الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض تحديات المرحلة

حيدر السلامي

2006 / 11 / 28
حقوق الانسان


خمسة بالمائة من مجموع سكان العراق هم مشردون بالقسر والإكراه ، حسب ما أوردته الأمم المتحدة في بيان (يونامي) البعثة الخاصة إلى هذا البلد الذي ما انفك يصبح أهلوه ويمسون على أزيز الرصاص.
وأعربت البعثة عن قلقها إزاء تعقيد مسلسل العنف وتصعيد عمليات القتل والخطف والتهجير منذ شباط الماضي والذي أدى إلى تشريد ونزوح الآلاف من مناطق سكناهم إلى المناطق المجاورة طلباً للأمن والتماساً للعون على الظروف القاهرة التي يعيشونها تحت ظلال الخوف وسكاكين الإرهاب الطائفي.
وبحسب إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين ، إن عدد النازحين المسجلين في حالة قفز مستمر ولا أمل في التوقف أو المراوحة على أقل تقدير.
ودع عنك المهجرين غير المسجلين في الوزارة إذ يلجأ هؤلاء عادة إلى أقاربهم أو أصدقائهم في المناطق الأقل توتراً وبالتالي فهم لا يتوجهون إلى دوائر الهجرة في معظم الأوقات.
ويلاحظ أن نسبة 70 بالمائة من النازحين ينتمون إلى الطائفة الشيعية والبقية من السنة وبعض المسيحيين والأكراد ، فيما سجلت مديرية السفر والجنسية خلال الأشهر الستة المنصرمة أكثر من مليون حالة هجرة إلى خارج العراق وهناك هجرات جماعية يقوم بها العديد ممن أحسوا بخطر الموت على أيدي ميليشيات أو جماعات تكفيرية إما بسبب علاقات قديمة لهم بالنظام السابق وإما لأنهم يعارضون بعض الإجراءات أو الآراء والأفكار التي تحاول جهات سياسية أو دينية الترويج لها في المحيط الاجتماعي العراقي.
وكذلك يفعل بعض من عليهم علامة (أكس) أو المتورطين في قضايا إرهاب كشفت أو ممن يحملون النزعة البعثية في أعماقهم .. فهؤلاء وأمثالهم بدأوا يتصلون بأصدقاء لهم خارج العراق ليساعدوهم في الهرب ومن ثم الحصول على لجوء ـ من أي نوع كان ـ في إحدى الدول ولا نعلم إن كان بينهم من يلتحق بالعمل مع الجماعات الإرهابية والتخطيط لشن الهجمات السياسية أو الإعلامية أو حتى الميدانية ضد أبناء الوطن بغية إفشال المشروع الديمقراطي العراقي ووأد التجربة الوطنية الناشئة.
وتشير بعض التقارير إلى ارتفاع لا أخطر منه في (كيرف) هجرة العقول العراقية المبدعة للعمل خارج البلاد نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية وتلقي العديد من الكفاءات والتكنوقراط والعلماء والأدباء والفنانين لرسائل التهديد والوعيد بالقتل والذبح وما شاكل والكثير منهم وقع ضحية الابتزاز المادي والمعنوي أيضاً.
ولهذا نجد أن الحكومة العراقية تواجه جملة من التحديات السياسية وغير السياسية على الصعيد الخارجي والداخلي وانتشار الأوبئة الاجتماعية والفكرية المتمثلة بالتطرف والفساد الإداري والمالي والبطالة وغيرها..
كما أن العراق برمته يتعرض اليوم لخطر التغيير الديموغرافي بسبب استشراء ظاهرة النزوح والهجرة وتحلل النسيج الاجتماعي للسكان مع ضياع فرص التلاقي وغياب الحوار القائم على أساس احترام الرأي الآخر بين الكتل والقوى والنخب السياسية خارج وداخل السلطة والمشاركة الحقيقية للجماهير في مشروع المصالحة الوطنية الذي يتعرض هو الآخر لخطر الالتفاف عليه وخطر التصدي لإيقاعه من مصيدة الطائفية وشراك المناطقية وفقاً للجغرافيا التي رسمها أعداء الوطن ومن يحالفهم من مخابرات الأنظمة القومية الفاشية.
فلتنتبه حكومتنا المنتخبة ـ ولا أظنها غيرمنتبهة ـ لأولوياتها ولتقم بواجباتها ومسؤولياتها التاريخية الجسيمة تجاه الوطن والمواطنين ولترفع شعار: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) بدلاً من مواجهة الحديد بالحديد والنار بالنار ، فلن تكون نتيجة هذا القراع إلا الدمار لأن العنف لا يفرخ إلا العنف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طواقم الدفاع المدني بمدينة رفح تنتشل 7 شهداء من محيط مخازن و


.. الأونروا: نحو 10 أطفال يفقدون ساقاً أو الساقين يومياً في غزة




.. تقرير دولي يقول إن خطر المجاعة قائم في كل أنحاء قطاع غزة


.. الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو وقائد أركان ال




.. كلمة ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة | #عاجل