الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (الجزء الخامس)

مرتضى العبيدي

2024 / 2 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


انتصار ثورة 1917
لقد فهم العمال والشعب أن الإمكانية الوحيدة لتجنب الانهيار التام للبلاد تقتضي انتصار الثورة. وقد وصل تصاعد الإضرابات والمظاهرات السياسية ضد الحرب والجوع والاستبداد إلى مستوى الانتفاضة في 26 فيفري. وترحيبًا بدعوة البلاشفة، انضم الجنود إلى الشعب وتقرر مصير القيصرية. ففي 27 فيفري، سقط النظام القيصري، وبعد بضعة أيام عيّنت الدوما حكومة مؤقتة جديدة شارك فيها ممثلون عن "البورجوازية وعن ملاك الأراضي البرجوازيين".
وفي ما بين فيفري وأكتوبر 1917، شهدت روسيا فترة ثورية غير مسبوقة، وظل النضال السياسي مريرًا ورفعت الحركة العمالية لافتات ومطالب سياسية جديدة.
لقد بذلت البرجوازية الليبرالية والمناشفة والاشتراكيون الثوريون كل ما في وسعهم لوقف الزخم الثوري للعمال والفلاحين الذين طالبوا بمزيد من الإجراءات الجذرية، لأنهم رأوا أن ما تم القيام به حتى ذلك الوقت "لم يكن كافيا، ولم يبلغ مستوى ما كان منتظرا من الثورة". كتب لينين، في أولى رسائله من بعيد، أن “كلمة السر، يجب أن تكون في هذه اللحظة: " يا أيها العمال! لقد أنجزتم نماذج من البطولات البروليتارية والشعبية في الحرب الأهلية ضد القيصرية، وسيتعين عليكم الآن القيام بالمعجزات في تنظيم البروليتاريا والشعب بأكمله للاستعداد لانتصاركم في المرحلة الثانية من الثورة."
وعادت السوفييتات إلى الظهور، وكانت ظهرت لأول مرة خلال ثورة 1905 بمبادرة من العمال، وكشفت عن نفسها كأجهزة للانتفاضة المسلحة وبذرة للسلطة الجديدة. كانت هذه السوفييتات مكونة من العمال والجنود. وكان هؤلاء الأخيرين، في الأساس، فلاحين أجبروا على الحرب. وبهذه الطريقة، خُلق وضع فريد: وجود سلطتين، دكتاتورية البرجوازية المتمثلة في الحكومة المؤقتة، وديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين، ممثلة في السوفييتات.
لكن لا يمكن الحفاظ على ازدواجية السلطة هذه لفترة طويلة؛ وستؤول الغلبة في النهاية الى من سينتصر. وفي رسالة أخرى من بعيد، يحلل لينين الوضع والمهام السياسية كما يلي: "في الرسائل السابقة، تمت صياغة المهام الحالية للبروليتاريا الثورية في روسيا على النحو التالي: (1) معرفة كيفية الوصول إلى أقصى السبل فعالية في المرحلة التالية من الثورة، أو الثورة الثانية، والتي (2) يجب أن تنتقل سلطة الدولة فيها من أيدي حكومة الملاكين العقاريين والرأسماليين (...) إلى أيدي حكومة العمال والفلاحين الفقراء. (3) ويجب تنظيم هذه الحكومة الأخيرة وفقا لنموذج مجالس نواب العمال والفلاحين، أي بتعبير أدق، (4) يجب عليها تحطيم وتصفية آلة الدولة القديمة كما توجد في جميع البلدان البرجوازية – الجيش والشرطة والبيروقراطية – واستبدالها (5) بتنظيم الشعب المسلح الذي لا يقتصر فقط على جماهير واسعة، بل يجب أن يشمل كل الشعب. (6) إن حكومة "مثل هذه" فقط، بسبب تكوينها الطبقي ("ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الديمقراطية الثورية") وبسبب أجهزتها الإدارية ("الميليشيات البروليتارية") ستكون قادرة على حل المشكلة الأساسية بشكل فعال. أما في هذه اللحظة، فهناك مشكلة صعبة للغاية وذات إلحاح مطلق، وهي: تحقيق السلام، سلام ليس امبرياليًا، وليس اتفاقًا بين القوى الإمبريالية لتقاسم الغنائم التي حصل عليها الرأسماليون وحكوماتهم عن طريق النهب، ولكنه سلام حقيقي. السلام الدائم والديمقراطي، الذي لا يمكن تحقيقه بدون الثورة البروليتارية في العديد من البلدان. (7) في روسيا، لن يكون انتصار البروليتاريا ممكنا إلا في المستقبل القريب بشرط أن تتجلى الخطوة الأولى للثورة في دعم العمال للأغلبية الساحقة من الفلاحين في النضال من أجل مصادرة جميع الملكيات العقارية وتأميم جميع الأراضي."
في 3 (16) أفريل 1917، عاد لينين من الهجرة وكان لعودته الأثر الكبير على الحزب والثورة. ففي بتروغراد، تجمع آلاف العمال في ساحة محطة فنلندا لاستقبال زعيم البلاشفة، حيث ألقى كلمة دعا فيها الشعب إلى القيام بالثورة الاشتراكية. وفي اليوم التالي، في اجتماع الحزب البلشفي، قدّم الخطوط العريضة للخطة التفصيلية لتحويل الثورة الديمقراطية البرجوازية إلى ثورة اشتراكية: أطروحات أفريل الشهيرة.
وفي المجال الاقتصادي، اقترح تدابير مثل تأميم جميع الأراضي في البلاد ومصادرة أراضي ملاك الأراضي، وإيجاد بنك وطني واحد، يخضع لرقابة سوفييت نواب العمال، ومراقبة العمال على إنتاج وتوزيع المنتجات.
وفيما يتعلق بالمجال السياسي، تشير الأطروحات إلى ما يلي: "تكمن خصوصية العصر الحالي في روسيا في المرور من المرحلة الأولى من الثورة، التي أعطت السلطة للبرجوازية لأن البروليتاريا "لم تكن تملك الدرجة اللازمة من الوعي والتنظيم"، الى مرحلتها الثانية، والذي يجب أن تضع السلطة في أيدي البروليتاريا والشرائح الفقيرة من الفلاحين".
ويؤكد لينين أن الشكل السياسي لهذه المرحلة لم يعد من الممكن أن يكون الجمهورية البرلمانية، بل جمهورية السوفييتات: "ليست جمهورية برلمانية - فالعودة إليها من سوفييتات نواب العمال ستكون خطوة إلى الوراء - بل جمهورية سوفييتات نواب العمال وعمال الزراعة والفلاحين في كل أنحاء البلاد من الأسفل إلى الأعلى. "
وفي نهاية أفريل 1917، انعقد المؤتمر السابع للحزب البلشفي (لأول مرة مؤتمر مفتوح)، وشرح خلاله لينين النقاط الواردة في أطروحات أفريل. ولخص محتوى العمل السياسي للحزب في ذلك الوقت في جملة واحدة: "كل السلطة للسوفييتات!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟