الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى جمهورية ايران الاسلامية , بعد السلام عتاب

محمد رضا عباس

2024 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ان وقفتكم مع الشعبي الفلسطيني هي وقفة مشرفة وسوف يذكرها التاريخ بعد ان خذلها القريب والبعيد . لقد قدمتم المال والسلاح الى القوى المقاومة في العراق ولبنان وسورية واليمن , وهذه تضحية كبيرة من جانبكم مع كل المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها شعبكم . واكثر من ذلك , لقد وضعتم الدولة الإيرانية في دائرة خطر الحرب وانتم تصرون بالدفاع عن الكرامة الإسلامية والحق العربي . وانا هنا لابد وان اسجل احترامي وتقديري لكم ولقيادتكم .
ومع هذا اجد نفسي مضطرا بتذكيركم , بان المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمونها يجب تقدم الى حكومات وليس افراد او مجموعات . نعم من حقكم تزويد سوريا بالسلاح والعتاد والمال والمستشارين للدولة السورية , لان سوريا , بفضل الجهاديين القتلة , أصبحت تحتاج المساعدة شعبا وحكومة , واي مساعدة تقدم لها , انما يضمد بعض جراحاتها .
لبنان كذلك , وبالاسم حزب الله يقوم بدور حامي لبنان من التمدد الإسرائيلي , ولولا تضحيات حزب الله لما انسحبت من جنوب لبنان .
وهذا صحيح مع اليمن . الحوثيون خاضوا حروب عنيفة مع التحالف العربي دام اكثر من سبعة سنوات , ولولا المساعدات الإيرانية , لكان وضع اليمن غير الذي عليه الان . كما , وان من حق اليمن , ومن حق كل دولة عربية وإسلامية التضامن مع أبناء غزة ضد الهجمة البربرية الإسرائيلية .
لا مشكلة بتقديم المال والسلاح الى دول في حاجة لهما , خاصة سوريا ولبنان واليمن .
المشكلة التي اتحدث عنها , هي مشكلة تمويل وتسليح مجاميع عراقية والسماح لها بضرب بعض المواقع الامريكية في العراق وخارج العراق . انها مشكلة , لان العراق ليس سوريا التي تعاني من الإرهاب والاحتلال , ولا لبنان او اليمن . ان تسليح مجاميع مسلحة خارجة عن السيطرة الحكومية يعني تعريض البلد الى مخاطر امنية , انقسام الشارع العراقي , و اظهار حكومة بغداد بمظهر العاجز من السيطرة على البلاد وهو عكس الواقع .
اصبح للعراق جيش قوي وتسليح حديث ولا يحتاج الى مجاميع تحمل السلاح مهما كان السبب . انا متأكد ان حكومة ايران لا تقبل بان يكون فيها مسلحين بحجة حماية ارضها او حدودها او حماية الثورة . ايران مثل العراق , لديها جيشا قويا يستطع حماية امنه من الاعتداءات الداخلية والخارجية . ولهذا السبب لا افهم ماذا تريد ايران من دعم بعض المجاميع في العراق والذي اصبحوا غير مرحب بهم , و حديث مزعج لمواقع التواصل الاجتماعي المعادية للتغيير والذين يتهمون جميع قادة البلاد بالذيول , عبيد ولي الفقيه , وجيش ايران في العراق , ورفض تضحيات الحشد الشعبي الذي سجل أروع التضحيات من اجل العراق ووحدة العراق ارضا وشعبا.
ايران لا تحتاج ان تتخوف من الحدود العراقية , لان الحكومة العراقية اكدت مرات ومرات بانها سوف لن تسمح أي اعتداء على ايران ينطلق من أراضيها . المجاميع المسلحة التي تدعمها لا يستطيعون حماية ايران اذا نشب حرب لا سمح الله , وبالتأكيد سوف لن يستطيعوا حماية الدولة الإيرانية من اندلاع انتفاضة فيه , بل ان هذه المجاميع لا تستطع حماية مدينة عراقية . لقد أصبحت هذه المجاميع شوكة مزعجة في خصر المجتمع العراقي.
العراقيون سوف لن يتخلوا عن دعمهم للقضية الفلسطينية , وسيكون العراق اخر دولة على هذه الكرة من يعترف بسيادتها . فلا احد يستطع المزايدة على وطنية العراقيين وعلى الروح القومية التي يحملونها . انهم هم الذين حموا العروبة من الضياع ابان الحكم العثماني .
انا متأكد ان ايران تحب الخير للعراقيين وتحب ان يكون العراق قويا , ولكن على ايران تعرف ان قوة العراقيين بوحدتهم وان التدخل بشؤونهم مهما كانت الأسباب يعد خرق للسيادة العراقية وانقسام في المجتمع العراقي.
لقد خرج العراق توا من محن لو صبت على الجبال لتهدمت , ولابد ان يقف على قدميه وان يعوض ما خسره شعبه من محن طالت 35 سنة , حتى اصبح افقر مخلوق على وجه الأرض. العراق لا يحتاج غضب الولايات المتحدة او اي مشاكل داخلية او خارجية . العراق يحتاج الى هدوء واستقرار حتى يستطع إعادة ترتيب بيته , ولا يحتاج بين الحين والأخر زفاف طيور الشهادة لشهدائه .
ان دعم مجموعة عراقية بالسلاح والمال خارج إرادة الحكومة العراقية , انما يعرض الامن القومي العراقي الى الخطر , يعرض ارواح المسلحين الى الخطر , تدمير البنى التحتية للبلد , ويخسر التعاون الدولي معه.
أمريكا تعرف جيدا ان العرقيون لا يمكنهم اللقاء مع الإسرائيليون , وانها تحترم ذلك , حيث لم تصدر أي إشارة من الامريكان او دولة غربية تطالب العراق بالتطبيع مع إسرائيل , ولكن بالمقابل لا تريد أمريكا إهانة قواتها المسلحة من قبل مجموعة محسوبة على ايران . الحكومة العراقية هي الجهة الوحيدة التي لها الحق ان تتعامل مع القوات الامريكية , وليس مجموعة مسلحة مستقلة في قراراتها .
ان حكومة السيد السوداني في حرج , الاطار التنسيقي الداعم لحكومة السيد السوداني في حرج , وان المكون الشيعي في حرج . الشيعة يعرفون جيدا , ان التغيير هو الذي اعطاهم حقوقهم في المشاركة في إدارة الدولة العراقية , و في توزيع عادل للثروة العراقية , الا ان بقاء هذه المجاميع تطلق الصواريخ والمسيرات نحو القواعد الامريكية سوف لن ينتج منه , حسب اعتقادي , الا خسارة المكون الشيعي لجميع المكتسبات التي حصل عليها بعد التغيير . انه ليس من الصعب على الإدارة الامريكية من إعادة النظر في قواعد اللعبة , لديها انصار اكثر من نصف العراق لتغيير الخارطة السياسية, وهناك تخسر ايران و المكون الشيعي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عتابك في محله والتعاون لا يعني الاحتلال!!
سهيل منصور السائح ( 2024 / 2 / 8 - 08:48 )
الاخ الكريم بعد التحية: يقول الشاعر
صارت عصا من قبل ما هي عصاتين *** واستضعفت من قبل كانت قويه
واما المرا ما تنضع بين زوجين *** والكل يبغي حاجته منقضيه
واما السفينه ما تسير ابنوخذايين *** تطبع ولا تلحق عليها الرعيه
واما البلد ما تنحكم بين شيخين *** والشيخ واحد يهل الحاسية
مليشيات مسلحة تاتمر من الخارج في بلاد تدعي الاستقلالية هو كذب واضح. على الدولة العراقية تجريد المنظمات من السلاح وجعلها بيد الدولة فقط. حسن الجوار والتعاون بين الدول واجب اممي ولكن التدخلات في شئون الغير باسم الدين والولابة الشرعية لا مبرر له ولا ولاية الا ولاية الدولة باختيار الشعب حسب القوانين المتفق عليها فقط. لا احد يشك بان ما تربط الدول هي المصالح وما اتخاذ الدين الا وسيلة لنيل ذالك. ليس هناك ولاية فقيه مطلقة واذا دولة تبنت ذالك فذالك شانها وحدها . نتمنى الخير والازدهار للعراق الشقيق بعيدا عن التبعية لايديلوجيات لا دليل عليها.


2 - جمهورية ايران الاسلامية
محمد رضا عباس ( 2024 / 2 / 8 - 18:10 )
شكرا اخي سهيل على قراءتك المقال و تعليقك الحضاري عليه . نعم لا يجوز لاي دولة ومهما كانت الاسباب بدعم منظمات مسلحة مهما كان السبب لانها تقلل من شان الحكومة المركزية ويعد تدخل فاضح في السياسة الداخلية . العراق منذ البداية يدعم القضية الفلسطينية وما زال يدعمها ولكن بنفس الوقت يجب رفض اي مجموعة مسلحة مدعومة من الخارج و تتمركز على الارض العراقية
لانها تخلق فوضى في صنع القرارات , وبالتالي تصبح خطر على الدولة . اعتقد على الدولة ان ترسل رسائل لايران لوقف التدخل , واعتقد ان ايران استجابة للطلب . مرة اخرى اشكرك جدا على ملاحظاتك

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة