الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلام السرب !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 2 / 5
القضية الفلسطينية


نستعير عنوان هذه المقالة من الصحيفة الشهرية الفرنسية Le Monde Diplomatique في إصدارها في شهر شباط ، فبراير الجاري ، الذي تضمن تحت عنوان " الصحافة الفرنسية ، و تهديد السلامة العامة " مراجعة لأداء الإعلام فيما يتعلق بالحرب على قطاع غزة ، خلال الأربعة الأشهر الماضية ، توصل إلى خلاصة مفادها أنها تشاركت و كررت ، دون استثناء ، في نشر سردية واحدة هي السردية الرسمية الإسرائيلية ، كما لو أن الإعلام في الغرب صار عواء ً أو زمجرة ، يجبر الصحافيين على إتقانها ، مما حدا بكاتبي التحقيق إلى الكلام عن إعلام القطيع ، و لكن الكراهية و التحريض اللذين يرشحان منه ، جعلته لا يشبه خوار أو رغاء أو ثغاء أو نخير حيوانات القطيع الأليفة ، و أقرب إلى عواء الذئاب و زمجرة الضباع و غيرها من السباع .
لحسن الحظ ، أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية خالفت الصحافة الغربية ، و كذبت السردية الإسرائيلية بعد التحقيق الميداني ، حيث كشفت ان " الأطفال الذين قطعت رؤوسهم و أحرقت أجسادهم ،و الرضيع الذي شوِيَ في الفرن و المرأة الحامل التي بقرت بطنها و قتلت بعد أن اغتصبت وقيادة حماس المةجودة تحت مستشفى الشفاء " ألي غير ذلك من الصور الشيطانية التي تنتجها عادة الأخيلة المريضة افتراء على " الفلسطيني " و تشكيكا بإنسانيته كونه أقترف ، بحسب السردية الإسرائيلية ، جرائم" حيوانية " تأكيدا على اتهام الوزير الإسرائيلي له " بالحيوان البشري " ،كذريعة ضمنية تبرر "دون شروط " تصفيته .
لم يناقش الإعلام الغربي الخطاب الإسرائيلي ، و لم يتحقق من صحته ، كأنه افترض انه صحيح ، و بالتالي أجاز أمام الرأي العام ، للوزير الإسرائيلي التصرف " غير المشروط " . من البديهي بهذا الصدد أن هذا الأخير لم يطلب علنا إذنا من أحد ، و لكن كان له في الواقع ، من الجهات الرسمية و من الإعلام في بلدان حلف الأطلسي ما هو بحاجة ماديا و و دعائيا ، له لتنفيذ خطته .
أما و قد انقشع الغيم عن الحقيقة ، فإننا نجد أنفسنا أمام أسئلة لا نملك بصراحة إجابات عليها أو بتعبير أدق ، نحن لا نملك حرية التفكر بحثا عن الإجابات الملائمة ، بل مضطرون للركون إلى آراء لا نثق بالذين يفتون بها . من البديهي ان لا نتوسع في الوقت الراهن في هذا الموضوع ، فنقتضب و نقول :
ـ كيف نقنع سلطات الدول الاوروبية ، التي أستعمر أسلافها بلداننا ، ووضعوا الحدود بين أجزائها ، أن القضية الفلسطينية لم تولد ، بعد المجازر و التصفيات العنصرية التي انغمسوا فيها أثناء الحرب العالمية الثانية ،و انما ولدت في نهاية القرن التاسع عشر .
ـ كيف تفهم سلطات الدول الغربية أن انتفاضة الفلسطينيين في قطاع غزة ، لم تتقد في 7 تشرين2023 ، وانما كانت جذوة تحت الرماد منذ 7 حزيران 1967 ، تتقد بين الفينة و الفينة
ـ كيف نحيا بجوار كيان غربي استيطاني ، و كل استعمار استيطاني في جوهرها مشروع إبادة جماعية ، يريد أن نهجر بلداننا ، طوعا أوكرها ، لكي يتوسع أكثر جغرافيا و سكانيا ، بحجة أننا من و جهة نظره ، حيوانات بشرية ،لا نستحق الحياة ، و بالتالي لا يحق لنا أن نستقر في أوطاننا .
ـ كيف نحيا على تخوم أوروبا ، كيف نهاجر إلى أقطارها ، و نعمل في مصانعها و نرسل أبناءنا إلى معاهدها وجامعاتها ، دون أن يفارقنا الشعور بالتمييز الرسمي بيننا و بين السكان الأصليين ، على أساس اللون و المعتقد و الرأي ، و الخوف من النفي ،دون أن يتاح لنا التعبير عن حزننا و تعاستنا ، حيال مساهمة حكومات البلدان التي لجأنا إليها ، بتشجيع و دعم الاستعمار الاستيطاني ، بالدعاية الكاذبة و السلاح و الحصار الغذائي و العلاجي و التربوي .
نحن خائفون و قلقون ، من خوف و قلق الفلسطينيين !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|