الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الدولة العادلة : القسم الثاني

عزيز الخزرجي

2024 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


فلسفة الدولة ألعادلة :
القسم الثاني :
هل آلديمقراطية الحقيقية - المنضبطة تحقق العدالة !؟
هل آلدّيمقراطية الحقيقية - نظام للحياة أم منهج لأنتخاب الحاكم!؟
فإن كانت مجرّد طريقة لأنتخاب الحاكم فهل يعني حلّ المشكلة و تحقيق العدالة!؟
بيد إن الديمقراطية إستخدمت كمنهج لإنتخاب الحاكم منذ أكثر من 4 آلاف سنة .. يعني زمن اليونان القديم و للآن تستخدمها دول كثيرة في العالم "المتطور" مدنياً لا حضارياً ؛ لكن هل حققوا العدالة من خلال الحكم الديمقراطي لشعوبهم و تحقق العدل أم زادت الفوارق الطبقية و الرأسمالية و الأجتماعية إلى درجات لا يمكن تصوره بدقة!؟

يقول : (باروخ إسبينوزا 1632 - 1677) في كتابه (رسالة في اللاهوت والسياسة) و كما أشرنا لذلك في المقال السابق :

[ليس الغرض الأقصى من الدّولة أن تسيطر على الأفراد, و لا أن تكممهم بالمخاوف وآلحديد والنار عبر الأجهزة القمعية و المليشيات، ولكن الغاية منها أن تُحرّر كل إنسان من الخوف و الجوع و الجهل و محو الفوارق الطبقية بينهم، حتى يستطيع أن يعيش و يعمل و يُبدع في جوٍّ أمن تام دون أن … يضرّ نفسه أو يُؤذي جاره و بآلتالي تتحقق السعادة للجميع .. أكرر للجميع و لا يستثنى فرد واحد من المجتمع, لأن ذلك الفرد سيتسبب في شقاء المجتمع كله بدرجات متفاوتة من شخص لآخر.

و إني أكرّر القول أيضاً؛ ليست غاية الدولة أن تحوّل الكائنات العاقلة إلى حيوانات متوحشة أو آلات بيد الحاكم يأمرها بما يريد، بل إن الغرض منها هو أن تمكّن أجسامهم و عقولهم و طاقاتهم من الأبداع و العمل في أمن بإتجاه مرضاة الخالق كمحور أساس لا مناص منه، غايتها - أي الحكومة - أن تهيئ للناس عيشًا يستمتعون فيه بعقول حرة و قلوب رحيمة يعطف بعضهم على بعض، حتى لا ينفقوا قوتهم في الكراهية و الغضب والكيد و إساءة بعضهم إلى بعض, يعني عكس الحب و الرحمة.

بجملة حكيمة : غاية الدولة الحقيقية هي أن تكفل الحرية لتحقيق السعادة].
ولا حرية حين يصبح المواطن خاضعاً و أسيراً أو برغياً في ماكنة الحاكم لأجل لقمة خبز أو سكن!؟

بإعتقادي أن ذلك الفيلسوف العظيم(إسبينوزا) المسكين, كان مثليّ قد تحدّث بآلحق لكن الناس إعتبروه من أوهام .. من وحي ذاته النظيفة و عن دولة كريمة لم يكن لها وجود على الأرض سوى ظهورها مرة واحدة و في فترة محدود لم تتجاوز سنوات قبل 1400 عام, و حتى تلك الدولة الكونيّة الذي تساوى فيها الجميع؛ لم ترضي البعض من الشياطين الأرضية طبعاً بسبب حُب الأنا و التملك و التسلط و الثراء ..

و لأن الرئيس و أعضاء الحكومة حكموا بآلعدل و محقوا الفوارق الطبقية و الحقوقية .. لذلك هدموها و أجهضوها بكافة الوسائل و قتلوا مؤسسها و قادتها البارزين و حتى الأئمة من ولده من بعده و إتهموهم بشتى التهم بينما كان رئيس الإمبراطورية الذي كان يحكم 12 دولة كأحدهم في الحقوق و الراتب و الأمتيازات و في كل ماديات الحياة و و إمكاناتها .. إلّا أنّ ذلك التعامل المجحف من قبل الأحزاب و التيارات كديدن للطبيعة البشرية الضالة المجرمة و كما نشهدهم اليوم في عراق الجهل؛ حالت دون إدامة تلك الدولة, و هذه مسألة كبيرة و حساسة على المفكرين و الفلاسفة إن وجدوا بحثها و درسة أصولها و أسبابها, و إلا فأن البشرية سوف تواجه كافة الكوارث الممكنة!

لا أدري هل السياسة و السلطة تجلب معها الظلم و النهب و السرقة و الفساد كمسألة طبيعية بين هذا البشر !؟

أعرف عائلة قريبة منا كانت مظلومة زمن النظام السابق .. و بعد السقوط و بفضل أهل الفضل عليهم و على آبائهم أصبح أحد أبنائهم عضواً في الحكومة و البرلمان, و إذا بتلك العائلة و ليس الأبن فقط تنقلب 100 % على نفسها و تنسى تأريخها و تُجيز الفوارق الطبقية و الحقوقية و الرواتب الحرام و الظلم و حتى نسيان الأخلاق .. يعني تكرّر نفس ما كان يفعله أعضاء النظام السابق و أعضاء حكومة البعث الهجين, ربما بفوارق بسيطة.

و إدا كان كذلك ؛ فقل لي بآلله عليك أيها القارئ ؛ كيف يرحمنا الله!؟
بل كيف نحقق السعادة والأمن والمساواة والرضا والفلاح بين الناس؟

لذلك لا خير في هؤلاء الشيعة المتحاصصون أيضاً لأنهم يؤمنون بأهل البيت ظاهراً و نظرياً لمآرب خاصة شخصية وحزبية, فعندما تمسّ القضية الحقوق والعدالة والمساواة؛ ليس فقط لا تسمع جواباً منطقياً .. لأنهم أساسا لا جواب لهم .. بل بدل الكثير من الأحزاب التي كانت تدعي الإسلام و الدعوة بإسماء غربية و شرقية بعيدة عن القيم الأنسانية؛ بل و يبررون فعالهم المشينة و فسادهم في المال العام .. بألف تبرير واهي و شيطاني كما كان يفعل البعث الظالم للأسف.

لذلك لا وجود لدولة عادلة كدولة الأمام عليّ(ع) أو حتى مثل تلك الدّولة التي و صفها إسبينوزا .. أو عزيز الخزرجي و التي مواصفتها تتطابق مع الدولة العلوية العادلة و كذلك الدولة المعاصرة التي قرّرتُ تفاصيلها و مواصفتها في (الفلسفة الكونية العزيزية) .. و إن دول العالم جميعها تقريباً تحكمها قوانين ميكيافيلي بإختلاف مدعياتها .. كآلملكية و الأميرية و الديمقراطية و الإسلامية و الشيوعية و,,,,, إلخ.

و يبدو إن ما عرضناه عن مواصفات الدولة العادلة في (فلسفتنا الكونية العزيزية) بآلنسبة للناس بمن فيهم "المثقفين و العلماء و أساتذة الجامعات للأسف:
هي دولةِ الخلودِ في «جنّةِ دلمونَ»!؟ بلا مصداق للأسف!

لأن هذا البشر المتحجر قلبياً و عقلياً لا يستوعب (فلسفة العدالة) لأنه تعوّد على العبودية و النفاق و الخنوع لغير الله منذ زمن آدم و لا يريد تطبيقها بسبب تسلط الشيطان على قلبه و عقله الصغير.

لذلك باتت (العدالة) أوهام و تمنيات على أرض يسكنها بشر جهلاء و ظالمين و ملعونيين تحدّهم 33 صفة سلبية أقلها (الظلم) و (الجهل) كما ورد في القرآن الكريم, يعملون ضمن أحزاب و تيارات و حكومات و مليشيات و كل حزب بما لديهم فرحون بظلمهم و فسادهم و سلب حقوق شعوبهم للأسف!

ما موجود الآن من حكومات؛ عبارة عن محميّاتِ الحُكّامِ المحميين بآلمليشيات و الأجهزة القمعية الذين لهمُ الحقُّ كُلُّ الحقِّ في التصرُّفُ بها و بعبيدهم كما يُحِبّونَ ، و يحلمونَ إذ هي ملكُهم ، و للمالكِ حُرّيّةُ التصرُّفِ في مملوكهِ كيفما يشاء كأن يجعل راتب الرئيس و المسؤول أضعافاً مضاعفة بل ملايين من الدولارت و راتب مواطن آخر أو موظف مكافح مخلص أقل بكثير بحيث لا يكفيه لشراء الدواء و الغذاء فقط ..
و هكذا تتداول مثل تلك الدول ما دام الجهل حاكماً؟.

لا يتوهّمنَّ مُتوهِّمٌ بأنّني مفتونٌ بدولِ الغربِ التي هي بلا شكٍّ أحطُّ مِن (مملكةِ الضِباعِ) رغمَ كُلِّ التلميعِ ، و الترصيعِ ، و التلوينِ و الأعلام .. فآلفقر فيها لا يختلف عن دولنا إن لم تكن أمرّ .. و الفوارق الطبقية و الحقوقية كذلك وووو...إلخ.

فقدْ تعاملتْ جميعُ تلك الدولِ بـــ«عقليّةِ» الضِباعِ - و إن كنتُ أعتذرُ عن نِسبةِ الضباعِ إلىٰ العقلِ - معَ شعوبِ الأرضِ مِن غيرِ حتى جِلدتِها : ساسةً ، و رجالَ دينٍ ، و شعوباً!

و قدْ سرقوا : الحجرَ ، و المَدَرَ ، و المالَ ، و الأرضَ ، و قتلوا البشرَ ، و قدْ نهبوا ثرواتِ الشعوبِ حتّى أُتخِموا علىٰ حسابِ قهرِ شعوبَ الأرضِ مثلما حدث في بلادنا .. و العراق أكبر نموذج على ذلك.

و أشدُّ مِن كُلِّ إجرامِهم ذاك ؛ هو تسليمُ(حكومات البلادِ) لِعملاءَ أُجراءَ يوقعون على كل مطلب للأسياد ؛ أدعياءَ ؛ مُخلِّفينَ الأحقادَ ، و الخِلافاتِ المذهبيّةِ و حتى الشخصية بينَ تلك الشعوبِ التعيسةِ ، و المقتولةِ مرّتينِ:

- الأُولىٰ - يومَ احتلّوا بلدانَهم ، و رحلوا يحملونَ الآثارَ ، و الأوابدَ ، و المؤلّفاتِ العلميّةِ مع عقود أبدية لإستنزاف البلد يوقعها عملائهم بلا ضمير و وجدان مقابل الرواتب الحرام.

* و الثانيةُ - تلك التَرِكةُ الحقيرةُ التي لن تزولَ ، و هي تتأصّلُ ، و تنتشرُ انتشارَ الفيروساتِ ، و تنمو نموَّ الفِطرِ في أقبيةِ الظلامِ لتتوارثه الأجيال.

و هكذا يتعاظم الظلم و الفساد و الفوارق الأجتماعية و الطبقية في بلادنا على حساب قوت الفقراء و لقمة المستضعفين و سيستمر الفاسدون بآلحكم تحت مظلة و دعوى الخدمة و عباءة الوطنية و الأسلام و الدّعوة للدّين و خدمة الناس و الديمقراطية و الليبرالية و القومية و المذهبية و ربما العشائرية, و الحل في (إقرأ) و فتح المنتديات الفكرية و الثقافية لتعريف الناس بحقوقهم و كشف الظلم أمامهم و السلام !!

العارف الحكيم عزيز الخزرجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز