الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير المناخي و تهديده للسلم في العراق و العالم

باسم العضاض

2024 / 2 / 6
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


التغيير المناخي هو اكبر تحدي يواجه العالم يفوق تهديد القنابل النووية... بسبب التطور التكنولوجي الهائل حاليا واستخدام الوقود الاحفوري (النفط والغاز و الفحم) حيث تحرق ملايين البراميل يوميا من الوقود الاحفوري ينتج عن ذلك انبعاث الغازات الدفيئة ( الميثان/ ثاني اوكسيد الكاربون / الاوزون /اوكسيد النيتروز / بخار الماء) لترتفع جميعها و تحيط بالكرة الأرضية و تقوم هذه الغازات بمنع اشعة الشمس المنعكسة من الارض من الانتشار في الفضاء السرمدي اي بمعنى اخر تحبس اشعة الشمس على الارض مؤديه الى ارتفاع درجة الحرارة وقلة تساقط الامطار و انتشار التصحر و العواصف الرملية و حرائق الغابات وذوبان الجليد في القطبين الجنوبي و الشمالي مؤديا الى ارتفاع مستوى سطح البحر وغرق بعض المدن الساحلية وزيادة الصراعات بين الدول والسكان على مصادر المياه, مثلما يحدث حاليا في العراق مع دول الجوار او الصراع بين السكان المحليين انفسهم خصوصا في الوسط و الجنوب مما يؤدي الى تهديد السلم والهجرة الداخلية البينية من المناطق الجافة, وصنفت الامم المتحدة العراق احد أسوء خمس بلدان في العالم تأثرا بالتغييرات المناخية.
ومن الجدير بالذكر سيكون هناك نقص هائل في الغذاء في العالم خصوصا الحبوب مؤديا الى تهديد كبير للأمن الغذائي العالمي بسبب التصحر و ندرة الامطار و قلة المياه, على ضوء النقص في الحبوب سيقضي على الملايين من الماشية ( مليار و نصف المليار من الابقار) و التي تعيش على الحبوب المتنوعة وسيكون الحيوان الوحيد مستقبلا الذي يتكيف مع الوضع الجديد هو الارنب و الجمل, والارنب اكثر قدرة على مواجهة التغييرات المناخية لكونه لا يعيش على الحبوب ويعتمد على الحشائش و فضلات المزارع اضافة لسرعة توالده و قصر فترة الحمل.
لذلك قامت الامم المتحدة بدعوة الاطراف كافة بما يسمى "كوب" والذي يضم 197 بلدا لتلتقي سنويا في نوفمبر من كل عام استنادا الى بيان باريس للمناخ 1994, حيث احتضنت الامارات العربية مؤتمر كوب 28 لعام 2023 لمناقشة ما تم تحقيقه في اللقاءات السابقة, و مؤتمر كوب 29 سيكون في اوروبا الشرقية. لابد من ذكر أسوء بلدين في العالم هما الصين و امريكا تنتجان ثاني اوكسيد الكاربون 25% و 15% على التوالي بمعنى 40% من الانبعاث العالمي. في حين العراق ينتح 0.5% وذلك لعدم وجود اي صناعة او زراعة مقارنة بإيران المجاورة التي تنتج 2.02% من انبعاث ثاني اوكسيد الكاربون حسب مؤشرات عام 2021 الرسمية.

البصرة و التغييرات المناخية:
تفيد الدراسات الى ان هناك تسعة مدن ستختفي نتيجة لذوبان الجليد في القطبين الشمالي و الجنوبي مما يؤدي الى ارتفاع مستوى سطح البحر خلال نهاية القرن الحالي 2100, البصرة هي احدى هذه المدن والتي ترتفع ب 5 امتار عن سطح البحر حاليا, و الدراسات المتوقعة تشير الى ان مستوى سطح البحر سيرتفع بمقدر 6 امتار.

هذه الصورة السوداوية القاتمة المقبلة هل من حل ؟
نعم هناك حل يشارك فيه الجميع دول و شعوب و مواطنين, كل من موقعه بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة... و التحول الى الطاقة النظيفة مثل الريح والشمس والماء بديلا عن الوقود الاحفوري ( في راينا الشخصي يعتبر هذا التحول بمثابة طلقة الرحمة على العراق الذي يعتمد على بيع النفط فقط ). علما هناك اصوات عالية تطالب بالتقليل التدريجي لاستخدام الوقود الاحفوري, دور المواطن الابتعاد عن الهدر في استهلاك الطاقة وتغير نمطية الحياة باستخدام النقل العام او الدراجة الهوائية او المشي في المشاوير القريبة. وتقليل استهلاك المنتجات الحيوانية لتقليل انبعاث الميثان من الابقار نتيجة هضم الاعشاب الخشنة بواسطة الاحياء الدقيقة و الفطريات داخل الكرش والتي يكون الميثان ناتج عرضي. وللعالم تجربة ناجحة في احتواء مشكلة ثقب الاوزون التي تكاتفت الجهود العالمية تحت مظلة الامم المتحدة.

مسؤولية الإنسان في ظاهرة الاحتباس الحراري:
أظهر علماء المناخ أن البشر مسؤولون فعليًا عن كل الاحترار العالمي على مدار الـ 200 عام الماضية. تتسبب الأنشطة البشرية مثل تلك المذكورة أعلاه في حدوث انبثاق الغازات الدفيئة التي تعمل على رفع درجة حرارة الارض بشكل أسرع من أي وقت في آخر ألفي عام على الأقل. كان العقد الماضي (2011-2020) هو الأكثر دفئًا على الإطلاق ، وكان كل عقد من العقود الأربعة الماضية أكثر دفئًا من أي عقد سابق منذ عام 1850, تشمل عواقب تغير المناخ الآن، من بين أمور أخرى، الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.

تاثيرات التغييرات المناخية على الانسان:
يمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحتنا وقدرتنا على زراعة الغذاء والسكن والسلامة والعمل. البعض منا أكثر عرضة بالفعل لتأثيرات المناخ، مثل الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة والبلدان النامية مثل ارتفاع مستوى سطح البحر وتسلل المياه المالحة إلى النقطة التي اضطرت فيها مجتمعات بأكملها إلى الهجرة، كما أن فترات الجفاف التي طال أمدها تعرض الناس لخطر المجاعة ، من المتوقع أن يرتفع عدد "لاجئي المناخ.

التزامات المجتمع الدولي بخصوص حماية البيئة:
في سلسلة من تقارير الأمم المتحدة ، اتفق الآلاف من العلماء والمراجعين الحكوميين على أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية سيساعدنا على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية والحفاظ على مناخ صالح للعيش. ومع ذلك، تشير السياسات المعمول بها حاليًا إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. تأتي الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ من كل جزء من العالم وتؤثر على الجميع، ولكن بعض الدول تنتج أكثر بكثير من غيرها . الاتحاد الاوروبي، والبرازيل اضافة الى الصين و امريكا يمثلان حوالي نصف جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية في عام 2020. يمكن أن تقدم العديد من حلول تغير المناخ فوائد اقتصادية مع تحسين حياتنا وحماية البيئة. لدينا أيضًا أطر عمل واتفاقيات عالمية لتوجيه التقدم، مثل أهداف التنمية المستدامة واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس . ثلاث فئات واسعة من الإجراءات هي: خفض الانبعاثات، والتكيف مع تأثيرات المناخ، وتمويل التعديلات المطلوبة. يحاول العديد من البلدان الالتزام بصافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وقبل ذلك يجب خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 للحفاظ على الاحترار أقل من 1.5 درجة مئوية. لتحقيق ذلك احداث خفض كبير في استخدام الفحم والنفط والغاز. و الاحتفاظ بأكثر من ثلثي الاحتياطيات المؤكدة اليوم من الوقود الأحفوري في الأرض بحلول عام 2050 من أجل منع المستويات الكارثية لتغير المناخ.

يمكننا دفع الفاتورة الآن ... أو دفع ثمن باهظ في المستقبل:
يتطلب العمل المناخي استثمارات مالية كبيرة من قبل الحكومات والشركات. لكن التقاعس عن العمل المناخي هو أكثر تكلفة بكثير. تتمثل إحدى الخطوات الحاسمة في أن تفي البلدان الصناعية بالتزامها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا إلى البلدان النامية حتى تتمكن من التكيف والتحرك نحو اقتصادات أكثر اخضرارًا

الخلاصة: نظرا للخطر الكبير المحدق بالعراق نتيجة التغييرات المناخية المتوقعة خلال المتبقي من القرن الحالي ان يصار الى تشكيل مجلس وطني علمي او اي تشكيل اخر من المتخصصين بهذا المجال لوضع الخطط والبرامج لتقليل الاثار السلبية المتوقعة, خصوصا الاقتصادية مثل كساد سوق النفط العالمي و التحول الى الطاقة النظيفة, وايجاد البدائل لمصادر المياه بالاعتماد على مياه البحر او رطوبة الجو او المياه الجوفية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة