الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!

ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)

2024 / 2 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


علينا أن لا نغفل الحقائق، نواجهها بصراحة المخلص في بناء وطنه والمهتم لمستقبل أجياله، وأن لا ندعي إن المشكلة هي في أمريكا وحدها ونحن ملائكة الله على ارضه. بالأمس تعاونا مع أمريكا واليوم نحاربها، استفدنا منها مقابل استفادتها منا، ثم اختلفنا وحصلت القطيعة معها. كلنا يعرف إن أمريكا تتعامل مع دول العالم بحسب قوتها وضعفها. والحقيقة إن علاقات جميع دول العالم فيما بينها تقوم على أساس القوة وليس على احترام المبادئ ولا الإنسانية. أمريكا وكل دول العالم لا تعرف سيادة ومصالح الدول الأخرى ولا يهمها هذا الأمر البتة. من يرى غير ذلك، عليه أن يعيد حساباته. ليس هناك مبادئ في التعامل بين الدول، هناك مصالح دول تتحقق عبر سياساتها التي قد تتغير بحسب مصالحها.
كل الدول تبحث عن أو تنظر إلى مكامن القوة أو الضعف في الدول الأخرى لتحدد طريقة التعامل خنوعا أو احتراما أو استهانة أو ابتزازا. أما ما يعلن من تلك الدولة أو غيرها في وسائل الإعلام ويتنافى مع هذه الحقائق فهو إعلام ليس إلا. أمريكا وجميع دول العالم لا تعرف الأخلاق في تعاملها مع الدول الكبيرة والصغيرة، هناك تعامل أساسه المصالح ولا يوجد تعامل دولي أخلاقي ولا مبدئي ولا إنساني ولا إقليمي ولا قومي ولا إسلامي ولا عقائدي أو مذهبي. من لديها مثل هذا التعامل، فهي دولة ضعيفة بائسة لا تقوى على مجابهة الدول الأخرى. ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس أمنها وقرارت المنظمات الدولية إنما تقوم على أساس مصالح الدول القوية.
هذه غزة وهؤلاء العرب والمسلمين، فماذا فعلوا لها؟ وماذا فعلوا لأجلها؟ بدلا من أن يقفوا معها ويدعموها، تنحوا جانبا ليتفرجوا عليها وهي تُضرب وتُدمر وتُباد. بعضهم شَتم فلسطين من أولها لآخرها ووصل الأمر عند كثير منهم إلى ن يقفوا مع إسرائيل بالمال والدعم العسكري بالسلاح والرجال. معيار الفصل في التعامل بين الدول هو القوة. أمريكا وجميع دول العالم تتعامل بِمنطق القوة. دولة بدون قوة دولة لا سيادة لها، لأن مثل هذه الدولة لا تقوى على حماية نفسها وحفظ سيادتها. قوة الدولة ليست بالضرورة أن تكون قوة عسكرية وإن كانت هذه القوة لا يمكن الاستغناء عنها البتة. قوة اية دولة اليوم تبدأ بالاقتصاد قبل السياسة وبالشعب قبل الجيش.
هناك مصطلحات ومفاهيم نفهمها بالمقلوب أو نَقلبها ونَدعي فهمها. قوة اقتصاد أية دولة هو الأساس ووحدة الشعب ورضاه عن حكومته هو المعيار. قوة الاقتصاد بتنوعه وتعدده وليس بأحاديته، ورضا شعبه بوعيه ورفاهيته. أبحث عن أسباب قوة الدول القوية وضعف الدول الضعيفة، ستجد أن الأمر أوله اقتصاد وشعبٍ راضٍ وثانيهما وثالثهما وأخيرهما امور تضاف لقوة الدولة ولا تنقصها. حتى الخيرات الكثيرة لا فائدة منها إن لم يك هناك شعب موحد الصفوف وإدارة قادرة على إدارة الشعب وخيراته لتبني قوة تهابها أمريكا وغير امريكا.
وحدة الصف الوطني هي القوة المنيعة. فإن لن نجد من يوحد صفوف العراقيين، فعلينا أن نعمل على وحدة هذا الصف بحدودها الممكنة لبناء العراق وللوقوف بوجه أمريكا وغيرها. بتفرقة الصف الوطني لن تخشانا أمريكا، ولن تهابنا دول المنطقة، ولن تحترمنا دول العالم. هذا ليس تشاؤما، بل حساب قوة الدولة العراقية. كل دولة تحتاج البشر قبل الخيرات، وتحتاج من ينظم ويدير البشر والخيرات معا. عدم القدرة على ذلك يعني إن هناك عيبا ما ليس في البشر وليس في الخيرات، لكن في من ينظم ويدير هذا وتلك.
لنعيد حساباتنا لنقف بوجه أمريكا وغيرها ونفرض عليها احترامها لنا. لنعد حساباتنا لنكون أقوياء بما لدينا. نحتاج إدارة قوية هدفها الأول والأخير هو مصلحة العراق دون مصالح الدول الأخرى ومهمتها خدمة العراق أولا وثانيا وإلى ما لا نهاية بعقول منفتحة وفاهمة لما يجري وما هو مطلوب. وبخلاف ذلك، ستبقى أمريكا تتجاوز على العراق وسيادته وتضرب منه ما تضرب، وتحاصرنا ما قدرت على ذلك، وتحاربنا في كل مكان. العراق بحاجة إلى إعادة تنظيم وترتيب أولوياته، فأمريكا لن تتوقف عن الضرب والقصف وإيذاء العراق حتى نوقفها نحن ونوقف غيرها بقوتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة