعاتهم، منفردة أو مجتمعة، إلى عمل سياسي مكثف في سبيل القضية الأرمنية ورفع عرائض إلى حكومات وبرلمانات الدول الأجنبية ومذكرات إلى هيئة الأمم وغيرها.
ماذا تعني بأن القضية الأرمنية ضحية المصالح والسياسات الدولية كما ذكرت في أحد فصول كتابك "شهادات غربية عن الإبادة الارمنية"..؟
هذا يعني أنه ما كان للعثمانيين أن ينجزوا مشروعهم التطهيري ضد الشعب الأرمني لولا حزمة المصالح التي كانت تربط الدولة آنذاك شرقاً وغرباً.
وإن العلاقات الدولية الصعبة وتشابك مشاكل الدول العظمى أدت إلى توقف التدخل الدولي في القضية الأرمنية وتركها لرحمة السلطان، ونصح بهذا الصدد المستشار الألماني بسمارك السلطان عبد الحميد الثاني في خريف عام 1883 بعدم الإسراع في تنفيذ الإصلاحات في الولايات الأرمنية حرصاً على هيبته.
لم تكن مواقف الغرب مقتصرة على التغاضي، بل كانت كما في نصيحة بسمارك تحول دون إنصاف الشعب الأرمني في السلطنة العثمانية،الذي راح ضحية للمصالح الدولية ،ويدفعنا نحن اليوم، ونحن نعيش حرباً ضروساً على سورية والعالم العربي أن نفهم بعض الحقائق التي تحكم مصالح الدول والمحاور الكبرى والفاعلة، والتي يمكن أن تغض النظر عن تدمير دول وشعوب كرمى لمصالح، لعل هذا الجو يظهر لنا ضرورة التمسك بمجتمعنا ووطننا وشعبنا، ويحول دون أن نستمر في أن نكون وقوداً للمصالح الدولية بما في ذلك المصالح التي حكمت بتغييرات كبيرة أزاحت السلطان العثماني، وجاءت بحزب الاتحاد والترقي، ولكن ضمن منظومة جديدة لا تختلف عن السابقة، ولكنها تؤدي المصالح بطريقة أخرى!
هل هناك تعاون بين أرمن الشتات وجمهورية أرمينيا في القضية الأرمنية..؟
نعم .. فالتصميم الحازم والإرادة القومية أصبحا من أولويات السياسة الخارجية لجمهورية أرمينيا خاصة بعد استقلالها من عام 1991، وهذا العمل المشترك والمستمر لأرمن الشتات وحكومة أرمينيا يزيد يوماً بعد يوم معنوية وخصوصية جديدة للاعتراف الدولي بالقضية الأرمنية العادلة، وإحياء ذكرى الشهداء الأبرياء الذين دفعوا الغالي والنفيس لانتمائهم للجنس الأرمني. ودليل على تلك الصرخة الأرمنية العالمية حكومة وشعباً لإحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية في الأمبراطورية العثمانية عبر انطلاق فعاليات واسعة النطاق رسمية وشعبية وثقافية وغيرها على مدار عام 2015 في عاصمة أرمينيا وفي جميع أنحاء المعمورة.
من دون شك، لقيت فعاليات مئوية الإبادة بأنواعها وأشكالها وعلى جميع المستويات أصداء عالمية، ليس لها مثيل، وساهمت بشكل كبير من جديد في تدويل القضية الأرمنية سياسياً وإعلاميا
رغم مسئولية الدولة العثمانية عن جرية الإبادة..تاريخيًا هل يعفي هذا تركيا الآن من تلك المسئولية.....؟
رغم مرور كل تلك السنوات لا يعفي تركيا كوريثة للسلطنة العثمانية من مسؤولياتها التاريخية وتبعاتها الأخلاقية والمادية ،وقد اتخذ مجلس الأمن القومي التركي عام 2000 قرارًا اعتبر فيه قضية الإبادة الأرمنية من أولويات الأمن القومي، وقادت السلطات التركية في العام 2005 حملة دعائية لإنكار ونفي الإبادة الأرمنية محاولة رسم صورة متحضرة لها.
ويعترف البرلمان الأوروبي والعديد من دول أوروبا والعالم ومنظمات مؤسسات وشخصيات دولية بالأحداث التي حصلت بحق الأرمن بأنها “إبادة جماعية” فيما ترفض تركيا الاعتراف بذلك، وتتنكر لها حيث يسير نظام أردوغان على خطى أسلافه العثمانيين بارتكاب المجازر بحق الشعوب.
كدبلوماسي عمل سفيرًا في بعض البلاد العربية، فما تقييمك للعلاقات الأرمنية العربية..؟
قامت دول عديدة في العالم بالاعتراف بأرمينيا بعد الاستقلال مباشرة، في عام 1991 ، وفي فبراير 1992 عندما أصبحت أرمينيا عضوًا في الأمم المتحدة، بدأت أرمينيا بتكثيف العلاقات والحوار المباشر مع دول الجوار التي تربطها معها علاقات تاريخية، ومنها طبعاً الدول العربية، وبدأت الدول العربية تعترف باستقلال أرمينيا وتبعتها عملية إقامة علاقات دبلوماسية. وفي تلك الفترة، عام 1992 أسست دول عربية علاقات دبلوماسية مع أرمينيا مثل سورية ولبنان ومصر وسلطنة عمان وغيرها. لكن فترة 1992-1994 شهدت تباطؤاً بالنظر الى قضية كاراباخ الجبلية. ولكن بفضل الجهود الحثيثة لدبلوماسية أرمينيا قامت عدد من الدول العربية بالاعتراف بأرمينيا مثل الكويت وقطر والبحرين والإمارات وغيرها. وبعد فترة، أقيمت علاقات دبلوماسية مع العراق وليبيا.
بالمجمل، فإن كافة الدول العربية تربطها علاقات دبلوماسية مع أرمينيا عدا السعودية، وذلك فيما يتعلق بمسألة كاراباخ الجبلية، ونتيجة لجهود أذربيجان وتركيا في تقديم المسألة بصبغة دينية. وخلال الفترة السابقة، قامت الدبلوماسية الأرمينية بجهود حثيثة لإثبات أن مسألة كاراباخ الجبلية هي مسألة سياسية وليست دينية ولا علاقة لها بالإسلام والمسيحية.
أيهما أقرب إلي قلبك العمل الدبلوماسي أم الأكاديمي..؟
أنا سعيد جداً بعملي الذي هو امتداد للمجال الذي انطلقت منه، لا أنكر أن العمل الدبلوماسي أثر بشكل أو آخر على عملي في البحث والكتابة والإبداع، لكن كتاباتي ودراساتي هي التي كانت السبب في اختيارهم لي للعمل في وزارة الخارجية منذ تأسيسها بعد عام 1991. يومها قبلت بشرط ألا يؤثر العمل على علاقتي بالكتاب والجامعة والقراءة والبحث، فكان لي ما أردت.. بعدها حققت نوعاً من التوازن بين المهنة والموهبة من خلال التدريس في معاهد وجامعات أرمينيا وعملي مديراً لإدارة البلدان العربية في وزارة الخارجية، ومستشاراً لوزير الخارجية لشؤون الشرقين الأدنى والأوسط.
ماذا عن الجالية الأرمنية في سورية..؟
الجالية الأرمينية في سورية لديها تاريخ يعود إلى قرون عدة، والشعب الأرميني لن ينسى أبداً استضافة الشعب السوري للآلاف من أبنائه الناجين من الإبادة العرقية. فبفضل الرعاية والرأفة من إخوتهم السوريين، تمكنوا من دمل جراحهم وبدء حياة جديدة ،والاندماج في المجتمعات المحلية، وجلبوا مساهمتهم الملموسة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لسورية مع الحفاظ على هويتهم القومية وحضارتهم الخاصة في الوقت نفسه. وحتى في ظروف الإمكانيات المحدودة في عهد الاتحاد السوڤييتي بذلت الجالية الأرمينية جهوداً كبيرة للحفاظ على علاقات نشيطة مع أرمينيا السوفيتية. أما بعد استقلال أرمينيا عام 1991 فقد أصبح لديها مزيد من الفرص في ذلك، وتشكل اليوم الجالية الأرمينية دور الجسر الذي يربط أرمينيا وسورية. كما لديها مساهمة كبيرة في تطوير التعاون التجاري والثقافي والتعليمي بين بلدينا، وكذلك في تعزيز علاقات الصداقة الحارة والمخلصة بيننا.
ومن هذا المنطلق فإن الأرمن في سورية يفتخرون بجنسيتهم السورية ،ويتمتعون بكافة الحقوق ويخدمون هذا البلد الصديق بكل إخلاص، وخصوصاً أنه في ظل الحرب الظالمة التي تمرّ بها سورية -مع الأسف- هاجر بعض منهم وخاصة من حلب، لكن الآن وبعد عودة الاستقرار إلى حلب وباقي المناطق بدأت العائلات التي خرجت مكرهة بالعودة إلى بيوتها وأرزاقها وهذا طريق لكل الذين خرجوا مكرهين، لأن الذي يعيش على هذا التراب لا يمكن أن يستغني عنه أبداً.
لماذا قويت العلاقات السورية - الأرمينية بعد الاستقلال؟
هذذا يعود إلي طبيعة العلاقات التاريخية المتميزة بين أرمينيا وسورية، ومن بينها المرحلة السوفيتية، وسعياً نحو تعزيز تلك العلاقات التاريخية أعطيت الأولوية في السياسة الخارجية لجمهورية أرمينيا مباشرة بعد الاستقلال عام 1991. وفتحت سفارتها بدمشق عام 1992،والقنصلية العامة في حلب عام 1993 ،والقنصلية الفخرية في دير الزورعام 2010. كما فتحت السفارة السورية في يريڤان عام 1997. وهذا دليل على رغبة البلدين بتوسيع علاقاتهما في جميع المجالات.
وجرت زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين خلال الأعوام الماضية وضعت القاعدة الأساسية والقانونية لتطوير العلاقات الثنائية، وأسفرت عن توقيع عشرات الاتفاقيات والبروتوكولات والبرامج التنفيذية للتعاون في المجالات التعليمية والعلمية والثقافية، ما يدلّ على التفاهم السياسي القائم بين حكومتي البلدين، وقد استمرت المشاورات السياسية بين البلدين، وهناك اجتماعات دورية في كل من دمشق ويريفان وتنسيق مستمر لمواقفهما السياسية في المحافل الدولية فيما يتعلق بالمسائل الإقليمية والدولية.كما شهدت علاقات البلدين تطوراً ملحوظاً في مجال التعاون السياسي والتعليمي والثقافي والعلوم كافة، وعمل البلدان على تعزيز علاقتهما الثنائية على الصعيد الاقتصادي والتجاري عبر تشكيل اللجنة السورية الاقتصادية بين البلدين، إضافة إلى اتفاق إنشاء مجلس أعمال مشترك بين رجال الأعمال في كلا البلدين الذي يعقد اجتماعات بشكل دوري.
لماذا يصور الإعلام الحرب في كارباخ علي أنها حربٌ دينية بين مسلمين ومسيحيين..؟
تصور الآلة الإعلامية في أذربيچان الحرب علي أنها دينية ،وذلك لكسب تضامن الشعوب الإسلامية؛ فقد حاولت، الدعاية الأذربيچانية في السنوات الماضية، بتشجيع من تركيا، تصوير الحرب الأرمنية- الأذربيچانية في كاراباغ على أنها حرب دينية وطائفية بين المسيحيين الأرمن والأذربيچانيين المسلمين، من خلال تدويل افتراءات ودلائل كاذبة وتهميش حقوق وطموحات شعب بكامله.
كل هذا بطبيعة الحال تزوير فاضح للحقائق، لأن شعب كاراباغ كان يناضل في سبيل حقه المشروع في الاستقلال والعيش بسلام وحرية وتقرير مصيره بنفسه، فاستطاع أن يثبت للعالم عدالة قضيته، وهكذا حاولت قيادة أذربيچان اللعب على الوتر الديني للحصول على دعم العالم الإسلامي.
ما طبيعة العلاقات التاريخية بين الكرد والأرمن..؟
تشكلت العلاقة بين الكرد والأرمن نتيجة التداخل الجغرافي وتشابه نمط معيشتها الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلي الخضوع المشترك لدولة واحدة خاصة في عهد الإمبراطورية الآشورية، وقد مرت هذه العلاقات كغيرها من العلاقات بين الشعوب والأمم المتجاورة بمراحل مختلفة ومتباينة بين الوئام والعلقات الطبيعية أحيانًا ،وشهدت ولا شك توترًا وخلافًا في ظروف وحالات أخري
وكانت أرمينيا مركزًا للثقافة والدراسات الكردية في العهد السوفيتي ،وأكثر من 80% من المثقفين الكرد السوڤييت تلقوا تعليمهم في أرمينيا، وكانت مركزًا لإصدار صحيفة (الطريق الجديد- ريا تازة) الكردية السوڤيتية،وكذا إذاعة صوت يريڤان الكردية لعبت دورًا كبيرًا في التعريف بالشعب الكردي وحضارته، وانعقد أول مؤتمر سوڤيتي حول الدراسات الكردية في يولية 1934 في العاصمة يريڤان.
لماذا يرتبط الكرد بإشكالية الإبادة الأرمنية....؟
تشكل مجاذر الأرمن نقطة إشكالية في العلاقات التاريخية بين الكرد والأتراك نظرًا لتأثير تلك المجاذر والنتائج الكارثية التي نتجت عنها، ومحاولة بعض الكتاب والباحثين بقصد أو بغير قصد تحميل الشعب الكردي كشعب، وليس بعض الكرد كأفراد أو مجموعات تبعية تلك المجاذر، رغم أن الشعب الكردي مثله مثل الشعب الأرمني تعرض لمجاذر مماثلة، وعلي أيدي نفس السلطات التي قامت بإبادة الشعب الأرمني...ولم يقل حقد السلطات العثمانية ، ومن ثم التركية ضد الشعب الكردي عن حقدهم ضد الشعب الأرمني، ولم تطرح خطة القضاء علي الأرمن إلا في خمسينيات القرن التاسع عشر بالتدريج.
ويشير الضابط جلادت بدرخان الذي شارك في الحرب العالمية الأولي في الجيش العثماني في منطقة أذربيچان ومع الطابور العسكري الذي يقوده أنور باشا إلي أن الأتراك كانوا يخططون لمجزرة مماثلة للكرد شبيهة بالمجاذر التي نفذت بحق الأرمن... كما أن الأرمن وقفوا إلي جانب الكرد في معظم الثورات التي قاموا بها ضد الدولة العثمانية، وكذلك الأرمن.
كيف يمكن الرد علي الاتهامات التي تقول بضلوع الكرد في الإبادة الأرمنية..؟
لا يذكر تاريخ العلاقة بين الشعبين الذي يمتد لأكثر من خمسة وعشرين قرنًا من الزمن شواهد وحوادث عن حالة العداء التاريخية بين الجانبين تؤدي إلي ارتكاب المجاذر الوحشية بسبب الخلافات السياسية أو الاقتصادية ، أو بسبب التعصب والاختلاط الديني.
ولقد شاركت قلة من الكرد في المجاذر ضد الأرمن، إلا أن الغالبية العظمي منهم، والذين كانوا يعيشون مع الأرمن في نفس المناطق، ويتعرضون للاضطهاد الذي يتعرض له الأرمن، فقد تعاطف الكرد مع الأرمن في محنتهم، وحاولوا مد يد العون لهم..وقد اتخذ الآلاف من الأرمن من قري وخيام وبيوت الكرد ملاجيء ومخابيء لهم، كما تمتع الأرمن بالأمان والاطمئنان طالما كانوا في حدود منطقة العشائر الملية، حيث كانوا يلقون المعاملة اللائقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد