الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة باريس التي يروج لها بلينكن في جولته للمنطقة لن تمر دون أثمان .

أحمد كعودي

2024 / 2 / 6
القضية الفلسطينية


في زيارته الماكوكية للمنطقة يبدو أن طوني بلينكن يريد تسويق صفقة تبادل الأسرى ، و بالكشف من ناحية لنتنياهو عن الخيوط المتحكمة في صفقة باريس ، والتي حسب مجموعة من المدعمين لفلسطين ، لن تكون إلا لصالح الاحتلال ، بأخذ نتنياهو بمكر السياسية ، ما عجز في الميدان عن تحقيقه ، ويسعى وزير الخارجية الأمريكي في زيارته الخامسة من ناحية أخرى إلى التضليل عن توسيع بلاده رقعة الحرب في المنطقة بعد أن كرر صقور البيت طيلة الأشهر الثلاث الماضية ، عدم رغبتهم اتساع رقعتها - ليتضح فيما بعد أن الغرض من الرواية الأمريكية المتناهية مع نظيرتها الإسرائيلية هو رغبة البيت الأبيض تحيد جبهة الإسناد للمقاومة في غزة - وبعد إصرار المحور على عدم السماح بانفراد التحالف الصهيو أمريكي ، بغزة ، وترجمة ذلك عمليا بتوحيد الساحات و بتوجيه ضربات الحشد الشعبي في العراق إلى القواعد الأمريكية في العراق وسوريا . .. وإشعال الشمال الفلسطيني من طرف حزب الله وإفراغه ، من المستوطنين باستهداف ثكنات الجيش والجنود وإبطال بالصواريخ الدقيقة ؛ ردارات وآليات المراقبة ، ومنع أنصار الله الحوتين السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة من المعابر المائية اليمنية بغاية الضغط على إسرائيل ومدعميها الغرب لإيقاف الحرب ، و بعد انكشاف خدعة عدم توسيع الحرب بعد مقتل ثلاث جنود في قاعدة عسكرية بالأردن فمباح للأمريكين والغرب الدعم والاسناد " لإسرائيل " وغير مسموح به للعرب دعم أشقائهم الفلسطينين ، فكيف يا ترى سيبرر بيلنكن هذا الانخراط المكشوف في الحرب على ثلاث دول ذات سيادة ، العراق ، سوريا، اليمن ؟
يبدو أن المسعى الأخر لبلينكن في نظر الكثير من المتابعين ، هو أولا إفراغ إنجاز السابع من تشرين الأول أكتوبر وصمود الشعب الفلسطيني في غزة من محتواهما ، بالتسويق للهدنة الطويلة -وليس لأيقاف الحرب - حسب المسودة الأولى المسربة من الأعلام الغربي مدتها تسعون يوما ، ثانيا إعادة بيع الإدارة الأمريكية ، وهم حل الدولتين ، لأتباعها العرب ، وكأن ثلاثين عاما غير كافية من اتفاقية أسلو واستيلاء المستوطنين على أكثر من 83% من الأراضي الفلسطينية للكشف عن زيف المبادرات الأمريكية وأخواتها الأوروبية والعربية عن حل الدولتين .
في اعتقاد الكثير من المحليلين المدعمين لمحور المقاومة ، أن تأخير المقاومة بالرد على صفقة " المصيدة " المطبوخة ؛ مخابرتيا ، ما هو إلا رفض مبدئي لهذه الصفقة الكذبة ، ولهذا لا غرابة من أن تجمع تصريحات فصائل المقاومة الفلسطينية على القول: بأن الصفقة ولدت مجهضة ، لأن الهدف من "المبادرة" ليس إيقاف الحرب وإنما الالتفاف على إطلاق الرهائن الإسرائيلين عبر هندنة لا يهم قد تطول أو تقصر، فلن تغير من طبيعة العدوان الأسرائيلي شيئا من تكرار جرائمه ولهذا رد المقاومة لا يخرج عن الشروط التي تحددها هي :، اولا إيقاف الحرب وليس الهدنة - ثانيا انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل غزة وبعد ذلك التفاوض على تبادل الأسرى ومما لا شك فيه أن قوى التحرر الفلسطينية وما راكمته من تحارب ، لن تقبل بأقل من تبيض السجون في الأراضي المحتلة من المعتقلين الفلسطينين ،ثالثا إدخال المساعدات وتعمير غزة دون قيد وشرط ورابعا ولحجم الأبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال لن تتنازل فصائل المقاومة عن مطالبة الاحتلال بالتعويضات لأهالي الشهداء والمعطوبين-- على غرار دفع ألمانيا لحد الآن التعويضات لإسرائيل -- وقد بلغ عدد هم إلى عشرة آلاف ، ويبدو من خلال الميدان أن لا إسرائيل ولا أمريكا في موقع قوة لفرض شروطهما على الفلسطينين .
في جولته للمنطقة ، وربما تكون الأخيرة ،هل ينجح طوني بيلنكن في الإملاء على أتباعه الوسطاء بالضغط على المخاطب حماس ، لقبول الصفقة ، ومن ثم الوقوع في الشرك الذي نصب للمقاومة الفلسطينية في باريس على خلفية تبديد هذه الانتصارات التي حققتها وذاك الصمود الأسطوري والأثمان الباهضة التي دفعها أهل غزة ، مقابل التمسك بالارض وبمقاومتهم ؟ وهل يستطيع رئيس الدبلوماسية الأمريكية الأكثر صهيونية من نتنياهو ذاته ، تلين موقف حليفه رئيس وزراء الكيان الأسرائيلي ، فهذا الأخير لا زال مصرا على استدامة الحرب على غزة والضفة ومتعلقا باوهام تحقيق القضاء على حماس واسترجاع "المختطفين " والحلم بعملية تهجير الفلسطينين ، يأمل بيلنكن من رئيس وزراء الكيان ، بالماضي قدما بقبول الصفقة وذلك من أجل ؛ احتواء الاحتجاجات اليومية ، لأهل الرهائن وترميم الخلافات الداخلية لحكومته ومن جهة أخرى ، بغاية إنقاذ رئيسه جو بايدن الذي تطارده لعنة غزة أثناء حملاته الانتخابية في مجموعة من الولايات ، بسبب انخراطه و تورطه في الحرب على غزة وعلى بلدان وحركات في المنطقة مناصرة ومساندة للمقاومة ؟ أم سيرجع رأس الدبلوماسية الأمريكية "بخفي حنين" كما يقال فلا هو أقنع نتنياهو بقبول الخدعة ولا أتباعه الوسطاء العرب استطاعوا الضغط على حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ؛ بالانخراط في اللعبة المخابرتية تحت عنوان مخادع ؛" الضرورات الإنسانية تفرض القبول بالحد الأدنى الممكن لأنقاذ أهل غزة " ؟ ، وفي الأخير لا يسع أي مناصر للقضية الفلسطينية إلا تريد المثال القديم ، لا يفل الحديد إلا الحديد ، والختم للميدان الذي له كلمة الختم ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟