الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيء مختلف.. الطيب صالح طهوري

وليد الأسطل

2024 / 2 / 5
الادب والفن


كاتب المقال: القاص والشاعر الطيب صالح طهوري.

قراءة سريعة في المجموعة القصصية (شيء مختلف)
للاديب الفلسطيني وليد الأسطل.

شيء مختلف جملة إسمية، شيء خبرها ومبتدأها محذوف تقديره هذا.. مختلف نعت لشيء..
الجملة الاسمية ثبات، خلافا للجملة الفعلية التي تحيل إلى الحركة..
ماهو هذا الشيء المختلف الثابت؟ سؤال تفرضه تلك الجملة وتدفع بالقارئ حتما إلى البحث عن إجابته في المتن القصصي.
تتكون المجموعة من سبع قصص قصيرة ليست عربية إلا في لغتها.. عوالمها غربية.. أسماء أبطالها غربية أيضا.. لا ذاتية فيها.
أهم ما يميز هذه القصص هو حالة الوحدة التي يعيشها الفرد الغربي، حيث لا أحد يعير اهتماما للآخر. يصل الأمر إلى حد قتل ذاك الآخر دون أي شعور بالألم. على النقيض من ذلك الشعور يحس القاتل بالكثير من السعادة.
الحالة هذه نتيجة حتمية لتشييء كل شيء في واقع الناس. تشييء الإنسان. بكل برودة يتعامل الفرد مع أقرب الناس إليه. قد يقتل الأقرب إليه ليتمادى أكثر في برودته. إنها ثقافة الاستهلاك التي سيطرت على حياة الناس. إنها تلك المادية التي طغت عليهم وجعلتهم يتعاملون مع بعضهم بمنطق السلعة لا منطق روح الإنسان. يصل الأمر أحيانا إلى حد اختلاط الناس بالرسوم المتحركة، حيث يصعب التفريق بين الاثنين دلالة على أن البشر هناك صاروا كتلك الرسوم التي يتم التحكم فيها وتحريكها وفق إرادة مخرجها. هذه الحالة تقول لنا إن الناس هناك، في عالم الغرب صاروا خاضعين أكثر لجهات تتحكم فيهم وتحركهم في حياتهم كما تشاء.
كلمة شيء تحمل تلك الدلالة. الشيء نفعل به ما نشاء.
يحس القارئ للمجموعة أحيانا وكأنها قصص مترجمة. ما السر في ذلك يا ترى؟
هل يعود الأمر إلى ثقافة القاص الغربية وعيشه هناك؟ ربما.
هل يعود إلى تعمد القاص التركيز على تعريفنا بحياة الناس في ذلك الغرب ليعرفنا على حقيقتها، باعتبارها حياة باردة تفتقد الكثير من حميميتها التي فقدتها تدريجيا عبر الأيام والسنوات؟
هل هي مقارنة غير مباشرة بين حياتنا هنا، في عالمنا العربي، وحياة الناس في الغرب؟ الجدير بالتذكير أن القصص كلها خلت من الأسماء العربية، باستثناء قصة واحدة عنوانها ثابت العربي، لكن الثابت هذا يعيش هناك أيضا، في ذلك العالم الغربي.. جلس الثابت أمام العرافة. يقول لها: المستقبل لا يهمني.. أريد التعرف على ماضي. يغلق عينيه ويعود إلى ماضيه متذكرا. ينتهي متذكرا. يرى نفسه يقاتل ويُقتل مطعونا. تحركه العرافة، ولا يتحرك. إنه ميت. الثابت العربي يموت في علاقته بماضيه، حيث لم يعد ذلك الماضي إلا اجترارا له، غير مجد. يموت في علاقته بمستقبله، حيث لا يهمه ذلك المستقبل، لا تفكيرا فيه ولا عملا على بنائه.
ما يميز القصص أيضا أسلوبها الخاص، من جهة، ولغتها السليمة، وقدرتها الكبيرة على وصف حالات أبطالها وأجواء حياتهم.
المجموعة طبعت في الجزائر، وحتما ستكون متاحة للقراء في مكتباتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته