الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجمات على العراق وسوريا: عربدة أمريكية وخذلان عربي

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2024 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


استهدف العدوان الذي بدأته الولايات المتحدة الأمريكية على العراق وسوريا يوم الجمعة 2/2/ 2024 فصائل المقاومة الداعمة للفلسطينيين في الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على غزة والضفة الغربية، وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن بصلافة ان هذه الهجمات هي بمثابة رد أولي على الهجوم الذي شنته المقاومة العراقية على قاعدة " البرج 22 "، وإنها ستستمر، ولم يحدد فترة زمنية أو شروطا معينة لوقفها.
بايدن الذي يأمل بالفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في بداية شهر نوفمبر من هذا العام، يعاني من فشل إدارته في التعامل مع مشاكل الهجرة غير الشرعية، والتفرقة العنصرية المتصاعدة في المجتمع الأمريكي، والحرب الأوكرانية، وتدني شعبيته، لا يريد أن يظهر ضعيفا أمام خصومه ومنافسه المتوقع دونالد ترامب، ولا يرغب في التورط بحرب إقليمية في هذا الوقت. ولهذا فإنه أمر بضرب العراق وسوريا، وتجنب ضرب إيران التي تزعم إدارته بانها الداعم والممول والمسلح لفصائل المقاومة التي تهاجم القواعد الأمريكية في العراق وسوريا. فهل ستنجح إدارة بايدن في القضاء على فصائل المقاومة في العراق وسوريا؟
من المتوقع أن يفشل العدوان الأمريكي على فصائل المقاومة العراقية والسورية، وأن يقود ذلك الفشل إلى تقوية محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وتعزيز مكانتها وتأييدها الشعبي، وتعقيد جهود التوصل إلى حلول لمشاكل المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وزيادة الضغط على عملاء أمريكا العرب، وزعزعة الاستقرار وتأجيج الصراع في المنطقة على نحو خطير.
والملاحظ هو أن معظم الأنظمة العربية التي لم تفعل شيئا لنصرة الفلسطينيين وإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة واكتفت بإرسال بعض الأطعمة والأدوية، أدانت إما علنا أو سرا هجوم المقاومة العراقية على قاعدة " البرج 22 " الأمريكية، لكنها التزمت الصمت ولم تدن العدوان الأمريكي على العراق وسوريا إرضاء للولايات المتحدة، وأثبتت بذلك خنوعها واستسلامها للإرادة الأمريكية والغربية والصهيونية، وتجاهلها لإرادة الشعوب العربية الرافضة لهذه الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة وإسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
ولهذا فإن الهجوم الأمريكي على العراق وسوريا، وموقف بايدن الداعم للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ليس جديدا أو غريبا؛ فالرجل قال بفخر أكثر من مرة بأنه " صهيوني "؛ وإدارته ما زالت ترفض وقفا دائما لإطلاق النار في غزة، وترفض الربط بين حرب إسرائيل البربرية على غزة وما تقوم به المقاومة الباسلة في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وتحاول تبرير هجماتها على سوريا والعراق واليمن باستخدام ذريعة دعم إيران لفصائل المقاومة وتهديدها المزعوم لدول المنطقة، وما زالت تراوغ وتكذب عن " التزامها بحل الدولتين " لإنهاء الصراع وتحقيق سلام دائم في المنطقة.
حرب إسرائيل على غزة المدعومة أمريكيا وأوروبيا ومن معظم الدول العربية لم ولن تحقق أيا من أهدافها المعلنة بعد مرور أربعة أشهر على اندلاعها بسبب بطولات الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري ومساندة محور المقاومة، وستفشل، وسيكون لفشلها نتائج إيجابية على صعيد القضية الفلسطينية ومستقبل الوطن العربي، وتداعيات سلبية هامة على وجود ومخططات دولة الاحتلال، وعلى الهيمنة الأمريكية على دول المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال