الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فأر أسود

رولا حسينات
(Rula Hessinat)

2024 / 2 / 6
الادب والفن


السكرة هي أساس الملك والجوع ركنها الأساسي، هما فقط من يجعلا الشعب كله في محرقة واحدة اسمها الحاجة...لن تشتعل المدينة بهذا الجمر البارد ...فما زال لديهم الكثير من الوقت قبل أن يفكروا بمفهوم الانتحار...فالمسمى ليس مدرجا في قواميس الشارع بعد ...الموت مهما اختلفت صوره يبقى موتا، ولكن الرسالة التي يحملها هي التي يمكن أن تغير الصورة...البراكين الخامدة لا تعيد الحقوق ولا تشبع البطون، ولكن القطر المتأجج غضبا في القدر قد يفعل غير ذلك...لن يمنحه هيجانا فقد أصبح كل ما لديه مجرد ماض... وإن استحالت الذكريات حاضرا جبانا، وإرادة حبلى بالهزائم...ضئيلة كما المشاعل الموقدة عند البيوت المعلقة برحمة الجشعين...تنطفئ عند هبوب النسمات التي لن تأت يوما...
اجتماعهم في بيت صديقهم كامل، جعلهم يفكرون بصمت أكثر من اشتهائهم لنطق الكلمات، فكانت تؤرقهم تلك الجدران الإسمنتية، التي يمكن أن تفضح نواياهم ولو بشق رفيع في الجدار ربما نسوه وربما لم يروه...
الكثير من النهايات على أعواد المشانق كانت من غلطة بسيطة لا تكاد تذكر، لكنها رغم بساطتها حققت نهاية مفجعة لأولئك الأحرار الذين يسيرون على خطاهم، ومن لم يمت بعد ظل محشورا بين أربعة جدران بمتر أو متر وربع، لا يستطيع النوم إلا متكوما على نفسه، ولا يقضي حاجته إلا في إناء طعامه، وتمر عليه الكلاب كل يوم في مبولة سجنه...ثم يساق ليعلق على الجدران بقيود تنتهي بسلسلة طويلة، فيها ثقل حديدي يطوي اليدين المثبتتين في الأعلى إلى أسفل فلا يستقم مدها على استقامة مع سحقها...
والألم هو النتيجة، والصرخات هي الموسيقى الرسمية في أقبية السجن، وفي ساحاته فنون التعذيب لم تتوقف عند آلة التأديب بل امتدت إلى آلة الاستمتاع، وإلى بث الرعب في أجنة النور التي لم تستطع بناء أعشاشها فوق تلك السجون الكئيبة، المطلة على البحر فوق منحدر صخري خطر...
لم يستطع أحد النجاة منه ولو قدر له لقضى بسبب أو بأخر... النجاة من التعذيب حلم معلق بحبل بين السماء والأرض.
والكثيرون تطفو أحلامهم مع أرواحهم إلى حيث تحبس في قوارير تلقى في مياه البحر يحملها موج من فوقه موج، وتسير إلى البعيد دون أن تنشلها شبكة صياد أو صنارة تائهة بعيدا عن المنطقة المحرمة، وهي منطقة محيطة بالسجن لأميال بحرية، لا يمكن لأحد الاقتراب منها...ومهما يكن نوع الغياب فهو وحش لا تشبعه الأجساد الصغيرة...
هذه الحقائق يعرفونها جيدا فهي تحفر في أذهانهم مشاهد لا يمكن نسيانها، رغم أن ذاكرتهم الصغيرة لم تعد صالحة لمزيد من المآسي، لامتلائها بالكثير منها و التي لم تكن حكرا على
أصدقائهم ممن عذبوا، بل كانت كذلك لأولئك المسحوقين من سكان مدينتهم التي امتدت بخط رفيع إلى حيث لا يفصلها شيء عن المدن الأخرى... غير أكوام من الأسلاك الشائكة، والأسيجة الكهربائية الممتدة على طول الحدود، لم تكن سماؤهم بأفضل حال من ذلك فقد كانت تملؤها كرات دائرية الشكل لها اللون نفسه أحمر داكن، قد رصفت بها السماء... لم تستطع أن تبني الطيور أعشاشها فوقها، وإن حاولت سقطت محترقة إلى الأرض المزروعة بالكثير من المدرعات والآليات الحربية التي لا يستطيعون معها الرؤية أبعد من أخمص أقدامهم...
طوابير الخبز كانت تقف أمام وحدة عسكرية للتفتيش، وتصادر منها أرغفة بحدود الرغيف الواحد أو الاثنين أو الثلاثة أو ربما تصادر الأرغفة الثلاثة معا، وقد لا يقبض صاحبها بطاقته ليصرف له زجاجة ماء أو قطعة جبن يكسوها العفن، وتفوح منها رائحة العطب...
الخيوط الأولى من الفجر لم تكن تحمل معها سوى مزيدا من المشاهد لفلاحي الأراضي الصغيرة المسيجة بأسلاك كهربائية، حيث لا ترعى مواشيهم العجفاء أبعد من تلك المساحة الضيقة، التي اقتصرت على إسطبل صغير، نفقت معظم حيواناته والمحاصيل الرديئة هي التي كانوا يجنونها من قلة المبيدات التي وحدها تستطيع قتل جيوش الحشرات التي قضت على المحاصيل، وتبقى الشمس الصفراء تشع على استحياء، وهم يملؤون زجاجاتهم الكثيرة في الغرف العلوية التي تمرر نافذتها الصغيرة الأشعة الهاربة من الكرات الدائرية المعلقة بين السماء والأرض، ويخزونها جيدا تحت أكوام من الأقمشة البالية حتى لا تصادرها منهم الآليات الحربية التي تسد مدخل كل بيت...
البيوت المتبقية تعد على أصابع اليد لم تعد مدينتهم، كما كانت قبل خمس أو ست سنوات فقد تضاءلت في امتدادها الذي دقت فيه أوتاد المجنزرات، وقضى الكثير من سكانها في الثورة الأولى التي اندلعت شرارتها في تموز الأسود الذي كان قبل ست سنوات، كل من في المدينة صغيرا أم كبيرا يعرف ذلك التاريخ جيدا فجميعهم شاركوا فيه دون أي استثناء، حتى السيدة العجوز العمياء شاركت فيها ومعها ابنها وزوجته وحفيدها يسيرون معها في الطرقات التي غصت بالبشر، يحملون الأعلام البيضاء ولكن أجسادهم طفت فوق بحر الدماء الأحمر، وبدا لون الأعلام أحمر قانيا، الكثير من الأمور لن تستطيع أن تسقط من الذاكرة، وهي التي جعلتهم يصيئون في مصيدة دون أن تكون لهم القدرة على شيء، حتى اجتماعهم السري اليوم محفوف بالأخطار فقد تلمسوا الظلام الحالك الذي يسود مدينتهم ليل نهار، فلا كهرباء وقد أزيلت الأعمدة والأسلاك من الطرقات الطويلة الملتوية كأفعى صحراوية دقيقة، وبقي البناء الأسود هو من يضيء في الليل الحالك، وبقيت رائحة الخمر تفوح منه في أنحاء المدينة التي سكنتها الأشباح وهم كانوا أيضا من الأشباح الهاربة، لكنهم لم يرتدوا الملاءات البيضاء، ارتدوا أقنعة سوداء... هذه الأقنعة السوداء و المحررون السود أو الفئران السوداء كما أطلقت عليهم أجهزة مدينتهم وكان مطلب معرفتهم أو الإبلاغ عنهم يساوي ثروة في ظل الفقر، والجوع، والظلم، الذي كانت تعيش فيه مدينتهم...وهو الذي مد أذرع الخوف، وحمى التخوين التي عرفوا بها أصحاب الأقنعة السوداء...
لم يستطع أحد معرفة من هم...
وبعد أن اقتيد عدد كبير من أعضاء التنظيم قلت اجتماعاتهم، لم يعرف أحد منهم من هو المسؤول؟ من هو الفاعل الذي وشى بهم وهو يدرك تماما أن من أهم مبادئهم الدفاع عن البؤساء؟!
اجتماعهم في بيت كامل كان محفوفا بالمخاطر، لذلك بدت أخيلة الأجساد الخمسة متأرجحة في ذبالة الشمعة، التي بنت حول نفسها كتلا من الشمع، خمسة فقط من تبقوا من تنظيم ضم العشرات، وهم ينظرون إلى ظلالهم الصغيرة التي امتدت على الجدار...الحركة الخفيفة التي تناهت إلى سمع جرجس جعلته يهب واقفا...هي بالتأكيد كانت الحيلة لجذبهم إلى هذه المصيدة والقبض عليهم، لم يكن بإمكانه إخبار أحد بمخاوفه فجميعهم في دائرة الشك... الريبة التي تمددت في عقله شلت تفكيره، فحمى التخوين دارت رحاها فمن تراه سينجو؟
من الخائن فيهم؟ وهو الوحيد الذي سيحاول أن يكون الأخير، الأخير في تناول الطعم، وبحركة سريعة من يده أطفأ ذبالة الشمعة فتقلصت أجساد خمستهم في العتمة... لم يستطع أحد رؤية شيء... بدت وجوههم السوداء أشباحا صامتة...
لم يتكلم...جعل جسده ملاصقا بالجدار، خطأ صغير قد يكلفه حياته، كانت الحيلة التي يعرفونها جيدا، أن هناك بابا سريا للخروج منه... ثلاثتهم فقط يعرفونه... كامل وأمير وهو...
ولكن إن كان أحد منهما هو من وشى بهم فستكون نهايته لا محالة عصيبة، سيوقع نفسه في الفخ دون أن يكلف الجنود أي جهد لفعل ذلك، ولكن لم سيظن أن أمير أو كامل سيقوم بإفشاء سرهم؟
ربما يكون جميل أو داوود... هما أصغر سنا وأكثرهم تمسكا بالحياة...
أن يفكر وحده ويحيط نفسه بضبابية أمر يسبب له ضيقا في النفس ومزيدا من الاضطراب... لكن جسدا أخر لامس جسده، دق كتفه بكتفه رغم أنه كان أقصر منه قامة، وأكثر قوة، أدرك أنه كتف كامل الذي لكزه كي يفتح الفتحة في الجدار ويهربا منها، كان عليه أن يفعل ذلك، ولتكن النهاية ما تكون...فلن تكون أفضل حالا من حمله لحياته على كف عفريت...
وقع الأقدام المسرعة جعله يرمي بنفسه في تلك الفتحة، يرمي بجسده النحيل فيها، كان انزلاقه على أنبوب معدني لولبي، ينتهي بقطعة إسفنج في نهايته يهب منها واقفا ليلتقط أنفاسه، كان عليه أن يكون حريصا عند نقطة وصوله إلى الأرض، كي لا يقع في المجارير...
النهاية في الهروب لا تكون في معظمها إلى نور الشمس، فهناك نهايات مفتوحة يمر خلالها بطل الرواية بعدة صعوبات، ويتغير فيها لون قميصه وقد يصيب وجهه الكثير من الخدوش الوهمية، لكن نهايتهم هنا ليست مفتوحة، وليست لنور الشمس أو أي نور...هي نهاية لأحد المجارير...
لعمل كامل في تخطيط المنشاءات قبل أعوام طويلة فائدته، فهو يعرف كل مداخل ومخارج المدينة، ويعرف أدق تفاصيل المجارير، وامتدادها، وتفرعاتها في المدينة... فهو يحفظ كل شيء بدقة وحرفية، سره هذا لم يكن ليمنحه لأحد فقط ثلاثتهم يعرفون هذا المخبأ السري الذي يستطيعون منه الهروب، ومن ثم الخروج الآمن، والانخراط مع الطوابير على لقم العيش، كان عليه أن يقف بسرعة قبل أن تصل قدماه أو عجزه إلى الخط الطويل من المجارير...وعليه أن يسير بخط ثابت على الرصيف الدقيق...الممتد مع طولها عبر هذه المجارير...
ثلاث فتح كان عليهم الاختيار بينها...وربما في حالتهم هذه التي أصبحوا فيها على تماس مع النهاية، ومع صفارة الحكم أن يختار كل واحد منهم أن يختار أحداها، وينجح في الخروج... الفتحة الأولى قرب تجمع سكني في شارع فرعي وهي الأكثر أمانا، والثانية كانت في الطريق الرئيسي، والثالثة كانت خلف المبنى الأسود...
الفتح الثلاث للمجاري هي التي تقع عليها مدينتهم، الاختيار الآمن لا يؤدي بالضرورة إلى نهاية آمنة، ولكن على أحدهم الاختيار...
لم يكن جرجس الذي انتظر مجي صديقيه لثوان ليحسن الاختيار رغم أنه كان البادئ بذلك، في أن يعبر البهو، لم يكن لديهم أيضا متسع من الوقت للتفكير أو القرعة، وهم ثلاثتهم يسمعون صدى أصوات تأتيهم من أعلى...
- لابد أنهم هربوا... لا بد أن نتصيدهم...
إذاً كانت دعوتهم إلى فخ فيه نهايتهم... يتصيدونهم في الحجرة الصغيرة، ثم في هذا المكان ولكن من الذي أخبرهم عن المكان السري؟
إن لم يكن هو فسيكون أمير أو كامل؟
نفض عن رأسه تلك الحقيقة التي لم يرد تصديقها، كان يحمل لكامل معروفا لن ينساه حين أنقذ والده العجوز من الموت برصاصة كادت أن تخترق قلبه، لكن كامل جعلها في جسده، هذه التضحية لم يكن لينساها جرجس، ولم يكن لينسى تلك الحادثة الملعونة التي ربما تكون الشرارة الأولى للثورة آنذاك، حين اقتحمت قوات الأمن البيوت الكثيرة، وأخذت منها الكثير من الشباب كانت حمى الفشل قد وصلت حينئذ للنظام، أن هناك من يريد قلب نظام الحكم أي تنظيم لم يكن لينجح بذلك، لأن الشعب مهما بلغت قوته وذكاؤه لن يمتلك الخبرة، ولن يمتلك القوة اللازمة لتحقيق ما يريد، وهو الذي تملكه أجهزة الدولة، جميعها دون استثناء... وهم الكفة الراجحة ولكن من كان المسؤول عن تسريب تلك المعلومة بقي طي الكتمان، الكثير من طلبة الجامعة اقتيدوا إلى السجون بسلاسل، وضربوا بالرصاص في الساحات العامة، ولم تترك البيوت فقد مضى الجيش تنكيلا وتعذيبا بمن فيها...
أخته هيلين التي لم تتجاوز الخامسة عشر من العمر كانت رائعة الجمال، لم يكن أحد ليراها إلا وقد أصابته حمى العشق، ويبقى كنحلة تدور في محيطها، لذا قررت أن تعتكف في البيت مع جدهما العجوز، لم يستطع أحد الجنود احتمال جمالها، فأراد اغتصابها، جدها العجوز وقف رغم أحديداب ظهره أمامه وصمد أمام البندقية، وسخرية بقية الجنود، فأطلقوا الرصاصة التي كادت أن تستقر في جسده، لكنها استقرت في كتف كامل الذي كان وإياه يدخلان على عجل من الباب الخلفي...فقد رمى نفسه لتخترق الرصاصة جسده، في حين وبحركة سريعة أخذ مسدس أحدهم وأخذ يطلق الرصاص دون هدف...
لقد قتلهم جميعا... كان مشهدا أسطوريا لن يصدقه ولو رواه على مسامعه أحد، أما جده فلم يطل البقاء بعد هروبهم واحتمائهم ببيت كامل، فقد قضى، لم يكن دفنه ممكنا في ظل الانتشار الأمني الكثيف، فما كان منهما إلا أن حملاه عبر هذا الممر السري، ورمياه تحت جنح الليل في مياه البحر... لقد كان مشهدا مروعا أن ترمي جسد من تحب في ماء البحر، و حتما تعرف النهاية بأن يلتهمه سمك قرش أو تنهشه وحوش البحر...
الكثير من الأمور لا يمكن الجزم بإمكانية تحقيقها، فقط ما نستطيع التكهن فيه هو أننا نولد ولكننا لسنا مخيرين في ميتتنا...
الميت لا يمتلك إرادة التغيير...
وكذلك الأحياء...
كلاهما لا يملك الحق في أن يتخذ قراره في البقاء أو المغادرة بلا عودة...
كلاهما جيفة أو جثة أو مجرد جسد... لا يملك حق أن يدفن...وليس له الحق في رفض أن يحرق...أو أن يرمى من مكان سحيق..أو ان يخلى في العراء لتنهشه وحوش الأرض...أو أن يمثل فيه...
مجنون من يحسب أن الموت راحة...الفصل الأجمل فيه أنك لا تشعر بإهانة جسدك في حين غابت روحك عن دناءة البشر...
الفصل الأخير الذي ينتظره المارون في الحياة الفارة من مصيدة إلى أخرى هو أن يحدثوا الفرق...
في هذه اللحظة بالذات عليه أن يصغي ويصغي جيدا لعقله دون أن يحسب حسابا لمخاوفه، عليه أن يعطل جهاز الحواس وأن يبقي على عقله فقط...
عليه أن يتخذ القرار لأن النهاية لا بد أن تأتي ومع أي كان...
لن يملك طرف حق البقاء دون آخر...وما يملكه هو أن يختار اللحظة الحاسمة ...هو يعرف أن المبنى الأسود هو المكان الوحيد الذي يضاء في الليل في حين تنغمس المدينة في عتمة حالكة...
المشهد أنه سيكشف ...سيكون فريسة سهلة...سيكون قد قضى على نفسه بغباء...
يقولون: عندما تسرق اسرق جملا...عليه أن يفجر المكان دون أن يشعر به أحد...
كل المباني في مدينتهم تمد إليها أنابيب الغاز في بنيتها التحتية كما الكهرباء والماء...لم يكن يحتاج إلى أكثر من قداحة...وثقب صغير في الأنابيب ...
الأمر لن يكون صعبا فقد تدرب عليه نظريا كثيرا..
لكنه لن يتكهن بالنتيجة...
هل سيقضيعلى من في المبنى الأسود وينتهي الأمر؟
هل سيقضي على المدينة بأكملها؟
هل سيكون الخصم والقاضي في نفس الوقت؟
كيف للحلال والحرام أن يجتمعا معا؟
سيقولون: الأقنعة السوداء من قامت بالعمل ...
أو في أحسن الحالات سيقولون: فأر أسود مر بالمكان...
فليكن ما يكن...الفئران السود أحيانا لها جدوى حتى وإن قضت...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب