الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة بعد أربعة أشهر على الحرب العدوانية

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2024 / 2 / 7
القضية الفلسطينية


غزة سفينة نوح الفلسطينية الأم الولاّدة للهوية الوطنية أصبحت بسبب القصف الهمجي الصهيوني مقبرة موحشة بلا قبور....لا مياه ولا كهرباء ولا مستشفيات ولا مأوى يحمى النازحين (وأنا وأسرتي واحفادي منهم )في المدارس والتجمعات والجمعيات والمستشفيات والخيام من البرد والمطر خاصة حينما تدلف الخيمة على ساكنيها حيث تتزايد الآلام والهموم والأحزان وكل صنوف الذل والقهر المختلط بالرعب والقلق كلما تزايد القصف الهمجي وتزايد عدد البيوت المدمرة التي تزيد عن 300ألف وحدة سكنية ، ورغم الشهداء الذين تجاوز عددهم 27 ألف شهيد أكثر من نصفهم من النساء والأطفال ، إلى جانب الجرحى الذين وصل عددهم اليوم 70ألف جريح ...رغم كل هذه الأوضاع سنظل صامدين على موقفنا ضد التوطين رغم أننا لا نعرف هل سنعيش أو نموت اليوم او غداً..........وسأظل مصرَّاً على الكتابة اليومية حول قضايا معرفية تنويرية عقلانية تقدمية تحررية وثورية معادية للعنصرية والصهيونية والنازية من جهة وضد القوى الإمبريالية والاورغم ذلك فإن حكام الأنظمة العربية العميلة مستمرون في صمتهم وعمالتهم للامريكان والصهاينة لدرجة أنهم لم يجرؤوا حتى اللحظة من سحب سفرائهم من دولة العدو الإسرائيلي........
فبعد مائة وعشرين يوماً على الهجوم والقصف ، (بلغ سعر شوال الطحين 200دولار وسعر أسطوانة الغاز أكثر من 100دولار ووصل سعر كيلو الملح 15دولار والبنزين بلغ سعر اللتر 15دولار وكيلو البطاطا 6دولار وورق تواليت الحمام ارتفع الدزينة 30دولار وكذلك ارتفعت أسعار الأدوية خمسة أضعاف واسعار المواد الغذائية إلى اكثر من عشرين ضعفا كدليل فاضح على الاستغلال البشع الذي يمارسه البعض في غزة )، وفي مثل هذه الأحوال كان من الطبيعي أن ترتفع صافرات الذُّل والقهر والجوع تُدوّي في بطن غزّة وجيوب أهالي غزّة ودموع أمّهات غزّة وأحلام غزّة وقهر الرّجال في غزّة الذين باتوا عاجزين كليا عن تأمين الحد الأدنى من احتياجات أطفالهم حيث بات كل شيء باهت وناقص في غزّة عدا ذل التوهان والإخلاء من البيت إلى الخيمة المأوى حيث الفقر والقهر وذُّل النزوح والحرمان .
غزّة التي صمدت وتحمّلت ما لم تتحمله دول، تقول لكم أن ظهرها قد إنكسر ، وبرغم ذلك ، وبرغم القصف الهمجي والنزوح الاغترابي القاتل ، وبرغم أيّة معاناة ناتجة عن المزيد من القصف والموت والجوع والعطش والدمار، ستظل غزّة محكومة بالأمل وبحلم الوحدة وأن تعود موحدة سياسياً وجغرافيا مع بقايا الوطن القدس والضفة الغربية وأن يعود الحلم الذي قال عنه الخالد ياسر عرفات لن يكتمل إلا بالقدس وإلى أن يكتمل الحلم مازالت غزّة تحلم أن تُوفوا دينها ...وهنا بالضبط أخاطب كل أحزاب والحركات التحررية الوطنية عموماً وأحزاب اليسار والحركات التقدمية في كل ارجاء مغارب ومشارق هذا الوطن ولا أخاطب ابدا اي نظام عربي مشبوه أو عميل ....
إن غزّة لا تَشحَتُ مُستقبلها من أحد لكن لم يَعُد في رصيدها إلا صمت العاجز وشبابها اليوم إمّا في مراكز الإيواء أو في الخيام ألتي تنتشر بالآلاف في خانيونس ورفح والمواصي وإمّا على الحديدة وإمّا على أرضية الخيمة أو مأوى النزوح اللعين.
غزة إذن تناشد الوطنيين التقدميين الشرفاء الذين يشعرون آلامها ويقدرون لها صبرها وصمودها وبسالتها وتضحياتها الغالية التي فاقت كل التصورات ، أن لا يترددوا ابدا في الوقوف التضامني الصادق معها ليطالبوا بوقف العدوان والمسارعة إلى ارسال المواد الغذائية والأدوية والمياه والبطانيات والخيام إلى جانب المبادرة من كافة القوى المشار إليها بإعلان رفضهم الصريح للتوطين ودعوة كافة القوى السياسية والمنظمات الفلسطينية

كلمة أخيرة: إن الانحياز لصمود وكرامة غزّة انحياز للوطنية الفلسطينية وانحياز لفلسطيـن في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من شاور الرجال شاركها في عقولها!!!!
سهيل منصور السائح ( 2024 / 2 / 8 - 05:16 )
نحن اذ نقدر تاوهاتكم والآلام التي احاطت بكم وتبكينا معانات اطفالكم وكثرة شهدآءكم مع تمنيتنا لكم بحسن العاقبة والختام ولكن السؤآل الذي يجب الرد عليه بعيدا عن العاطفة هل ما فامت به حماس في اليوم السابع من اكتوبر كان باتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد حسب ما هو متعارف ام هو قرار شخصي؟. فاذا كان قرار شخصي وبدون مشورة واتفاق مع علم حركة حماس ان اسرآئيل هي امريكا والدول الغربية المساند لها فهل يقع اللوم على الدول العربية وهل من الحكمة ان تضحي الدول العربية بشعوبها لو دخلت الحرب؟؟. فاذا كان الفلسطينيون منقسمون على انفسهم وحكام غزة لايعترفون بمنظمة التحرير حسب الانقلاب لذي حدث بين الطرفين فاي لوم يقع الدول العربية التي تريد عذرا للتخلص من مسؤولياتها القومية التي لا اساس لها ولا رابط يربطها والادعاء شيء والحقيقة شيء آخر. ان الرابط بين الدول هي المصالح فقط ولا شيء غير ذالك. اما الشعوب العربية فهي شعوب مغلوب على امرها وما تستطيع ان تفعله هو التديد فقط. اخي الكريم نتمنى ان تنتهي الحرب وتكون النتائج ممهدة الى دولة فلسطينية لان الخسآئر التي حدثت باسم تحرير الرهآئن لا مبرر لها

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال