الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القوميون والاسلاميون العرب نوايا حسنة برؤى سيئة ومدمرة!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2024 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يجب علينا التفريق بين مسألة (صناعة نظام سياسي أو تيار وتنظيم سياسي وديني) من حيث الأصل وبين مسألة (استخدامه) عندما تستدعي الحاجة لإستخدامه وفق المصالح القومية لأمريكا والغربيين أو لمصالح غيرهم!!.. فمع أنني أقول بأن هذه الجماعات الأصولية (اخوانية/ وسلفية وهابية/ وخليط من هذا وذاك) من حيث الأصل ليست صناعة غربية ولا شرقية ولا صنيعة مخابرات أجنبية قطعًا بل هي نتيجة تزواج الواقع العربي (المأوزوم/والمتخلف والمهزوم) مع التراث الديني (الملغوم/والمسموم) مما شكل بيئة خصبة للتطرف القومي ثم التطرف الديني، ضف إلى هذا مشكلة احتلال الصهاينة لفلسطين وإقامة دولة يهودية عليها بالقوة وبدعم سياسي ومالي وعسكري من الغرب وخصوصًا من أمريكا !!... فكل هذه العوامل الثلاث:
(1) الواقع العربي المتخلف المأزوم والمهزوم!
(2) التراث الديني الملغوم والذي اختلط فيه الحق والخير ببعض السموم الخطيرة والقاتلة!
(3) مشكلة فلسطين المحتلة!
هي - في مجموعها - ما شكل ((البيئة الاجتماعية الخصبة)) لظهور المشروع الاسلاماوي الأصولي المتطرف على انقاض المشروع القومي الاشتراكي الشمولي المنهار الذي جاء بدعوى انقاذ الأمة فزاد طينتها بلة وعلتها علةً على طريقة المثل الشعبي: "جاء يبغي يكحل العين فعماها!!" وهكذا فعل أصحاب المشروع الاسلامي الأصولي فهم جاءوا - وبنية صادقة ولكن برؤية طوباوية سطحية متخلفة - ليعالجوها فعموها !! القوميون الاشتراكون أعموا العين اليسري، فجاء الاسلاميون فأعموا العين اليمنى!! وهكذا صرنا عميانًا وسط كل هذا الظلام ، نتخبط ونصرخ وسط المتاهات !!.


فهذا هو أساس ظهور المشروع الاسلاماوي الاصولي بكل جماعاته وألوان طيفه فهو من جهة ((تيار اجتماعي شبابي احتجاجي غاضب تجاه هذا الواقع العربي المأزوم والملغوم والمهزوم))... وهو من جهة ((محاولة مجتمعية سطحية (عاطفية) متطرفة للنهوض والتغيير))... النوايا حسنة والرؤى سيئة ومتخلفة !!...هذه هي حقيقته وطبيعته ... وليس (الاسلام السياسي) قطعًا صنيعة المخابرات الغربية وكذلك من قبله التيار القومي العروبي الاشتراكي، فكلاهما محاولة اجتماعية احتجاجية (عاطفية) غاضبة ومتطرفة لتغيير الواقع العربي المأزوم والمتخلف بل والمهزوم أمام الغرب واسرائيل!!.. هذا هو أصل نشأة هذين التيارين العربيين (الديني والقومي) ولكن - مع اقرارنا بهذه الحقيقة الاساسية والموضوعية - فإنه يمكن للمخابرات ، غربية أو شرقية أو صهيونية بل حتى عربية أو ايرانية أو تركية..الخ، في بعض الحالات والأوقات، تجد أن من مصلحتها دعم هذه الجماعات الاسلاماوية سواء الجماعات ذات الطابع السياسي كالاخوان أو ذات الطابع القتالي والجهادي والارهابي كالدواعش وانصار الشريعة وما شابه، فتدعمها سرًا بالمال والمعلومات المخابراتية أو حتى بالسلاح أو بالدعم السياسي والدبلوماسي لغاية خبيثة ووفق لعبة ماكرة!!... وقد تعلم هذه الجماعات هذه الحقيقة ولكنها قد ترى أن من مصلحتها البرغماتية القبول بهذه المساعدات - مرحليًا - إلا أنه - كما نعلم علم اليقين من تجارب كثيرة - فإن هذا الزواج السياسي ((القذر)) هو زواج مصلحة وزواج متعة لذا لا يعمر طويلًا بل يتحول في الغالب إلى شقاق وطلاق وعداوة وحرب دموية بين الطرفين وقد توجه هذه الجماعات للحكومات الغربية أو العربية التي كانت تدعمها ثم انقلبت عليها ضربات ارهابية في فترة الشقاق والطلاق كما حدث مرات عديدة!.


والحقيقة الكبرى التي لا يعتريني فيها أي شك أن هذه المخابرات الغربية أو العربية لم تستخدم هذه الجماعات الاسلاماوية الاصولية فقط في ادارة اللعبة وتمرير مخططاتها في المنطقة بل استخدمت أيضًا أنظمة عربية وحكامًا عربًا واستخدمت معارضيهم في إدارة هذه اللعبة القذرة والخبيثة التي تديرها للحفاظ على مصالحها في منطقتنا وللحفاظ على أمن ربيبتهم (اسرائيل)!، فتارة تنجح في تحقيق اغراضها ومصالحها وأحيانًا تفشل، فليس بالضرورة أن تنجح كل مخططات وألاعيب المخابرات والحكومات الغربية في منطقتنا فهي ليست إلهًا لا يغلط في الحساب ولا يسهو بل هي إدارة بشرية للأمور لذا فهي تارة تنجح وتارة تفشل وتارة ثالثة ينقلب السحر على الساحر وتدفع الثمن غاليًا من الأموال والأرواح جراء فشل تكتيكاتها ومخططاتها كما جرى في العراق وافغانستان وليبيا وسوريا وغيرها !! وهم أنفسهم يعترفون بالفشل في عدة تجارب !!
هذا هو تحليلي للأمر ، فأنا مع تأكيدي ويقيني أن هذه الجماعات الاسلاماوية وهذه المعارضات السياسية العربية بل وهذه الانظمة العربية ليست صنيعة الغرب من حيث الأساس إلا أن الغربيين في بعض الأوقات والحالات - وعند الحاجة - يتمكنون - بخبث ودهاء - من استخدام هؤلاء وهؤلاء ((الحكام ومعارضيهم اسلاميين وغير اسلاميين)) لتحقيق مصالح تتعلق تارة بأمنهم القومي ومكاسبهم الاقتصادية وتارة بأمن ربيبتهم اسرائيل!!... هكذا تبدو لي المسألة عند التدقيق والتحقيق والتدبر العميق... فما هي الاعتراضات على هذا التحليل وهذا الرأي مع خالص الشكر والتقدير؟؟؟
أخوكم العربي المسلم (الليبرالي) المحب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح