الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا تضرب أمريكا وكلاء أيران بجدية ..؟؟

محمد حبش كنو

2024 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أمريكا لا تضرب وكلاء إيران بجدية .. هذه حقيقة لكن لماذا ..؟؟؟

في الثمانينات دعمت أمريكا التطرف السني في أفغانستان ضد السوفييت وحشدت له دول الخليج وأموال الخليج والمجاهدين والمعلومات الإستخباراتية وأكثر الأسلحة تطورا حتى هزمت قوة بحجم الإتحاد السوفياتي .

في التسعينات أصبحت هذه الجماعات وبالا على أمريكا وغدت تستهدف مصالحها هنا وهناك طوال عقد من الزمن وأصبحت أفغانستان معقلا للإرهاب بما تمتلكه القاعدة من خبرة وأسلحة أمريكية ولم تكن هناك جدية من قبل أمريكا لاستهداف تلك الجماعات حتى ضربوا أبراجها بالطائرات فتدخلت في أفغانستان ثم سلمتها من جديد لهم بعد أن فصلتهم على مقاسها .

في سوريا والعراق بعد الربيع العربي أمهلت أمريكا الجماعات السنية كي تسمن وتتضخم حتى أصبحت داعش غولا وهنا استفادت أمريكا من هذا الغول عبر التدخل لكسره عبر بوابة كوباني ثم تمددت فاستقرت في مناطق النفط والغاز وتركت كوباني مدمرة تذروها رياح الخيبة والأسى .

كي تكسر داعش في العراق دعمت أمريكا هذه المرة التطرف الشيعي وأمدته بالسلاح النوعي والدعم الجوي كحالة شبيهة بالضبط بما فعلته في أفغانستان في الثمانينات وحين أعلن إقليم كردستان الإستفتاء أطلقتهم على الإقليم لكسره أيضا لعدم رغبة أمريكا في تغيير الخرائط ثم أصبح المتطرفون الشيعة وبالا عليها حين انقلبوا عليها سريعا .

في اليمن منعت أمريكا التحالف الخليجي من سحق الحوثيين واليوم تستفيد منهم عبر تمكين قوتها في أهم ممر مائي في العالم ويكفي أن كل التجارة الصينية التي تأتي إلى أوروبا تمر عبر باب المندب وقناة السويس وهي بذلك تجعل الصين وباقي الدول تحت رحمتها ولولا هجمات الحوثيين لما استطاعت أمريكا التحكم في هذا الممر المائي المهم .

أمريكا تستفيد اليوم من وكلاء إيران ولذلك لا تضربهم بجدية لكن بالمقابل لا يؤتمن جانب الجماعات الإسلامية سنية كانت أو شيعية أو زيدية فالرقص مع الإسلاميين كالرقص مع الثعالب وهاهم أصبحوا وبالا على إسرائيل وتزداد خطورتهم على المصالح الأمريكية يوما بعد يوم حتى يتجاوزا يوما الخطوط الحمراء كلها فتضربهم أمريكا كما ضربت القاعدة في أفغانستان وداعش في سوريا والعراق .

البسطاء في المنطقة يدفعون ثمن حرب المصالح ومناطق النفوذ والممرات البحرية والبرية بين الدول الكبرى وكمثال شخصي أفكر أحيانا ما ذنبي أنا وقد قصف بيتي في كوباني وتشرد أهلي في البلدان بسبب المصالح الأمريكية للوصول إلى مناطق الغاز والبترول ولماذا أمريكا بهذا القدر من الجشع بحيث لا تعوض من دمرت بيوتهم باعتبارهم كانوا جسرا للعبور إلى مصالحها وطموحاتها خاصة أن ذلك لن يكون إلا حفنة من بحر ميزانيتها .

حين أفكر ببيتي وبيوت الناس المساكين ومن تشردوا على أرصفة الدول لا يهمني إن تهدمت باقي الدول أو تكسرت رؤوس الذئاب والأوباش فلا بيت أعز من بيت ولا أرض أطهر من أرض ولا دم فيه مادة زرقاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا